أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحياد في قضايا المصير














المزيد.....

الحياد في قضايا المصير


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 04:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحياد في قضايا المصير

ظاهرة الوسطية غير مفهوم التوسط والحياد السلبي وما يبنى على الأولى لا يمكن تمريره على فكرة وموضوع الثانية، الوسطية بالمفهوم العام أن تتخذ قرارك أو رؤيتك بناء على موقف لا يسير نحو الأفراط والتشدد ولا ينتمي للتفريط والتساهل، بل هو قرار واعي يختار أمثل الحلول وهو متملك تماما لموقف قد يكون ميالا لجهة ما ولا يساوي بين المتناقضات ولا يتوسط بين المختلفات، قرار يربط الوعي بخيار عقلاني خيار يعتمد الموضوعية والفعل الإيجابي، أما التوسط فله مفهوم يساوي في القيمة الرياضية صفرا حين يكون مجموع واحد ناقص وواحد زائد موقف متوسط وليس وسطيا.
السؤال هنا هل ينبغي لنا أن نمسك العصا من الوسط دوما منحازين للواقعية العقلية؟، وإن لم بكن هو خيارنا الحتمي والمستوجب الفعلي فما هو الخيار الأخر لنكون منطقيين وعقلانيين؟، وهل من الضروري أن يكون الحياد في الحياة موقفا أخلاقيا مدعوما بالحكمة وتجنب الأذى؟، أسئلة تحاكم الواقع وتتهم العقل التوسطي وليس الوسطي بالانتهازية واللعب على ترجيح العجز في إدراك الحقيقة أو الواجب، الهروب من الموقف ومسئولية الوعي تجرنا إلى سلسلة من التداعيات التي سترتكب فيها أخطاء وخطايا ستعرف لاحقا على أنها نتيجة التردد في الخيار والتزام مبدأ الحياد السلبي عندما يتطلب الأمر أن نكون أصحاب قرار في قضية مهمة قضية قد تحسم الكثير من الجدل وتعيد للعقل حرية الحركة.
الإنسان أجتماعيا كائن عارف ومتعرف ومنتج للمعرفة ومتداول لها أضافة إلى أنه الوحيد القادر على تمرير المعرفة لتكون رؤية مسئولة، وبالتالي فهو كائن صاحب موقف أصيل وذاتي وأيضا يكون موضوعيا فهو يعبر عنه وعن ميوله الفطرية في خوض التجربة مهما كانت قاسية، قضية الوقوف بالمنتصف وسلوك طريق الحياد على أمل أن تتضح الرؤيا لاحقا وتبان النتائج وفقا للصراع بين الأضداد سيعد تهربا من وظيفة المعرفة والإدراك وتزييفا للوعي، لأن الأصل الطبيعي للأشياء أنها تحتاج لقرار حاسم وجازم بين الأبيض والأسود وتدرجاتهما إلا اللون الرمادي فهو والنفاق شيء واحد.
ولكن هل يعني هذا دعوة للإنفعال مع الحدث أو القضية دون أن نستشعر خطر المواقف والقرارات خارج منطق الخروج بأقل الخسائر، بمعنى أن التوسط يحفظ لنا وجودنا دون أن نخسر شيء ما ونحتفظ أيضا بوجودنا الظاهري، الحقيقة هذه تبدو كمغالطة إن أتخذت المواقف بناء على هذا القانون، فليس كل توسط هو تجنب الخسارة وليس كل توسط حفاظا على الموجود، القانون الأجتماعي قانون متغير ومتبدل ويحتاج في أحيان كثيرة لجرأة وشجاعة في رسم المواقف وفتح الطرق أمام الفعل الإيجابي، قد يكون التوسط أحيانا موقفا إيجابيا ولكن من غير أن يكون رؤية عامة ولا كخيار مفضل بعلاته.
العقلانية والمنطق يعتمد أسلوب النسبة والتناسب فلكل حالة أو موضوع هناك خصوصية وهناك معالجة تعتمد على ما هو الأنسب والأفضل، ومن يتحكم بهذه الخصوصية ليس خيارنا نحن لوحده بل خيار الموضوع وأستحقاقات الواقع الذي يجب أن يكون والواقع كما هو، لا قانون يبرر لنا التوسط كي نجعله شعار ولا يمكننا أيضا أن نستبعد التوسط في حال كونه الخيار الأمثل، هذه هي خلاصة الوسطية أن تكون في المحل الأمثل والمدار الحقيقي المتناسب مع اللحظة ومتوافق مع الحدث.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتوقع والمأمول من حراك البرلمان العراقي
- الحرية الطبيعية ومفهوم الوعي بها
- اللعب على المكشوف
- قراءة في كتاب _ عندما يكون الرب لعبة سياسية . د عباس العلي
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير
- وأد النساء في عالم لا يعرف التمييز
- السياديني وظاهرة توظيف المقدس
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- ثقافة التسليع
- شك الإيمان وظاهرة التكفير
- حق الإنسان في أختيار العقيدة منطق ديني أصلي
- تطورات الموقف العراقي في اسبوع
- بين أخلاقيات الفعل الإنساني وإنسانية الفعل
- العراق ومرحلة التغيير والإصلاح
- طريقة الدائرة الجزئية في أحتساب أصوات الفائزين في الانتخابات ...
- رسالة براءة وتنبيه
- رسائل إلى مسافر
- أيام الفردوس _ مقطع من روايتي الأخيرة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحياد في قضايا المصير