أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - الاحتكار المعلن














المزيد.....

الاحتكار المعلن


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 5142 - 2016 / 4 / 24 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاحتكار المعلن
د. عبد الحسين العطواني
لاشك أن مطلب الجماهير المعتصمة صناعة ثقافة جديدة , وجوهر هذه الثقافة هو التغيير الشامل للحكومة , والإطاحة بالفساد والاستبداد بعد أن عانى الشعب طويلا من طغيان المفسدين , فهم طامحون إلى إحداث تحولات عميقة وجذرية وسياسية واجتماعية , فلا يخفى على الجميع أن هناك ثلاثة أطراف أساسية في المجتمع , (الأرض , والإنسان , والدولة ) , تكمن معرفة تاريخ أي مجتمع ودينامية تطوره في فهم جدلية العلاقة بين الأطراف الثلاثة , وفي تاريخ الدولة فأن المجتمع العراقي حتى يوما هذا , يمثل الصراع السياسي عليها ابرز سمات عملية التطور السياسي , ذلك نرى من يصل إلى السلطة كيفما كانت وسيلته يستطيع أن يتحكم في الأرض , والإنسان معا , لهذا حتى عملية الوصول إلى السلطة تعني التحكم في قدر كبير من الثروة والقوة وتسيير المجتمع وفقا لمصلحة الجماعات المسيطرة.
لذلك فإن السائد في العراق إطار مظهري وشكلاني لمؤسسات الدولة , لكنها في حقيقة الأمر سلطة جهوية لا تنظر إلى المجتمع وفق مفهوم المواطنة , تعتمد عقلية الغنيمة انطلاقا من رؤيتها لاستملاك السلطة والتفرد بها , وهنا قٌوضت أسسها المجتمعية ومشروعيتها الشعبية , وأصبحت أمام سلطة بالتغلب تعتمد قهر المواطنين وإهدار حقوقهم , الأمر الذي ظهر فيه تزايد في معدلات الفقر والبطالة , حيث التحالف بين الكتل السياسية والأحزاب الدينية من اجل المكاسب , يضاف إليهم رموز قطاع الأعمار , وبعض قيادات المؤسسة العسكرية , ونشأ هذا التحالف على أساس الرغبة في السيطرة على الدولة ( السلطة ) , ثم فرض وجوده السياسي ومشاريعه الاقتصادية وفق آليات التسلط وحرمان الشعب , والاحتكار المعلن في هذا الشأن .
لكن الأمر المهم أن الدولة بما مثلت في مجال للصراع على آلياتها المؤسسية السياسية فأنها لم تكتمل في نموها التنظيمي والقانوني , بل وحتى أنها لم تستطع فرض وجودها الرمزي داخل المجتمع , وعلى الرغم من الحراك الجماهيري لم نلمس محاولات جادة في حضور الدولة بعدها كيانا قانونيا وتنظيميا تقوم بوظائف إنمائية داخل المجتمع على هذا النحو في العراق , معنى ذلك أن المسار الديمقراطي في قيام الدولة لم يكن متبلورا في التحقق التنظيمي والهيكلي في جهاز الدولة ونظامها السياسي , ولم يكن واضحا في وعي النخب السياسية والحزبية بما في ذلك النخب الحاكمة, كما أن القوى الحديثة صاحبة المشروع في الدولة المدنية وبالتحول الديمقراطي لم تكن جاهزة ومنظمة بحيث تدفع بمسار بناء الدولة , بل كانت ضعيفة التنظيم غير موحدة في مجموعها , واعتمدت تحالفات تقليدية ضمن لعبة الصراع السياسي , فتمكنت هذه القوى التقليدية من تمرير مشروعها السياسي الذي جرت السيطرة على ممكناته المؤسسية والقانونية بل وحتى الثقافية .
في هذا السياق يمكن القول انه على الرغم من الاعتصامات التي جرت في العراق والتي شكلت ملمحا لقدرة الشعب في فعلهم الجماعي على إنهاء مرتكزات التسلط السياسي على تعيين الحكومة وفقا لمصالحها , إلا أن الثقافة السياسية الجديدة لاتزال محكومة بمنظومة من العادات والتقاليد السابقة لثقافة الدولة والمسحوبة من مرحلة الضرورة وعصبوياتها من منظور أن الدولة تستخدمها طبقة أو جماعة من اجل الحكم في المجتمع بعيدا عن كونها نظاما قانونيا تترابط به أجزاء المجتمع المختلفة ترابطا سياسيا .
لذلك يمكن القول أن اغلب الحكومات في مؤسسات الدولة العراقية عاجزة ولاتلبي طموحات الشعب , والاتجاه الحالي للتغيير للأسف هو امتداد لهيمنة السلطة لان مشكلة المحاصصة لازالت تتحكم بمستقبل المؤسسات وبمقدرتها على الاستمرار , واللافت أن رؤساء الكتل هم أول من طرحوا مسألة الإصلاح فإذا كان الأمر كذلك وهي جادة في عملية التغيير الشامل نحو حكومة التكنوقراط وان تشارك في مكافحة الفساد , عليها أن تبدأ في إصلاح نفسها وان تجد وسائل جديدة لتحقق الحد الأدنى من استغلال السلطة لتمويل مشاريعها الخاصة وتخفف من الخلافات التي بينها وبين الشعب , عن طريق إعادة تعريف العلاقة بين النظام والدولة , وتوزيع السلطة على أساس التغيير , لان المواطن العراقي يستطيع أن يستشف الحقيقة حيت التراشق في خطابات السياسيين التي تخلو من انتظار تغييرات تتجلى بالحد الأدنى من المصداقية, وما آل إليه اجتماع مجلس النواب في 12 / 4 / 2016 من اتفاق اغلب الكتل السياسية بعدم التصويت على الكابينة الوزارية التي قدمها رئيس الوزراء , وما تلاها من انشقاق لأعضاء مجلس النواب , واتفاق أغلبية الأعضاء من المعتصمين على إقالة رئيس مجلس النواب , فلماذا هذا التراجع الكبير الذي شهدته الكتل السياسية في عملية الإصلاح وتشبثها بالمناصب الوزارية , لذلك فأن الوضع في العراق مازال يسوده جوا من الغموض من الصعب تشخيص نتائجه , وقد تنحرط قوى إقليمية ودولية لتفجير صراعاتها في بلد لم يتعاف بعد من الفتن والحروب المتناسلة من أزمان متطاولة لاتزال مشتعلة في أكثر من مكان .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعاية الجرحى .. لتكن من أولويات الاصلاح
- وسائل التواصل الاجتماعي والتظاهرات الجماهيرية
- المشاريع الاستثمارية تأخذ طريقها للقطاع الخاص في وزارة الكهر ...
- اعدام الشيخ النمر امتداد لجرائم النظام السعودي
- استقلالية السلطة في القرارات المصيرية
- التوغل التركي في العراق وتداعياته غير المشروعة
- نظام الحكم .. وأعداه المتخفون
- المسؤولية .. وادارة الخدمات
- سلم الرواتب الجديد والاصلاحات
- الحلف الرباعي بين روسيا وايران وسوريا والعراق
- هجرة العراقيين .. مخاطرها ومسبباتها
- مهام الجيش ..وحقوق افراده
- مشكلة أصحاب الشهادات العليا في مؤسسات الدولة
- دور الاعلام في مسيرة الاصلاح وتشكيل الرأي العام
- المادة النظرية المختارة لبحث السادة السياسيين
- الاصلاحات ومهمة نجاحها
- اطلقتها المرجعية الرشيدة ونلفذها العبادي
- تحسين المعدل يقلل من نسب تدني مستوبات الطلبة
- تحسين المعدل يقلل من نسب تدني مستويات الطلبة
- بلد المتاعب والصراعات


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - الاحتكار المعلن