أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - إدارة صراع الفاسدين ترسيخ لقبضة الخارج على الإرادة العراقية














المزيد.....

إدارة صراع الفاسدين ترسيخ لقبضة الخارج على الإرادة العراقية


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآن بدأت نسخة جديدة من الاحتلال ،عقب ثلاثة عشر عاما من إعلان مجلس الأمن الدولي بالقرار 2003 / 1483 احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية ، النسخة التي أضحت متهالكة و غير مستساغة بتجاربها المرة و عطائها الشحيح ، وعانت من يقظة مناوئة وكره شديد من لدن الشعب العراقي ، جرت تلكم التجربة ويلات و أوجاع ينوء تحت ثقلها ظهر التاريخ ، فتراخت قبضة المحتلين الدوليين و المتدخلين الإقليميين عقيب الثورة الشعبية الكبرى ضد الفساد التي بدأت في ساحات التظاهر "الجمعوي" ، والثورة الإعلامية الموجهة إلى كشف رؤوس الفساد ، وقد تخلل تلك الثورة جهد عملاق للهيئة المالية البرلمانية حين كان يرأسها النائب الراحل الدكتور أحمد عبد الهادي الجلبي ، فقد عملت اللجنة على متابعة سير إدارة الأموال العراقية وتزويد البرلمان العراقي بمستويات المد والجزر ، وكشف مظاهر الفساد واللصوصية والاحتيال على القانون ، وفرّغ الدكتور الجلبي أثمن لحظات وقته (الزمن الأخير من حياته) فكتب ملفاً فريداً عن الفساد المالي أحصى به كلَّ شاردة وواردة عن صرف المال العراقي لدورتين انتخابيتين والذي ناف على " 557 " مليار دولار من عائدات النفط العراقي. بلغ الملف ( 10000صفحة ) بالإضافة إلى ما كان يقوم به من توضيح و فضح لمظاهر الفساد من على القنوات الفضائية المختلفة و بشكل خاص من على شاشة قناة آسيا كل يوم سبت ، لقد قدم الدكتور احمد الجلبي ملف الفساد الكبير (إلى المرجعية الدينية العليا- رئيس الحكومة-رئيس البرلمان-السفيرين الأمريكي والبريطاني - البنك الفيدرالي الأمريكي- جريدة المدى) ، من الذين تصورهم بأنهم من ذوي المسؤولية ، إلا أنهم انكمشوا عن الحقائق و أخذوا وقتهم لتجميد الملف و نسيانه بعد أن جاء أمر الله والتحق الدكتور الجلبي إلى رضوان ربه تعالى، فانفتحت أمامهم مساحة عبوره ، وقتذاك كان رئيس الوزراء قد أعلن تبنيه برنامجاً إصلاحيا يتناغم مع الثورة الجماهيرية المضادة للفساد، برأيي أن رئيس الوزراء قد عمد إلى الشعاراتية الميدانية للتخفيف من ضغط الثورة الشعبية ،التي قد خدعت ومنحته تأييدها فقد اصطفت شعارات ساحة التحرير إلى صف مشروعه الإصلاحي ، بينما الرجل لم يكن يمتلك أية رؤية إصلاحية وان وجدت فهو لا يمتلك قوة تنفيذها ، لان محصلة القوى التوافقية التي أوصلته إلى استلام القرار السياسي في العراق متساوية ، فقوة العبادي هي حاصل نتاج صراع تلك القوى .
في هذه المدة من الثورة الشعبية التي بان فيها فساد القوى الحاكمة من غير استثناء ، وقفت المرجعية الدينية و الثورة الشعبية مع مشروع رئيس الوزراء وفوضاه بما لا يطيق ،وهو ضرب الفاسدين بقوة و تحويل رؤوس الفساد الى القضاء والمجيء بحكومة إداريين حقيقيين ، أدى ذلك إلى أن تراخت القوى الخارجية عن تقديم دعمها لحلفائها المحليين ، و أحست بحاجة الى التواري الوقتي عن المشهد العراقي خوفا من التغييرات القادمة التي ستدمغ هويتها كدولة داعمة للفساد في العراق.
العقل السياسي العالمي يميل إلى الاسترخاء السياسي عند الأزمات الحادة بينما يميل العقل السياسي العراقي إلى الرغبة في مليء جميع مساحة الزمن دون مراجعة أو استرخاء.
لقد دبرت القوى الخارجية انقلابها الجذري ضد ثورة الإصلاح و مكافحة الفساد، فقد تمكنت من تغيير ميزان القوى في المعركة ضد الفساد .
الطرف الأول (أ) = ( القوى الشعبية المتظاهرة والمرجعية الدينية العليا وملف الدكتور الجلبي الكاشف للفساد وبرنامج رئيس الوزراء الإصلاحي والثورة الإعلامية).
الطرف الثاني(ب)=( رؤوس الفساد –الحكومة الفاشلة )
لقد تحولت معادلة الصراع بإقصاء الطرف(أ) بكامله من مشهد الصراع، واستمرار صراع غير مخيف بل ايجابي للطرف الخارجي ، تجلى في شطر الطرف الثاني (ب) موئل الفساد إلى شطرين يتصارعان على السلطة في العراق .
لقد نجح العامل الخارجي في استصدار نسخة جديدة من احتلال مركز ، فان الدول الخارجية أميركا – بريطانيا- إيران - السعودية – تركيا وغيرهم تباشر تدخلها اليومي في دعم هذا الطرف او ذاك من اجل وصوله الى هذه السلطة او تلك ، وهذا لا يتم من دون صفقة مصالح طويلة الامد لتلك الدول في العراق بما يضمن ان تحكم قبضتها على قرار العراق السياسي وعلى اقتصاده وجغرافيته والتحكم بمديات مستقبله.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الفراغ الفكري ..تجربة الصراع الديني -الشيوعي
- 9نيسان من إعلان للحرية إلى إعلان الحرب العالمية الثالثة
- عذرا ايها الرفيق فلاديمير لينين كلمات في مثل هذا اليوم ... م ...
- فهد
- ماذا لو انسحب حزب الله من خيار المقاومة؟
- مظفر النواب و مشهد التجلي الصوفي لموت البطل
- يا طير البرق تأخرت كلمات في مظفر النواب .
- حرب ما وراء داعش
- العراق ليس استثناء
- أخي الكوردي
- نحو ثورة الفنون الجميلة في العراق
- بطاقة حزن شخصية / الى روح الدكتور أحمد الجلبي صديقا
- التفكك
- التفكك الاخير
- يوميات ساخنة لقبر يمشي
- الدكتور العبادي لمسات من حرير لا يد من حديد..
- منهج الاحزاب الشيعية قلب الطاولة على رأسها..
- التظاهرات الشعبية في العراق ليس صراعا بين الدين و العلمانية.
- احجيات الحرية ....أحجية حيدر العبادي !
- العراق عيسى بدينه و موسى بدينه .. يا مالكي !


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - إدارة صراع الفاسدين ترسيخ لقبضة الخارج على الإرادة العراقية