أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ماجد صفوت استمالك - -تمرد- علي السفينة باونتي















المزيد.....

-تمرد- علي السفينة باونتي


ماجد صفوت استمالك

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 18:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كمحاولة للتقارب بين ثقافات الشرق و الغرب اقترح احدهم تجربة جديدة بأن يشترك اديب مصري و أديب غربي في كتابة قصة واحدة علي ان يكتب كل واحد منهم فصل بالتتابع بشرط ان لا يتدخل ايهم فيما يكتب الاخر بل يقرأ ما كُتب ويكمل من بعده
وقد كان واليكم ما كُتب
الفصل الاول للكاتب الغربي استاذ الكتابة الرمزية
سارت السفينة باونتي في عرض البحر هادئة في رحلة الصيد الموسمية المعتادة ، الكابتن في حجرته العلوية يكتب و يدون يوميات الرحلة بدقة ، رئيس البحارة يتلقي تعليمات الكابتن ويشرف علي تنفيذها ، البحارة موزعون بين الاشرعة و شباك الصيد و الرائي معلقا فوق الصاري محتفظا بمنظاره ، الطاهي و العامل وهم الطبقة الاقل مهمتهم الطهي و نظافة السفينة و خدمة الطاقم باكمله ، سارت الايام متشابهة بين ابحار و صيد في الصباح و سمار في الليالي حتي اليوم الخامس و العشرين حينما جاء الصياح من اعلي الصاري "عاصفة" ورأي البحارة تجمع السحب و بعدها بقليل كانوا وسط عاصفة اقسي من كل ما شهده كل منهم في حياته ، اعاد رئيس البحارة توزيع الرجال علي حبال الاشرعة وعلي غرف المؤن لمعادلة الوزن في السفينة و البقية لتجهيز قوارب النجاة كإجراء وقائي ووقف بنفسه علي الدفة ، و كان للطاهي والعامل دور ايضا فكانت مهمتهم هي نزح الماء المتسلل للسفينة المثابرة ، تكاتف الكل بهدف مجاوزة المحنة ولكن خارت قواهم ولكن بدت النهاية قريبة ، في هذه اللحظة تدخل الكابتن و ازاح رئيس البحارة و امسك بالدفة وعلي خلاف المعروف ادار مقدمة السفينة تجاه الامواج في لحظة بعينها ، و امر رئيس البحارة بالابقاء علي نفس الاتجاه .....
انتهت العاصفة والسفينة باقية و نجي الطاقم بأكمله و اتي نهار اليوم السادس و العشرين ليشهد مغامرة من نوع اخر
الفصل الثاني للكاتب المصري رائد الواقعية
مع نهار اليوم السادس و العشرين ارتاح البحارة و اعادوا ترميم وتنظيم السفينة وفي نهاية اليوم مع جلسة السمار المعهودة تكلم احد البحارة عن مهارة الكابتن التي انقذتهم و انتهره اخر بأن الكابتن لم يفعل الا القليل ، وسرت الهمهمات بينهم تتسآل من سبب نجاتهم ، انقسم البحارة فيما بينهم ومع غضب البعض وصياح احدهم بأن يداه تخدلتا من حبال الاشرعه و انفعال اخر بأن الكابتن لا يملك قوة اي منهم ، و اين كان الكابتن من اول العاصفة ؟ ، قال العامل انه كان في قمرته يقرأ و يدون كعادته و اضاف الطاهي انه ادخل اليه طعام الغذاء في الطباق الذهبية ، فصاح احدهم منذ متي والكتابه اهم من الابحار ، ثم لماذا ينام هو في قمرة خاصة ونحن في كبائن جماعية ؟ ورد عليه اخر لماذا لا يأكل في الاواني الخشبية مثلنا و اضاف الصياد العجوز انه سمع من اصدقاء قدامي ان الكابتن كان نزيل سجن لندن و انه كان سكير و قاتل قبل ان يسجن ،قال العامل انه يري في رئيس البحارة قائدا افضل للسفينة علي الاقل ينام ويأكل مثلنا ، وتعالي الصياح الغاضب و التلويح بالايدي و جاء الصوت من اعلي الصاري "تمرد"
جاء دور الكاتب الغربي برمزيته ليصلح ما كتبه الواقعي المصري ، وتوقف كثيرا كيف تجدي رمزيته في هذه الحالة و كيف يتصرف الكابتن تجاه طاقم السفينة ، ادرك الكاتب الغربي انه امام ثقافة مختلفة عنه كلية و ان كل محاولاته لايجاد حل واقعي يتناسب مع هذه الثقافة لن تجدي لذلك قرر ان يتباحث مع الكاتب المصري لكتابة نهاية مشتركة فكان حديثهم :
- والان يا عزيزي المصري سأفعل ما لا يفعله الحكام في بلادي ، سنفكر معا فيما يخص بلادكم و لن افكر وحدي ، سأشترك معك في كتابة مستقبل البحارة في تمردهم ، بالطبع لو كنت مكان كابتن السفينة كنت سألقي بهم جميعا في البحر و أنعم بالهدوء ، ولكننا معشر الكتاب يجب ان نبحث دائما عن حل فأخبرني ماذا نفعل
- اقول لك اذا استخدمنا مثاليتك اتوقع ان يقوم البحارة بالتصويت للاختيار ما بين رئيس البحارة والكابتن والنتيجة معروفة و بعدها بعقلانية ورقي يتنازل الكابتن عن القيادة و ينعم رئيس البحارة بالكابينة والاواني الذهبية وعندها نتمني الا تحدث عاصفة اخري او تتوه السفينة في عرض البحر ، واذا استخدمنا بعض من الواقع لدينا سيقوم الكابتن بجمع البحارة و يلقي خطاب حماسي يمدح فيه البعض ويهدد البعض الاخر و بعدها يقسم البحارة درجات ومناصب فلكل فئة رئيس ونائب مع وعد بالترقيات بين المناصب طبقا لما يراه منهم من ولاء و رشوة البعض بنصيب اضافي في الطعام و لا مانع من التحدث بكثرة عن النصيب و القدر و مدح الرضا كفضيلة كبري و لينشغل كل منهم بصراعه الشخصي ولتستفحل الصراعات ولا يكون هناك حل لكل صراع الا لدي الكابتن و يصبح بقاءه مطلب شعبي او بالاحري مطلب بحاري
- بالطبع ارفض المثالية الزائفة في السيناريو الاول لانها تهدف لمبدأ بعينه خارج منظومة مباديء مكملة و متممة له وتصبح النتيجة انتصار للمبدأ لذاته وليس انتصار للمبدأ لأجل صالح الانسان ، فبئس نظام قائم ليس الانسان هدفه ، وايضا ارفض الديكتاتورية التي تهدف للسيطرة و تسعي فقط للبقاء في السلطة علي حساب الانسان ، انا ارفض السيناريو التاني ايضا واتمني الا يكون هذا ما يحدث في بلادكم
وبعد مباحثات كثيرة بين الكتاب توصلوا لسيناريو مشترك لختام قصتهم
في اليوم السابع والعشرون عرف الكابتن ما دار في جلسة سمار الليلة السابقة و طلب من رئيس البحارة ان يخبر طاقم السفينة ان الكابتن سيحضر جلسة السمار و يسمع منهم و يتحدث معهم مباشرة ،، كان امام الكابتن خيارين ، إما ان يكون رئيسا علي قطيع جهلاء – وهو الخيار الاسهل - ، وإما ان يكون قائدا لطاقم بحارة محترف وهذا الخيار يحتاج لسنوات لتحقيقة واختار الكابتن ان يكون قائدا لا ان يكون قرصان ، وفي المساء جلس معهم الكابتن و سمع منهم واتفقوا معا علي حقوق كل فرد في السفينة وايضا علي واجباتهم و دون الكابتن كل هذا في وثيقة تكون الفاصل في اي خلاف ، اتفقوا علي ان يطلعهم القائد علي كل شيء وفي المقابل يثقوا هم فيه ، اتفقوا ان تكون لهم جلسه اسبوعية معه مباشرة لمراجعة وتصحيح اي اخطاء منه او منهم و ايضا للتعلم و الارتقاء فيعلمهم من خبراته ، ان يرتقي بهم و إلا ستنهار المباديء وتغرق السفينة



#ماجد_صفوت_استمالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي مقهي العشاق
- قصة سياسية قصيرة
- قصة اقتصادية قصيرة
- فوبيا الحرية
- الأقطاع الفكري
- غريزة الكراهية
- عن التحرش


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ماجد صفوت استمالك - -تمرد- علي السفينة باونتي