أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شيء عن اللغة العربية سيسيولوجيا














المزيد.....

شيء عن اللغة العربية سيسيولوجيا


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 19:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



إن التطوّر اللغوي لا يكون دون عوائق أو مقاومة ، إلا إن إفترضنا أن التغيير الإجتماعي يمكن أن يكون دون أدنى مقاومة ، و خِلوا من الأزمات ؛ فمن يعيق التطوّر اللغوي هو نفسه من يعيق التطوّر الإجتماعي ــ لا يعني ذلك أن التطوّر يجري بطريقة آلية مثالية من البناء اللغوي إلى بقية الأبنية فالكل البنائي ، لكن يعني أن التطوّر اللغوي يدفع بالكل البنائي ضمن علاقته الخاصة ببقية الأبنية صوب التغيير ، إلا أن الأمر لا يجري كما لو كان التطوّر اللغوي هو البناء المركزي لتطوّر الكل البنائي ؛ قد يقوم البناء بدور حاسم في فترة معيّنة إلا أن هذا الدور الحاسم ليس دائم و ثابت ، كما أنه لا يكون مستقلا إستقلالا مطلقا عن بقية الأبنية ، و يبقى ضمن الكل البنائي [ إن الدور الحاسم الذي يلعبه أي بناء في فترة معيّنة لا ينشأ أساسا من ذاته ، بل من علاقته بالأبنية الأخرى ضمن الكل البنائي ؛ على الرغم من الإستقلال النسبي لكل بناء عن الآخر ضمن الكل البنائي ] .

إذا فالتطوّر اللغوي له تمظهره في الصراع الطبقي ، فإن كان التهديد بتغيير الكل البنائي هو تهديد للسلطويين المحافظين [ أي أصحاب السلطة في الكل الإجتماعي الحالي ] ؛ و هو ليس تهديد مباشر أو رئيسي ، لأنه كما سبق الذكر لا يجري التطوّر بطريقة آلية مثالية من البناء اللغوي إلى بقية الأبنية فالكل البنائي ــ فإن التطوّر اللغوي يهدد بشكل مباشر و رئيسي مصالح من يقتات بوضع اللغة المحافظ و المُتخلف ، و يمكن حصرها في الفئتين الطبقيتين (رجال الدين) و (الإنتلجنسيا) ؛ بلا شك ليس الحصر شاملا بالمطلق ، و ذلك يعود لطبيعة الطبقة الوسطى [ فليس كل أفراد الفئتين المعنيتين ضد التطوّر اللغوي ؛ إلا أن التهديد لمصلحة هاتين الفئتين من الإستفادة بوضع اللغة المحافظ و المُتخلف هو بشكل مباشر و رئيسي ] .

إن التطوّر اللغوي يهدد مصالح رجال الدين ، فالطابع العام المُستهدف هو طابع ( شعري | ميتافيزقي ) ليحل محله طابع ( واقعي | علمي ) ، و يمتد الإستهداف ليطال الكلية اللغوية المُختزلة في الأدب ؛ و الأدب هو نثر و شعر و قرآن ــ و لا يزال القرآن مُحتكر كما لا يخفى على أحد ؛ فلا يملك أي شخص حق فهمه و تفسيره ، إنما يخضع لشروط كهنوتية لا تزال فعّالة إجتماعيا [ إلا أن ذلك لم يمنع محاولات فهم القرآن و تفسيره خارج الشروط الكهنوتية ؛ إلا أن منطق الخروج في المحاولات التي وصلتنا حتى الآن هي دون التطوّر اللغوي ، أو الدفع نحو التطوّر اللغوي ــ بل إن بعضه رغم ظاهره الخارجي ضد الكهنوت يؤسس كهنوتا جديدا ، بل بعضه في خروجه يؤسس كهنوتا لا عقلانيا (كما في العرفان و التصوّف) ] . بعد ذلك أيوجد من يسأل كيف يمكن للتطور اللغوي أن يهدد مصالح رجال الدين ؟ ، لا أظن ؛ لكن يكفي أن مظهر هذا التهديد لمصالح رجال الدين سيكون كما لو أنه تهديد للدين ذاته .

أما الإنتلجنسيا ، فيكفينا أن نتناول منهم من نميل لوصفهم بـ(الأحبار) ؛ و هم أهل الإختصاص من الأكاديميين باللغة العربية ، حيث أن وضعهم المهني و النفسي جعلهم ينزعون إلى تقديس و تحنيط اللغة العربية ، فأمست اللغة جثة إله جامدة ، و أمسوا معها مرضى مهووسيين بها [ نيكروفيليين ] ــ و أيضا من نميل لوصفهم بـ(وثنيّ الهوية) ؛ و هم القوميون و الشبيحة و بعض الفلاسفة اللغويين ، و الغاية هي الهوية ، حيث أن وضعهم النفسي يطغى على وضعهم المهني [ ليس دائما ؛ فالقومي أحيانا يطغى وضعه المهني على وضعه النفسي ] ، بالتالي فهم لا ينزعون إلى تقديس اللغة بقدر ما ينزعون لتقديس الهوية [ الهوية هنا تعتمل لمصلحة الأنا المُتملكة أياها و المُتفاعِلة بها ؛ أي إله وثني ، إلا أنه من هواء ] .

فماذا يعني التطوّر اللغوي للحبر ؟! ، و ماذا يعني التطوّر اللغوي لأحد وثنيّ الهوية ؟! : تهديد هو هو نفسه التهديد بالنسبة لرجال الدين ــ فالتطوّر اللغوي يقف أمام ثلاث [ إله الحبر ، إله الوثني ، إله الكاهن ؛ إلا أنها ثلاثتها ليست إلا واحدة ، هي هي الأنا ــ المُتملكة اللغة في وضعها المحافظ و المُتخلف و المُتفاعلة بها ] ، لذا فليس أمام التطوّر إلا أن (يكون أو لا يكون) ؛ فأين موقع كل واحد منا [ نحن مستعملي اللغة العربية ] من هذا المشهد الصراعي ، اللغوي في ظاهره ، الإجتماعي في حقيقته ؟! .






#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن اللغة العربية سيكولوجيا
- شيء عن اللغة العربية أبستمولوجيا
- شيء عن اللغة العربية مقدمة
- الدجل الطبقي - الصراع الطبقي
- الدجل الطبقي - مجتمع لا طبقي
- الدجل الطبقي - الطبقة بين الواقع و التجريد
- الدجل الطبقي - مقدمة
- شيء عن الفرق و التناقض و الإعتراض
- شيء عن التعددية
- شيء عن التفريط و الإعتدال و التطرّف
- ورقتي المشاركة في الملتقى الفكري السنوي (( خصائص تطوّر الرأس ...
- شعوذة التاريخ - حتمية التاريخ
- شعوذة التاريخ - محكمة التاريخ
- شعوذة التاريخ - التطوّر في التاريخ
- شعوذة التاريخ - علمية التاريخ
- شعوذة التاريخ - مقدمة
- شيء عن برنارد هنري ليفي
- شعوذة إقتصادية (4)
- شعوذة إقتصادية (3)
- شعوذة إقتصادية (2)


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شيء عن اللغة العربية سيسيولوجيا