أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - مصل الإصلاح من سم الفساد














المزيد.....

مصل الإصلاح من سم الفساد


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 01:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تفاقمت موجات الفساد، وتعالت أصوات الإصلاح، وبين هذا وذاك مفسدون ينادون للإختباء بين طيات دعوات الإصلاح، وكأن الفساد مرض معدي فتاك أصاب طبقة سياسية، ومستعد لعدوى مكافحيه؛ أن لم يتخذوا من وسائل الوقاية الوطنية والتدرع بالمسؤولية، وبما أنه وباء نشرته فئة لا تنوي حياة للمجتمع؛ فالمسؤولية على الجميع بالتشخيص والتشهير والبحث عن علاج.
تتضرر طبقات كبيرة من الفساد، وأولهم المفسدون أنفسهم، وجامع شرائط الفساد كجامع المال لإضرار نفسه؛ وكلما زاد كان أكثر إنحدار وإنحطاط.
نجزم أن الفساد نوع من الأمراض التي تترك عاهات مستديمة أن لم تعالج في آوانها؛ إذا لم يك البحث جدي عن العلاج والوقاية، بل التمعن بالأشخاص المحيطين والملامسين وحتى من زارهم بحسن نية، ولا شفاء المُصاب يعني الخلاص من جرثومة تتحرك بوسائل لا تُرى بالعين المجردة، وقد يحملها الإنسان ولا يشعر بأعراضها إلاّ بعد إستفحالها، وربما نعتقد بشفاء شخص ولكنه يعمل جراثيمها لفترة من الزمن.
تعتقد معظم الشعوب أن الوقاية خير من العلاج، وأن أصابها داء تستنفر كل إمكانياتها للقضاء عليه، ومنها من تخصص 99% للوقاية و 1% للعلاج، ومهما كانت الأمراض؛ فأن علاجها من نفس داءها ومصلها من سمومها، والوقاية منها بعد محاصرتها إضعافها ونقلها مجمدة، ومعرفة طرق إنتقالها وردم البيئة الحاضنة.
إن الحصول على مصل الوقاية يتم بإضعاف الجرثومة المسببة، وحقن الجسم بجرع ضعيفة ليتعرف على جرثومة المرض، ويقدر على مقاومتها أن جاءت بقوة هائلة مهاجمة، وأن أردنا صناعة مصل للإصلاح، فلنأخذ من الفاسدين نقاط ضعفهم ونلزمهم بما ألزموا أنفسهم، وأن أرادوا الإصلاح فعليهم الجلوس للحساب، وقد يبدو غريباً أن طرح أن العلاج من الداء نفسه، ولكنها حقيقة علمية لا تنجح تجاربها؛ إلاّ بالتضعيفوالمحاصرة وأجواء التجميد عن الحركة السياسية والإجتماعية، وبما أن الإصابة مؤكدة فمن الضروري البحث عن علاج الحاضر ووقاية للمستقبل.
بعض الإشخاص لا يخدمون أنفسهم وذويهم بالمال والجاه والمنصب، وكلما إنغمس في مرض الفساد زاد تشوها وتشويها للتاريخ والأوطان.
من الضروري إقتلاع أنياب الأفاعي قبل إستخراج أمصالها، ومن المهم إشعار الفاسدين بقيمة الإصلاح وإرتباطه بالمنظومة القيمة للفرد والإلتزامات القانونية تجاه المجتمع؛ لذلك علينا تعريضهم الى مصحات السياسة وأفران النزاهة، وإطعامهم مرارة المعناة والجوع وويلات الإرهاب، وإيقافهم للقصاص والسؤال عن كل صغيرة وكبيرة، وعن مالهم ومن أين لهم هذا، وعن أفكارهم التدميرية ومن أي جيل تطفلت وتهاجنت بين الدكتاتورية والأنا والإرهاب؛ وأنجبت جيل فاسدين وبائيّن يسعون الى شل حركات الدولة؛ إذن علينا إضعافهم وإستخراج المصول من أجسادهم وتعريف المجتمع بسوابقهم وحواضرهم ومبيتغياتهم، وقلع أنيابهم ومحسوبياتهم، وإعادتهم الى تاريخ ما قبل 2003م، وبأيّ قميص جاءوا أن كان بعضهم يملك قميصاً في ذلك الوقت.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلول عند علي
- هل يفكرون بالإصلاح فعلاً؟!
- الأهم من الإصلاح السياسي
- الباب المفتوح في الأزمات
- كفاءات أُسقطت بسبب الإنتماءات؟!
- إذا أراد العبادي حكومة بعيدة عن المحاصصة
- كلاب الفلوجة في بروكسل
- الرابح الأكبر من التغيير
- الحاجة لدراسة الديموقراطية
- دولة القانون والمتبقي من سيادة الدولة
- جار الخضراء المزعج بين الحكيم والصدر
- ضرورة الإجتماع وضرب الدولة العميقة
- مزاد تحت تهديد السلاح
- الإصلاح بإستقلالية الهيئات
- أين نحن من الإصلاح ؟
- الإعلام المزيف في ساحة سهلة الإختراق
- مَنْ جَمَعَ التحالف الوطني
- التأثيرات الإقتصادية لخفض حرق الغاز
- الإصلاح مطلب شعبي وخلاف سياسي
- اليد المرتعشة لا تضرب بالحديد


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - مصل الإصلاح من سم الفساد