أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مزن مرشد - جمعية الحجر الأسود السكنية وحكاية الكلب المفقود .. فشلت في تأمين مسكن للمواطنين .. ونجحت في إيواء متسكعي الليل















المزيد.....

جمعية الحجر الأسود السكنية وحكاية الكلب المفقود .. فشلت في تأمين مسكن للمواطنين .. ونجحت في إيواء متسكعي الليل


مزن مرشد

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:23
المحور: حقوق الانسان
    


ضياع طفل. تلك قضية , أما ضياع كلب, فلا احد يكترث لذلك .

ولكن, ماذا لو كان البحث عن الكلب يوصلنا إلى طفل , وصبية , وامرأة, ومراهق محروق, ولص فار?!‏

ليس حيا مهجورا , ولا نائيا , بل هو حي من أكثر أحياء ضواحي دمشق اكتظاظا, ولا يبعد عن وسط العاصمة أكثر من ثلث ساعة فقط لا غير.‏

عندما تنبهنا إلى قضية الأحياء العشوائية وأردنا أن نجد لها الحلول بالبدء بمشاريع الإسكان المنظم عن طريق الجمعيات السكنية, كنا موفقين نظريا بالفكرة,وفاشلين بالمطلق من الناحية العملية , فقد عودتنا هذه الجمعيات ان تسير بسرعة السلحفاة , ليبقى البناء معلقا عشرات السنين والمسكن الذي يستكتبه الأب قد يستلمه الحفيد هذا إذا اكتملت الجمعية وأنهت أعمالها.‏

قد يتساءل البعض ما علاقة الكلب بالقصة ?‏

الكلب هو كل القصة . وتعالوا لنعرف كيف?‏

حي عشوائي مكتظ بالسكان. في الوسط تماما بناء طابقي يعود لإحدى الجمعيات السكنية قد يكون حلاً للبدء بتنظيم الأحياء العشوائية مقابله تماما تقوم إحدى المشافي الخاصة , وسوبر ماركت فيه لبن العصفور وصيدلية وطبيب ومحامي ...يعني من مجاميعه, والقاطن في هذه الجمعية لن يحتاج أن يغادر الحي أبدا فكل ما يطلبه على مقربة منه, لكن البناء بقي على حاله ( على العظم ) منذ عشر سنوات فقط ليصبح مأوى للفارين واللصوص والصيع , ولهذا قامت إدارة الجمعية بوضع باب حديدي على مدخل البناء وأقفلته بجنزير ضخم لتمنع هؤلاء من اللجوء إليه . لكن على مين?!‏

بما أن الحاجة أم الاختراع قام هؤلاء اللذين يتخذون من البناء ملاذا بفتح فجوة كبيرة بالسور الخلفي وأمسوا يدخلون منها وهي بالنسبة لهم أكثر راحة لأنها بعيدة عن أعين أهل الحي وهنا يأتي دور الكلب, حيث قام احد الجيران بشراء كلب مدرب وربطه عند تلك الفجوة, لكن الكلب اختفى بعد أقل من أسبوع ولم يكلف احد نفسه عناء السؤال أين ذهب الكلب?‏

وطبعا لا احد من أهالي الحي يجرؤ على دخول المبني الذي تحول إلى منبع للخوف بالنسبة لهم.‏

الحاجة عيوش معراوي التي تقطن قريبا من المبنى تصف المبنى ببؤرة للشيطان وتقول بأن شيطان هذا المبنى مسها شخصيا فهي أرملة وكان عمر ابنها خمسة عشر عاما عندما دخل مع شلة من الشباب إلى البناء ليلعب معهم الورق فحاول ابنها إشعال بعض النار ليدفئ المكان بواسطة القليل من البنزين فاشتعلت النار بجسده.‏

أصاب وجهه التشوه , والتصقت ذراعاه بجذعه, وهو الآن يتلقى العلاج عند أخته في مدينة حلب لأن والدته لا تملك كلفة علاجه. تقول عيوش : (الشرطة لم تستطع عمل شيء لأنه ما من قانون يمنع الدخول إلى المباني المهجورة وما من قانون يمنع إشعال النار وما من قانون يمنع لعب الطرنيب لذلك لم يكن هناك أي أسباب جرمية تجعل الشرطة توقف أحدا- هكذا قالوا لي- وأنا إنسانة مؤمنة بالقضاء والقدر, وهذا نصيب ابني , ولكن لو لم يكن البناء مهجورا هل كان القدر سيصل إلى هذا الحد?(‏

وهنا يحضرني تساؤل آخر , لماذا يلتجئ مراهق إلى مبنى مهجور مع شلة فاسدة ليلعب الورق ? اعتقد ان الكثيرين يملكون الجواب على ذلك فلو كان عندنا مؤسسات ترعى الشباب في هذه العمر وتشغلهم بنشاطات مفيدة ولو كانت بسيطة تملأ وقتهم وتعزز ثقتهم بأنفسهم وتفتح لهم مجالات الوعي هل كان سيلجأ أي من المراهقين لمثل هذه الرفقة ?‏

سيدة اخرى من سكان الحي قالت : ) الجميع يعلم أن هناك أفعال منافية للحشمة تحصل في الداخل بالرغم من تركيب باب حديدي للمبنى وقفله إلا أن ( الزعران) فتحوا فجوة في الجدار الخلفي للبناء يدخلون منها على هواهم وهي بنفس الوقت بعيدة عن أعين أهل الحي وبذلك يستطيعون ان يدخلوا اليه ومعهم من يشاءون دون أن يراهم احد , لكننا نشعر بما يحصل في الداخل ونغلق أبوابنا خوفا من شرورهم).‏

بعد جولة مستفيضة في الحي, اكتشفت أن أحدا لم يفكر في إبلاغ الشرطة عما يحصل في هذا البناء خوفا من شر اللصوص, فهل أمسى الجاني أقوى من القانون وهل ضعفت ثقة المواطن بالجهات المعنية , ثم لماذا وصل البعض إلى الحد الذي لم يعد يثق فيه بأن صوته سوف يسمع حتى لو اشتكى.‏

رائد الاحمد صاحب السوبر ماركت المقابلة قال :( لم نشتك أبدا, ولماذا نشتكي ?, ما الذي ستفعله الشرطة? , سيأتون في النهار وطبعا في هذا الوقت لن يجدوا أحدا وسيقولون لنا اخبرونا عندما تلاحظون أي شيئ ? وفي الليل لن يرد هاتف المخر علينا وأنا متأكد من ذلك والاهم من ذلك نحن لا نريد وجع الرأس سيأتينا وجع رأس اذا ابلغنا الشرطة فمنذ عام ابلغ احد الجيران المخفر بوجود زعران بالمبنى أتت الشرطة ولم تجد احد لكن الرجل افاق بعد يومين على تكسير نوافذ منزله وكانت هذه رسالة لكل أهل الحي )‏

ويقول رائد بأنه بنفسه يرى أشخاصا يطلون من شرفات البناء دون خوف من احد ويشعلون الإطارات الكاتشوكية ليلا لينبعث الدخان الخانق والمقرف على كامل الحي وهو منفى لكل شيئ يسكرون يلعبون القمار وكل شيء.‏

اضاف :(وأنا متضرر شخصيا من وضع البناء على هذه الحال لأن أهل الحي لايمروا من هنا بعد الساعة الخامسة مساء وبالتالي تتوقف عندي حركة البيع والشراء وما لنا الا الله).‏

هذا الشاب الذي لا يتجاوز العشرين من عمره يعتمد على نفسه في كل شيئ فهو من اشترى الكلب المدرب - الذي ضاع لاحقا - وربطه عند الفجوة المفتوحة في سور البناء وهو يؤكد بإلحاح بأنه لن يخبر الشرطة لأنه واثق بعدم جدوى الشكوى من جهة ويخشى هؤلاء الخارجين على القانون من جهة أخرى وعندما سألته عن اعتقاده بأن المجرمين أقوى من الشرطة هز رأسه وقال: ( ما بعرف) .‏

لم أشأ أن أخبر رائد بأنني عندما دخلت الى المبنى وجدت جثة كلبه المدرب.‏

في الصيدلية المواجهة للبناء قالت الصيدلانية بأنها لم تر شيئا, لكنها منذ ان فتحت في الحي تعلم قصة البناء ولذلك تغلق صيدليتها مع بداية المساء, وتقول الله يغنيني بدوام نصف اليوم فقط.‏

الغول يسكن البناء‏

أما أم روان فزوجها يعمل خارج القطر وهي تعيش وحدها مع بناتها الثلاث في منزل مطل على البناء تقول :( أسمع أصوات مختلفة في الليل, ضحك أحيانا ( كأن أحدا فقد عقله) , وأحيانا أصوات مشاجرات, ومرات قليلة ميزت أصوات نساء ,.... ونادرا صراخ مفزوع , إلا أنني لا أجرؤ حتى على الإطلال برأسي من النافذة لأستوضح الأمر بل على العكس تماما اقفل بابي وأتأكد من إغلاق نوافذ منزلي جيدا وأقول يا رب احميني أنا وبناتي ).‏

كانت جداتنا تخيفنا بقصص الغيلان والوحوش التي تأكل الصغار حتى لا نخرج ليلا من الدار وجاءت قصص الأمهات أقل رعبا فروت لنا قصة ليلى والذئب كي نخاف من الغرباء ونمتنع عن اللعب بالطريق, تشابهت غاية الجدة وغاية الأم لكن كل بطريقتها.ثم جاءت نظريات التربية الحديثة لتقول لنا بألا نخيف أطفالنا وأن نربيهم على الشجاعة والمواجهة ولكني أؤكد لعلماء التربية أن نظرياتهم قد لا تنفع في هذا الحي فكيف ستفهم روان بأن عليها أن تبقى بعيدة عن البناء وبأن عليها ألا تفكر بالدخول إليه لا وحدها ولا مع احد, روان ابنة الثمانية أعوام قالت : ) ماما حلفت بالله أن الغول بالبناء( وعادت تستحلفني بالا أنسى أن أنبه أطفالي بألا يقتربوا من البناء ولا حتى بالنهار وأردفت الطفلة :( لهذا السبب نحن لا نفتح نوافذنا أبدا,ولا حتى في الحر).‏

أصبحت البيوت الآهلة سجنا لأصحابها بسبب بيوت مهجورة تجاورهم.‏

الطفل أحمد عريضة وصديقه عبد الرحمن اللذين كانا ورائي منذ وصولي إلى الحي قالا بأنهما يرغبون بالدخول إلى البناية ليروا اللصوص اللذين بداخلها لكنهم يخافون لأن اللصوص قد يسرقونهم أيضا فقد نبهت عليهم أمهاتهم ألا يقتربوا من البناء وألا يلعبوا في محيطه لأن اللصوص والنور اللذين يسرقون الأطفال هناك.‏

في الداخل‏

عندما قررت ان ادخل الى البناء لم ينصحني احد من اهل الحي لكن الحج حمد عبد الرحيم المستفيد من احدى شقق المشروع شجعني ودخل معي وقد دخلنا طبعا من الفتحة الخلفية في الجدار لأن باب البناء الحديدي مقفل, لا أدري ماذا أقول , لقد أوجعتني المشاهد .‏

في الطابق الارضي لم يكن سوى آثار حرق لاطارات كاوتشوكية وعظام حيوانات (رأس خروف واقدامه وعظام دجاج) وعلى ما يبدو ان احداً ما قام بشي هذه اللحوم هنا .‏

في الطابق الاول الفني في الفسحة بين ابواب الشقق كانت جثة الكلب الذي فقده اهل الحي متآكلة وما يدعوني للقول بأن الكلب قتل هو وضعه في الرواق الممتد بين مطلع الدرج ومداخل الشقق في الوسط تماما والحبل الذي حول عنقه ممدود بشكل مستقيم باتجاه مدخل الشقة الثالثة التي تتوسط الرواق وتقع في عمقه ( طريقة مسرحية تماما في وضع جثة الكلب المسكين).‏

ومن الطابق الاول وحتى الرابع وفي كل شقة دون استثناء وفي كل غرفة ودون استثناء قطعة نسائية داخلية وأحيانا طقم داخلي من قطعتين ناهيك عن الاحذية النسائية ( فردة واحدة غالبا) والثياب الخارجية الممزقة وفي مطابخ احدى الشقق الشبه منتهية اعمال الاكساء فيها كان الوضع افضل قليلا فسجادة قديمة بالارض وزجاجة مشروب كحولي مكسورة الى جانبها ( عرفتها من لصاقة الزجاجة الورقية وقد كتب عليها - جن.....الممتاز-) وفي الجهة الأخرى من السجادة سترة رجالية ممزقة من الجلد الصناعي, أما على الرف الرخامي للمطبخ فكانت قطعة نسائية داخلية من النوع الذي يقال عنه ( عراسية) .‏

وعلى الجدران عبارات الحب والوداع والفراق والعذاب والذكريات الجميلة احيانا‏

وطبعا تستطيع ان تتخيل اخي القارئ ما الذي يحدث في هذا البناء.‏

لكن المفاجأة الاكثر ادهاشا كان وجود لعبة طفل في المكان وكنزة صوفية ممزقة وقطعة داخلية لطفلة ما يجعلني اتساءل هل استخدمت اللعبة لاستدراج احد الاطفال الى هنا ? وهل ابلغ احد عن حادثة خطف أو اغتصاب أم أن الخوف أيضا منع هؤلاء من الشكوى?‏

ولم تعد القصة,قصة جمعية سكنية تأخر إنجازها, أو شكوى لم يستمع لها احد , بقدر ما باتت انتهاكا صارخا للإنسانية , واغتيالا للطفولة.‏

قصة الجمعية‏

محمد خير موسى, مواطن مثلنا جميعا, أقصى أحلامه أن يملك منزلا يسكنه في وطنه, وكيف السبيل إلى المنزل الذي أصبح حلما مع وضع اقتصادي متواضع إلا بالسفر, جمع أحلامه في حقيبة ورحل, وتمنى ألا يطول الغياب.‏

بعد عدة سنوات استطاع أن يجمع مبلغا ليضعه في جمعية سكنية فالحال لا يسمح بشراء منزل مباشرة ودفع ثمنه كاملا, وفعلا كانت جمعية الحجر الأسود للسكن والاصطياف أفضل من غيرها فقد استبشر كل من سجل فيها خيرا خصوصا بعد أن انتهت من أعمال البناء بعد عامين فقط من إنشائها, وبدأ بعض المسجلين باستلام مساكنهم والبدء بإكسائها, ولكن العوائق بدأت, فالمياه والصرف الصحي والكهرباء لم تصل أبدا إلى البناء حتى هذا اليوم وبذلك بقيت الشقق الشبه منتهية على حالها وأصحاب الشقق الأخرى لم يتجرؤوا على البدء باكساء شققهم والجواب واحد عند المسؤولين عن الجمعية :( لا مال لدينا( حتى بلغ عمر البناء عشرة أعوام.‏

عقوبات جماعية‏

يقول محمد خير موسى الذي يزور الوطن بإجازته السنوية :( في كل عام آتي فيه لزيارة الأهل أقول في نفسي هذه آخر إجازة في بيت الوالد وإنشاء الله العام القادم نهائي وعلى بيتي! لكنني أعود في العام التالي لأجد الحال على ما هو عليه لا جديد,‏

عندما ذهبت إلى ليبيا في عام 1974 قلت في نفسي كلها كم سنة وبرجع, مر ثلاثون عام ولا زلت احلم بالعودة,وأحلم بالمنزل الذي سألونه بيدي وأربي فيه أطفالي ولكن أطفالي أصبحوا رجال ولم يعد في العمر أكثر مما مضى فإن عدت أين سأسكن? في بيوت الإيجار? وبعد كل هذه الغربة.على ما يبدو لا أمل لنا في بيت نملكه قبل أن نموت والباقي على أولادنا فليتابعوا هم الجمعية وأتمنى أن يستطيعوا ان يحققوا هم حلمي بأن يكون لهم منازلهم الخاصة.أما هذه الجمعية فانا سلمت امري لله لأن القائمين علينا يطبقون علينا عقوبات جماعية فتوقف العمل وبقاء الوضع على حاله يبررونه بعدم تسديد المستحقات المالية لبعض المكتتبين, اذا فليوقفوا العمل لهؤلاء اما انا ومن مثلي ممكن دفعوا كامل مستحقاتهم المالية. السؤال الذي يلح علي دائما : هل سأسكن هذا البيت قبل ان اموت?!)‏

السيد حمد عبد الرحيم مشترك آخر في نفس الجمعية, دفع كامل مستحقاته المالية المترتبة عليه,وما يزال يسكن في منزل مستأجر وهو ينتظر ان يستلم منزله ليسكن فيه وينتهي من معاناة التنقل من منزل الى اخر ويقول : منذ البداية اخترت ان اخصص في الحجر الاسود لأنني ظننتها ستكون الاسرع في الانجاز وهاأنذا لا زلت على حالي منذ عشرة اعوام, راجعت مجلس الادارة الجديد الذي عين منذ عام تقريبا ويرأسه المهندس علي خلف وسألناه عن وضع الصرف الصحي والكهرباء والماء الذي يجب ان يصل الى البناء كي نستطيع البدء بتجهيز منازلنا فقال لي لا نستطيع أن نمدد لكم المرافق العامة والكسوة الخارجية إلا عندما يدفع المقصرون ما عليهم من ذمم.وقد علمنا ان لديهم في الجمعية مبلغ خمسين الف ليرة سورية في صندوق الجمعية وعندما قلت له بأن ينهي هذه العمليات كلها بهذا المبلغ قال لي بأن المبلغ صغير ولا يكفي, وانا اعلم جيدا ان هذا المبلغ يكفي وزيادة لكنهم لا يريدون العمل ولا ندري لماذا من جهة اخرى انا معكم بد ان يسدد المستفيدين ما عليهم, ولكن ما ذنبي أنا وقد سددت كل ما علي, لماذا يؤخذ الصالح بجرة الطالح ,ومن المسؤول عن ملاحقة المقصرين وإجبارهم على الدفع بالطرق القانونية , وتطبيق القانون بحقهم وهو بيع مساكنهم لآخرين لننتهي من هذه المسألة ? من المسؤول ? قولوا لي متى سأسكن في منزلي ? بعد موتي ?!‏

- لا أدري لماذا يكثر الحديث عن الموت عندما يتعلق الأمر بالجمعيات السكنية ?‏

ربما لأن جمعياتنا السكنية عودتنا وبحسن نية أن نشتري منها بيتا يستلمه أحفادنا يتذكرونا فيه بالخير ويترحمون على أرواحنا لأننا اتحنا الفرصة لهم كي يعتبروا أنفسهم من أصحاب الأملاك.‏

من المسؤول?!‏

توجهنا إلى السيد معمر المنيزل وهو احد أعضاء مجلس إدارة الجمعية ويقوم بمهمة المحاسب في مجلس الإدارة الذي قال بأن السبب الوحيد للتأخير هو نقص المال,وقد دعونا إلى اجتماع الهيئة العامة وطالبنا بالمستحقات ولا حياة لمن تنادي.وفي مثل هذه الحالة يوجه إنذار للمقصر بالدفع فاذا لم يستجب نوجه له انذار ثاني يقضي بالغاء تخصيصه,وان لم يستجب يتم الغاء التخصيص وعرض البيوت على مشتركين اخرين ليأخذوا مكانه فيدفعوا كامل المستحقات ويصبح المنزل من حقهم, لكن المشكلة ان هذه البيوت غير مغرية حسب الاسعار والمنطقة لذلك هم مطمئنين لأن أحدا من المشتركين الاخرين لن يرضى بأن يأخذ اماكنهم.‏

المهندس علي خلف رئيس مجلس ادارة الجمعية المعين منذ عام تقريبا قال:‏

(الجمعية تعني عدد كبير من الأعضاء لإقامة أكثر من مشروع سكني في اكثر من منطقة, هذا البناء والذي هو المشروع الأول في الجمعية قد انشئ عام 1996 وعندها لم أكن رئيسا للجمعية , المستفيدين من هذا المشروع وعددهم 18 مشتركاً منهم خمسة فقط دفعوا كامل المستحقات المالية المترتبة عليهم والباقون لم يكملوا أقساطهم وفي هذه الحالة لا نستطيع ان ننجز الأعمال ما لم تتوفر لدينا الملاءة المالية اللازمة والخاصة بالمشروع لأن الأربع وخمسين ألفا التي يتحدث عنها المستفيدون ليست لمشروعهم وإنما هي لكامل الجمعية أي تخص ما يقارب المائة مشترك وأنا لا استطيع ان اصرف هذا المبلغ لأنه يخص مشتركين آخرين أما بالنسبة للمستفيدين في البناء فعليهم الكثير من المستحقات المالية والتي لا تخص فقط اسعار الشقق السكنية المخصصة لهم وإنما أيضا سعر الأرض التي لم يتم إكمال ثمنها لبلدية الحجر الأسود وأنا على ثقة من هذه المعلومات لأنني كنت رئيسا لبلدية الحجر الاسود والذي اعلمه جيدا ان كامل سعر الارض لم يسدد حتى الان مما يتيح للبلدية بأن تضع يدها على كامل العقار وتقوم بتشميعه قانونا حتى تستكمل ثمن الارض, ومن هنا تجدين ان المشتركين اللذين يدعون بأنهم دفعوا كامل حصصهم المالية عن شققهم المخصصة لا زال عليهم المبلغ المخصص لسعر الأرض اضيفي الى ذلك بأننا قمنا بالدعوة لاجتماع عام لكامل المشتركين حتى نشرح لهم الوضع ونوضح لهم مالهم وما عليهم ونطالبهم بما عليهم من دفعات لكننا لم نر احدا منهم , أي وببساطة التقصير من المشتركين أولا وأخير لو أنهم يبادرون لتسديد ما عليهم من أقساط ولو على مراحل لكان تحرك العمل وانحلت القضية وأنا منذ تسلمي الجمعية الى اليوم لم اقم أوقع على اية عملية صرف ولم استلم قرشا واحدا فالقضية كلها بيد المستفيدين , عندما يبدؤون بالدفع يتحرك العمل, الحل الوحيد بيدهم عندما يدفعوا ما يترتب عليهم من ذمم ولو تباعا).‏

المهندس فارس البرغوث رئيس قسم التعاون السكني في دائرة الخدمات الفنية لمحافظة ريف دمشق والذي أكد لنا بأن السيولة الموجودة لدى مالية الجمعية والتي تقدر بخمسين ألف ليرة سورية فقط لا تكفي لإتمام جر الصرف الصحي والماء والكهرباء إلى البناء وقال:(بعد تلقينا للشكاوى على هذا البناء قمنا برفع كتاب لمجلس إدارة الجمعية من اجل دعوة هيئة المستفيدين من المشروع ووضع النقط على الحروف وكما علمت ان أحدا من المستفيدين لم يلتزم بالاجتماع المذكور لذلك من وجهة نظري ان القانون يجب ان يأخذ مجراه بأن يتم فصل المقصرين من الجمعية ودعوة منتسبين آخرين حسب جدول الاولويات ).‏

بانتظار دفع المستحقات المالية للمشتركين , وبانتظار عقد اجتماع هيئة المستفيدين, وبانتظار استجرار المرافق العامة , وبانتظار تنفيذ القانون وفصل من يفصل واستبدال من يستبدل ستبقى القصة معلقة زمنا آخر, وستبقى القصة معلقة على ما هي عليه , البناء مهجور,والخوف منه في الحي , واصحاب الشقق يحملون معاملاتهم ويطوفون بها على المسؤولين على امل أن يسكنوا يوما, والمواطن اكتشف أن القانون لا يحمي الضعفاء.‏



#مزن_مرشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصناعة وتحديات الشراكة السورية-الأوروبية ... الاستفادة منها ...
- سورية...من حلم السيارة الى سيارة الحلم
- حي السيدة عائشة..تعويضات متواضعة لخمسمائة أسرة مهددة بالاخلا ...
- إذا كنا نخشى البالة كيف سندخل في شراكة أوروبية
- في البدء كانت الكلمة
- موت
- تصحيحا لمعلومات جريس الهامس
- معوقات ام عقوبات امام الاستثمار في سورية
- عودة
- الوسادة
- سجن
- الغريب
- حلم
- ديمقراطية
- العرافة
- حمى الاسهم ترفع حرارة السوريون
- الحرب على النساء!!!!
- المرأة والعولمة
- الطفل ومخاطر العولمة
- العولمة والاستثمار


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مزن مرشد - جمعية الحجر الأسود السكنية وحكاية الكلب المفقود .. فشلت في تأمين مسكن للمواطنين .. ونجحت في إيواء متسكعي الليل