أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صبري السماك - حراك سياسي مصطنع















المزيد.....

حراك سياسي مصطنع


صبري السماك

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تأزم الوضع السياسي في مصر ووصل إلي حد الإضطراب ( فالمشكلات الإقتصادية والإجتماعية لا تحصى، وأما الإستبداد السياسي والفساد الإداري والقبضة البوليسية فحدث ولا حرج )كل ذلك قد جعل قطاعات متعددة من الشعب تشعر بالمأساة التي نعيشها ، وبات الضغط على النظام من كافة الإتجاهات،سعيا لتعديل مساره تارة أو تغييره تارة أخري ، ورفع الجميع راية التغيير.
إستجاب النظام للوصفة الأمريكية في حل المشكلات الكبري عبر فلسفة الهزات العنيفة التي تصنع ما يسمى بإعادة الهيكلة أو الغربلة لما تبقى لديه من كروت اللعب، وقد أطلق الجميع على هذه الهزات تسمية الحراك السياسي، ولكن لا أحد يعلم من أين ولأين يتجه .
المشهد العام لجميع أطراف اللعبة يسوده التوتروالتشويش ، و لقد تجلى ذلك بوضوح في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة 2005
قامت القوي الوطنية الديمقراطية بكافة أطيافها بعمل جبهة ضد الحزب الوطني ( متمنية أن تجني ثمار التظاهرات والمسيرات والصوت العالي ضد رأس النظام ) ،ولم تستطع ضم الإخوان لها حيث أنهم قد رتبوا أوضاعهم بشكل مستقل عن هذه الجبهة التي لن تقدم لهم شئ في معركتهم ضد الحزب الحاكم سوي الرطانة والتشويش على عقول الأتباع والمريدين بمقولات مثل الديمقراطية والمساواة وإمعان العقل وحق السؤال والجدال والنقاش وأشياء يتعامل معها الإخوان بمنطق الهوامش لا المتن لذلك فقد كانت النتيجة لمحاولة ضم الأخوان الفشل الذريع .
إتضح للجميع الآن( أو أتمنى ذلك) وهم العمل النخبوي وحجمه الحقيقي في الشارع، وكذلك تدني الوعي العام الذي لا يسمح بإستيعاب مقولات وتراتيل هذه الصفوة (مع كل الإحترام ) فهولاء السادة تصوروا أن مطالبهم الديمقراطية المؤقتة والغير واضحة قد تجذب إليهم القوى الشعبية، متناسين مطالب الطبقات الفقيرة ومأساة تشريد العمال وطرد الفلاحين وتجويع الملايين.
ان توجّه هذه النخبة، عن قصد أوعن غير قصد، لتحييد مقولة وواقع وفعل الصراع الطبقي وكأنه شيء من العصر البائد أو أنه مشكلة خلافية جزئية ،و تفضيل العمل وسط النخبة التي لا تنفع سوي نفسها ولا تتجاوز سوى أعدادها الهزيلة ، و إنضمام مراكز متمولة وعناصر وفئات سياسية مشبوهة وأشخاص مشبوهة لصفوفها بمنطق لمّ الشمل( وليس الإستفادة من حماية اسيادهم الأمريكان كما يقول الخبثاء ) وإكتفوابإستعراضاتهم الإعلامية في كافة القنوات الفضائيةوكأنهم نجوم حقيقين وممثلين حقيقيين لهذا الشعب الذي تحدثوا بإسمه في كل الميادين مما جعل رصيدهم في الشارع ..( ).!!!.كما نراه الآن.
لقد خلت الساحة من الجميع سوى الإخوان والحزب الوطني وتحول المشهد إلى كوميديا أحيانا ً ومأساة في أحيانً أخرى.
شهدنا خناقة بين قط هزيل يسمى الحزب الوطني وبين فأر شقي يسمى الإخوان ودارت المبارة فمن الكر والفر إلى تسديد الأهداف وتحول ما دون الفريقين إلى مشاهدين يتلهفون إلي النتيجة بالتعاطف التلقائي مع الأضعف أحياناً وبالتحسرعلي أحوالهم أحياناً كثيرة وكانت ألعاب وأهداف الإخوان هي الأكثر متعة وإثارة وإرتفعت الصيحات ورايات التهليل فنظّر الجميع لهذة الأهداف التي تنم عن تدريب جيد وجهد جبار وخطة مدرب خبير بالملاعب بينما كانت أهداف الحزب الوطني خاليةمن المفاجئة والمتعة لأنها جميعاً من ضربات جزاء ظالمة وغير صحيحة وبدأ يتسرب للرأي العام أن هناك دائماً نية من الدولة بإستبعاد الإخوان وأن النظام مرعوب من توغلهم وبالتالي يقوم بممارساتة التقليدية :التزوير ، القبض على عناصر الجماعة ، البلطجة ، سلاح المال وشراء الأصوات (ويا ما بالجراب يا حاوي):،وبدا التلفزيون في التعبئة ضد الإخوان ومناقشة شعارهم وتشويهم امام الرأي العام وبدا الجميع مذعوراًمن هذا الصعود والتوغل بأحشاء النظام وكأنهم نبت شيطاني ظهر فجأة وكأن المشاهدين أغبياء أو كأنه ليس هناك خطة للدولة في صعود الإخوان ينفذها الجميع على أكمل وجه على مسرح الأحداث وأن المشاحنات والإتهامات،،،،، مثل الفلفل والشطة والمؤثرات التي يرشها الطباخ الشاطرعلى الطبخة لتزداد روعة مذاقه الحار ولترتفع سخونة اللعب ليشعر بها المشاهدين فتأخذ الصبغة "الواقعية والجادة" و كأنها معركة حياة أو موت( مثلما صرع حسني مبارك عشرة مرشحين أشداء بيد واحدة في إنتخابات الرئاسة 2005)ولكن الطبخة تحولت إلى يخنة أحيانا وأطباق من الفخاخ للجميع ، فالدولة وقعت في فخ فتح النوافذ للتغيير فظهر الحزب الحاكم على حقيقته، مجرد خيال مئاتة، فلا يوجد شئ إسمه الحزب الوطني بل مجموعة من الإنتهازيين المتسلقين على عمود الدولة، بمجرد هز هذا العمود سقطوا جميعاً وضاعت هيبة الحكم والدولة وإنكسر هذا الحاجز بين أي مجموعة جادة وقادرة على عمل شيء وبين التغيير الممكن دائماً بعدما انفشخت قبضة الدولة الحديدية من عضة فأر .
كان الهدف من هذا الفخ أن تظهرالدولة وكأنها ديمقراطية، وكأن الفكر الجديد بقيادة "الرئيس" جمال مبارك قد هز الحزب بقوة حتى يتسنى له اعادة بناءه من جديد وفق المعطيات الجديدة وحسب أفكار لجنة السياسات المتطورة، كما كان هناك هدف آخر لعمل مجسات ميدانية لمعرفة حجم الإخوان الحقيقي في الشارع (حلفاء المستقبل لجمال مبارك) الذي سيعرف من خلال هذه الجولة مدى قدرته للاعتماد عليهم أم أنه مضطر للإستمرارفي التعامل مع حرس الدولة القديم( كمال الشاذلي وأمثاله).
كذلك أتاحت هذه الفرصة للدولة أن تختار المعارضة المستأنسة المتمثلة في الإخوان التي من نفس النسيج ولا تفرق عنها كثيراً سوى بنظافة اليد، حتى الأن، فكلهم مع النظام الرأسمالي ومع كبار ملاك الأراضي ومع التفاوت الإجتماعي ومع الأمريكان ومع جني المال والسلطة والكثير الكثير من الصفات المشتركة بينهما .
وبالطبع سيستفيد النظام من كارت الإخوان بالتلويح به في وجه القوى الوطنية جميعاً ، وفي وجه النظم الغربية المطالبة "بالتغيير والديمقراطية"، بأن الديمقراطية سوف تأتي بالإخوان المتخلفين سياسياً والأشد منه إستبداداً وتشدداً والذين يحكمون بإسم الله والإسلام ولا يمكن تغييرهم بأية آليات سلمية فلا توجد هذه الآليات في أدبياتهم، وليرتعد الأقباط والمرأة والعاملين في مجال السياحة والفن والرياضة ،،،لذا فالإستبداد السياسي مطلوب ومبرر حتى لا يأتي هؤلاء للحكم.
كذلك تم توريط الإخوان أيضاً في نفس الفخ فمثلما إستفاد الإخوان من هذه الضجة الإعلامية وهذا التضخيم المبالغ فيه لحجمهم وقوة منطقهم وتأثيره على الشارع إلا أنه أدى الى مطالبتهم بالتحول من جماعة تقول شعار مبهم ورنان إلى جماعة سياسية مطالبة بأن تقول رأيها السياسي في كافة المجالات وكذلك عمل برنامج يخاطب كافة جموع الشعب من عمال وفلاحين ومهمشين إلي رجال الأعمال وضرورة تحديد موقف واضح من تسريح العمال وتشريد الفلاحين والبطالة والفقر المدقع والملكية الخاصة ورأس المال وتحديد موقف من الأقباط والمرأة إلى المواطنة وحرية الإعتقاد والمساوه وحرية المرأة ، من الصراع ضد الصهيونية والعدوان الأمريكي الدائم للمنطقة العربية إلى المهادنة والمساومة والتمسح بالأمريكان، من الديمقراطية وتداول السلطة و حقوق الإنسان إلى تطبيق الحدود ،من الثورة علي الحاكم الظالم والعدل أساس الحكم إلى حق مبارك المطلق في الحكم مدي الحياة وتوريثه لإبنه فكذلك سيكون خليفة المسلمين مهدي عاكف أوالمرشد القادم وبالتالي سينكشف أمرهم قبل الوصول للهدف.
ولكن العجيب في الأمر، أن الجميع يطلقون لفظ الحراك السياسي على الموقف وكأن أي تغيير أو إعادة هيكلة للحزب الوطني يترجم لدينا حراك سياسي بوصفنا مشاهدين لا مشاركين !!
كما ان الحراك السياسي يجب أن يأتي بقوة دفع قوى متقدمة نسبياً تحاول إزاحة قوى متخلفة
فهل ينطبق هذا على الحزب الوطني والإخوان ؟. ثانياً أن الأغلبية الصامتة 80% لم تقل كلمتها بعد وبالتالي عدم دخول أي من شرائح وفئات الطبقات الشعبية العريضة بالصراع يجعله بعيدا كل البعد عن المشروع الاجتماعي المطلوب و يجعل مذاق اللعب مختلف، من هنا وجب أن تستفيد القوى الإشتراكية من هذه المساحة الممكنة من الإستقطابات الواسعة التي قد تحدث تحت لواء الإصلاح أو التغيير بين الأطراف المتصارعة لتوجيه خطاب سياسي يهدف إلى شق طريق المشاركة وتوجيه المسارات نحو المصالح الطبقية للعمال والفلاحين والمهمشين في هذا المجتمع
. ثالثا ً هل البرلمان الوهمي قادر على فعل تغيير أو تعديل أو حتى تشريع أي شئ معارض لنظام الحكم في مصر ؟
هكذا تظاهرجميع الأطراف بالدهشة وهكذا تحمس الجميع مع اللعب وبدأ الإندماج والتماهي في العبث القائم وانطلقت التساؤلات البلهاء . إلا أن الإدارة الأمريكية أرادت أن تجنبنا شر الحيرة والإلتباس فصرحت بمدى إرتياحها ورضاها عن الإصلاحات الديمقراطية التي تحدث بمصر الآن والحدق يفهم .



#صبري_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيف الطوارئ
- حريق القرية
- لماذا انا شيوعي ؟ ؟؟؟؟؟


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صبري السماك - حراك سياسي مصطنع