أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - من المستفيد من دروس التربية الإسلامية في مدارسنا؟














المزيد.....

من المستفيد من دروس التربية الإسلامية في مدارسنا؟


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 5142 - 2016 / 4 / 24 - 17:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هدف التعليم – كما هو مفترض - في أي منظومة تربوية هو بناء الفرد نفسيا وذهنيا وجماليا ليكون مواطنا صالحا واعيا ومسؤولا، يفهم واقعه وواقع العالم من حوله ، ويمتلك القدرة على تحليل أوضاعه ومناقشتها واتخاذ المواقف المسؤولة تجاهها ، والمشاركة من ثمة في بناء مجتمعه، و في تطور البشرية عموما ، بما يجعلها إنسانية التفكيروالسلوك ، تحافظ على كل ماهو جميل في الإنسان من قيم، وعلى كل ما هو جميل في الطبيعة نباتا وحيوانات وأشياء، وبمعنى آخر ، تحافظ على التوازن في وجوده البشري والطبيعي..لا بناءه ليكون كائنا إيديولوجيا تذوب ذاته الفردية في مجتمع القطيع، ومن ثمة تنتفي حريته الفكرية، وإرادته الخاصة، ويخسر مجتمعه القطيعيُ ذاك الاختلاف وتعددية الرأي فيه، ويبقى يراوح في نفس مكان تخلفه ، إن لم يتخلف أكثر - كنتيجة منطقية لكل ذلك - مقارنة بالمجتمعات التي تواصل تقدمها بخطى حثيثة..
من منطلق ما تقدم أجد نفسي ملزما بأن أقول بأن تدريس ما يسمى بالتربية الإسلامية لا يخرج بالمرة عن أدلجة التعليم في بلادنا، حيث يتم التركيز فيه على جعل عقول تلامذتنا ومشاعرهم تنبني على أنهم ينتمون إلى أمة هي خير أمة أخرجت للناس، وعلى أن دينهم هو أفضل ديانات العالم،وأنهم ملزمون بنشره بين الأمم بشتى الطرق والوسائل، وأن لهم الجنة وحدهم دون سائر الناس في هذا الوجود ، وأن مصير غير المسلمين النار ،وأن الناس في هذا لوجود صنفان لا ثالث لهما: مسلمون وغير مسلمين ، وأن الله مع المسلمين لا مع غيرهم..إلخ..إلخ.. وهي كلها أفكار تعمق فيهم ( تلامذتنا) ظاهرة الانتفاخ الادعائي بأنهم ينتمون إلى أمة هي في تصورهم خير الأمم في هذا العالم ، وهو ما تتنافى مع الواقع الذي يعيشون فيه، حيث مجتمعهم في ذيل ترتيب المجتمعات ، وفي كل ميادين الحياة، بما فيها ميدان الأخلاق الفاضلة التي يتبجح الناس فيه بأنهم أصحابها والداعون إليها، وهو ما يختلف مع الهدف من التعليم، بل يناقضه تماما، حيث يؤدي تدريس التربية اإسلامية في مدارسنا بهذه الطريقة إلى انغلاق عقل التلميذ فيها على نفسه، وحرمانه من ثمة من التفتح على الفكر الآخر المختلف، وتقليص مشاعره الإنسانية بشكل كبير،..
المؤلم أن الأفكار والمشاعر التي تبنى على أساسها عقول ومشاعر أبنائنا في المدارس هي نفس الأفكار والمشاعر التي ترسخها في الناس آلاف المساجد التي تتواجد في كل قرانا وأحياء مدننا، وفي صغار أبنائنا ملحقات تلك المساجد مما يسمى بمدارس تحفيظ لقرآن.. وبذلك يصير المسجد بما يقدمه من أفكار وما يشحن به الناس من مشاعر ، هي في الغالب مشاعر الكره والاحتقار للآخر المختلف فكرا ومعتقدا ، لا يختلف عن المدرسة فيما تقدمه لتلامذتنا..وهما بذلك يتحالفان في تعميق ذلك لانغلاق على الذات فكرا ومشاعر..كما يتحالفان في جعل التلميذ والمواطن في بلادنا، ومن ثمة المجتمع ككل ، يرفض الفكر الحداثي، بما هو فكر يركز على العقل أساسا في التعامل مع الوجود، ويتعامل مع الرأي من منطلق النسبي لا المطلق، ويحرص على دمقرطة المجتمع وتنظيمه ، وحرية الفرد فيه، ويحث على التعايش بين أناسه مهما اختلفت أفكارهم ومعتقداتهم وأجناسهم وألوانهم في إطارعلماني يتيح للجميع التفتح على بعضهم البعض ، والتعاون فيما بينهم لبناء مجتمعهم، مخالفا بذلك ما نراه في مجتمعنا من تضييق اجتماعي على حرية الفرد ،وحصر له في أحادية الرأي والمعتقد، ومناصبته العداء إن هو خرج أو حاول الخروج من حصاره ذاك..
غني عن القول أن تدريس الدين في منظومتنا التعليمية بالطريقة التي وضحت، بدل الانفتاح على مختلف الديانات الأخرى،ومن ثمة دراسة تاريخها، بما فيها الإسلام،والمقارنة بينها، لا يخدم في مجتمعنا إلا الطرفين المهيمنين ثقافيا وسياسيا فيه، أعني الإسلاميين والسلطة، الإسلاميين، بما تحققه لهم دراسة التربية لإسلامية في مدارسنا وآلاف المساجد في قرانا وأحياء مدننا من كسب مشاعر وعقول ومخيلات الناس فيها..والسلطة، باستغلالها ذلك التواجد الاجتماعي للإسلاميين لمحاربة فكر الحداثة، بشكل غير مباشر، باعتباره االفكر الذي يحدث التغيير الإيجابي في وعي الناس ويدفعهم من ثمة إلى تنظيم أنفسهم وممارستهم النضال ضد استبدادها وفسادها،(يكفي في هذا الإطار التذكير بموقف أغلب أساتذة التربية الإسلامية في مدارسنا الثانوية أثناء نضال أساتذتها من أجل حقوقهم المشروعة، حيث كانوا( أساتذة التربية الإسلامية) يقفون موقف اللامبالين، وحتى المحرمين لذلك النضال أحيانا)، وباعتبار الإسلاميين السلاح الذي تستعمله تلك السلطة لمنع تفتح المجتمع على الحياة،فكرا ومشاعر ومخيلات ،وهو ما يعني إبقاءه في جهله وتخلفه،ويأسه ولا مبالاته بما يحدث في واقعه من فساد يساهم هو ذاته في انتشاره أكثر،وفق فكرة الخلاص الذاتي التي تعني استعماله كل الوسائل ، مشروعة وغير مشروعة، للخروج من عالم فقره، وممارسة تدينه بشكل مفرط لضمان الجنة له في آخرته( هكذا يعتقد) ، وبعبارة أخرى تغييب عقله ومشاعره في عالم الآخرة من خلال تكثيف تدينه صلاة وصوما وحجا وعمرة، وتحجيبا ( أذكِّرهنا بحملات تحجيب الطالبات في الجامعات الجزائرية، بدل النضال من أجل الارتقاء بمستوى التعليم وتحسين ظروفه فيها) ،ورقْية أيضا،وأدعية ( أذكِّر هنا أيضا بقصاصات الأدعية التي صرنا نراها مكدسة على طاولات أبنائنا وبناتنا في مختلف امتحاناتهم في مؤسساتهم التعليمية)، هذا التغييب العقلي الذي جعل مجتمعنا لا يتحرك متظاهرا حتى ضد ما تمارسه القوى الأصولية المتطرفة من قتل وسبي و..و..في سوريا والعراق و غيرهما من البلدان العربية الأخرى، كما جعل الكثير من أفراده يشعرون بالفرح وهم يرون على الشاشات ما تقوم به تلك القوى من عمليات إرهابية ضد الأبرياء في عالم الغرب خاصة، وهو ما يؤكد على مدى ماصارت عليه نفوسهم من شح في مشاعرها الإنسانية، وما صاروا عليه من تغييب لعقولهم، ومدى ما وصلوا إليه من يأس وعجز وتخلف رهيب..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يتحرر المسلمون من استبدادهم ؟
- عالمنا العربي يتردى أكثر..ماذا نحن فاعلون؟
- عطشي الأرض..وأمطار يديك النار
- شيء من العشب..أو ..من دمي
- واصل غناءك أيها الرمل..واصلي رقصك أيتها النار
- النهر يعشق أيضا
- أطلال أخرى..
- مر من جسدي
- تلك الرسائل ما أروعها
- الفتى..كل هذا الجسد
- مريم
- أبجدية لخماسيات جزائرية
- إفريقيا بين السواد وزوارق أزرق الأحلام / الأوهام
- رواية حنين بالنعناع لربيعة جلطي...... الخطر داهم..يا مثقفي ا ...
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا
- اللاجئون، الغرب والمسلمون ( خواطر)
- انطباعات عائد من تونس
- من طرائف جدتي
- قصائد قصيرة
- (كلنا قطعان، أنتم ونحن) قالت الحيوانات


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - من المستفيد من دروس التربية الإسلامية في مدارسنا؟