أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - داود البصري - .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟















المزيد.....

.... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 380 - 2003 / 1 / 28 - 04:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


                                                                           

أن تنقلب القناعات الفكرية والسلوكية لشخص ما بزاوية مقدارها 180 درجة في غضون شهور قليلة فذلك أمر مرعب بلا جدال ؟ ، أما أن يخرج من رحم مجتمع ليبرالي متسامح وشديد الترابط ومنسجم الهوى ( تقريبا ) كالمجتمع الكويتي كل هذا العدد من المتطرفين الأصوليين ففي الأمر أكبر من مشكلة بل أنه أزمة حقيقية في ظل وضع إقليمي ودولي لايرحم وفي ظل إعداد كوني لترتيب أمور العالم ككل وبدرجة تتجاوز كل خيارات الشعوب المحلية وإراداتها الوطنية ! .

لقد نشأت الكويت كدولة حديثة في بداية الستينيات وفي خضم الموجة الإستقلالية التي أصابت دول العالم الثالث بعد تفتت الإستعمارين البريطاني والفرنسي بشكليهما القديم وفي المرحلة التي أعقبت العدوان الثلاثي على مصر ، ومع تزايد الأهمية الإستراتيجية والإقتصادية للثروة البترولية التي تسببت وأدت في المحصلة لضرورة قيام كيانات حديثة تتناسب وحجم التدفق الهائل من الأموال وهو حجم بلغ درجة مهولة في آثاره النفسية والإجتماعية ولم يكن له سابقة تاريخية في هذه المناطق النائية المعزولة من العالم العربي رغم وقوعها على حافات مراكز التجارة الدولية ، وكانت بداية نشأة الدولة في الكويت أوائل الستينيات إمتحانا حقيقيا لقدرة كيان صغير وناشيء ومحدود الموارد البشرية والسكانية على التوائم وروح العصر وبناء مجتمعات حديثة ، وكان دستور عام 1962 في عهد الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح والذي يعتبره دعاة الحركة الدستورية الكويتية حتى اليوم نموذجا حيا لبناء الدولة الحديثة عبر مبدأ الفصل بين السلطات وإتاحة المجال للشعب للتعبير عن رأيه في ظل ضمانات قانونية تكفل للمواطن التمتع بثروات بلاده وتقاسم المسؤوليات بين الطبقة التجارية العريقة في الكويت وبين أبناء العائلة الحاكمة ، فكان ذلك إنجازا دستوريا من شأنه الإحاطة بالتحديات التي واجهت الكويت المستقلة وأهمها مطالبة الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم بالكويت في حزيران / يونيو 1961 والتي كانت مطالبة لفظية أكثر منها واقعية ، فلم تترجم الأقوال لإفعال لأن الزعيم قاسم كان يفهم جيدا الإستراتيجيات الدولية وكان يناور عبر التلويح بالضم! ، ومع ذلك وفي إطار صراعات الحرب الباردة تدخلت قوى القومية العربية ممثلة في الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لتلملم أطراف الأزمة وتفرض حلا عربيا تمثل في الإعتراف العربي بالكويت المستقلة وإجهاض محاولة عبد الكريم قاسم قبل أن يتكفل إنقلابيو الثامن من شباط / فبراير البعثيون بالإعتراف الرسمي والكامل والصريح بالكويت ككيان مستقل في أكتوبر 1963 وفق تسويات خاصة وترتيبات معينة ، وخلال تلكم الفترة كان الهوى السياسي في الكويت ذو إتجاهات قومية عربية واضحة وكان الإنفتاح على العالم العربي والمشاركة بمشاكله وهمومه هو السمة التي تميز كل مناحي الحياة السياسية في الكويت ، كما أن توزيع الثروة الوطنية وإنتهاج سياسة إقتصادية وقانونية جعلت الكويتي سيدا في أرضه قد أدت لإستقرار ونمو وإزدهار واضح ، كما إن إنفتاح السلطة الكويتية على التجارب العالمية والتقليل من القيود والتابوهات المفروضة على المواطن الكويتي وإقامة علاقات واسعة مع غالبية دول العالم بما فيها الإتحاد السوفياتي السابق قد جعل من حياد الكويت إيجابيا بكل معنى الكلمة ، كما أن المشاركة في الهموم القومية وفسح المجال للطاقات العربية للعمل في الكويت قد أدى إلى نشوء منطمة التحرير الفلسطينية بعد أن تزايد الوجود الفلسطيني وشغل الفلسطينيون مساحات تأثير مهمة داخل المجتمع الكويتي وهيمنوا تقريبا على بعض النشاطات التجارية والإدارية وتحولت بعض الأحياء السكنية الكويتية لما يشبه ( الغيتوات ) الفلسطينية كمحافظة حولي التي تسمى  ( الضفة الغربية / فرع الكويت )!.

وسط هذه الأجواء القومية خرج جيل كويتي مفعم بالشعور القومي العربي وفي ظل زعامات كويتية معروفة قوميا كالدكتور أحمد الخطيب ، والسيد جاسم القطامي والسيد الأسير المرتهن فيصل الصانع ومما ساعد على نمو الإتجاهات القومية التحديات التي كانت تفرضها سياسات الشاه الإيراني الراحل والإحتضان العربي للكويت والتي لم تقصر أيضا إنطلاقة الصحافة والمجلات الكويتية كالعربي والكويت وعالم المسرح والثقافة العالمية ومنشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجميعها أبرزت صورة الكويت الثقافية العربية الحديثة؟ .

مع هبوب المتغيرات على الخليج العربي بعد الثورة الإيرانية وماصاحبها من نمو سريع ومتفاعل لتيار الإسلام السياسي ومع التورط السوفياتي في وهاد أفغانستان ، ومع المراحل الحاسمة في تقرير مصير الحرب الباردة ، نشأت في الكويت للأسف نعرة طائفية غذتها الصراعات المستجدة في الخليج وقيام المشروع العدواني العسكري للنظام العراقي بإشعاله لنار الحرب التي لم تكن حتمية ولاضرورية ضد إيران للتفاعل عن طريقها وبشكل لايمكن أن نوضحه عبر مقال سريع صراعات طائقية غلفت بدعايات قومية ليتشابك الدين والقومية في معركة لايوجد مايبررها ، كما أن تراجع العملية الديمقراطية في الكويت واللجوء الحكومي لحل المجلس النيابي وتغليب الخيار الأمني على الخيار الديمقراطي وتفاعلات الحرب الأفغانية والتوجهات الصريحة لتربية الشباب الكويتي وفق مفاهيم أصولية متشددة مع ترك الحبل الغارب لقوى الدعاية الأصولية المناصرة لجماعات الجهاد الأفغانية عبر إبراز ( خوارقها ومعجزاتها) في دحر السوفيات ( والذي تم بقوة الدعم الأميركي والغربي )!! قد خلق فئات شبابية تنظر للعالم من وجهة نظر أفغانية محضة مع ماساهمت به بعض دوائر السلطة في تشجيع تلكم الإتجاهات حتى تحولت لما يشبه ( وحش فرانكشتاين ) الذي إلتهم صانعه!!،

وبرغم توتر الأوضاع الداخلية في الكويت حاليا إلا أن أرادة الأحرار من أبنائها ستحسم ملف التطرف لصالح التعقل والمشاركة الواعية في التنمية الإبداعية للفكر والسلوك والإبداع.

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكويت ... نيران الحرب ودخان الأصولية ؟
- والخليج في مهب الريح .... الدوحة تغني ؟؟
- مؤتمرات باريس للمعارضة المستنعجة .. الكبيسي وآخرون ؟
- صدام بين سمفونية الرحيل ... ومسلسلات رمضان التلفزيونية ؟
- بشار الأسد .. وعلي كيمياوي ... تحالف الفاشيين وقمة المهزوم ...
- جماعات الحوار الوطني ... والمراهنة الخائبة على الأنظمة الع ...
- أبواق صدام المهزوم .... التاريخ يكرر نفسه ؟
- هلوسات ( الرنتيسي ) ... أحلام الفتى الطائر ؟
- خطاب صدام ... نهاية الأيام الطويلة ؟
- جماعات الحوار .. والفرانكفونية .. وأمل إبليس في الجنة ؟
- الرفاق حائرون - ... هل سيجاور ( صدام ) الرئيس ( سلوبودان ) ف ...
- هل تستطيع ( قطر ) منع الحرب الأميركية ؟
- المعضلة العراقية ... والحل العربي ؟
- الكويت ... على سطح صفيح ساخن ؟
- ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟
- عراقيو الكويت ... وجوازات صدام السحرية ؟
- هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟
- حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياس ...
- نحو عقد عراقي جديد ... بالأمس شاوسيسكو .. وغدا صدام ؟
- دعوات الحوار مع نظام صدام ... اللعب في الوقت الضائع ؟


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - داود البصري - .... ولكن لماذا يتطرف الشباب الكويتي ؟