أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - البرلمان العراقي .. إنقلاب أم حركة تصحيحية















المزيد.....

البرلمان العراقي .. إنقلاب أم حركة تصحيحية


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 5142 - 2016 / 4 / 24 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلّنا يتابع وبأهتمام بالغ جداً مايجري في أروقة البرلمان العراقي بعدما وصل إستشراء ظاهرة الفساد المالي والأداري حداً لايطاق حتى طال الفرقاء بينهم ، فاختلفوا وإفترقوا خاصة بعد أن أصبحت البلاد على شفير هاوية تعاني عجزاً مالياً لم يحصل له مثيلاً من قبل حتى في زمن الطاغية المقبور رغم حروبه الجرارة والفتاكة ، وأصبحت ميزانية البلد خاوية ووضعه الأقتصادي في حرج شديد وبدأت إجراءات تقشف لها أول ولايعرف لها آخر ، وتمثلت تلك الأجراءات بفرض رسوم جديدة ثقيلة على المواطن في دوائر الدولة فضلاً عن إستقطاع مبالغ كبيرة من رواتب موظفي الدولة طال حتى المتقاعدين وممّن هم دون الوسط مما يؤثر سلباً على معيشتهم ، ومسّت تلك الأجراءات الرعاية الصحية التي كانت مجاناً للمواطن وقد كفلها الدستور في إحدى فقراته ونص عليها أن تكون مجاناً فجعلوها باهضة الأجر ومكلفة على المواطنين ، وتباعدت الهوة بين المسؤولين وكبر أتون الخلاف ليدخل معتركاً جديداً من الصراع بعد أن كان صراعاً بين الشعب المسلوب الأرادة والمغلوب على أمره ، والحكومة الضعيفة المتهاونة مع الفساد ، وليس من سلاح لدى الشعب الأعزل غير حقه الدستوري في التظاهر وليس غير ، وهو الحق الوحيد الذي كفله له دستور كتبوه على مقاسات كتلهم وأحزابهم بمايناسب مصالحهم ، وهم مع هذا يحاولون التضييق والخناق على المتظاهرين بحجة حمايتهم من خلال حيلة أمنية وهي قطع الطرقات التي هي بحقيقتها تضييقا لأنسيابية حركة الناس بأتجاه ساحات التظاهر ، وإبان زخم الأحداث دخل العم سام على الخط من جديد ليلعب لعبته الصامتة بحنكة ودراية المحتل والمتولي الحقيقي لأمر البلاد والعباد في بلادنا على حد سواء ، فبعد أن أعلن السيد مقتدى الصدر ومؤيديه إعتصامهم على أبواب المنطقة الخضراء ، وبعد أن خيّم زعيم التيار الصدري داخلها بدأت التسويات والتسويفات لأمتصاص غضب الشارع العراقي الساخن لدى لحظة دخول زعيم التيار الصدري المنطقة الخضراء وحيداً تاركاً كل أفراد حمايته خارج أسوار وأبواب الخضراء موكلاً بحمايته لقوات الجيش المتواجدة أصلاً هناك ، وبعد مداولات ومداهنات جرى فيها شد وجذب خرجت رئاسة الوزراء على السيد الصدر بقائمة الكابينة الوزارية الجديدة التي تضمنت تغييراً كاملاً لوجوه الحكومة التي أصبحت بنظر الناس فاسدة ، وهكذا لملم زعيم التيار الصدري أوراقه موعزاً إلى أتباعه بفض الأعتصام والعودة إلى حيث أتوا بعد أن إنفرجت الأزمة برأيه وبعد أن توفرت لديه القناعة بذلك من خلال الوعود والقوائم التي عاجلوه بها ، وما أن إنجلت سحب الأعتصام عن الخضراء تهلّلت أسارير الحكومة وعادت لتسويفاتها وتلويحاتها المخادعة بالأصلاح ، والتي يخرج بها رئيس الحكومة بين يوم وآخر يهدد ويتوعد الفاسدين ويعلن أنه خفض رواتب الرئاسات وسيخفض رواتب الوزراء والمسؤولين الكبار ومن ثم إحالة ملفات الفاسدين إلى القضاء لينالوا جزاؤهم العادل ، ولكن الأمر في حقيقته أنه وإلى اليوم لم يخفض راتباً لأي أحد من المسؤولين ، ولم نرى ولا فاسداً واحداً وقف خلف القضبان ليحاسب عن سرقاته وجرائمه بل أن الأمر بات يزيد كل يوم تعقيداً أكثر من ذي قبل وأن حلقات الفساد ماضية في توسع وأصبحت تمد لها أذرعاً تطال كل مفصل وكل شيء بل وبدأ بعضها يهدّد آخرين بحوزتهم ملفات ووثائق يطالبون بمحاسبة الفاسدين ، وقد حاولوا إبتزازهم ومساومتهم ولما لم تنجح تلك الأساليب بدأ بعضهم بالتهديد بحسب تصريحات البعض من البرلمانيين ، ولاشك لديهم يداً طولى ومكنة وظيفية كبيرة تسخّر له الأمكانية لأن ملفات الفساد ضخمة وكبيرة تطال رؤوساً لاقبل للآخرين بها ، فقد أسست لها أذرعاً مسلحة وبدأت تشكل عبئاً على الشارع وثقلاً كبيراً على القوات الأمنية التي لاتحسد على ماهيّات عملها وسط هذا المعترك الصعب ، وهنا وبعد أن أعلن السيد مقتدى الصدر إنسحابه من الخضراء وبات للجميع واضحاً أمر التسويف الحكومي الغير جاد أصلاً بدأت محاولات الألتفاف على الأتفاق الذي قطعوه لزعيم التيار الصدري أعلنت مجموعة من النواب تمكنت أن تزيد على النصف من عدد أعضاء المجلس النيابي إعتصامهم داخل قبة البرلمان العراقي مطالبين بعملية إصلاح وتصحيح لمسار حقيقي في العملية السياسية برمّتها وليست الحكومة وحسب ، وقد أعلنت أنها ستبدأ بعملية تغيير شامل للرئاسات الثلاث مع نوابهم ، ولاشك أن الرئاسات الثلاث هي عين الفساد في العملية السياسية لتكاليفها الباهضة جداً على كاهل الميزانية العراقية بلغت حداً من ترف لن تبلغه قبلاً حتى إمبراطوريات في التأريخ عظيمة كأمبراطورية لويس السادس عشر في فرنسا ، وبات أكثر من ثلثي ميزانية العراق تصرف على سرايا مستشارين لرئيس الجمهورية ومثلهم لرئيس الوزراء ورئيس البرلمان ومكاتبهم الفخمة ومبالغ تأثيثها المذهلة وأفواج حماياتهم التي بلغت أكثر من (28) فوجاً وملاك كل فوج أكثر من (750) عسكرياً يستخدمون حتى طائرات عسكرية مروحية لغرض النقل عند إجازاتهم وهذه المعلومات مؤكدة بوثائق لدى إحدى النائبات وقد صرّحت بها لوسائل الأعلام ، وعندما يسافر الرئيس وكانت إحداها لفرنسا لحضور مؤتمر عالمي إصطحب معه (85) شخصاً بينما كانت الوفود الرئاسية الأخرى للدول لاتتجاوز الأربعة أوخمسة أشخاص بالكثير ، وهكذا دخل الصراع مرحلة جديدة وبآليات جديدة وهي ثورة بيضاء من داخل قبة البرلمان لتصحيح هذا الوضع الفاسد ، ومع هذا بقي الآخرون في حيرة من أمرهم وحار الناس في تفسير الظاهرة الجديدة بعد أن ملّوا كل الوعود سلفاً ولم يستطع أحداً منهم تصديق أي برلماني أومسؤول ، فتم وضع الحالة في خانة واحدة من ثلاث فهي إما عملية مخادعة جديدة وكبيرة يقوم بها البرلمانيون للضحك على ذقون الناس ، وإما صحوة ضمير حقيقية إنتابت البرلمانيين وإنتفضوا لرفع حالة الحيف والحرمان والظلم الكبير الذي وقع على الشعب ، وأما لعبة أميركية جديدة بأدواة هي من جاءت بها أصلاً بُعيد الأحتلال وسقوط الصنم وبمعنى أنها أرادت أن تسلخ جلوداً لتستبدلها بجلوداً أخرى بعد أن أصبحت تلك الوجوه التي تولت العملية السياسية منذ السقوط إلى اليوم غير مقبولة ولم تترك منصة الحكم ، وبمعنى أنها بمفهوم السياسة الأميركية (Expirity) وعليه وجب صعود وجوه جديدة لاتقل أهميّة في تحالفها مع الأميركان عن سابقاتها ، ولاتخرج عن دائرة تقديم فروض الولاء والطاعة ، وأن مايؤيد فكرة الذاهبين إلى هذا الرأي هو دخول الدكتور أياد علاوي على خط النواب المعتصمين بقوة مع أنصاره ومؤيديه ومريديه ، وهو لاشك واحداً من أركان هندسة عملية الدخول الأميركي إلى العراق ، وهو يعتبر الحليف الثاني للأميركان من بين قادة المعارضة العراقية قبل سقوط النظام بعد الدكتور أحمد الجلبي الذي إنقلب عليه الأميركان فيما بعد ، ومن المعروف عن السياسة الأميركية أنها لاتجامل أحداً ولاتحابي أياً كان ، فهي ليس لها عداوات دائمة ولاصداقات دائمة وميزان عملها هو أن يكون كيفما تكون المصلحة الأميركية ولو يعني التراص ومساندة الشيطان ، وبينما يرجح كثيرون الأفتراض الثاني الذي يقول بأنها صحوة ضمير حقيقية جائت متأخرة مع بعض التوجس من الخيفة عليهم بسبب عدم كون ذلك الأعتصام بنواب الداخل حصراً ، وخيفتهم من دخول الدكتور أياد علاوي وآخرون ممن كانوا ركناً مهماً وأساسياً في المشهد السياسي إبان الأحتلال وسقوط النظام ، وهم أنفسهم من ساهموا بشكل كبير وفعّال في كتابة دستور ملغوم غير واضح تشوبه الضبابية ليلائم أهواؤهم وتفاسيرهم عند الحاجة لتفسير حالة تتماشى مع رغبات الكتل والأحزاب كالأختلاف والتفسير على سبيل المثال أيام الأنتخابات في أيّهما الكتلة المتحالفة الأكثر عدداً أم القائمة الأكثر عدداً قبل التحالف وهكذا ، وقد تبدو ملامح الصراع في قابل الأيام أكثر وضوحاً بعد أن كانت السفارة الأميركية ومازالت تغازل السفارة الأيرانية ، وتناقض التصريحات بين حين وآخر فمرة تقول بدستورية إجراءات المعتصمين من النواب تجاه إقالة رئيس البرلمان السابق وأخرى تحبس الأنفاس قليلاً ، ومن ثم يوعزون إلى حلفاء سابقين بعد حضور وزير خارجيّتهم بأنه أشبه بأنقلاب على الشرعية ، وهكذا دواليك يدخل الصراع دائرة هندسة السياسات الأميركية ليتبيّن لنا بعد ذلك الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، وهل أننا ماضون إلى عملية إنقلاب أميركية داخل العملية السياسية نفسها وإستبدال وجوه بأخرى ، أم أنها حركة تصحيحية حقيقية وواقعية وصحوة ضمير من نواب كانوا نائمين سنين طوال عجاف وإستفاقوا بعد أن مسّهم الضرّ فأحسّوا بآلام شعبهم .. ؟



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا مؤتمر البرلمانات العربية والأسلامية في بغداد والآن .. ...
- الضياع والفوز .. بين لحظة القرار وقرار اللحظة
- قضيّة .. ورأي
- الدولة المدنيّة .. الخيار الأصح
- القبطان العبادي .. إلى أين يسير بالمركب العراقي
- المختار .. لماذا مقروناً بأخذ الثأر
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 4
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 3
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 2
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 1
- من هو الأشد خطراً من داعش
- الناس والمسؤول .. وإزدواجية المعايير
- قراءة .. من داخل قبة البرلمان الجديد
- العراق بين فكي .. الأنقسام والأقتسام
- لماذا .. الجهاد كفائي ؟
- التغيير .. وأبجدية الخلاف والأختلاف
- في الكهرباء .. كذبت الحكومة وإن صدقت
- أمر الولاية الثالثة حسم الآن .. ولنعمل على الولاية الرابعة
- النكوص العربي .. وقذارة التفخيخ
- المتملّقون .. ولاحسي قصاع السلطان


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - البرلمان العراقي .. إنقلاب أم حركة تصحيحية