أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ادهم ابراهيم - امريكا . . . من ابو طبر الى اوراق بنما














المزيد.....

امريكا . . . من ابو طبر الى اوراق بنما


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 16:09
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


رب سائل يسأل ما علاقة ابو طبر بأوراق بنما ، الفضيحة الجديدة لكبار السياسيين في العالم اجمع من بوتين الى اياد علاوي . . ولكننا سنجد في هذه المقالة العلاقة العضوية بين الموضوعين ، وليست علاقة خيالية كما يبدو للقارئ . نعود ابتداءأ" الى ابو طبر ، وهذا مجرم ظهر فجأة في بداية السبعينات في العراق ليقتل عوائل كاملة بطريقة بشعة وذلك باستخدام طبر او ساطور او سكين كبيرة لمن لا يعرف الطبر .والغرض من هذا القتل بهذه الوسيلة هو لزيادة رعب المواطنين . وقد ظهر فيما بعد ان ابو طبر ليس سارقا ، فقد وجدت اموال كثيرة في اماكن القتل لم يمد ابو طبر يده اليها. . وقد سبب هذا المجرم الرعب والخوف في بغداد ثم انتقل الى محافظات اخرى . واخيرا اعدم ابو طبر هو وزوجته ، وظل موضوعه غامضا الى يومنا هذا . وبعد ابو طبر جاءت الى العراق مشكلة الزئبق العضوي . وهذه المشكلة نشأت عند استيراد العراق للحنطة لغرض الزراعة . الا ان الفلاحين آثروا اكل هذه الحنطة بدل زراعتها وهي معفرة بسموم ضد الحشرات ، ونتيجة لذلك فقد مات كثير من الفلاحين كما ان البعض قد اعلف الخراف والابقار بهذه الحبوب المسمومة . فأمتنع المواطنين عن اكل اللحم او شرب الحليب . واستورد العراق اللحم والحليب المجفف من دول عديدة . ودب الرعب في العراق كله نتيجة هذه الحوادث التي يموت فيها يوميا عشرات الاشخاص، او هكذا جرى تضحيم العملية من قبل السلطات الحاكمة لزيادة رعب المواطنين . وبعد ذلك جاءت حكاية عدنان القيسي . وهذا هو مصارع عراقي في امريكا ، استدعي الى العراق لتسلية المواطنين . وهو في الحقيقة ليس مصارع اولمبياد . . وانما مصارع شعبي يراهن عليه الناس ، ويقدم عروض شبه عنيفة ويلقى رواجا بين الاطفال والعجائز للتسلية . وقد انشغل العر اقيون بعدنان القيسي خصوصا بعد ان كان يصارع ابطال العالم ( هكذا ! ) بالمصارعة في ساحة الكشافة وغيرها . واعتبر البطل القومي في العراق . . ولما كشف السيد مؤيد البدري هذه اللعبة في برنامجه المشهور. الرياضة في اسبوع. ، نقل الى مدينة الناصرية وترك برنامجه لمدة تزيد على ستة اشهر ، مما حرم جمهوره الواسع من متابعة اخباره الرياضية الشيقة . كما حظي المصا رع عدنان القيسي بدعم وزراء ومسؤولين كبار في الدولة ، مما شجع المواطنين على اعتبا ره بطل قومي حقيقي . وفي النهاية غادر عدنان العراق خلسة ولم يعرف احد اين ذهب هذا البطل . هذه حوادث ثلاث وهناك حوادث صغيرة اخرى تحدث هنا وهناك .
ومن استقرائنا للامور علمنا فيما بعد ان نظام البكر وصدام حسين كان يعد مثل هذه المسرحيات والمهرجانات المرعبة تارة والحماسية تارة اخرى بقصد الهاء المواطنين عن المشاكل السياسية التي يقترفها النظام بحق الشعب ، حتى لا يتفرغ الناس للحديث عنه ، اضافة الى اشغال المواطنين عن همومهم الحقيقية بمظاهر يفتعلها الحكام . وقد نجحت هذه الخطة في بقاء الحكم فترة طويلة الى ان جاءت الحروب الصدامية لتحل محل هذه الالعاب البهلوانية التي شغلت الشعب العراقي حتى عن اهم اهتماماته . وبعد دراسة هذه الحالة دراسة فردية ، وجدنا انها ليست صناعة صدامية او عراقية وانما هي صناعة امريكية طبقها العراق بنجاح واستطاع اشغال الشعب العراقي بامور اهم من حياته المعاشية والاجتماعية والسياسية .
وقد رأينا هذه الصناعة الامريكية ايضا على مستوى العالم اجمع . فبعد انتهاء الحربين الكورية والفيتنامية التي انشغل العالم بها ، احدث الامريكان عدوا جديدا هو الاتحاد السوفييتي لتخويف الناس به . وعندما انحسر هذا الخطر بعد الحرب الباردة ابتدعت امريكا اعداءا جدد مع فضائح واخطار عالمية لاشغال الناس عن التفكير بمشاكل الرأسمالية وظلمها للشعوب . حيث قامت على سبيل المثال بنشر وترويع الناس على مستوى العالم بمخاطر انفلونزا الطيور التي انتشرت على نطاق واسع . وقد ساهمت منظمة الصحة العالمية بهذه المهمة ايضا .ثم جاء مرض الايدز الذي نشر الرعب في العالم اكثر مما نشره ابو طبر في بغداد ، وايضا ساهمت منظمة الصحة العالمية بالترويج لمخاطر هذا المرض وتحذير الناس وبالتالي اثارة الرعب والخوف ، ومنظمة الصحة العالمية كما هو معروف تشبه صندوق النقد الدولي من ناحية علاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة . بعدها جاء مرض الايبولا المرعب في غرب افريقيا واحتمال انتقاله الى كل دول العالم . ولما اصبح المرض صناعة قديمة للتخويف والرعب تم نشر وثائق ويكيليكس بفضائح كبار المسؤولين في العالم . وقد انشغل الناس على عموم مساحة المعمورة بهذا الموضوع والى يومنا هذا . كنا انشغل العالم ايضا في فضائح سابقة اخرى مثل ، ايران كونترا ، كلنتون ومونيكا ، سجن ابو غريب والتجسس على حلفاء امريكا في اوروبا، وكثير غيرها الى ان وصلنا الى اوراق بنما التي هي اخر حلقة من حلقات اشغال الناس والهاءهم عن المشاكل الدولية والاقليمية ، وحتى الشخصية . فكل العالم بات يتحدث عن اوراق بنما . . انني لا اعدد لكم هذه الاحداث فهي كثيرة ، ولكنني اعطيكم المنهج الذي تسير عليه امريكا في الهاء واشغال الناس بمشاكل وفضائح لا علاقة لنا بها . وعندما اقول امريكا لا اقصد حكومة الولايات المتحدة ، ولكنني اقصد المجموعة المحركة والدافعة للرأسمالية العالمية وربما بالتنسيق مع وكالة المخابرات المركزية .
ولك ان تتأمل قليلا وتستعرض كل الذي مر بك وبالعالم من امثال هذه الاحداث لتتأكد من صحة هذه النظرية . اما عندنا فلدينا دائما ما يشغلنا ويلهينا عن مشاكلنا الحقيقية مع الساسة والحكام اضافة الى المشاكل العالمية المفتعلة هذه . فأصبح رأسنا مشغولا الى درجة اننا لم نعد نميز بين الحق والباطل ، بين الصح والخطأ .
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف القوى . .. الموقف الانتهازي
- التكتلات السياسية . . . والبركان القادم
- ماذا بعد الدين .. ؟
- مقتدى الصدر .. والروح البروسية
- حكم الشيعة
- السياسات الدافعة للفرقة والتقسيم
- مافيش فايدة . . . دي شعب زلط
- اين هو الاسلام . . . ومن هو المسلم
- من الموصل 1959 الى الموصل 2016 . . .محنة شعب .
- حول الميليشيات السنية
- تداعيات فشل الحل السياسي في سوريا
- اوهام الاصلاح . . . وحتمية الثورة
- من دبش ... . الى هوشيار
- توظيف الدين لتغييب الوطن والمواطن
- هادي العامري وداعش. . . ازمة وطن
- دورة الصراع والانتقام في العراق
- مظاهر مدانة من اسباب تخلفنا
- من هو الطائفي في المشهد العراقي . . . واحتمالات المستقبل
- انهيار القيم الانسانية
- التحالف الاسلامي الجديد .. . هل سيحقق اهدافه


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ادهم ابراهيم - امريكا . . . من ابو طبر الى اوراق بنما