أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - مَتَى يَضَّطَلِعُ اَلْجَيْشُ اَلْسُّوْدَاْنِيُ بِحِمَاْيَةِ اَلْبِلَاْدِ وَأَهْلِهَاْ ؟!















المزيد.....

مَتَى يَضَّطَلِعُ اَلْجَيْشُ اَلْسُّوْدَاْنِيُ بِحِمَاْيَةِ اَلْبِلَاْدِ وَأَهْلِهَاْ ؟!


فيصل عوض حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَتَى يَضَّطَلِعُ اَلْجَيْشُ اَلْسُّوْدَاْنِيُ بِحِمَاْيَةِ اَلْبِلَاْدِ وَأَهْلِهَاْ ؟!

د. فيصل عوض حسن

مَارسَت عصابة البشير عُنفاً مُفرطاً ضد طلاب جامعة الخرطوم، خلال الأحداث المُؤسفة التي شهدتها الجامعة في الأيَّام الماضية، على إثر المعلومات التي رشحت بشأن نقل كلياتها إلى سوبا، وإحالة مبانيها الحالية لمَزارٍ أثري، إنفاذاً لقرار مجلس الوزراء وفقاً لتصريحات وزارة السياحة، مع نفي (مُربك) لوزارة التعليم العالي، وتضليلٍ سافرٍ لإدارة الجامعة، مما عَزَّز القناعة ببيع الجامعة وأراضيها، وهي عادة للبشير وعصابته، يقومون بالبيع ثم ينفونه، ويستخدمون القوة والبطش لإخماد الاحتجاجات عبر مليشياتهم الإجرامية، والتغطية على ذلك الإجرام بإعلامهم المأجور والمُضلِّل.
فقد ارتكب البشير وعصابته – ولا يزالون – أبشع أنواع الخيانة الوطنية بحق السودان، خاصةً بيع أراضي الدولة ومُؤسساتها المُختلفة التي لا يسعُ المجال لذكرها، ورَهْنْ الأصول العقارية التي قدَّموها لنيل قروض بمُعدَّلات فائدة عالية، وإحالتها لمصالحهم الخاصة وتحميل أعبائها للسودان وأهله، وتَرْكِهِمْ في مُواجهة الدائنين وأخطار الاستعمار الجديد. كما شَهِدَ السودان – في عهدهم البائس – عدداً من الأزمات المُتلاحقة والمُتتابعة، في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بدءاً بالانهيار الاقتصادي الكامل وتعطُّل القطاعات الإنتاجية، كالقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والصناعات المُرتبطة به، مروراً باحتلال أجزاء مُقدَّرة من أراضينا كحالة إثيوبيا للفشقة ومصر لحلايب وأجزاء من وادي حلفا، انتهاءً بتفشي العصبية والجهوية التي انتشرت بصورةٍ مُخيفة، بعدما (غَرَسَ) البشير وعصابته غرْسَها وأشعلوا نيرانها، مع تراجع المُستوى الأكاديمي والأخلاقي رغم تدثُّر العصابة بثوب الإسلام!
وبالتوازي مع هذه الأزمات، نجد الفشل الذريع للقوى السياسية السودانية ورموزها، سواء كانت مدنية أو مُسلَّحة، في إحداث التغيير وإنقاذ ما تبقَّى من السودان، لافتقادها للرُؤى الواضحة والموضوعية والرغبة والإرادة الجادَّة، لإحداث ذلك التغيير وإدارة وتسيير الدولة لما بعده! وتشهدُ تلك القوى السياسية – في الغالب – تنازُعاتٍ داخليةٍ مُتزايدة، وصراعاتٍ دائمةٍ لأسبابٍ بعيدة كل البُعد، عن مضامين ومعاني الديمقراطية والشفافية والأمانة التي يُنادون بها، مما أسفر عن تمزُّق غالبيتها وانحسارها في كياناتٍ صغيرة، تلهثُ خلف فتات الموائد الوزارية، وارتضوا بإساءات البشير وعصابته، وخذلوا الشعب السوداني طيلة الـ(27) سنةً الماضية، ولا يزال خذلانهم مُستمراً، وأثبتوا (عملياً) أنهم يسعون لمصالحهم الذاتية، وبناء أمجادهم على جماجم ورفات الشعب السوداني، وضمان مُستقبل أبنائهم وإشباع شهواتهم السُلطوية والمالية. وقلة قليلة من القوى السياسية، صادقة لكنها مُحاصرة ومُكبَّلة ولا تملك غير التصريحات والبيانات بين الحين والآخر، والتي لم ولن تحقق التغيير المنشود، وهي أمورٌ معلومة للقاصي والداني، والحديث عنها يطول ولا يسع المجال لتفصيله!
المُدهش بالأمر، موقف الجيش السوداني الذي يتفرَّج على فجور البشير وعصابته، وتدميرهم للبلاد وإشعال الحروب والفتنة، ومُساعدة الغير على احتلال أراضينا، والمُتاجرة بالجيش (نفسه) وجَعْلِه كسلعة تُباع وتُشترى لمن يدفع أكثر، وإقحامه في حروبٍ لا ناقة له فيها ولا جَمَل، على نحو ما جرى في عاصفة الحزم بحجة (الدفاع عن الحرمين)، بينما أعلنت السعودية (صاحبة الحرب) أنَّ حربها لإعادة شرعية اليمن! وهنا تطرح الأسئلة المنطقية نفسها، أين شرفاء الجيش من أفعال البشير وعصابته بالسودان وأهله؟ وهل الأولى حماية أراضينا من احتلال المصريين والإثيوبيين أم استرجاع (شرعية اليمن)؟ تلك الشرعية التي يفتقدها البشير في إدارة (ذاته) و(شخصيته)، ناهيك عن السودان وشعبه الذي أذاقه كل صنوف القهر والتنكيل! وأين الجيش من مهامه الأصيلة في حماية الدولة وتأمين حدودها وأراضيها من الاعتداءات الخارجية ورعاية شعبها؟ وهل يُميِّز جيشنا بين الحفاظ على الوطن (الكيان) وبين حماية رأس السُلطة؟ وأنَّ تلك الحماية (مشروطة) بإخلاص ونزاهة رأس هذه السلطة وليست (مُطلقة)؟ والأهم هل يعتقد الجيش أنَّ السودان (مُنحصر) في البشير وعصابته وبالتالي حمايتهم ومُسايرتهم في المُتاجرة بالبلاد بما فيها الجيش نفسه؟! وهل من واجبات الجيوش (المُحترمة) حماية المُتجبرين واللصوص والقتلة والمُتلاعبين بالتشريعات والقوانين أمثال البشير وأزلامه؟ وهل تُدرك القوات المُسلَّحة أبعاد ما فعله البشير وعصابته بالجيش الذي سلبوه مهامه ومنحوها لجهاز الأمن ومليشياته الإجرامية؟! هل نسي الجيش كرامته التي تمرَّغت عقب (جَلْد) أفراد الدعم السريع لعميد في القوات المُسلَّحة وجَعْلِه بملابسه الداخلية؟!
إنَّ الجيوش المُحترمة وما يقع في إطارها من أجهزة، تنحازُ للديمقراطية وإرادة الشعوب، حتَّى لو أدَّى ذلك لـ(إسقاط) رؤوس السلطة الفاسدة، وتقديمها للمُحاكمات العادلة بكل شفافية ونزاهة، باعتبار أنَّ سيادة القانون وكرامة المُواطن والوطن قيم أقرب للتقديس، ولا مجال للتلاعب بها أو هضمها. وهي مهامٌ لا تقتصر على جيوش العالم المُتقدم وحدها، وإنَّما بالدول القريبة منا والواقعة في مُحيطنا القاري والجُغرافي، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ما قام به الجيش التونسي الذي وقف مع إرادة شعبه ولم يُوجِّه أسلحته لصدور الأبرياء والشرفاء، ولم يستجب لأوامر الديكتاتورية والظلم. وهناك جيش بوركينا فاسو الذي ضرب أروع الأمثلة في انحياز الجيوش لإرادة الشعوب، وهناك مصر واحترام قيادتها لجيشها الوطني وعدم توريطه في مُغامرة اليمن، وجني ثمار ذلك الاحترام على نحو ما رآه العالم أجمع قبل أيام، ولا أعني العوائد الاقتصادية للاتفاقات مع السعودية، والتي قد تختلف حولها وجهات النظر، بقدر ما أعني الحرص على أرواح الجيش المصري وعدم إقحامه في حروبٍ وصراعاتٍ لا تعنيهم، إعلاءً للنفس البشرية واستشعاراً بأهميتها، بعكس البشير الذي سارع لبيع أفراد جيشه، وسيرميهم كما فعل بأسلافهم والشواهد عديدة.
ورغم يقيني بولاء العديدين من أفراد الجيش للبشير وعصابته، غير أنَّ الأمل يحدوني في أنَّ بينهم (أيضاً) من تعلو عنده قيمة السودان على ما دونه، ويكفيكم الاتعاظ بما فعله البشير ومن معه بزملائكم السابقين الذين طالبوا بحقوق نهاية خدمتهم، فاستكثروها عليهم وقابلوا اعتصاماتهم بالهراوات والغازات المُسيلة للدموع والزج بهم في السجون! وفي حالاتٍ أُخرى، قتلوهم بعد اتهامهم بالجنون والعَتَه! ولا تنسوا تعامُل البشير وعصابته مع جرحى العمليات الحربية، وطرد بعضهم من المستشفى وهو لم (يُكمل علاجه) ما لم يكن (مُوالياً) لهم، أو قريب أحدٍ منهم! فلا تقفوا موقف المُتفرج على جراحات أهلكم، والكأس دائرة وحتماً سيكون مصيركم كمصير من سبقوكم!
إنَّ كوارث البشير وعصابته تتعدَّى (بكثير) بيع جامعة الخرطوم، لتشمل السودان بكامله وتهدد استقلاله وبقائه ككيانٍ وأرض، مما يحتم على الجيش السوداني القيام بواجباته الأصيلة، في حماية الدولة من الضياع والتفكُّك بفعل هذه العصابة المأفونة، التي تصنع الأزمات باحترافية، وتقبض الأثمان، وسيهربون للبلاد التي يحملون جوازاتها ويتركوا السودان للمجهول. فمتى يا جيشنا تستعيد هيبتك وتقوم بواجباتك الأصيلة في حماية البلاد والعباد؟



#فيصل_عوض_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلْمُعَاْرَضَةُ اَلْسُّوْدَاْنِيُّةُ وَخَيْبَةُ اَلْرَّجَاْ ...
- تَصْفِيَةُ اَلْخُطُوْطْ اَلْبَحْرِيَّة اَلْسُّوْدَاْنِيَّةْ: ...
- عَنْ اِسْتِفْتَاْءِ دَاْرْفُوْرْ نَقُوْلْ..!
- هَلْ يُدْرِكْ اَلْسُّوْدَانِيُّوْنْ (حَقِيْقَةْ) أَفْعَاْلْ ...
- اَلْعَبَثُ اَلْسِيَاْسِيُّ فِيْ اَلْسُّوْدَاْنْ ..!
- اَلْكِيْزَاْنْ يَخْلُوْنَ طَرَفَهُمْ ..!
- استفتاءُ دارفور: مِحْرَقَة إسلاموية (مُشَرْعَنَة) ..!
- اَلْمُتَأَسْلِمُوْنَ وَهَدْمُ اَلْمَعْبَدْ ..!
- اَلْسُّوْدَاْنُ بَيْنَ اْسْتِعْمَاْرِ اَلْدَّاْئِنِيْنْ وَهُ ...
- هَلْ يَعِي السُّوْدَاْنِيُّوْنْ مَاْ يَفْعَلْهُ المُتَأَسْلِ ...
- الحركة الشعبية و(إنتاج) نيفاشا جديدة ..!
- اَلْتَفَاْوُضْ مَعَ اَلْقَتَلَة عَلَى (سَفْكْ) اَلْدِمَاْءْ ...
- الكَذِبُ لِمَصْلَحَةِ مَنْ يا (غندور) ؟!
- إثيوبيا والتهام السودان ..!
- إلى متى ال(صَمْتْ) على أكاذيب البشير ومُعاونيه ..!
- الثروةُ الحيوانية: مُحَاكَمَة (حَتْمية) جديدة ..!
- اسْتِنْهَاضُ مَشْروعُ الجَزِيْرَة وَ(حَتْمِيَةُ) المُحَاكَمَ ...
- هل الإلهاء (خِيَاْرْ) المُتأسلمين للهروب ..!
- البشير وفُقْدَانَ الأهلِّية ..!
- تكتيكات المُتأسلمين لتذويب السودان ..!


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - مَتَى يَضَّطَلِعُ اَلْجَيْشُ اَلْسُّوْدَاْنِيُ بِحِمَاْيَةِ اَلْبِلَاْدِ وَأَهْلِهَاْ ؟!