أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - تنويعات على لحن السيادة المفقودة














المزيد.....

تنويعات على لحن السيادة المفقودة


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رئيس الجمهورية أو أي موظف عام ليس "حاملاً لأمانة"، فهذا مفهوم أبوي (بطريركي) بائد. هو موظف "مكلف بمهام"، ‏له "سلطات" وعليه "مسئوليات" يضطلع بها وفق "دستور" و"قوانين" و"إجراءات" رسمية محددة. وهو طوال الوقت تحت ‏الرقابة المؤسسية والشعبية لأدائه، ولمدى إنجازه "مهامه". . هذه المفاهيم التي تظهر هنا بين علامات التنصيص يجب ‏أن يعيها سيادة الرئيس، حتى يعي حقيقة وظيفته وحدودها وإشارات سيرها، بمنأى عن وصايا الوالدين، أو عن إلهام ‏الرؤى والكوابيس‎.‎
العلم والخبرة تمنح مكتسبها ثقة في نفسه وقدراته، وهو الأمر الضروري لأي إنسان. لكنها ثقة محدودة بحجم هذه القدرة، ‏وبقدرة الفرد منفرداً على الأداء في عالم صار بالغ التعقيد. لكن "الثقة المفرطة" في الذات ترجع للجهل والحماقة، لأن ‏العلم الحقيقي كما يمكنك من معرفة الكثير عن العالم، فإنه يكشف لك أيضاً حجم الكثير مما لا تعرفه، وما قد لا ‏تستطيع الإلمام به‎.‎
إصرار السيسي على ارتجال خطاباته يجلب له الكثير من المشاكل، كما يتسبب لنا نحن في التوجس والقلق. فربما لو ‏كان يقرأ خطاباً معداً ومدققاً سلفاً، لانتبه لأن قوله "أنا مسلم فقط" يشابه قول السادات أنه يحكم مصر بصفته "رئيساً ‏مسلماً لدولة إسلامية يسكنها أقباط" بدلاً من أن يكون "رئيساً مصرياً لدولة مصرية"، وهي تحديداً النقطة التي انطلق ‏منها ليلقى مصيره المأساوي. يفترض أن السيسي "مسلم" في حياته الشخصية وعبادته لربه، أما وهو على كرسي الحكم ‏فهو مصري فقط. ظني الشخصي أن السيسي قالها ببساطة وحسن نية، ولم يدر بخلده ما قد يترتب على مقولته هذه ‏من معان. الارتجال مشكلة للمرتجل ولمن يستمعون إليه‎!!‎‏. . من قبيل التخبط في الكلام أن يقول أن الجيش سيتحرك ‏إن لم يرد الشعب الرئيس حتى علي أنا، فمن المستهدف تأسيس دولة حديثة مؤسسية ديموقراطية، لا أن نظل في ‏مستنقع الثورات الشعبية وتحركات الجيش الانقلابية. . انعدام الرؤية مصيبة‎!!‎
نلوك دوماً مفردات مثل "وطنية" و"حب الوطن" و"إخلاص"، وهذه كلها معان وصياغات مطاطة لا تعني الكثير، وقد لا ‏تعني شيئاً على الإطلاق. الأمر أمر مفردات وقيم أخرى، مثل "علم" و"خبرة" و"انضباط" و"التزام بالدستور والقانون". . ‏نحتاج جميعاً للهبوط من سماء العواطف والتهاويم، إلى أرض الواقع الصلبة محددة المفاهيم‎.‎‏ . مع بالغ الأسف من ‏يرفعون شعار "الأرض هي العرض" ينتمون لثقافة التمركز حول النصف الأسفل من الجسد‎!!‎
الشعب المصري الذي يهيص ويزيط الآن من أجل جزيرتين، خلع منذ زمن رداء هويته المصرية وأطاح به، ليرتدي ‏العباءة العربية والزي الباكستاني. فعلوا هذا فكرياً، إن لم يفعلوه مادياً، منذ تفشي خرافة "القومية العربية" وما تلاها من ‏أيديولوجيات ظلامية. . بيع مصر بالبترودولار بدأ في السبعينات ومازال مستمراً، ولم يكن البائع سوى سائر طبقات ‏هذا الشعب العظيم. . لا نستحي من مد اليد للتسول، وفي نفس الوقت نريد ريادة وقيادة المنطقة. . مملكة الوهابية التي ‏سبق منذ عقود وأن اشترت عقول وضمائر المصريين، ليس كثيراً عليها التنازل لها عن بضعة صخور في البحر‎!!‎‏. . ‏هي السيادة السعودية الوهابية يا سادة، التي تمتد متشعبة كسرطان في كافة مدن وقرى ونجوع وبوادي مصر المحروسة. ‏‏. فليكن حرصنا على الأرض معادلاً للحرص على السيادة الحقيقية عليها‎.‎‏ . كنت أتمنى أن أشهد هذه الغضبة الوطنية ‏على مصر وسيادتها، أيام محا الزعيم الخالد اسم مصر من على الخريطة، وحولها لإقليم جنوبي ضمن "إمبراطوريته ‏العربية المتحدة‎"!!‎
بصراحة واضح إن الناس بتتلكك للسيسي والسعودية معاً، كما هو واضح أن "الكتلة السيساوية" تذوب مع بداية الربيع وقرب الصيف!!. . من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، يستطيع أن يرصد أن الجدل حول الجزيرتين تعدى كونه بحثاً في أحقية ‏ملكيتهما، إلى مبارزة بين فريق متحمس لسيادة بلاده في مواجهة هيمنة أثرياء البترودولار، وفريق آخر متهم بالركوع ‏لهذه الهيمنة. . لن يغير من هذه الحالة رؤية ترى أن الأمر قد تم تحميله أكثر مما يحتمل، فالصراع أخذ هذا المنحى، ‏ولا يبدو من سبيل إلى إعادته لمساره وحجمه الطبيعي، ما لا يترك لنا مجالاً هكذا إلا أن نكون عاطفياً على الأقل، في ‏جانب الفريق الذي يقاوم باستماتة بيع الإرادة المصرية مقابل كفالة وهابية‎!!‎
الآن مهما حدث، ومهما فعل أو فشل هذا أو ذاك، الاختيار حاسم لا لبس فيه، بين "هذا النظام" أو "الفوضى العارمة" ‏والخراب الشامل. . هي مصرنا التي ليس لنا سواها، وليس هناك ما هو أبدى من الحفاظ عليها بأي شكل كان. . تحيا ‏مصر. وتسقط الفوضى أياً كانت مبرراتها‎.‎
لا يخدعكم أحد. . من ينادي بسقوط النظام أو سقوط السيسي هو يسعى في الحقيقة لإسقاط الدولة المصرية. . من ‏يريد إسقاط مصر فلينضم إلى هؤلاء. . المطلوب الآن (إن أمكن) تشكل تيار معارض علماني لديه رؤى مستقبلية ‏حداثية، ينتهج الطرق السلمية المؤسسية للمعارضة، لمحاولة إنارة الطريق أو إجبار الممسكين بالسلطة الآن على ‏الإستقامة في طريق تأسيس دولة علمانية متوافقة مع معايير العصر، ومتصالحة مع نفسها ومع العالم. . الفوضجية ‏والناصرجية اليسارجية القومجية يمتنعون‎.‎




#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة الاحتقان المصرية
- مصر تبيع الترماي
- تجديف في المتاهة
- شذرات عشوائية
- عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏
- العولمة ونهاية التاريخ‎
- فاتنتي والمستحيل- قصة قصيرة
- الفارس والأميرة- قصة قصيرة
- الجحيم الذي تهفو إليه قلوبنا
- النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية
- تطور التخوف الإنساني
- في ظلال حكم العسكر
- انتخابات مصرية منقطعة الجماهير
- هو الخلل الهيكلي لدول المنطقة
- فلسطين من خارج الصندوق
- في الإرهاب الفلسطيني
- في مستنقع الإرهاب السوري
- احتفالات أكتوبر المكرورة
- علي سالم. . رحل الرجل وعاشت القضية
- إطلالة على قصة الفساد المصرية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - تنويعات على لحن السيادة المفقودة