أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسام تيمور - على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!














المزيد.....

على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 08:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


فضيحتان من العيار الثقيل, و حدثان مؤلمان كان وقعهما على أحرار شعبنا مؤلما و قاسيا. الأولى انتهت بأقل ضرر ممكن, بينما انتهت الثانية بإحراق السيدة "فتيحة" لنفسها بمدينة القنيطرة المغربية, على طريقة البوعزيزي مفجّر براكين الغضب. البطل في كلا الفضيحتين و الجريمتين الشنيعتين هو "القايد" (القائد), و القائد في المغرب من رجال السلطة و ممثليها في البنية المخزنية الاجرامية الخسيسة التي بدأت روائح فضائحها تزكم الأنوف !! الفضيحة الأولى التي أثارت ضجّة في مواقع التواصل و بعض المنابر الإعلامية الحرة, انتهت بقيام السلطات بعزل القائد المتورّط في الفضيحة, بعد انتشار شريط فيديو يُظهره شبه عاري في غرفة نوم إحدى ضحاياه من اللواتي تعوّد على ابتزازهن في قضايا بناء بدون ترخيص. لكن هل عزل قائد واحد كفيل بردع آلاف القوّاد؟ خصوصا بعد تصريح الضحيّة الصادم, الذي قالت فيه بأن عمليّة البناء في المنطقة بأكملها تمّت بتلك الطريقة المقرفة, أي الابتزاز الجنسي, و ما خفي كان أعظم؟؟؟ الفضيحة الثانية أشنع بكثير, و لم تكن لتنتهي في دولة تحترم نفسها إلا بعزل وزير الداخلية, بينما في بلد اللاقانون و الفوضى لم تكن لتنتهي إلا بانتفاضة عارمة كما حدث في تونس بعد احراق البوعزيزي لنفسه, و لنفس الأسباب و بعد نفس السيناريو, أو بعد قتل الشرطة المصرية لخالد سعيد.
"فتيحة" بائعة بسيطة, تفترش الأرض لبيع حلوى من صنع يديها, و لا يتعدى مدخولها اليومي 6 دولارات على أكثر تقدير. لكنها لم تسلم من تسلّط كلاب المخزن, الذين عمدوا إلى طردها و مصادرة بضاعتها و نقودها و تعنيفها جسديا و معنويا بالصفع و السباب..., و الذريعة هي قرب ما يسمى بالزيارة الملكيّة للمدينة!! لا تعجبوا فأنتم الآن في بلاد العجائب, حيث يتم كنس المدينة بأكملها قبل زيارات الشؤم و البؤس و خرجات الدكتاتور المهزوم التي لا طائل منها إلا خداع العقول و استنزاف الميزانيات. بلاد يتم فيها تنقيل العبيد و الأقنان لاستقبال الدكتاتور في الشاحنات كالبهائم, و يتم إخراج الأطفال من مدارسهم لنفس الغرض, بينما يتم في ظرف قياسي تجميل وجه المدينة و تنقيتها من كل مظاهر البؤس و الشقاء, بطلاء الواجهات بالجير الرخيص, و غرس الأشجار التي يأخذونها معهم فور انتهاء الزيارة قصد استعمالها في زيارة أخرى لمدينة أخرى!!!! و أيضا يتم ترحيل أطفال الشوارع و المجانين و المتسكعين لمدن أخرى بطريقة أكثر من حيوانية, و أخيرا يتم طرد كل الباعة المتجولين من شوارع المدينة, و في هذا السياق بالضبط وقعت الواقعة. حيث عمدت الكلاب المسعورة للتنكيل بالسيدة "فتيحة" و إهانتها و سلبها مصدر رزقها الوحيد, مما دفعها لإضرام النار في جسدها بعد أن اندلعت في روحها الحرّة احتجاجا على قهر همجي, و قسوة جاهلية.., سببها أن الدكتاتور المهزوم لا يُطيق رؤية وجهه القبيح في المرآة !! فماذا ستقدّم أو تؤخر زيارتك للمدينة يا ابن الزّنا؟ ماذا قدّمت مئات الزيارات و الجولات و التدشينات الملكيّة للبلد غير مشاهد العبودية البائسة التي تتحفنا بها كل مساء قنوات الصرف الغير صحي؟؟ ماذا قدّمت طوال 16 سنة لهذا الشعب الذي وصل قمّة الموت فقرا, وأوج الذل قهرا, لدرجة صار معها يتسول حقوقه المشروعة و يُقابل بالقمع و التنكيل... لدرجة أن تُقدم مغربية على حرق نفسها أمام جبروت النّظام و أخطبوطه السلطوي العفن, الذي يشتغل فيه أوسخ ما جاد به المجتمع المغربي من نماذج حيوانية, من أبناء البورديلات و مخلّفات الدعارة الخليجية و البيدوفيليا الغربية اللتين ترعاهما و تحميهما و تسترزق منهما أنت و حاشيتك الوسخة...و ما هذا الانتحار إلا استثناء بين آلاف الحالات التي تُفضّل الصمت و السكون و ابتلاع الإهانة في انتظار القصاص الإلهي أو شيء من هذا القبيل, و انتظروا فقهاء البلاط الذين سيخرجون غدا بقيء فكري من قبيل أن الانتحار حرام في الاسلام, و لا يجوز حتى الترحم عليها أو نعتها بالشهيدة!!!
أيا شعبُ انهضْ, لعنة الله عليك !!!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا
- المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟
- تبرير التسوّل و تسوّل التبرير, غلمان و جواري حزب الأصالة و ا ...
- مهزلة البدويّ و عبيده في أمستردام
- إدارة التوحّش و توحّش الإدارة
- المخابرات المغربية لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- المخابرات المغربية التي لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشا ...
- استعمالات الإرهاب في المغرب
- الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!
- في زمن التهافت النضالي
- مظفر النواب و مكر التاريخ!!
- الاقتصاد المغربي, بين الهيمنة المَلكية و التبعية للإمبريالية
- حول دعوة السيسي لزيارة المغرب
- سأحتفل بعيد الحب!!
- حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب
- في زمن الدعارة السياسية المغربية
- فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال
- في ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي
- المغرب.., ملكية تزدهر و شعب يضمحل!!


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسام تيمور - على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!