أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014 - الجزء الثالث















المزيد.....



معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014 - الجزء الثالث


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5135 - 2016 / 4 / 17 - 08:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تنويه - هذا هو الجزء الثالث من أحداث وتطورات 2013 الثورة المصرية وهو عام انعطافات وتحولات حاسمة - وسوف يتم ارفاق مع الجزء الأخير (الرابع ) رابط تحميل الكتاب كاملا من جهة النشر مباشرة ، بامتدادي ورد وبدي اف

===



الفصل الثالث: 2013
طوفان الثورة وتناقضاته

ندخل عام 2013 والثورة تصحو من حلم التحرر من ميراث الحكم العسكري، وبقايا نظام مبارك، حتى تنعم بما خرجت من اجله (الحرية والخبز والكرامة) لتفاجأ بانها قد دخلت منعطفا ﻻ-;- يقل خطورة عما أثار غضبها من قبل، جحافل من الملتحين الذين يعلنون رفضهم للديموقراطية وتمسكهم بالوصول لحكم ديني، غير عابئين بفكرة المواطنة أو قضية العدالة، رئيس يسعى لفرض هيمنة جماعته ومحاولة تكريس نظام رئاسي استبدادي فوق الدساتير والتشريعات، وحريتها التي انتزعت قدرا منها بدماء غزيرة تصطدم مجددا مع عصي وهراوات وأسلحة نارية بيد أنصار الرئيس، صار الإخوان وا نصارهم بوضوح هم العقبة الظاهرة التي تقف في طريق الثورة، وفي مواجهة حلم الحرية، ومن ثم وضعت الجماهير على جدول أعمالها النضال لتخطى عقبة الاستبداد الإخواني ، حتى تتمكن من مواصلة طريقها نحو حلم الحرية والعدل . عام 2013 هو عام المتناقضات والصراعات، وأيضا المؤمرات، أن طوفان الثورة ينطلق، لكنه ﻻ-;- يعرف كيف يرسو على شاطئه .
يناير
يستمر يناير الثورة في الاتشاح بلون الدم للسنة الثالثة، ويربك معه حساب مؤسسات الحكم وقوي المعارضة أيضا للمرة الثالثة .
يبدأ هذا الشهر مظللا بذكري اعتراض ثلاثة ملتحين من هيئة أسمت نفسها – الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر – لطالب في كلية هندسة يدعي أحمد حسين عيد كان برفقة خطيبته في يوليو 2012، وأدى ذلك إلى قتلهم له عندما اعترض على سلوكهم،وقيام آخرون بقطع لسان شاب لقيامه ب "سب الدين"1 فضلا عن بعض التعرضات المتفرقة لشبان وشابات من أشخاص مماثلة.
وفي بداية يناير 2013 قدم داعية سلفي يدعى هشام العشري طلبا لوزارة الداخلية بإنشاء هيئة مساعدين للشرطة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تعمل تحت إشراف الأزهر .. واعلن عن وجود هيئة سلفية تعمل تحت هذا الاسم متوعدا بإغلاق السينيمات والمسارح وفرض الزي الشرعي والأخلاق الدينية وتطبيق أحكام الشريعة.2
في أجواء ما قبل 25 يناير ذكري الثورة ظهرت جماعة البلاك بلوك في قلب اعتصامات التحرير وفي أماكن أخرى .
كان الدستور الذي أعدته جمعية اغلبها إسلاميون قد طرح للتصويت، وأعلنت اللجنة المشرفة موافقة فوق 90%من الأصوات الصحيحة عليه، وهو ما عارضه اغلب القوي غير الإسلامية.
في 20يناير اجتاحت المظاهرات الغاضبة مدينة الإسكندرية بسبب إعلان تنحي هيئة المحكمة عن نظر قضية قتل المتظاهرين في الإسكندرية في ثورة 25 يناير 2011، قام المتظاهرون بعد انسحاب الأمن باقتحام مبنى المجمع واشعلوا النار في بوابته الرئيسية، كما قاموا بإخراج بعض الأوراق من المحكمة وإحراقها. هتف المتظاهرون"الشعب يريد تطهير القضاء" و"يسقط يسقط حكم المرشد"، وأظهرت لقطات تلفزيونية قيام مجندين بضرب أقارب للضحايا ومحامين في قاعة المحكمة بالهراوات قبل اندلاع اشتباكات الشوارع.3 .
في 23 يناير قام أولتراس الأهلي باستعراض قوتهم في مشهد مفاجئ في ثلاثة أماكن، محاصرة البورصة، إيقاف سير المترو، قطع طريق كوبري أكتوبر . معبرين عن تصميمهم في سرعة القصاص من مرتكبي مذبحة بورسعيد.4
وأيضا وفي ذات السياق قاموا باستعراضات ومظاهرات في الإسكندرية والمنيا مرددين شعارات الغضب والتوعد . وفي 24 يناير متظاهرون يشتبكون مع قوات الأمن في ميدان التحرير وتطلق عليهم قنابل الغاز .
الخلاصة أن ذكري الثورة أتت في أجواء مشحونة ومعارك سواء مع الداخلية أو عناصر الإخوان ومباركتهم، مع تصاعد وتيرة اتهام المتظاهرين بالتخريب والبلطجة والخروج على القانون وتزايد نبرة الوعيد والتهديد من قبل الداخلية وكذلك عناصر الإخوان .
جمعة الغضب 25 يناير
يوم ذكري أم استهلال صعود جديد للثورة ؟
كانت هيمنة الإسلامين على جمعية الدستور التأسيسية مثيرة لقلق القوي السياسية "المدنية "، إذ تنذر بأوضاع قد تعزز هيمنة سلطة الإخوان وتهميش باقي القوي، ودسترة قوانين الاستبداد التي يتوقعها المعارضون، فضلا عن بداية حدوث أزمات اقتصادية وقلاقل في المناطق الحدودية حيث بدأت جماعات مسلحة من الإسلامين نشاطها الإرهابي .
كان الحشد لذكرى يناير هذا العام رهانا على المستقبل، فقد توقع الإخوان ضعف قدرة معارضيهم على حشد أعداد كبيرة ضدهم، إلا أن الحشود التي تجمعت في التحرير ضد – وبدون – الإخوان كانت مخيبة لتوقعاتهم وصادمة، امتلأ الميدان بالقوي السياسية والجماهير وكل أطياف رفض حكم الإخوان .
لم تقتصر حشود الغضب على القاهرة فقط،فقد اندلعت المظاهرات في كثير من المحافظات الرئيسية مثل القاهرة والإسكندرية ودميا ط والاسماعلية والسويس والبحيرة وبعض محافظات الصعيد. وظهر البلاك بلوك في مظاهرات الإسكندرية والقاهرة والاسماعلية يلبسون ملابس سوداء وملثمين و يرفعون صور للشهداء في ثورة 25 يناير .ونزل رموز من المعارضة إلى الميدان في ظهر اليوم، البر ادعى و جمدين صباحي في مسيرة واحدة.
توزعت المظاهرات في القاهرة على ميدان التحرير، ماسبيرو، وقصر الاتحادية، وميدان مصطفي محمود،
في القاهرة حاول متظاهرون إزاله الجدار الأسمنتي في شارع القصر العيني ورد عليهم الأمن بوابل من قنابل الدخان، دارت اشتباكات مع الأمن في شارع محمد محمود والقصر العيني وعند الاتحادية وعند ماسبيرو، وشهدت مسيرة من دوران شبرا هجوما من بعض الأشخاص بعد الاعتداء عليهم أمام مقر موقع إخوان أونلاين. .
في الإسكندرية (تمكنت مجموعة من المتظاهرين من السيطرة على مساكن الأمن المركزي في كوم الدكة. وأطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين ألقوا حجارة على المقر المؤقت للمحافظة.)
وكذلك جرت اشتباكات في محيط مسجد القائد إبراهيم، ومنطقة مجمع المحاكم .
وفي السويس حاول المتظاهرون اقتحام مبنى المحافظة ورد الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع وحدثت اشتباكات متقطعة أوقعت ستة قتلى.
وفي الإسماعيلية أقدم المتظاهرون على إحراق مقر حزب الحرية والعدالة،و أوقعت الاشتباكات قتيل واحد والعديد من الجرحى بحسب وزارة الصحة المصرية .
وفي محافظة البحيرة حاول متظاهرون اقتحام مبني المحافظة.
وفي دمنهور, اقتحم مئات المتظاهرين مقر "الإخوان المسلمين" والقوا جميع محتوياته بالخارج، وتمكنوا من إضرام النار في المقر بعد كسر الباب الحديدي للمدخل.
وفي مدينة المحلة قطع المتظاهرون طريق سكة الحديد وحاصروا قسمين للشرطة.
وفي كفر الشيخ حطم المتظاهرون مصفحات تابعة للشرطة وقاموا باقتحام مبني المحافظة، فيما اقتحم وهاجم متظاهرون مبنى محافظة دمياط حيث جرت اشتباكات مع قوات الأمن.
ردد المتظاهرون هتافات ضد – حكم المرشد، وضد الإخوان والرئيس داعين إلى إسقاط حكمهم، معتبرين سياسات مرسي مجرد استمرار لنهج حكم مبارك .
وتنوعت مطالب اليوم بداية من القصاص لشهداء الثورة، وإعادة المحاكمات في قضايا قتل المتظاهرين، وتطهير وزارة الداخلية، وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل، وإقالة النائب العام المستشار طلعت عبد الله، وتعديل المواد الخلافية في الدستور، وإعادة صياغته، ووضع حدين أدنى وأقصى للأجور، حتي إسقاط نظام محمد مرسي رئيس الجمهورية والإخوان .
أسفرت الاشتباكات عن مقتل 10 أشخاص في السويس والإسماعيلية, وإصابة 548 آخرين بحسب وزارة الصحة.
علي الجانب المقابل, توافد متظاهرون من القوى والأحزاب الإسلامية, إلى مدينة الإنتاج الإعلامي مؤيدين للرئيس، و ضمت التظاهرة "الإسلامية" الإخوان ومؤيديهم 15 حزباً وحركة وطابوا بتطهير الإعلام والقضاء .
26 يناير – فاصل ومدن القناة تواصل
بورسعيد الثانية
حكمت محكمة جنايات بور سعيد، في أحداث الإستاد، التي يؤكد عديدون أن القبض فيها تم عشوائيا وان المحاكمة مسيسة لتهدئة الاولتراس الاهلاوى،بإحالة أوراق 21 متهما إلى فضيلة المفتي لاستطلاع رأيه في شأن تطبيق عقوبة الإعدام عليهم. ولم يشمل الحكم أي من ضباط الشرطة المتهمين في القضية، وكان اغلب المحكوم عليهم من رابطة مشجعي النادي المصري. من أهإلى بورسعيد .
كان الحكم قاسيا بالنسبة للأهإلى، تجمع الأهإلى وحاولوا اقتحام السجن المحجوز به المحكوم عليهم بقصد تحريرهم، تصدي الأمن للأهإلى مستخدما كل أنواع الأسلحة، من الغاز إلى الرصاص الحي، أسفرت تلك الاشتباكات عن عدد كبير من القتلي والجرحى، حوإلى اربعه وخمسون قتيلا واكثر من 900 مصاب من الأهإلى خلال 3 أيام اشتباكات، حطم الأهإلى الغاضبين واجهة محطة السكة الحديد، حاصروا قسم شرطة شرق واجبروا رجال الشرطة على الهرب واستخدموا الأقسام كمقر للمتظاهرين، حاولوا تحطيم أبواب السجن لكن شدة رد الأمن أفشلت المحاولة، دفع الجيش بمدرعات وجنود لتأمين الميناء والمرافق الهامة،في اليوم تجددت الاشتباكات وسقوط ضحايا إثناء تشيع بعض ضحايا اليوم الأول، وأعلنت حالة حظر التجول من بداية المساء و الطوارئ العامة في جميع مدن القناة لمدة 30 يوم . كسر الأهإلى الحظر وتظاهروا وقت الحظر وأقاموا احتفالات ومهرجانات في الشوارع في تحدى للحظر .
اللافت للنظر انه قد تم تبرئة جميع رجال الشرطة في كل أحداث بورسعيد، وقد تعرض للإصابة عدد كبير من الأهإلى اغلبهم بطلق ناري، و شكل المصابين وأهإلى الضحايا ائتلافا للمطالبة باعتبارهم من ضحايا الثورة، وذلك ليتمكنوا من علاج إصابتهم، أو للحصول على عمل يناسب حالتهم، خاصة وان الكثير منهم أصيب نتيجة أطلاق نار عشوائي من قبل قوات الأمن .
دعا مرسي إلى حوار مع معارضيه، إلا أن جبهة الإنقاذ التي كانت قد تشكلت ضده رفضت الدعوة، وفي 29 يناير كرر الدعوة لرموز الجبهة
قال البر ادعي على حسابه على موقع "توتير": "نحتاج فورا لاجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد" .
كانت المعارضة قد طلبت تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن الرئيس رفض طلبها مؤجلا تشكيل الحكومة لما بعد انتخابات البرلمان القادم . وبذلك انغلقت اكثر فاكثر إمكانية الحلول الوسط مع جبهة الإنقاذ وحزب النور الذي كان قد انضم إلى صفوف المعارضة بدرجة ما .
في خطوة رمزية تبني الأزهر في نهاية يناير اجتماعا للسلطة والمعارضة لتوقيع وثيقة اتفاق تنص على نبذ العنف وشارك في الاجتماع قادة جبهة الإنقاذ محمد البر ادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى و رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني، وقيادات من جماعة الإخوان. كما حضر اللقاء رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح، ورئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي، وممثلين عن الأحزاب السلفية، والسلفي محمد حسان. كما حضر الناشط وائل غنيم، والأنبا أرميا والأنبا مرقص، وقيادات الكنائس المصرية.
كان ذلك اجتماعا صوريا ﻻ-;- أهمية له، إذ أن أعمال العنف بين الأطراف كانت قد حفرت مسارها بعمق في قلب المشهد السياسي.
هكذا انقضي يناير بعد أن خلف ندوب عميقة، وسالت فيه دماء غزيرة، وبدا أن قارب الثورة يتخبط، والإخوان محاصرون في سياساتهم وعزلتهم، وصار سقوط نظام مرسي مجرد وقت ﻻ-;- غير .
الأول من فبراير – جمعة الخلاص
دعت قوي المعارضة إلى تنظيم مظاهرات ضاغطة في جميع المحافظات في هذا اليوم، وللمرة الأولي يعلن متحدثون من حزب الإخوان أن شبابهم سيؤودا صلاة الجمعة بالقرب من قصر الاتحادية يترقبون الموقف وهم على أهبة الاستعداد للتدخل "حماية للشرعية ".5 لم تمنع الأمطار في هذا اليوم مظاهرات الخلاص التي ركزت مطالبها في حكومة إنقاذ وطني، لجنة لتعديل المواد الخلافية بالدستور، وإزالة آثار الإعلان الدستوري الصادر في 22 نوفمبر الماضي، وإقالة النائب العام، وتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في سقوط الشهداء والمصابين في الأحداث الأخيرة ومحاسبة المسؤولين عنها، وإخضاع جماعة الإخوان المسلمين للقانون، وإلغاء حالة الطوارئ بمدن القناة6 ، انتشرت المظاهرات في القاهرة ومدن القناة كفر الشيخ ومحافظات أخرى، واجه الأمن المتظاهرين بعنف شديد، خاصة عند قصر الاتحادية حيث سقط قتيل بالرصاص الحي يدعى محمد حسين قرني، ٢-;-٣-;- عاما، مصابًا بطلق ناري بالصدر والجبهة. وأصيب 62 آخرون، وآخرون في محيط التحرير وبورسعيد وكفر الشيخ .
وقد أعلنت وزارة الصحة بيانا عن المصابين والقتلي الذين بلغت جملتهم قتيل واحد – الاتحادية- واكثر من 90 مصاب .
تهديد رئاسي – وتحريض سلفي على قتل المعارضة .7
في 4 فبراير اجتمع مرسي بقيادات الداخلية وطلب منهم التعامل "بشدة" مع المخربين .
وفي ذات اليوم تحدث وجدي غنيم في فيديو على إلىوتيوب إلى رئيس الجمهورية طالبا منه قتل رموز المعارضة وجماعة البلاك بلوك التي كانت اعتبرت رسميا جماعة إرهابية . قال غنيم ( يا فخامة الرئيس فاض الكيل ومش ممكن اللي بيحصل، اغضب بقى، استخدم سلطاتك، اضرب بيد من حديد بلا هوادة... حكمهم الشرعي أن يقتلوا أن يصلّبوا أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض … لو البوليس تقاعس فنحن رجالة...")
وفي ذات الوقت حرض داعية سلفي آخر علي قناه "الحافظ" الدينية على قتل منازعي مرسي على السلطة، انه دكتور محمود شعبان أستاذ البلاغة والنقد بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر.
قال شعبان "ما لا يعلمه كثيرون أن جبهة الإنقاذ بقيادتها التي تبحث عن الكرسي (السلطة) بوضوح الآن حكمها في شريعة الله القتل».
وأضاف ("حكم جبهة الإنقاذ التي تريد الكرسي وتحرق مصر وقيادتها يحرقون مصر من أجل الكرسي حكمهم القتل … : "ندفعه (من يريد إنزال مرسي) بكل وسيله، فان لم يُدفع إلا بقتله، وجب قتله".") .8
أثارت تلك الدعوات مخاوف واسعة لدي قادة المعارضة، خاصة وأنها تزامنت مع اغتيال أسلاميين للقائد التونسي اليساري البارز شكري بلعيد. وهو ما دفع الداخلية إلى تنظيم حراسة خاصة للبرادعي وصباحي .
في الجمعة 8 فبراير خرجت أيضا مظاهرات تحت اسم – جمعة الرحيل – توجهت واحدة منها إلى الاتحادية، ثم تلاها جمعة (كش ملك) في 15 فبراير، حيث ترددت أقوال بأن مظاهراتهم السابقة أمام الاتحادية في شرق العاصمة أجبرت مرسي على نقل عمله إلى قصر القبة.وفي ذات اليوم قام الإسلاميين الموالين لمرسي ومعهم الإخوان بتنظيم مظاهرات ضخمة تأييد لمرسي، ورفعوا شعارات دينية مثل – قادم قادم يا إسلام .. حاكم حاكم يا قران – تجمعت حشود الإسلاميين أمام جامعة القاهرة، بينما تجمعت حشود المعارضة في التحرير .

اتركوا الشوارع وتعالوا للانتخابات
هكذا فكر الرئيس الذي أراد امتصاص الغضب ضده، وجذب المعترضين لمعركة انتخابية هادئة ليتركوا الشوارع الميادين، فاعلن عن بدء انتخابات برلمانية في أبريل، في ظل استقطاب سياسي حاد، وأجواء معارك شوارع دامية . وقانون انتخابات حكمت المحكمة الدستورية ببطلانه، وان يتولى مجلس الشورى تعديله .اعترضت جهات قبطية على مواعيد الانتخابات لأنها تصادف أعياد دينية مسيحية، وأيضا لكسب أي ارض .. وافق الرئيس، وعدلت المواعيد .
قوبلت دعوة الرئيس للانتخاب بدعوات من المعارضة وجبهة الإنقاذ للمقاطعة، سواء بسبب ضيق الوقت، أو بسبب أن تعديلات القانون جاءت "تفصيل على مقاس الإخوان، وبها عيوب دستورية تهدد العملية برمتها". 9
فرد الرئيس متجاهلا الأزمة برمتها بالدعوة إلى (حوار وطني) .
طعن محامون على قرار الرئيس، وتم قبول الطعن بسبب أن تعديلات القانون لم تعرض على المحكمة الدستورية.هكذا اغلق الباب أمام محاولة الرئيس .
مارس ، المقطم - ومقرات الإخوان
اتجهت جماعات من المعارضة الغاضبة للهجوم على مقرات الاخوان أو التظاهر أمامها، كان عشرات من المتظاهرين قد تجمعوا في وقفة احتجاجية أمام المقر الرئيسي للجماعة (مكتب الإرشاد) في المقطم في الأسبوع الثاني من مارس، إلا أن عناصر الإخوان تعدت عليهم بشكل حاد، مما أثار غضب واسع فتقرر الحشد لمظاهرات واسعة في جمعة 22 مارس تحت اسم (جمعة رد الكرامة) . حيث تحرك ألاف المتظاهرين في اتجاه مكتب الإرشاد، في اليوم السابق كان احد رموز الإخوان قد توعد المعارضة في حالة اقتربت من المقرات .
كانت جمعة الكرامة هجوما واسعا على مقرات الحزب الحاكم والجماعة، دارت المواجهات الكبري في محيط مقر المقطم، حيث حشد الإخوان عدد كبير من الأعضاء والأنصار من المحافظات المختلفة لمواجهة المتظاهرين ، وقعت اشتباكات عنيفة وتراشق بالحجارة بين عناصر الإخوان والمتظاهرين الذين تمكنوا من إشعال النار في 4 عربات كانت تقل إخوان قادمون من محافظات، مما اضطر الإخوان الذين تم استدعائهم إلى الهرب أمام المتظاهرين، تدخلت قوات الأمن وأطلقت وابلا من قنابل الدخان على المتظاهرين ، جري ذلك في محيط المقر الذي كانت تحميه أعداد كبيرة من قوات الأمن، وقعت إصابات عديدة جراء الاشتباك وإطلاق قنابل الدخان،فضلا عن الاعتداءات الجسيمة التي كان يتعرض من يقع في قبضة أيا من الأطراف.10
لم يكن المقطم هو مسرح الأحداث فقط، اتسع الهجوم على مقرات الجماعة في هذا اليوم ليشمل عدة محافظات،مثل المحلة والإسكندرية والزقا زيق والمنصورة، كذلك مقرات أخرى داخل القاهرة، وتم اقتحام بعضها من قبل المتظاهرين، وتحطيم ﻻ-;-فتات أو واجهات بعضها. 11
اتسعت الفجوة ولم تعد دعوات أو لقاءات الحوار بين الإخوان ورموز جبهة الإنقاذ ذات جدوى، فلم يعد لأحد سيطرة فعلية على الغاضبين من السلطة الإخوانية، اصبح شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) مستبدلا ب – يريد إسقاط الإخوان، ويسقط حكم المرشد، ومرسي مبارك، و مدنية مدنية – صارت تلك شعارات وأهداف الكتلة الأكبر من المعارضة .
معركة النائب العام
بعد تعيين مرسي نائبا مواليا للإخوان هو المستشار طلعت عبد الله في عقب اعلانه الدستوري في نوفمبر 2012، كان اغلب القضاة وقفوا ضد هذا التدخل من مرسي (ممثل السلطة التنفيذية) في شئونهم، ورفضوا التعاون مع النائب "الإخواني "، اكثر من ذلك طعن بعض القضاة ووكلاء النيابة في قرار تعيين طلعت في هذا المنصب، معتبرين عبد المجيد هو النائب الشرعي وفقا للقانون، وفي 27 مارس صدر فعلا الحكم من محكمة استئناف القاهرة بإلغاء قرار الرئيس المصري بعزل النائب العام السابق عبد المجيد محمود، وبطلان تعيين المستشار طلعت عبد الله خلفا له.
كان ذلك انتصارا رمزيا لا غير، فقد اثر عبد المجيد الانسحاب من تلك الحرب كونه مهددا من الإخوان وانصارهم . لكنه كان انتصارا هاما، وكان يعنى انقسام عميق في مؤسسات الدولة، وفي دعائم سلطة مرسي .
انتهى مارس وقد خلف وراءه بحسب موقع (ويكى ثورة) 25 قتيل و1932 مصاب و 738 مقبوض عليهم12.
أبريل – تفاقم الأزمة
يبدأ أبريل بتصريح طائفي استفزازي للرئيس خلال لقائه مع "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" ذات التوجه السلفي، حرصه على "التصدي لأي محاولات لنشر التشيع في مصر .. وأكد على ثبات موقفه من رفض جميع محاوﻻ-;-ت نشر المذهب الشيعي في مصر" وذلك حسب ما جاء في بيان أصدرته الهيئة الخميس 4 أبريل
7 أبريل - أحداث الكاتدرائية (المقر البابوي )
خلفية الأحداث كانت ما وقع يوم 6 أبريل في منطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية، حيث نشب شجار بين مسلم ومسيحي، أسفر عن قتل الطرف المسلم وإصابة آخرين بطلقات نارية، ففجر ذلك هجوما طائفيا على المسيحين وعلي كنيسة ماري جرجس التي هوجمت وأتلفت محتوياتها، وادي الهجوم إلى مقتل6 أقباط جراء اطلاق النار عليهم واحدهم بسبب إشعال النار فيه حيا وأخر طعنا بسلاح ابيض، وذلك عقب تصادف مرورهم بالشارع أثناء موجة الغضب التي اجتاحت الخصوص، رغم عدم صلتهم بأي طرف من أطراف الشجار كما أصيب أقباط آخرون بطلقات نارية .
في 7 أبريل أقيمت الصلاة على جثامين الضحايا بالكاتدرائية المرقصية بالعباسية، وسط حالة غضب وحزن من آلاف الحاضرين من الأقباط، . وفي أثناء الصلاة ترددت داخل الكاتدرائية هتافات تطالب بإسقاط الرئيس مرسي وتحمل نظامه المسئولية عن الاعتداءات.وعقب الانتهاء من الصلاة تحرك الموكب بالجثامين وما أن فتحوا الباب للموكب فوجئوا بهجوم عنيف علي الموكب اختفي على اثره الأمن المكلف بحماية الكاتدرائية، وهو ما أتاح للمهاجمين الاستمرار في الهجوم بلا عائق مستخدمين الخرطوش والحجارة وزجاجات المولتوف، انسحب الموكب إلى الداخل واغلقوا الأبواب فاعتلى المهاجمين أسوار المبنى واكملوا الهجوم بالمولوتوف والخرطوش، خرج مرسي إلى الإعلام مصرحا أن الاعتداء على الكاتدرائية اعتداء عليه شخصيا، إلا أن شيئ لم يتغير فقد استمر الهجوم حتى منتصف الليل، ظهر الأمن بعد ساعات وأخذ يطلق القنابل على الأسوار وداخل الكاتدرائية مما زاد الوضع سوءا، لم يتعرض الأمن للمهاجمين مكتفيا بإطلاق القنابل التي استهدفت حوش ومبنى الكاتدرائية بصفة رئيسية13، واعتلي المهاجمين أسوارها لكنهم لم يتمكنوا من اقتحام الكاتدرائية بسبب كثافة أعداد المسيحين داخلها الذين حاولوا الدفاع عن المبنى وتمكنوا من إدخال بعض مسدسات الخرطوش لصد الهجوم، وطبقا لتصريحات صحفية لوزارة الصحة والسكان فأن عدد ضحايا أحداث الكاتدرائية بلغ حالتي وفاة و89 مصاب14.
استمرت الأحداث الطائفية في الخصوص وحول كنيسة مار جرجس ووقع ضحايا آخرون. ،اعتبر حزب التحالف الشعبي اليساري في بيان له أن "هذا الحدث تم في إطار مخطط تفجير طائفي نفذته تشكيلات ميلشيوية عصبوية تحت رعاية أجهزة الأمن … وان ما حدث تصعيد خطير يستهدف تفجير الاحتقان الطائفي، وجر المجتمع إلى حرب طائفية تفتت وحدة الشعب ضد الاستغلال والاستبداد والطغيان، وتلهيه عن أزمات حياته تحت حكم الإخوان، وحرف الثورة عن مسارها الصحيح” واعتبر الأقباط أن جميع كنائسهم تحت التهديد .تم القبض على حوإلى 30 شخص، كما ضبطت أسلحة خرطوش وقنابل ملو توف بحوزة بعضهم، وأخلت النيابة سبيل 10 منهم .
منعطف تمرد
في أبريل كان مجموعة من الشبان القادمين من حركة "كفاية" يعقدون اجتماع لهم ، وهم قد استلهموا اسم "تمرد" من اسم مجلة للمعارضة السورية، كان هدف الاجتماع الاجتماع هو بدأ حملة، مستقلة عن "كفاية" التي رفضت فكرتهم، ضد حكم محمد مرسي هدفها :
1 - عزل الدكتور محمد مرسي من رئاسة الجمهورية وتسليم منصبه لرئيس المحكمة الدستورية العليا الذي سيقوم بتمثيل البلاد في الخارج فقط.
2- اختيار شخصية سياسية مشهود لها بالكفاءة رئيسا لحكومة تدير شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقإلىة.
3 – تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) لإصلاح الأوضاع المتردية بالبلاد."
وتوصلوا إلى فكرة جمع التوقعيات علي المستوي الشعبي لسحب الثقة منه على استمارة تضعها الحركة، والذهاب بالاستمارات الموقعة إلى المحكمة الدستورية لتطالبها بسحب الشرعية من الرئيس محمد مرسي والإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقرروا جمع التوقيعات حتى 30 يونيو، بدأ جمع التوقيعات في "التحرير" في الأول من مايو، حيث يوجد احتشاد للاحتفال بعيد العمال، وفي العمل في المحافظات تم اختيار بورسعيد أول محافظة في يوم مايو، استطاعت الحملة جمع قرابة 200000 توقيع في أسبوعها الأول، مما جذب لها أنظار الأحزاب والشخصيات المعارضة لحكم مرسي فقدموا لها تبرعات وفتحوا لها المقرات وانضم إلىها متطوعين من كل القوي السياسية المعارضة للإخوان، جاء انضمام القوي السياسية لدعم الحملة، عقب المؤتمر الثاني للحملة و الذي جاء بعد عشرة أيام من تدشينها، و كان المؤتمر بعنوان "10 أيام من التمرد ”15 .
تعرضت الحركة إلى تشهير واتهامات من قبل القوي الإسلامية، وحين ظهر حجم انتشارها وتأثيرها حاول الإخوان الرد عليها بحملة مماثلة، فطبعوا استمارة تأكيد ثقة في الرئيس اسموها "تجرد" إلا أن ذلك جاء في مناخ سياسي واجتماعي صار رافضا بالفعل لاستمرار حكم الإخوان .
انتشرت حملة تمرد وتلقف عديدون الاستمارة لطبعها وتوزيعها وجمع التوقيعات عليها حتى اليوم المحدد "30 يونيو" حيث توصلوا إلى انه أن جاءت توقيعات سحب الثقة اكبر من عدد أصوات نجاح مرسي رئيسا في الانتخابات، ستخرج المظاهرات في هذا اليوم لتطالبه بالرحيل .
لقي توزيع الاستمارة تسامحا " وتكرر من مصادر عديدة أنه دعما" من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية، مما سمح لها بالعمل دون منغصات، لعب توزيع الاستمارة والتوقيع عليها دورا تعبويا كان يتصاعد كلما اقترب 30 يونيو .
قبل 30 يونيو – وبعد أن ظهر ضخامة حجم توقيعات تمرد، وتجاوزها عدد مرشحي مرسي – بدأت الأطراف تتجهز ليوم 30 يونيو، اجتمع رموز المعارضة وأفراد من تمرد وقرروا بدأ الاعتصام في التحرير يوم 28 يونيو .
بالمقابل اعلن الإخوان انهم وا نصارهم سيعتصمون من يوم 28 يونيو عند قصر الاتحادية لحمايته ومنع المتظاهرين من الوصول إلىه، وبالفعل نصب الأطراف خيامهم وبداو استعدادات من يوم 28 يونيو. اعلن النور السلفي دعمه ومشاركته للإخوان، اعلن الدكتور بسام الزرقا، مستشار رئيس الجمهورية السابق، نائب رئيس حزب النور، إن حزب النور يساند من أتى بالصندوق وأن يكون تغييره بالصندوق، وليس باستخدام العنف في الشارع، مؤكدا أنه لو سمحنا بإسقاط النظام الحإلى سيأخذ بعدها كل شيء بالذراع وليس بالسلمية أو الحوار.
أقيمت حواجز لتأمين الاعتصام في محيط الاتحادية تحت إشراف الإخوان،وأقيمت حواجز أسمنتية ضخمة حول القصر وبواباته، وفي التحرير أقيمت الخيام ونصبت الحواجز، وبدأ الأطراف اعتصامهم.


30 يونيو – الحدث وأثاره
في 2 يونيو كانت المحكمة الدستورية قد قضت بحل مجلس الشوري، وببطلان الجمعية التأسيسية التي صاغت مواد الدستور .هكذا اصبح حكم مرسي مفتقدا إلى دعامات تشريعية أو دستورية تسانده .
في 28 يونيو خرجت بعض المظاهرات المؤيدة للرئيس في المنصورة وغيرها، تعرضت مظاهرة المنصورة أثناء خروجها من مسجد الجمعية الشرعية للاعتداء عليها من الأهإلى ومن اطلق عليهم (مواطنين شرفاء )، و أسقطوا بعض القتلي شهداء وعدد كبير من المصابين .وفي الشرقية هوجم مقر الجماعة وسقط قتلى وجرحى منهم،،، وفي هذا اليوم تم تدشين "التحالف الوطني لدعم الشرعية" في مؤتمر في محيط الاتحادية، وصرح الدكتور جمال عبد الستار عضو التحالف ووكيل وزارة الأوقاف، في كلمته أثناء المؤتمر (إننا أمام محاربة حقيقية للإسلام، ومن يسمها غير هذا يأثم شرعا)، كان أعداد من الإخوان المسلحين تحرس المقرات، وكانت أجواء العنف تظلل قدوم 30 يونيو .
30 يونيو ، في التحرير حلقت طائرات حربية حول الميدان في إشارة فسرت على أنها تأييد للاعتصام وأهدافه
خرجت مظاهرات يونيو بأعداد هائلة تقدر بالملايين، تهتف ضد حكم الإخوان، وتطالب برحيل الرئيس، وتوجه جزء من المتظاهرين إلى المقطم حيث جرت مواجهات عنيفة مع الإخوان المتواجدين بالمقر مدججين بأسلحة نارية وسقط عدد من القتلي من صفوف المتظاهرين برصاص الإخوان، انتهت المعركة بهرب الإخوان واقتحام المتظاهرين للمقر وإتلاف محتوياته وإشعال النار في بعض أجزاءه .
في اليوم التإلى خرج عمر عامر المتحدث باسم الرئاسة يعلن أن الرئيس يعترف انه ارتكب أخطاء وانه يسعى لتصحيحها، داعيا إلى حوار مع المعارضة16 .
على اثر ظهور قوة الحشد المعارض للإخوان والرئيس خرج عبد الفتاح السيسي، ممثلا عن المجلس الأعلى للقوات للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع، في اليوم التإلى ببيان رسمي على الهواء، اعطي فيه المهلة للأطراف48 ساعة للوصول إلى تسوية للموقف، وإلا سيتدخل الجيش (إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسؤولياتها.
وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاما عليها استنادا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحتراما لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجرا لثورته المجيدة، ودون إقصاء أو استبعاد لأحد.)
أصدرت الرئاسة بيانا رسميا في يوم 2 يوليو تتحفظ على بيان الجيش لأنها لم يشاورها قبل إصداره، وانه يحمل إشارات غير مقبولة، واجتمع مرسي مع السيسي دون أن يسفر اللقاء عن تغير في موقف الجيش أو الرئيس، انطلقت مظاهرات الإخوان لتأييد الرئيس في عدة أماكن، حدثت مواجهات ضخمة في محيط جامعة القاهرة بين الأهإلى والإخوان في هذا اليوم أسفرت عن سقوط 22 قتيل من صفوف الإخوان وإصابة عدد كبير من الجرحى في الجانبين.، خرج مرسي إلى الجماهير في المساء ليلقي خطبة مطولة عن الموقف، إلا انه كرر في خطابه انه لا بديل سوي الشرعية والتمسك بالشرعية، ولم يقدم أي إجراء أو تصور يلبي طلبات المعارضة أو الجماهير الغاضبة ، أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي "نؤكد بكل عزم وإصرار وقوف أبنائكم من رجال الشرطة الأوفياء إلى جانبكم لحمايتكم"، وشدد علي "تحمل مسؤولياتنا لحماية أبناء الوطن الغإلى، والتصدي الحاسم لكل صور الخروج عن السلمية أو انتهاج العنف مهما كانت التحديات ومهما كلفنا ذلك من تضحيات، جنبا إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة".
3يوليو
في اليوم الثالث عقد العسكريون اجتماعا مع ممثلي الأزهر والكنيسة والتيارات المعارضة وحزب النور السلفي لبحث خطوات "خارطة طريق" يتم إعلانها وتطبيقها، كان هناك دعوة للمشاركة في الحوار لحزب الحرية والعدالة لكنه رفضها، اصدر الجيش بيانه الثاني الذي عزل فيه فعليا مرسي دون إشارة مباشرة لعزله، لكنه قرر ما يلي في البيان .
تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت .
يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليـا اليميـن أمام الجمعية العامة للمحكمة
إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقإلىة لحين انتخاب رئيساً جديداً.
لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقإلىة .
تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحإلىة .
تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
وأيضا انه "لا إقصاء لأحد" … هكذا أطيح بمرسي مع ترك الباب مفتوحا لمشاركة الإخوان، والسعي لإجراء مصالحة وطنية معهم، إلا أن الإخوان تمسكوا باستمرار حكم مرسي (الشرعية) واعلن المرشد العام للجماعة أطلاق نفير الجهاد دفاعا عن "السلطة الشرعية" وكان ذلك بمثابة إعلان حرب في جميع المحافظات، معتبرين ما حدث (انقلاب عسكري) علي سلطتهم،وعند أنصارهم (على حكم الإسلام) .
في نفس اليوم أخذ الجيش خطوات احترازية فتم توقيف القنوات التليفزيونية السلفية أو الموإلىة للإخوان، بما في ذلك قناة الجزيرة التي تم اقتحامها واحتجاز العاملين والمذيعين.
في اليوم التإلى مباشرة (4 يوليو) حلف عدلي منصور إلىمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد .
تم التحفظ على مرسي دون الاعلان عن مكان أحتجازه ، وصدرت قرارات بمنع قيادات إخوانية وقيادات في تحالف دعم الشرعية من السفر، وبدأت سلسة من حملات القبض على عناصر وقيادات إخوانية، وأعلنت النيابة العامة يوم 14 يوليو أنها بصدد توجيه اتهام بالتخابر لمرسي والمرشد العام وآخرين بناء على بلاغات قدمت إلىها .
فتح التحقيق رسميا في 26 يوليو حول اتهامات تخابر واقتحام سجون واعتداء على مؤسسات شرطية،وتم حبسه على ذمة التحقيق
استمر اعتصام الإخوان الذي بدا من 28 يونيو، في محيط رابعة العدوية، معلنين عدم فضه قبل رجوع مرسي للرئاسة، اشتعلت أناشيد الجهاد والتهديدات من منصة الاعتصام الذي توافد عليه أعداد كبيرة من الإخوان وا نصارهم، وانتصب اعتصام آخر من الإسلاميين في ميدان النهضة بالجيزة لذات الأهداف.
شهدت تلك الفترة معارك ضخمة في الأحياء والمحافظات بين مظاهرات الإخوان (اليومية تقريبا) والأهإلى الرافضين للإخوان، وسقط فيها عشرات القتلي من الجانبين، كانت الأجهزة الأمنية تتدخل دائما متأخرا (أن تدخلت) تاركة الأهإلى وحدهم في مواجهة الإخوان الذين في اغلب الأحوال كان يحمل بعضهم فرد خرطوش أو مسدسات .
الحرس الجمهوري – 8 يوليو
في فجر الثامن من يوليو قامت قوات عسكرية مدججة بالمدرعات بالهجوم على اعتصام للإخوان كانوا قد نصبوه بالقرب من دار الحرس الجمهوري القريب من محيط رابعة، كان الإخوان قد اتخذوا من مقر الجمعية الشرعية هناك مقرا ونصبوا خياما . كان الهجوم العسكري عنيفا واستخدم فيه أطلاق النار بغزارة على تجمعات الإخوان، ثمة روايتان للأحداث، احدهما رسمية وهى أن الإخوان عرفوا أن محمد مرسي محتجز في دار ضباط الحرس الجمهوري، ومن ثم اعدوا هجوما عليها لتحرير مرسي، وانهم فجر هذا اليوم تسلقوا أسوار دار الحرس بهدف دخولها مما اضطر القوات للتعامل معهم17، ورواية الإخوان أن الهجوم تم عليهم وهم يؤدون صلاة الفجر .
ونشبت اشتباكات بين الطرفين استخدم فيها الإخوان مسدسات الخرطوش والطوب وقنابل المولتوف ، أسفرت عن سقوط 61 شخصًا وإصابة أكثر من 435 آخرين، وفقًا لتقرير مصلحة الطب الشرعي، كما قبض على 640 شخص افرج عن 440 وتقرر حبس 20018
وبحسب وزارة الداخلية "أن اشتباكات نادي الحرس الجمهوري فجر اليوم قد بدأت بتسلق 4 من المعتصمين لأسوار الحرس الجمهوري، وغلق طريق صلاح سالم، حيث أطلقوا الخرطوش، فانطلقت صفارات الإنذار بالدار، وقررت القوات الأمنية بعدها فض الاعتصام، وأمهلوا المعتصمين 15 دقيقة، قاموا بعدها في الساعة الرابعة و45 دقيقة بفض الاعتصام باستخدام الغاز المسيل للدموع "فقط" من قبل قوات الحرس الجمهوري وقوات الشرطة"19. وهناك فيديوهات أخرى تتعلق بتوثيق الحدث من جوانب مختلفة في هذا الرابط 20
إلا أن منظمات مدنية وقوي سياسية اعتبرت الحدث مجزرة، واتهمت الجيش بالإفراط في استخدام القوة دون مبرر .
ودعا حزب الحرية والعدالة المصريين إلى "الانتفاضة ضد من يريدون سرقة ثورتهم بالدبابات والمجنزرات." وقرر عدلي منصور فتح تحقيق في الأحداث مع تأكيد رفضه على استخدام العنف .


أحداث قسم الأزبكية – رمسيس الأولي
منتصف يوليو
ازداد غضب الإخوان وانصارهم بدرجة عالية، فبعد اقل من أسبوع، في 16 يوليو تحديدا، قام الإخوان بتنظيم عملية هجوم على قسم الأزبكية ومحاولة اقتحامه، استخدم الإخوان أسلحة نارية وخرطوش وقنابل ملوتوف وإعتلوا جزء الكوبري المواجه للقسم وكذلك جرت محاولات تسلل اسفل مبنى القسم بهدف اقتحامه، تم أطلاق النار على مبنى القسم ورد بعض الجنود بالرصاص من اعلي القسم، وشارك أعداد من أهلي المنطقة في الدفاع عن القسم . أطلقت زجاجات مولوتوف على المبنى، طلبت قوة القسم سرعة إمدادها بقوات إضافية لكثرة عدد المهاجمين واستخدامهم أسلحة . بعد ساعات من الهجوم وصلت مدرعات وقوات إضافية أحاطت بمبنى القسم في مواجهة المهاجمين، وأيضا صعدت مدرعة اعلي الكوبري في الجزء المواجه له.في الروابط المرافقة تصوير فيديو يظهر الهجوم واستخدام السلاح وزجاجات المولتوف حتى قدوم المدرعات.
تم مطاردة المهاجمين وقبض على 70 شخص قدم منهم 62 للمحاكمة الجنائية بتهم عديدة منها الشروع في القتل وحيازة أسلحة ، الخ ، وتم تبرئة جميع المتهمين بسبب شيوع الاتهام ومشكلات في ألإسناد الجنائي شابت أوراق القضية.
وقعت إصابات عديدة في هذا اليوم بين صفوف الشرطة والإخوان والمواطنين قدرت اعدد المصابين ب حوالى 70 مصاب

وزير الدافع يطلب التفويض
في خطابه يوم 24 يوليو 2013 أمام طلبة الكلية الحربية المذاع على الهواء، طلب عبد الفتاح السيسي (وزير الدفاع) وليس رئيس الجمهورية ، تفويضه لمواجهة الإرهاب، وطلب من الشعب الخروج في مظاهرات لطلبه تفويضه في ذلك، وعلى اثر ذلك أعلنت نقابات وجمعيات وأحزاب تفويضها للسيسي، وخرجت يوم الجمعة 27 يوليو مظاهرات شعبية كبيرة تهتف (اضرب يا سيسي … افرم يا سيسي) وغنى خلالها هشام عباس الأغنية الشهيرة "تسلم الأيادي" التي تحولت إلى نشيد قومى لمؤيدي السيسي .
وبالمقابل اعتبر عديدون من القوي السياسية وبعض الرموز السياسية هذا التفويض بمثابة تفويض بالقتل، ورفضته رفضا مبدئيا معتبرة أن ما ورد بالقانون كافي لمواجهة الإرهاب أو الجرائم الأخري، وان هذا تفويض خارج القانون .
معركة "المنصة"
في منتصف ليل جمعة التفويض، بعد انتهاء الاحتفالات، قام معتصمو رابعة من الإخوان بإحضار طوب ومواد بناء إلى شارع النصر قرب المنصة "منصة الجنهدي المجهول بجاور مديان رابعة العدوية حيث الاعتصارم الرئيس للاخوان" ، وقاموا ببناء حواجز بعرض الشارع لمنع المرور به21، فوجئت العربات القادمة للمرور من الطريق انه تم إغلاق المرور به بتلك الحواجز الحجرية، وأمام تلك الحواجز وقفت أعداد من الإخوان لتأمينه ومنع الاقتراب منه . على اثر ذلك تحركت مدرعات عسكرية وقوات إلى هناك، أطلقة المدرعات وابلا من القنابل الدخانية على تجمع الإخوان الذين وقفوا في وجه القوات القادمة ﻹ-;-زالة الحواجز22. اعتصم الإخوان بالحاجز الحجري المقام واعلي كوبري المشاة وبعرض الطريق، واستخدموا الأحجار وزجاجات المولتوف في مقاومة الهجوم والمدرعات، استمرت المعارك بين الطرفين حتى صباح اليوم التالي.
إسكندرية – تداعيات التفويض
في ذات اليوم (26 يوليو ) كان الإخوان وأنصارهم قد حشدوا للخروج والتظاهر عند جامع القائد إبراهيم بالإسكندرية تحت شعار جمعة "رفض تفويض القتل" تحركت الحشود الإخوانية مرورا بمحطة الرمل حتى مسجد القائد إبراهيم، أنصار السيسي الذين كانا يحتشدون لتفويضه في (مكافحة الإرهاب) في ذات اليوم احتكوا بأنصار مرسي الذين كانوا يهتفون ضد السيسي وضد ما اسموه انقلابا، بعد ساعات بدأ ظهور المدرعات وقوات الأمن في محيط مسجد إبراهيم وبصحبتهم عدد كبير من المدنين أنصار السيسي23، أطلقت القوات قنابل الدخان على المتظاهرين الإخوان، رد الإخوان بإطلاق الحجارة علي القوات، استمرت المعارك حتى صباح اليوم التإلى في محيط مسجد إبراهيم والمناطق القريبة منه بين الإخوان من جهة، وقوات الأمن وبعض المواطنين من الجهة الأخري ، استخدم الإخوان بصفة رئيسية الأحجار، واستخدم بعضهم الخرطوش والرصاص24، بينما استخدمت قوات الأمن والجيش قنابل الدخان والرصاص والخرطوش بغزارة، لوحظ أن ما يسمى "المواطنين الشرفاء" الموالين للسيسي، استخدموا أيضا أسلحة نارية في وجود الجيش والشرطة ضد الإخوان25، اعتصم الإخوان وأنصارهم بمسجد القائد إبراهيم وحوله حتى تم اقتحامه من قبل قوات الأمن، وثمة فيديوهات تتعلق بالأحداث تشير إلى أن الإخوان احتجزوا وعذبوا موطنين داخل المسجد26 اعتقدوا انهم من أنصار السيسي الذين هاجموهم.
أسفرت الاشتباكات عن 13 قتيل في صفوف الإخوان، وعدد كبير من الجرحى (رسميا 85 مصاب بإصابات مختلفة )، وقبض على أعداد كبيرة منهم، وقدم حوإلى 79 للمحاكمة الجنائية، وصدرت ضدهم أحكام مشددة .
كان يوم التفويض داميا بكل معنى الكلمة، خرجت مظاهرات إخوانية دون احتساب للظرف ومدي الاستعداء والعداء الشعبي ضدهم، أو احتساب استعداد الجيش فعلا للقتل، وتفاوت القوة بينهم، خروج اقرب إلى الانتحار أو إليأس، لم تكن مظاهرات الإخوان سلمية تماما كما يدعون، ثمة أسلحة وان كانت قليلة العدد تم استخدامها من قبلهم، وبالمقابل استخدم ضدهم فيض كبير من الرصاص والخرطوش والقنابل أدي إلى وفاة المئات منهم،قدر ضحايا يوم التفويض والمظاهرات المضادة له بحوإلى 109 قتيل حسب موقع ويكى ثورة.27
رابعة – بين الإخوان والعسكر ، اللون الأحمر لأغسطس
منذ 28 يونيو حاول الإخوان كسب أرضا، والتشبث بها، فقد كان واضحا أن السلطة التي يمسكون بها تفلت من بين أصابعهم، ومن ثم تمسكوا باعتصام رابعة، وبجواره كان اعتصام آخر ضم عدد منهم، وآخرون من أنصارهم من الفرق الإسلامية، وهو اعتصام ميدان النهضة في الجيزة" امام جامعة القاهرة" حيث يتوفر أعداد كبيره من أنصارهم، كانت القيادات الإخوانية تتمركز في اعتصام رابعة وتسيطر عليه نسبيا، وترك اعتصام النهضة لكوادر وسيطة وإسلاميون خارج السيطرة الإخوانية وان كانوا مناصرين لهم، لقد قدموا في فرق شبه عسكرية ونظموا طوابير استعراض حاملين شوم وأسلاك تشبه الكرابيج وخوذات ومعدات قتال يطلقون الشعارات الجهادية28، و شهد اعتصام النهضة أعمالا استفزازية ضد سكان منطقة بين السرايات والدقي والمنيل و ضواحي ميدان الجيزة . وجرت عدة معارك بينهم وبين المعتصمين قبل فض الاعتصام .ورغم أن وجود الاعتصام الثاني (رابعة) كان أيضا مزعجا لسكان الحي من أبناء الطبقة الوسطي، إلا انه كان اقل استفزازية من اعتصام النهضة . ومما تردد من سكان بين السرايات أن اعتصام النهضة كان يحوى أسلحة وانه مورس فيه التعذيب أحيانا ضد من يمسك بهم الإخوان في الاشتباكات، وقعت اشتباكات مع السكان استخدم فيها الإخوان فعلا أسلحة نارية29. تحركت أيضا مسيرات إخوانية في محيط اعتصام النهضة، مثل حي المنيل أو ميدان الجيزة أو مطلع الدائري، وحدثت اشتباكات بين الإخوان والأهإلى، واستخدم عناصر من الإخوان أسلحة نارية ضد الأهإلى30 وسقط عدد من القتلي في تلك الهجمات من بين الأهإلى.
كما هاجمت عناصر، قيل أنها قادمة من اعتصام النهضة، ميدان التحرير من جهة كوبري أكتوبر في 5 يوليو مستخدمة طلقات الخرطوش والطوب . واشتبك معها الأهإلى وعدد من المتواجدين بالميدان31.
يجب أن نتذكر جيدا ونحن ننظر إلى الأحداث في اقتحام رابعة والنهضة، لماذا رحب كثيرون بهذا الاقتحام رغم ما وقع فيه من أعداد كبيرة قتلي ومصابون بشكل مبالغ فيه، كانت الفترة السابقة على فض الاعتصامين فترة هياج وسعار من الإخوان وانصارهم ليس فقط ضد الأجهزة الأمنية أو العسكريين، ولكن أيضا ضد المواطنين الذين لم يكونوا يرحبون بوجودهم أو بمظاهراتهم لقد حدث أيضا في تلك الأيام من يوليو(6 يوليو) الحادث البشع في احد مظاهرات الإخوان في سيدي جابر في الإسكندرية ، الذي صعد فيه إخوان مسلحون وا نصارهم إلى اعلي عمارة يوجد فوقها صبية صغار، وهاجموهم بوحشية والقوا بهم من اعلي العمارة أمام أنظار الأهإلى وجيرانهم، وهو المشهد الذي أذاعته قنوات التليفزيون،و الذي ضاعف بدرجة كبيرة العداء الشعبي ضد الإخوان .
بالقطع عزز الإعلام الرسمي من صورة اعتصام رابعة المخيفة، حيث يتم إخفاء جثث تحت المنصة، وحيث توجد صواريخ جاهزة للانطلاق على المنشاءات العسكرية المحيطة، وحيث توجد كميات كبيرة من الأسلحة ويمارس النساء (جهاد النكاح) ويدفع للمعتصم 500 جنيه في اليوم، وغير ذلك من المبالغات المقصودة والموجهة التي كان يقصد بها تعبئة المزيد من التخوف من الاعتصام والمزيد من الرغبة في إنهاءه بأي ثمن .
لكن المبالغات ﻻ-;- تعني أن ﻻ-;- شيئ من الحقيقة في كل ذلك، فمظاهرات الإخوان التي حمل فيها بعضهم السلاح، وطوابير الاستعراض العسكري أو "فرق الردع" كما كانوا يطلقون عليها أحيانا، والأناشيد الجهادية، ومعارك الأحياء والمحافظات، والخطاب عالى النبرة الذي يتوعد السلطة ومؤ يديها من منصات رابعة والنهضة، وعنف اعتصام النهضة ضد الأهإلى وضد معتصمي التحرير، وظهور بعض الأسلحة بيد عناصر إخوانية إثناء مواجهة الفض، وتجربة الاحتجاز والتعذيب من أيام التحرير، يذكر التقرير الذي أعدته الهيومان رايتس واتش (مراقبة حقوق الإنسان) ما يلي (تصاعدت حدة ‫-;-الاعتصام‬-;- في الأيام التالية ليوم 3 يوليو في ظل ترقب إعلامي كثيف رصد خلالها الدعوة إلى العنف والتحريض عليه من قبل بعض المتحدثين في محاولة للتأثير على الرأي العام المحلى والدولي، وتصاعدت حدة التوتر لدرجة إلقاء القبض على بعض المواطنين المعارضين للاعتصام أو المعتقد عنهم ذلك، والقيام بتعذيبهم بمعرفة عناصر تأمين الاعتصام، خاصة وقد عثر على 11 جثة اثبت الطب الشرعي وجود أثار تعذيب عليها "6 حالات بمحيط ميدان رابعة، بالإضافة إلى حالتين بمنطقة ميدان النهضة وثلاث بمنطقة العمرانية. وجميعها في تاريخ سابق على فض الاعتصامات" وهو الأمر الذي احدث فزعا للسكان32.
وأيضا قررت دكتورة جامعية شهيرة وابنها، وهم من النشطاء المعارضين للنظام، أن الاعتصام بالنهضة مسلح ويعتدي على سكان الحي ويجب فضه بواسطة الشرطة،33 كل هذا مثل حقائق ﻻ-;- يمكن إنكارها ربما ساعدت على أن يصدق الجمهور مبالغات الإعلام وممثلي السلطة ورموزها، وﻻ-;- يمكن إنكار أيضا أن الاعتصام قد جذب عناصر من غير الإخوان للانضمام له، وانه كان يضم اسر بأطفالهم حتى ساعة الفض، وانه كان يمكن فضه بأكثر من طريقة غير التي تم بها، وان العنف الرسمي والدموي المستخدم في فض الاعتصامين لم يكن له مبرر مقبولا، كان يمكن حصار المداخل والمخارج ومنع القدوم إلى الاعتصام بعد أيام قليلة من بدئه، وكان يمكن في الاقتحام الاعتماد على قنابل الدخان ومدافع الماء بصفة رئيسية بدلا من الأسلحة النارية، وحتى الأسلحة النارية كان يمكن استخدامها عند اللزوم فقط لمواجهة عناصر مسلحة فحسب مع فتح ممرات امنه بقدر كافي بسبب كثرة الأعداد خاصة وان القوات المقتحمة كان لديها مدرعات ﻻ-;- يؤثر فيها الطوب أو الخرطوش أو حتى بنادق ومسدسات الرصاص العادية التي استخدمها بعض عناصر الإخوان وكانت ترتدي ملابس كاملة واقية من الرصاص، كان يمكن أيضا بعد اقتحام البوابات وإظهار قدر من القوة والعنف، التوقف وفتح الممرات الأمنة والنداء على الآخرين للخروج، والملاحظ من خلال كل الوثائق المصورة المتاحة أن القوات انتقلت مباشرة من أطلاق الغاز إلى أطلاق الخرطوش والرصاص الحي دون مرور باستخدام المياه سواء في رابعة أو في النهضة .
فض إعتصام رابعة
الفض قتلا
في صباح يوم 14 أغسطس، بعد مرور حوإلى 47 يوم من بدء اعتصامي النهضة ورابعة تحركت قوات عسكرية وشرطة، مزودة بمصفحات ومدرعات وجرافات، إلى اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، حوإلى السادسة صباحا كانت القوات قد أغلقت جميع الطرق والمنافذ المحيطة بالاعتصامين باستثناء طريق تم الإعلان عنه ، وقيل انه ترك ممر امن لمن أراد الخروج، من الناحية الشكلية التزمت القوات بتوجيه نداء إلى المعتصمين للانفضاض ، ويلاحظ أن المسافة في الاعتصامين كانت كبيرة بين بؤرة الاعتصام وحواجز التأمين في بدايته التي كان يحرسها أفراد منهم، حيث تمدد كل اعتصام منهم ليحتل مساحات إضافية من الشوارع الممتدة منه، ومن ثم فمن الصعب تسميع النداء للتجمعات الموجودة في بؤرة الاعتصام، مع ملاحظة أن لكل طريق إلى قلب الاعتصام عدة حواجز، بعضها للتفتيش وبعضها للدفاع عند التعرض للهجوم، في اليوم السابق على الفض كانت طائرات قد القت دعوة من اعلي للمعتصمين للانفضاض (تقرير الهيومان رايتس ص 15 – مرجع سابق )، وكانت الأخبار متواترة بشدة عن الاستعداد لفضه في هذا اليوم، وبالفعل انصرفت أعداد من المعتصمين يوم 13 أغسطس .
فض النهضة
في النهضة بعد توجيه نداء بمكبر الصوت تحركت الجرافات إلى الحواجز الأمامية للاعتصام لأزاحتها من الطريق، بدأ الصدام مع تقدم الجرافات نحو الحاجز، حيث رد أفراد التأمين بقذف الحجارة، ردت القوات بإطلاق كمية من قنابل الدخان التي أجبرتهم على التراجع إلى مركز الاعتصام،وبدأ بعد ذلك تبادل غير متكافئ بين الأحجار وبعض الأسلحة النارية مع المعتصمين، وإطلاق الرصاص من قبل القوات ليبدأ الفزع والتدافع وسقوط القتلي، تقدمت القوات والجرافات والمصفحات إلى الداخل،تم تدمير المنصة ثم تمزيق الخيام وإشعال النار بها، وبدأت عمليات القبض وإطلاق الرصاص على من يحاول المقاومة أو يتحرك راكضا، اعتصم بعض المعتصمين بمبني كلية الهندسة حيث تم التعامل معهم بإطلاق كثيف للغاز حتى قرروا التوقف والسماح لهم بالخروج الأمن حوإلى الثامنة مساء ،وقرر احد مسئولي امن الاعتصام أن عدد من المعتصمين بكلية الهندسة كانوا فوق اسطح مبني الكلية حاملين أسلحة يستخدمونها ضد القوات المهاجمة34
القي القبض على عدد ممن خرجوا من الممر الذي حددته القوات، استمرت الاشتباكات حتى نهاية اليوم تقريبا حتى سيطرت القوات على مقر الاعتصام بالكامل ومبني كلية الهندسة بعد سقوط حوإلى 120 قتيل من صفوف المعتصمين، وأعداد كبيرة من المصابين، والقي القبض على عدد كبير من المعتصمين بينهم جرحى، وسمح لأغلب المعتصمين الباقين بالانصراف من الممر الأمن .
رابعة
قدمت القوات للفض حوالي السادسة صباحا ما بين مصفحات وعربات مدرعة وحاملات جنود وجرافات عسكرية، وحاصروا جميع الطرق المؤدية إلى الاعتصام واغلقوها رغم الإعلان عن ممرين امنين في النداء لمن أراد الخروج الأمن، اطلقوا نداءات صوتية ، قرب أول حاجز من مدخلين تقريبا ، وذلك رغم أن للاعتصام خمسة مداخل كل مدخل عنده حواجز وأفراد امن للحاجز من المعتصمين، كان من المستحيل وصول صوت النداء إلى المعتصمين في داخل الاعتصام، وحين بدأت الاشتباكات كان الهجوم الأمني من جميع اتجاهات الاعتصام مما اغلق فعليا أي مخرج امن لمن أراد الانفضاض ، أخذ أفراد تأمين الاعتصام يهتفون ويدقون على الصاج لتنبيه الآخرين بقدوم القوات ولم يسمحوا باقتراب الجرافات لرفع الحاجز، قامت القوات بإطلاق دفعة من قنابل الدخان أولا في اتجاه الحواجز لإجبار امن البوابات على التراجع مع استمرار النداء على المعتصمين بينما طائرة تحوم فوق المكان، إلا انه بدلا من التراجع اخزوا في الهتاف وقذف الطوب على القوات35، ومن ثم بدا الهجوم بالجرافات مع تغطية بالخرطوش والرصاص الحي على أفراد التأمين من الخمس جهات في وقت واحد تقريبا. تمركز عدد من قناصة الشرطة أو العسكريين اعلي البنايات العسكرية المجاورة للاعتصام وشاركوا في اصطياد المعتصمين، بينما زحفت مجموعات تغطت بالمصفحات المهاجمة وأخذت تطلق النار بدون تمييز بين مسلحين وغير مسلحين على المعتصمين، ومن وقت لأخر تردد مركبات شرطية نداء للانفضاض الأمن بينما يستمر أطلاق النار والاشتباكات، في بداية اليوم تحركت القوات ببطء في هجومها حتى الساعة العاشرة تقريبا، في منتصف اليوم سادت أجواء هدوء نسبي، بعد ذلك كانت القوات قد قررت الفض بأي ثمن، ومن ثم هاجمت القوات تحت وابل كثيف من أطلاق النار والخرطوش وقنابل الدخان ووقع العدد الأكبر من القتلي في هذا الجزء من اليوم، حوإلى الخامسة والنصف كان الأمن قد سيطر تماما علي مقر الاعتصام ومحيطه، استخدم الإخوان خرطوش وقنابل ملو توف وبعض أسلحة نارية ، إلا أن عدد الأسلحة النارية كان شديد التواضع مقارنة بتسليح القوات المهاجمة ، حرق المعتصمون بعض الجرافات والمركبات الشرطية بواسطة المولتوف، اعتصم جزء من "قوة الردع" الإخوانية بمبني عمارة تحت الإنشاء اسموها عمارة المنايفة، سبب التسمية أن إخوان المنوفية كانوا قد أقاموا خيامهم اسفلها وداخل تلك العمارة ويستخدمونها، كان مكان العمارة في موقع استراتيجي بالنسبة للاعتصام، حيث تطل على 3 اتجاهات منه ، أثناء الاشتباكات استخدموا تلك العمارة لإلقاء المولتوف وإطلاق النار والخرطوش على القوات المهاجمة من نقطة مرتفعة، الأمر الذي جعل القوات تتعامل مع تلك العمارة بمعاونة طائرة وقوات هجوم واقتحام قوة خاصة تحت غطاء كثيف من النيران عليها36. استخدمت الحوامات في اكثر من وظيفة، تصوير الأحداث و أطلاق قنابل دخان أو خرطوش وطلقات نارية، ومعاونة القوات الأرضية في التعامل مع نقاط حرجة مثل عمارة المنايفة .
استهدف القناصة من قوة الهجوم الممر المفضي إلى مستشفي رابعة والذي كان يستخدم لإدخال الجرحى والمصابين، اطلق عليه المعتصمون "ممر القناصة" بعد سقوط عدد منهم بالرصاص عند محاولة اجتيازه للوصول إلى المستشفي . تم حرق الخيام وأماكن الاعتصام والمستشفي الميداني الذي يتردد انه كان به جرحي، وتضم الوثائق المصورة وصور جري نشرها صورا لجثث متفحمة تنسب إلى حرق المستشفي .
انتهت أحداث الاقتحام الدامية بعد سيطرة الأمن على المقر ومحيطه، وسمحت القوات لباقي المعتصمين بالخروج بعد أن قبضت على أعداد منهم .. كان مجموعات من الإخوان وا نصارهم قد حاولوا تنظيم مسيرات من مناطق مختلفة – مثل عين شمس ومسجد النور بالعباسية - إلى رابعة لمساندة المعتصمين ،إلا أن الأمن تصدى لتلك المسيرات ومنعها من الوصول، وأيضا سقط بعض القتلي والجرحى في تلك الاشتباكات .
تفاوت تقديرات أعداد القتلي والمصابين والمقبوض عليهم في فض الاعتصام في رابعة، إلا أن اغلب الأرقام تشير إلى اقتراب العدد من 800 إلى آلف قتيل، الرقم الرسمي الصادر عن مصلحة الطب الشرعي هو 627 وعن المجلس القومى لحقوق الإنسان هو683، فضلا عن القبض على حوال 800 معتصم .
صرح وزير الداخلية أن الأسلحة النارية التي تم العثور عليها لدي المعتصمين هي 15 سلاح ﻻ-;- غير.
بالقطع كان هناك إفراط في استخدام القوة وفي اطلاق النار على المعتصمين، وبنفس القطع لم يكن الاعتصام وﻻ-;- ظروفه وﻻ-;- أوقات الفض وﻻ-;- الأحداث السابقة عليها تشير إلى انه فعلا كان اعتصاما سلميا . لكن يظل الفارق كبيرا بين حدود القوة اللازمة لفضه، وبين القوة التي استخدمت فعلا في فضه ونتج عنها قرابة الألف قتيل ومئات المصابين بطلقات نارية وخرطوش .



أثار فض الاعتصام
كان اعتصام رابعة على وجه الخصوص شديد الأهمية بالنسبة للإخوان ولقادتهم 37 فقد كان اكبر منصة دعاية لديهم عرفوها في تاريخهم، خاصة بعد أن انتزع منهم القنوات الدينية الداعمة والمؤيدة لهم بما فيها مكتب قناة الجزيرة في القاهرة، وكان أيضا مركزا لإعادة كسب تعاطف وأنصار، خاصة وان فترة حكمهم أفقدتهم الكثير جدا من التعاطف الجماهيري ووسعت من مساحة الرفض الشعبي لهم، وكان مقرا رسميا علنيا بعد حرق مقراتهم، والقلعة الأخيرة للتشبث بحلم الحكم الذي ظل يراودهم اكثر من ثمانون عام، والوسيلة الأهم لخلق تماسك داخلي للجماعة التي تعانى وسوف تعانى من انتقادات وتذمر داخلي في مواجهة القيادة . ومن ثم لم يكن من السهل قبول فض الاعتصام والعودة خطة إلى الخلف، الأمر الذي كان يمكن أن يجنبهم خسائر هائلة لو اقدموا عليها وهم في الحكم، كل شيئ أو ﻻ-;- شيئ .. كان هذا المنطق هو الغالب على تفكيرهم. ولو سقط شهداء جديد فلا بأس، يمكن الاستفادة من ذلك أيضا .
14 أغسطس 2013 – بحثا عن ارض أخرى
فلما انفضت رابعة والنهضة هذا الفض العنيف والدموي حاولوا التشبث بأي ارض أخرى، جربوا الاعتصام في مصطفي محمود، في يوم الفض بعد أن تبين انه سيتم الفض فعلا توافد بضعة مئات من الإخوان وا نصارهم من المناطق القريبة في محيط الجيزة، إلى ميدان مصطفي محمود للاعتصام فيه كبديل وكأرض يمكن الانطلاق منها مجددا، إلا الأمن لم يكن بعد خطوة كرابعة وفضها مستعدا لترك اعتصام آخر قائم للإخوان، خصوصا في مناطق أو ميادين رئيسية مثل ميدان مصطفي محمود . تحركت على الفور قوات في اتجاه الميدان وتعاملت بعنف مع الاعتصام مطلقة قنابل دخان كثيفة وخرطوش ورصاص حي على عناصر الإخوان، وتعاون بعض أهإلى المنطقة مع الأمن، سقط قتلي وجرحي في محيط ميدان مصطفي محمود وقرر الدكتور محمد عبد الفتاح، مدير مستشفي ميدان "مصطفي محمود"(إن عدد شهداء أحداث الميدان ارتفع إلى 50 قتيلا، ووصل عدد الجرحى إلى ما يقارب الـ150).
وفي الإسكندرية قطع عدة مئات منهم طريق الكورنيش، واشعلوا إطارات كاوتش لمنع المرور، وحاولوا إقامة اعتصام جديد في محيط مسجد القائد إبراهيم ووضع حواجز ومتاريس حوله38.
كرداسة
كرداسة ، تلك البلدة التي يتواجد بها أعداد كبيرة من الإخوان وا نصارهم، والتي تعرضت لمعارك مع الداخلية سابقة على فض الاعتصام، كان مشاركا في الاعتصام عدد من أبناءها، ولما شاهدوا أخبار الفض انتابهم الخوف الغضب فتجمعوا في مظاهرة أمام قسم الشرطة، اطلق البوليس عليهم خرطوش ورصاص فقام الأهإلى بالرد عليهم وكان مع بعضهم أسلحة، وفجأة ظهر عدد من الميكروباصات تحمل ملثمين حاملين أسلحة نارية استخدموها واقتحموا القسم ودخل معهم عدد من الأهإلى، وتم قتل المأمور وعددا من الضباط والجنود بطريقة وحشية39 .كما إتلاف محتوياته والاستيلاء على أسلحة ميري وحرق المركبات الخاصة به، ومما قد يشير أيضا لوجود أسلحة نارية لدي عناصر الإخوان في كرداسة تلك المقاومة المسلحة التي تحركت لاحقا ضد قوات الأمن مدعومة بقوات من الجيش للقبض على المطلوبين في الأحداث، مما افضي لوفاة مساعد مدير امن الجيزة وإصابة آخرين من قوة القبض40
لم يكن قسم شرطة كرداسة هو الوحيد، فقد تعرض أيضا لهجوم غاضب العديد من أقسام الشرطة في عدة محافظات، ومنشاءات أخرى سواء في يوم الفض أو الأيام اللاحقة عليه.
مما تعرض أيضا لهجمات واعتداءات الإخوان وا نصارهم في هذا اليوم (14 أغسطس) مبني وزارة المإلىة بوسط العاصمة، حيث هاجمته مسيرة إخوانية وحطمت واجهة المبنى واقتحمته واستولت على بعض موجوداته، كما أشعلت النار في الجراج الملحق به مما تسبب في حرق العربات الموجودة به41 .
ومن ابرز أحداث الهجوم على أقسام الشرطة كان أيضا الهجوم على قسم شرطة الأزبكية في محيط منتصف المدينة في القاهرة .
الانتقام من المسيحين
لم تكن أقسام الشرطة فقط هي المستهدفة بالانتقام عقب فض رابعة ، فبسبب مشاركة الكنيسة المصرية في اتفاقات أول يوليو التي تضمنت عزل مرسي، اعتبر الإخوان وا نصارهم المسيحين أعداء وخونة يجب أيضا الثأر منهم، فقاموا في يوم الفض بهجوم وحشي على كنائس ومدارس ومنازل ومحلات تخص أقباط في أماكن عديدة، تم حرق عدد من المحال التجارية، كما تم قتل بعض المسيحين في أعمال الاعتداء ونهبت ممتلكاتهم، تم حصر الكنائس التي تعرضت لاعتداء الإخوان وأنصارهم في هذا اليوم بحوإلى 40كنيسة42 وعلى نطاق شمل 17 محافظة من محافظات الجمهورية43، كان للمنيا نصيب كبير من الاعتداءات إذ تم حصر الاعتداءات التي جرت فيها على النحو التإلى :
خسائر الاقباط في محافظة المنيا ، مثال :
حصر الاعتداء علي الكنائس وممتلكات الأقباط:
1- حرق مبنى خدمات تابع لكنيسة مار مينا المنيا وتكسير الواجهة وواجهة مستوصف تابع لها
2- حرق الكنيسة الإنجيلية بمنطقة جاد السيد
3- حرق الأمير تادرس بميدان صدناوي
4- حرق كنيسة خلاص النفوس
5- حرق مدرسة ودير راهبات القديس يوسف
6- حرق كنيسة الأنبا موسي بأبو هلال
7- حرق كنيسة مار يوحنا بشارع السوق
8- اعتداء على كنيسة العذراء وتكسير الصلبان وحرقها
9- حرق جمعية الجزويت والفرير
10- حرق مدرسة الأقباط الثانوية بنين
11- حرق ملجأ قبطي للأطفال
12- حرق الكنيسة الإنجيلية ببنى مزار
13- حرق الكنيسة المعمدانية بمركز بني مزار
14- حرق كنيسة مار جرجس للكاثوليك بقرية دلجا بدير مواس
15- حرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس
16- حرق كنيسة السيدة العذراء بقرية دلجا بدير مواسي والكنيسة مكونة من الداخل من 3 كنائس
17- حرق منزل القس إنجيليو س كاهن كنيسة العذراء
18- حرق نحو 20 منزل ومحل تجاري بالقرية ومقتل إسكندر رزق الله حلاق
19- تكسير ونهب عدة محال وصيدليات منها صيدلية العروبة ومركب الذهبية التابع للكنيسة الإنجيلية
وجرت أيضا اعتداءات مماثلة في أسيوط، وسو هاج، والأقصر،والفيوم، ومحافظة الجيزة، وفي السويس،، و شمال سيناء، والإسكندرية، كما تم حرق مدرسة الراهبات الكاثوليك بنى سويف44.
اعتصام الفتح – رمسيس الثانية (16 أغسطس)
محاولة كسب ارض مرة أخرى
بعد مرور حوالى شهر من أحداث رمسيس الأولي، ومع استمرار تظاهرات الإخوان، والاشتباكات بينهم وبين الأهإلى في اغلب هذه المظاهرات ، قرر الإخوان وتحالف دعم الشرعية محاولة أطلاق تظاهرات حاشدة ، وذلك في يوم الجمعة التالية (16 أغسطس) ، تحت اسم "جمعة الغضب" في استعارة مباشرة لمسميات الثورة، على أمل أن تعيد هذه الجمعة الأمل في إقامة اعتصام آخر في احد الميادين الهامة يكون مركزا ضاغطا لنشاط الجماعة وإعادة تجميع صفوفها، كان اختيار الجماعة قد وقع على ميدان رمسيس، حيث يوجد مسجدا كبير الحجم يمكن أن يتسع هو ومحيطه لتجمعات ضخمة، وعلى أمل أن تتردد السلطات في الاعتداء على معتصمين داخل مسجد، في هذه الجمعة انطلق الإخوان من عدة أماكن عديدة للتظاهر صوب ميدان رمسيس، بؤرة التجمع المناسبة كانت المساجد ووقت صلاة الجمعة للانطلاق بعدها ،جاءت المظاهرات من عين شمس وحلوان والجيزة ومدينة نصر وأماكن أخرى، جري في اغلبها اشتباكات ومواجهات دامية سقط خلالها أعداد كبيرة من الضحايا ما بين قتلي ومصابين ، كان قدوم المسيرات الإخوانية إلى رمسيس مستفزا للباعة والحرفيين والأهإلى وأصحاب المحلات الذين تكتظ بهم المنطقة ، إذ سيترتب على ذلك تعطيل أعمالهم وتجارتهم إلى اجل غير معلوم، فضلا عن انه لا تزال صورة أحداث رمسيس الأول في الشهر السابق عالقة في أذهانهم، وما نجم عنها من رعب وإطلاق نار، إضافة إلى حالة الكراهية والاستنفار العام ضد الإخوان التي كانت سائدة وتؤججها وسائل اعلام.
عند وصول الإخوان إلى رمسيس لم يمروا بالميدان مرور الكرام، كانوا قد قرروا مسبقا الاعتصام عند مسجد الفتح، وهو الأمر الذي لم يكن الأهإلى ليوافقوا عليه،أقام الإخوان صلاة الظهر بالميدان ثم رفعوا أعلام جهادية وبدأ الهتاف وحدث صدام فعلا مع الأهإلى بعد حضورهم بقليل، كان الإخوان قد توجهوا أيضا للهجوم على قسم الأزبكية45، وظهرت عربة تحمل علم القاعدة وأسلحة نارية تم توزيعها على بعض الأشخاص المتوجهين إلى قسم الأزبكية46 وأصابوا احد الضباط اعلي القسم بالرصاص47، تمركز الإخوان بأعداد كبيرة في خيم حول المسجد، وداخله، وتولت أعداد كبيرة منهم أعمال الكر والفر في الاشتباكات مستخدمين الطوب والأسلحة النارية حتى قدوم القوات التي انضم إلىها أعداد من أهإلى المنطقة ودارت الاشتباكات حتى صباح اليوم الثاني، حيث تم تبادل لإطلاق النار مع أفراد اعتلوا مئذنة مسجد الفتح وأخذوا يطلقون النار من فوقها على القوات48، استولى الجيش وقوات الأمن على الميدان في ساعات الليل، وحاصروا المسجد حتى صباح اليوم الثاني حيث بدأت أعداد من الإخوان تخرج من المسجد في حراسة القوات خوفا من تعرضهم لانتقام الأهإلى، نادي أفراد من القوات عليهم مطالبين إياهم بالخروج مع تعهد أن يكون خروج امن وينصرفوا49، لم يجدي النداء كثيرا واستمر الحصار حتى قررت القوات بصحبة الأهإلى اقتحام المسجد فاستسلم للقوات من بقى من الإخوان داخل المسجد . أسفرت الاشتباكات عن وقوع حوإلى 173 قتيل وفقا لوزارة الصحة وعدد كبير من المصابين ،
الطوارئ والانسحاب الجزئي
في يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتحسبا للمواجهات التي قد تلى عملية الفض، اعلن رئيس الجمهورية عدلي منصور إعلان حالة الطوارئ العامة لمدة شهر- من 14 أغسطس إلى إلى 14 سبتمبر- . في بيان مقتضب قال فيه (نظرا لتعرض الأمن والنظام في أراضي الجمهورية للخطر والخطر فقد اصدر رئيس الجمهورية بعد موافقة رئيس الوزراء إعلان حالة الطوارئ في جميع محافظات الجمهورية بدءا من اليوم الساعة الرابعة عصرا ولمدة شهر وقد كلف القوات المسلحة بمعاونة رجال الشرطة في حماية الممتلكات العامة والخاصة وحماية أرواح المواطنين) .
وعلى اثر ذلك اعلن حازم الببلاوي رئيس الوزراء في نفس اليوم حظر التجول في 14 محافظة من محافظات الجمهورية : القاهرة - الإسكندرية - البحيرة - الجيزة - بنى سويف - الإسماعيلية - الفيوم – السويس - أسيوط - قنا - سوهاج – شمال وجنوب سيناء – المنيا . ويبدأ الحظر من الساعة السابعة مساءً حتى الساعة السادسة صباحا .
وانتشرت قوات الجيش والشرطة في الميادين والشوارع الرئيسية في المدن عقب الإعلان
وضيق ذلك الحظر من المساحة التي كان يعمل فيها الإخوان وا نصارهم، ومن ثم قرروا الابتعاد عن الميادين والشوارع الرئيسية والانسحاب إلى الأحياء الشعبية حيث يقل خطر المواجهات الأمنية وتطبيق الطوارئ أو الحظر،وحيث يوجد لهم أنصار في تلك الأحياء، هكذا انسحب الإخوان مؤقتا بمظاهراتهم من الميادين والمواجهات العنيفة .
في نهاية مدة الطوارئ – 14 سبتمبر - التي تصادف يوم الفض خرجت حشود إخوانية في عدة أماكن بمظاهرات تحت اسم جمعة الوفاء للشهداء .
وفي 23 سبتمبر صدر حكم قضائي من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحل جماعة الإخوان المسلمين(حظر أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية، وجماعة الإخوان المسلمين المنبثقة عنه، وجمعية الإخوان المسلمين وأي مؤسسة متفرعة منها، أوالتابعة إلىها، أومنشأة بأموالها، أو تتلقى منها دعمًا أو أي نوع من أنواع الدعم، والجمعيات التي تتلقى التبرعات، ويكون من بين أعضائها أحد أعضاء الجماعة، والجمعية، أو التنظيم، والتحفظ على أموالها العقارية، والسائلة، والمنقولة سواء كانت مملوكة أو مؤجرة لها وكذا العقارات، والمنقولات والأموال المملوكة للأشخاص المنتمين إلىها بما يتفق والغرض من إنشائها، وطبقا لقوانين الدولة المصرية).
تفجير مديرية أمن الدقهلية
وفي 25 ديسمبر – عقب التفجير بسيارة مفخخة الذي استهدف قبلها بيومين مقر مديرية أمن الدقهلية في المنصورة وراح ضحيته 16 قتيلاً وأكثر من 140 جريحاً-وحملت الحكومة المسئولية عنه للإخوان، قرر مجلس الوزراء المصري اعتبار جماعة الإخوان المسلمين "تنظيماً
إرهابياً وحظر جميع أنشطتها .



#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغريب
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية - من 2011 الى 2014 - الفصل الث ...
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014
- بداية اخري
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الثالث والاخير -
- الماركسية والاصلاحيون - الفصل الثالث - الجزء الثانى .
- الماركسية والاصلاحية - الفصل الثالث - الجزء الاول
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الثاني - إشكالية ...
- الماركسية والإصلاحية - الفصل الثاني - الجزء الاول - إشكالية ...
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - كيف ؟ - خاتمة الفصل الأول -
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الثاني
- الماركسية ومفهوم الاصلاحية - الفصل الاول - الجزء الاول
- كيف تعمل الأيدلوجيا في ظروف الثورة
- في ذكري احمد سيف
- القتل من اجل الارباح
- الماركسية ونظرية الثورة - رد على مقال خليل كلفت
- موجة مرت في مساء غريب
- غوص
- سؤال الثورة المصرية الآن
- لست وطنيا واعترف


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - معالم ومنعطفات الثورة المصرية من 2011 إلى 2014 - الجزء الثالث