أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - كيف يرد المثقفون الدين ؟.....2














المزيد.....

كيف يرد المثقفون الدين ؟.....2


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


2) و الفرق بين الدين و أدلجة الدين يجب أن يصير واضحا في فكر، و وجدان، و ممارسة الناس، و من منطلق أن الدين معتقد، أو مجموعة من المعتقدات، التي يجب أن تستدرج للحياد عن الممارسة الإيديولوجية، و التنظيمية، و السياسية للبشر، حتى يكون خالصا لله. و حتى تبقى ممارسة العبادات، و المؤسسات الدينية، بعيدة عن التوظيف الإيديولوجي، و السياسي. و حتى تكون مساهمته في إنتاج القيم الدينية المؤدية إلى تقويم الشخصية الفردية، و الجماعية، و حتى يؤدي ذلك إلى تحقيق الوحدة المسلكية لأفراد المجتمع، و التي تشكل سدا منيعا أمام كل محاولات الاختراق الطائفي كيفما كان ذلك الاختراق، و مهما كان مصدره. و بالنسبة لأدلجة الدين، فإنها تعني لجوء المؤدلجين إلى إعطاء تأويلات للنصوص الدينية القائمة، حتى تتناسب مع التعبير عن المصالح التي يسعى المؤدلجون إلى تحقيقها، سواء تعلقت بمصالح الإقطاع، أو بمصالح البورجوازية التابعة، أو بمصالح البورجوازية، أو بمصالح البورجوازية الصغرى، التي ينتمي إليها مؤدلجو الدين. فأدلجة إذن هي ممارسة تحريفية للدين عن طريق تأويله تأويلات تختلف باختلاف مصالح الطبقات الاجتماعية، و حماية تلك المصالح.

و المشكل القائم في الواقع هو أن المؤمنين بدين معين و نظرا لبساطة فهمهم للدين، فإنهم لا يفرقون بين الدين، و أدلجة الدين، بل إن الشعارات السياسية التي يرفعها مؤدلجو الدين، و التشدد الذي يمارسونه، هو الذي يجعلهم يعتقدون أن الدين المؤدلج هو الدين الحقيقي، و أن هذا الدين المؤدلج هو الذي سيقودهم إلى تحقيق الأمن الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، بتحقيق حكم الله في الأرض. و حكم الله هو الذي يقود إلى القول بأن الحكم لله، و ليس للبشر، الذين لا يملكون الحق في تسيير شؤونهم، حتى و إن كانت تلك الشؤون من تقرير مؤدلجي الدين. و لذلك نجد أن التفريق بين الدين، و ادلجة الدين، تعتبر مسألة أساسية بالنسبة للمومنين ببدين معين. و هذا التفريق يجب أن تسبقه حملة يقودها المثقفون الثوريون، أو العضويون، الذين يهمهم، امتلاك المومنين بدين معين للوعي الإيديولوجي الحقيقي، الذي يعتبر مسألة أساسية لأي تطور يمكن أن يحصل في الواقع لصالح الجماهير الشعبية الكادحة. بمعنى أن المثقفين المؤدلجين للدين يعملون على تهريب الدين، من منطلق أن الادلجة الدينية الشائعة في الواقع، هي عملية تهريب كبرى للدين، و أن محاربة الأدلجة، و تشريحها، تدخل في إطار عملية رد الدين.

3) و لذلك نجد أن أدلجة الدين تصرف الناس عن التفكير في الواقع، و الانشغال عنه بالأمور الغيبية، التي تدخل في إطار تأويلات المؤدلجين، الذين يعطون تأويلات للغيب نفسه، مما يجعله يدخل في خدمة مصالحهم، و مصالح الطبقة الحاكمة، أو غيرها ممن يؤدلج الدين لصالحهم.

و دور الأدلجة في الواقع، هو القيام بعملية تهريب الدين، التي تعتبر، في نظرنا، عملية معقدة، تهدف إلى جعل الجهة المهربة للدين، توقف عملية إنتاج القيم الروحية، التي تساهم، بشكل إيجابي، في تقويم الشخصية الفردية، و الجماعية. ليصير الدين منتجا للقيم الإيديولوجية، التي تجعل هؤلاء المؤدلجين للدين مضللين للمومنين، لتحقيق مجموعة من الأهداف :

الهدف الأول : تضليل الكادحين، و جعلهم ينصرفون عن التفكير في الواقع المتردي، على جميع المستويات، و في جميع المجالات، حتى لا يقف وراء انبثاق وعي طبقي معين في صفوفهم.

و الهدف الثاني : جعلهم يعتقدون: أن ادلجة الدين هي الدين الحقيقي، و أن ما كانوا عليه لا علاقة له بالعقيدة.

و الهدف الثالث : جعلهم يقبلون بالتجييش وراء مؤدلجي الدين، من أجل "الجهاد" لتحقيق بناء الدولة الدينية التي تكون مسؤولة عن تطبيق "شريعة" الله في الأرض.

و الهدف الرابع : قطع الطريق أمام إمكانية تحقيق الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية، باعتبارها شعارات غريبة عن الدين، لأنها تؤدي إلى "الكفر" و "الإلحاد".

و الهدف الخامس : الحيلولة دون قيام حركة اشتراكية قوية، تسعى إلى قيام دولة اشتراكية، و العمل على تخريب ما هو قائم منها.

و الهدف السادس : العمل على انهيار الدول الاشتراكية، إن كانت قائمة، و العمل على إنضاج شروط عدم التفكير فيها، و بصفة نهائية.

و هذه الأهداف مجتمعة تجيب عن السؤال : لماذا تهريب الدين ؟ لأن تهريب الدين في حد ذاته لا يكون بدون أهداف، و إلا فإن الدين الحقيقي سيبقى قائما، و بعيدا عن الاستغلال في أمور إيديولوجية، و سياسية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يرد المثقفون الدين ؟.....1
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- حفظ الأمن العام ، و الإخلال بالأمن العام أية علاقة ... ؟.... ...
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....2
- إذا لم يستحي الانتهازي، فليفعل ما يشاء .....1
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- الارتباط العضوي بالشعب الكادح شرطه التخلص من أمراض البورجواز ...
- في المجتمع المغربيدور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطا ...
- دور البورجوازية الصغرى في إشاعة الفكر الطائفي في المجتمع الم ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...
- المدرسة المغربية : الوظيفة الإيديولوجية و التسلق الطبقي..... ...


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - كيف يرد المثقفون الدين ؟.....2