|
قراءات فكرية ..
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 23:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قراءات فكرية .. التراث يجب أن نجعل منه ، كما تتطلب منا الحداثة وعلومها ، رأسمال رمزي برسم البحث والأكتشاف نُأوله تأويلات شتى تخدم حاضرنا ..! بتكييفها مع العصرنه الدينية ، وننسخ منه كل ما يشكل عائقا دينيا أو ذهنيا ، يمنعنا من ان نكون معاصرين لمعاصرينا ، لا أن نحوله الى قيد على عقولنا ، أي الى عقيدة جامدة يحكم بها الاموات من وراء قبورهم حياة الاحياء ، كما تريد القراءة الحرفية له . يجب ان نكف ، عن كوننا كائنات تراثية!.. لنصبح ..من ألأن فصاعدا ، كائنات لها تراث !.. تحررت من رقة النفي ، فغدت قادرة على دراسته وتدريسه بعلوم عصرنا . لتعرفه على حقيقته التأريخية ، وتتعرف خاصة على أستمرارية عوائقه الدينية والذهنية في ممارساتنا الدينية والدنوية . هذه الممارسات التي جعلتنا ، لا أفراد أ مبدعين لأنماط حياتنا ، بل قرودا مقلدين لأسلافنا !.. منبتٌين من حاضرنا ، وصُمًا وعُميا عن مستقبلنا هنا والأن ، الذي يجب أن نضحي به على مذبح مستقبلنا بعد الموت !.. كأنما كتب على المسلمين وحدهم ، ان يدخلوا الجنة جياعا وجهلة وأميين ، لأنهم أساسا ما زالوا يتناسلون كالأرانب ، مثلا مصر تضاعف سكانها 4 مرات خلال 60 سنة عام ... بدلا من أن يزدادوا 4 مرات كل قرنين ، وتضاعف معهم بذات النسبة .. الأمية .. والمرض .. والفقر .. وسوء التعليم والجنوح والأرهاب وسوء صناعة القرار !... نكابد وستكابد الأجيال التي لم تُولد بعد هذه الكوارث ، لأن أية قرأنية تحرم علينا وعليهم !.. وأعتمادا على القراءة الحرفية العقيمة لها ، وتحديد النسل : في قوله ( ولا تقتلوا أولادكم خشية أملاق ) 23 الأسراء . منع الحمل أو التخلص منه لا علاقة له بالوسائل العلمية لا علاقة له بوأد البنات ، أو بقتل الأطفال خشية الفقر !. الأسلام يحتاج الى أصلاحات أستراتيجية وليس الى نصف أصلاح ، يحتاج الى ثورة ثقافية برسم التدشين !.. تُخرج المسلمين من أنحطاطهم الأخلاقي ، المتجسد في تطبيق الحدود الشرعية الدموية ، أو المطالبة بتطبيقها ، تجعلهم يتبنون القيم الأساسية لحقوق الأنسان ، والقانون الوضعي المشتق منها ، وتُخرج المسلمين من أنحطاطهم الأقتصادي ، وتدخلهم الى الحضارة الصناعية ، وتجعلهم يتشربون ذهنيتها الحديثة ، بالتنمية المستدامة ، التي تحافظ على حقوق أجيال الغد في موارد مفيدة وبيئة نظيفة ، وتخرج المسلمين من أنحطاطهم السياسي بادخالهم مؤسسات الحداثة الديمقراطية والعلمانية الى دولهم ، تخرج المسلمين من أنحطاطهم الديني ، بالفصل بين الدين والدولة والمؤمن والمواطن ، مُحررين هكذا العقل البشري من وصاية العقل الألهي ، أي الأوامر والنواهي الدينية المتقادمة ، وبأختصار ، أعادة تأسيس ثقافة تُخرج المسلمين من عجزهم عن معاصرة عصرهم مؤسساتيا وأخلاقيا وأقتصاديا وسياسيا وعلميا ودينيا ، ما لم يصلحوا دينهم ، أي يعيدوا تأسيسه بأدخال العقلانية الدينية أليه ، وأدخالها عبره ، الى مجتمعاتتهم الغارقة في اللامعقول والخرافي الى الأذنين ، فسيظلون واقفين حيث هم الأن أمام جميع المخاطر ! هذه العملية الأصلاحية الشاملة طويلة ومؤلمة ، ولكن لا بديل لها غير الغوص المتواصل منذ قرون في رمال الأنحطاط المتحركة . وقد لخص هيجل فلسفة التأريخ في جملة سديدة [لا ولادة عظيمة من دون ألم ] من دون أصلاح ، من دون نقد ومن دون أعادة تأسيس جارحة جميعا لعبادة الأسلاف وللنرجسية الدينية الجمعية ، ولكن جروحها صحية . المقاربة النقدية للتراث الأسلامي ورموزه ، بعلوم الحداثة ، هي الخطوة الأولى على الطريق المؤدية الى هذه الولادة العظيمة والمؤلمة . المصدر : من محمد الأيمان الى محمد التأريخ / ص 28- 29 - 30 -31 ، العفيف الأخضر . نبذة مختصرة عن حياة الكاتب الراحل : كاتب تونسي تولد 1934 م وتوفي عام 2013 م خريج كلية الحقوق ومارس المحامات سافر الى باريس عام 1961 م أنتقل الى الشرق الأوسد عام 1965 م وتنقل بين عمان وبيروت وغادر بيروت بعد الحرب الاهلية عاش في باريس منذ عام 1979 م ، يكتب لصحف عربية ويحاضر أحيانا في القاهرة ، أو يشارك في نقاشات تلفزيونية ، وهو كاتب يساري . صادق محمد عبد الكريم الدبش 14/4/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لتتوحد قوى شعبنا الخيرة للخروج من الفوضي والأنقسام .
-
المتناقضات .. والحكمة منها والدروس المتوخات !..
-
ما الذي يشغل الوسط العراقي اليوم ؟..
-
وجهات نظر فلسفية ..
-
مقتطفات خالدة ...
-
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا ..؟؟؟
-
الى روحك وفكرك .. هادي العلوي
-
الحزب الشيوعي العراقي .. ومهماتنا الوطنية ..!
-
سجدت لربي سجدتين ..!
-
لمن حملوا الأمانة
-
تفقهوا أيها العرب ..
-
سألتني .. ماذا تحب في المرأة ؟
-
أطلقوا سراح الأديب أبراهيم البهرزي .. من وراء القضبان !..
-
والدة عبد الغني الخليلي تأكلها الذئاب !!؟
-
ما هي أفاق قيام الدولة العلمانية الديمقراطية ؟
-
نهديها للمتسامرين عند ضوء القمر !
-
تهنئة بعيد الفصح المجيد.
-
ماهو السبيل للتصدي للأرهاب والتطرف في عالمنا المعاصر ؟
-
في ذكرى نكبة ( صيرا وشاتيلا .. ناحية بهرز في محافظة ديالى قب
...
-
عاش نوروز الخير والربيع والسلام والتأخي .
المزيد.....
-
وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
-
القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا
...
-
وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر
...
-
-نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ
...
-
السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال
...
-
ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد
...
-
مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
-
الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة
...
-
واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
-
مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|