أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب














المزيد.....

رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 01:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مجلس النواب، الذي لا ينوب الا عن الاحزاب والقوى القومية والطائفية، الاطراف التي سيطرت على مقدرات المجتمع وثرواته الطبيعية، وشرع لأكبر لصوص وفاسدين عرفهم التاريخ لتمثيل الحكومة في العراق منذ انتخابات 2005 ولحد الان، يدخل اعضائه في اعتصام مفتوح كجزء من لعبة، لا تنطلي الا على الذين قرروا ان يكوا حمقى في حياتهم السياسية.
ان من اسس لكل الترهات والخرافات الطائفية والقومية وكل مزابل التاريخ هو مجلس النواب العراقي. ان كل عضو في مجلس النواب يستلم ما لا يقل عن 40 مليون دينار عراقي شهريا، وشرع لعلاوات وزيادات في معاشاته ورواتبه، ولم يجلب قرار واحد في يمس امتيازاته تضامنا مع العمال والموظفين والمتقاعدين الذين استقطعوا من رواتبهم، اسوة على سبيل المثال ما فعله البرلمان النيوزلندي بعد ازمة عام 2008 حيث قرر عدم استلام اعضائه الرواتب، لمدة ستة اشهر تضامنا مع الازمة التي ضربت البلاد. بينما نجد اعضاء مجلس النواب غير الموقرين، لم يحركوا ساكنا تجاه ما يدور من ازمة اقتصادية عاصفة تقصم ظهر الاغلبية المطلقة من جماهير العراق.
لنعود الى اعتصام مجلس النواب، الذي هو محاولة من قبل دولة القانون التي يقودها حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، لخلط الاوراق، وتحريف انظار المجتمع عما يدور في كواليس الرئاسات الثلاثة، وهو مسالة الصراع على السلطة السياسية. وقالها المالكي بالفم المليان في يوم ٩-;- نيسان في محافظة بابل في مؤتمر عشائري في ذكرى قتل الصدر الاول، بأن الاصلاح هو مؤامرة على المشروع الاسلامي. والاصلاح المقصود منه ليس انهاء نظام المحافظة والفساد، بل الاصلاح الذي يريده جناح العبادي ومن ورائه الادارة الامريكية، وهو تقليل نفوذ الحشد الشعبي ومشروع الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يقوده المالكي.
وإذا ما تمعنا في قصة اعتصام اعضاء مجلس النواب، فلا يحتاج المرء الكثير من الحصافة، كي يكتشف بكل سهولة اللعبة المفضوحة التي لعبتها دولة القانون. فالمسالة انحصرت في التصويت على الكابينة او التشكيلة الوزارية التي قدمها العبادي، لكن سرعان ما تحول الى اعتصام، واقالة رئيس مجلس النواب، والصراع عن اختيار شخص من الاربعة لرئاسة المجلس وهم احمد الجبوري وقتيبة الجبوري ومشعان الجبوري وعدنان الجنابي. ونجد ان الجبوريين الاخيريين، وهما قتيبة الذي كان احد فدائيي صدام، واشتهر بقطع آذان العديد من الهاربين من الخدمة العسكرية في محافظة صلاح الدين. اما الجبوري الاخر، فهو مشعان، فأسس شركة امنية في بداية الاحتلال، واستلم رواتب المئات من الفضائيين او الوهميين عن طريق شركته وسرعان ما كشف امره وحلت شركته، وبعد ذلك اسس قناة الزوراء الفضائية، ليعرض لنا جرائم القاعدة والمنظمات الارهابية الاخرى المؤتلفة معها تحت عنوان مقاومة الاحتلال. ودولة القانون تريد واحد من الجبوريين ان يحل محل الجبوري سليم، بينما التيار الصدري وأئتلاف علاوي يريدان الجنابي ان يكون رئيس مجلس النواب. فاذا كان المعتصمون يريدون تنصيب أحد المجرمين واللصوص في رئاسة مجلس النواب، فما بال ان يكون فحوى هذا الاعتصام.
بيد ان المشهد السياسي للصراع على السلطة لا تنته عند هذا الحد، فمقتدى الصدر، تحول من خطاب "شلع قلع" الى دعوة الرئاسات الثلاثة في عقد اجتماعاتها وتشكيل حكومة جديدة خلال 45 يوم. وجاء هذا التحول في موقف الصدر المعروف عنه بتغيير مواقفه بسرعة كبيرة، بعد جرة اذن من حسن نصراللـه الامين العام لحزب اللـه اللبناني، وهو الوكيل الفعلي والحصري للجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة، اثناء لقاء جمع الاثنان، وتحذيره، بأن احتجاجاته اي الصدر وصراعه على السلطة يهدد مصالح "الشيعة" في العراق.
ما يدور اليوم في مجلس النواب، هو نتيجة طبيعية، للعملية السياسية التي ولدت مأزومة، عندما ارست على اسس المحاصصة الطائفية والقومية. وما نشهده اليوم ايضا هو نتاج للتراكمات التي حدثت خلال السنوات الفائتة منذ تدمير الدولة بالماكنة العسكرية للاحتلال، وتمزيق هويتها. ان أصل المسالة هو الصراع على حسم السلطة السياسية في العراق، وبناء دولة ذات هوية سياسية. وخلال كل تلك لسنوات، كما قلنا في مناسبات عديدة بأن الازمة السياسية، كانت ملازمة للعملية السياسية ولكنها، كانت تدار بكل حذر.
ان العملية السياسية، هي عملية فاسدة، ولا ينفعها اي اصلاح. وان من يعول على اصلاح العملية السياسية على شخوص، كانوا يوما ما احد اعمدتها الفاسدة، فالأفضل له ان يختار مقعد في نادي او جمعية المحاربين القدماء. ان البديل لهذه العملية، هو ردمها، وتأسيس السلطة الثورية المباشرة للجماهير. وعلى الجماهير من العمال والموظفين والشباب والنساء، التعلم، الثقة بالنفس والاعداد لتشكيل سلطتها المباشرة، وهي الطريق نحو الامن والرفاه والحرية.. واقامة دولة ومجتمع يعرف الانسان على اساس الهوية الانسانية وبعيدة عن كل الترهات الطائفية والقومية. وبغير ذلك سنشهد المزيد من المسرحيات والمهازل والاستعراضات، ومحاولات لإعادة انتاج الاوهام كي تستمر هذه القوى في السلطة السياسية.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى سقوط بغداد
- موسم قطف ثمار الاوهام
- التجنيد الاجباري والفاشية السياسية
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط
- اللاجئون، سياسة الغرب والاخلاق الحميدة
- غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي- المثيولوجيا ...
- بين الحملة الايمانية والاسلمة
- المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثي ...
- الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوج ...
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...
- المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
- فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب