أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر/ 24 / لا لرفع شعارات العنف في ساحات التحرير














المزيد.....

خواطر/ 24 / لا لرفع شعارات العنف في ساحات التحرير


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 14:38
المحور: المجتمع المدني
    


في ثورات العالم قاطبة حدثت مآسي ومصائب أقل ما يقال عنها أنها كانت غير إنسانية حيث واكبتها القسوة المفرطة إلى أبعد الحدود ، فها هي الثورة الفرنسية الرائدة عام 1789 والتي تعتبر أول ثورة شعبية ضد النظام الملكي الإقطاعي صاحبها العنف بأشكاله المختلفة ، من قطع للرؤوس ونصب للمقاصل والمشانق في طول البلاد وعرضها ، ولم يستطع أحد الوقوف بوجه الملايين من الفلاحين والفقراء الذين عاشوا حياة البؤس والذل والحرمان . ولم يستطع أحد السيطرة عليهم وهم يحملون رؤوس حراس سجن الباستيل في باريس الذي كان سقوطه إعلاناً عن سقوط السلطة الملكية المطلقة وقطعوا فيها أيضاً رأس الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري إنطوانيت ، وحدثت أعمال مشابهة في ثورات أخرى عبر التأريخ .
فالملايين من الجماهير حين تنتفض على جلاديها يدفعها الحقد الدفين على ما عانته من ظلم وجور وحياة بائسة إلى إستعمال العنف الشديد المفرط الذي لا كوابح له حيث تتعدى بها حدود القانون والأمن العام وتُزهق الأرواح دون حساب .
حدث بعض التشابه في ثورة 14 تموز الخالدة عام 1958 ، ورغم أن ما حدث من قتل للملك فيصل الثاني والوصي وبعض أفراد العائلة المالكة ونوري السعيد لم يكن مخططاً له من قيادة ثورة تموز ، لكن الذي حصل كان خارج نطاق السيطرة الذي يحدث نتيجة للإنفلات الجماهيري غير المنضبط .
ولو عدنا إلى واقعنا العراقي المؤلم الآن نجد أن هناك تشابه مع الأسباب العامة للثورة الفرنسية كأوضاع الناس المعاشية من فقر وعوز ومرض وتخلف ، أضف إلى هذا أكثر من ثلاثة عقود من الإذلال منذ أيام الدكتاتورية الصدامية البغيضة حيث جرى إذلال الشعب وإفقاره وإدخاله في دوامة من الحروب التي لا طائل لها والتي أكلت الحرث والنسل وأعادت العراق إلى الوراء . والآن يمر أكثر من عقد آخر وتزداد معاناة الناس ويزداد إفقارها وتجويعها وتُنهب خزائنها وإفلاسها ، ويُشرد الملايين منها في داخل وخارج الحدود وتُحتل مساحات واسعة من أراضيه من عصابات داعش .
ماذا يحصل بعد أكثر من هذا ليكون عليه الوضع قابلاً لإشعال فتيل الثورة ، نعم الثورة ، لكنها الثورة السلمية التي رفعت شعاراتها الجماهير منذ عام 2011 مطالبة بالكهرباء والماء والحياة الإجتماعية العادلة وقدمت من أجلها الشهداء وفي مقدمتهم ( هادي المهدي ومنتظر الحلفي ) وآخرون إلى جانب العديد من المختطفين من المتظاهرين والذين لا يُعرف مصيرهم لحد الآن .
لقد توسعت رقعة المظاهرات وشملت العديد من المدن بما فيها بغداد ، وإزدادت عددياً يوماً بعد يوم بعد أن إنضمت إليها الجماهير الفقيرة والمهمشة من بعض أنصار الأحزاب الإسلامية التي تساهم في العملية السياسية وفي مقدمتهم أنصار السيد مقتدى الصدر وغيرهم .
ونتيجة للضغط الحاصل من قِبل المتظاهرين ، إنقسم الماسكون بالسلطة على أنفسهم ، وراح البعض منهم ينأى بنفسه عن الفشل الحاصل في كل مفاصل الدولة ويقف إلى جانب المتظاهرين ومطالبهم العادلة في الإصلاح ومحاربة الفساد وتقديم السراق إلى العدالة . ولم يعُد بالإمكان فصل هذا الإنحياز وتجاهله طالما يصب في صالح الحركة الإحتجاجية ، لكن الحذر من شخوصه التي تريد أن تركب الموجة وتجيِّر المد الشعبي لصالحها بغية تصفية الحساب فيما بينها .
كما لا نريد لمعتصمي البرلمان أن يكونوا بديلاً عن متظاهري ساحات التحرير في أرجاء الوطن ، ولا أن يتحولوا إلى قادة لتظاهرات شباط 2011 .
التيار المدني الذي قاد هذه الإحتجاجات وقدم التضحيات يجب أن يعي اللعبة الخبيثة وأن يقف بكل قوة للتصدي إلى من تسول له نفسه من حرف الأهداف الإصلاحية السلمية التي رفعوها منذ البداية وعدم الإنجرار وراء الشعارات الحماسية المتشنجة التى أخذت تظهر هنا وهناك بين خيام المعتصمين ونصب ( المشانق ) في وسطها ، إنها شعارات غوغائية متطرفة علينا الحذر منها لأنها ستوقد نيران الفتنة والحرب الأهلية التي من الصعب السيطرة عليها وإخمادها ، وهذا ما يطمح أعداء الوطن الوصول إليه .
وكما جاء في الكلمة التي ألقاها منسق التيار المناوب الأستاذ رائد فهمي أمام المؤتمر الثاني للتيار الديمقراطي العراقي الذي إنعقد في بغداد بتأريخ 16 / 4 / 2016 والذي أكد فيها ( إلى توحيد عمل أحزاب وقوى وشخصيات حريصة على بناء دولة مدنية ديمقراطية تصون الحريات المدنية العامة والشخصية ، وتحترم التنوع الثقافي والإجتماعي لأبناء شعبنا ، وتسعى من أجل توفير حياة إنسانية لائقة للجميع على أساس العدالة الإجتماعية ) .
شعارات واضحة وخطوط عامة أوضح لمسار التيار المدني الديمقراطي في علاج الأزمة الخانقة التي تعصف بالبلاد الآن .
الشعارات المتطرفة أيها المخلصون في ساحات التحرير لا تخدمكم ولا تخدم مسيرتكم الظافرة في بناء الدولة المدنية الديمقراطية وإصلاح النظام السياسي ، وإنهاء نظام المحاصصة الطائفية ، وإصلاح القضاء ، وفتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين وتحقيق العدالة الإجتماعية .
شعاراتكم المستمرة من أجل المواطنة والخبز والحرية والدولة المدنية هي مفاتيح الحل لأزماتنا المتلاحقة .. مستمرون كما عهدناكم سابقاً .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر/ 23 / حذاري من خِداع الجماهير
- خواطر/ 22 / 14 نيسان عيد الطلبة المجيد
- خواطر/ 21 / الضحك على ذقون الجماهير
- خواطر/ 20 / تحية وسلام لأصحاب الأيادي البيضاء في عيد ميلادهم ...
- خواطر/ 19 / وزراء يقدمون إستقالاتهم إلى رؤساء كتلهم !!
- خواط / 19 / تعقيب على قول جميل للكاتب الأستاذ محمد علي الشبي ...
- خواطر / 18 / حلبة المصارعة والمتفرجين
- خواطر/ 17 / العزف على الأوتار الطائفية
- خواطر/ 16 / المُجَرَبْ لا يُجَرَبْ
- خواطر / 15 / تحية وسلام للمرأة في عيد 8 آذار المجيد
- خواطر 14 / قل ضميرقراطية ... ولا تقل تكنوقراطية
- خواطر 13 / مقياس ريختر ومقياس العبادي
- خواطر 12 / حكومة التكنوقراط الموعودة !!
- خواطر - 11 / لكي لا ننسى يوم 8 / شباط الأسود 1963
- خواطر - 10 / مستمرون ... حتى تحقيق مطالب المتظاهرين
- خواطر - 9 ... في ذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل
- خواطر - 8 ... أمنياتنا لأعياد الميلاد والعام الجديد 2016
- خواطر - 7 ... العزف على القانون
- خواطر - 6 ... الدولة والحكومة وما بينهما
- خواطر - 5 ... لعبة حرق الأعلام


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - خواطر/ 24 / لا لرفع شعارات العنف في ساحات التحرير