أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن تيشوري - النشاط الصهيوني الداخلي في امريكا















المزيد.....



النشاط الصهيوني الداخلي في امريكا


عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدّمة

تتزايد مشاعر الغضب في الشّارع العربي ضدّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة حتّى أصبح العداء لواشنطن يفوق العداء لتل أبيب، لأنّ الإجرام والغدر الصّهيوني يتم بأيدٍ اسرائيليّة تحت مظلّة الحماية الأمريكيّة التي فرضت مظاهر الإحباط في صفوف الجماهير العربيّة، وجعلتهم يفقدون الثّقة في امكانيّة قيام سلام عادل وشامل ودائم ومشرّف بين العرب والكيان الصّهوني،طالما أنّ العدوان على الأرض العربيّة يجد له حماية ودعماً في البيت الأبيض. هذه هي حقيقة الموقف الأمريكي الذي يريد أن يسيّر العالم لمصالحه ومصالح اسرائيل التي أحاطت وسلبت إرادة واشنطن بجماعات الضّغط الصّهيونيّة إلى الدّرجة التي أصبح فيها القرار السّياسي الأمريكي الدّولي يتقمّص سمات الموقف الإسرائيلي بصورة لا يستطيع أحّد أن يفرّق بين صوت رئيس الوزراء الإسرائيلي من صوت الرّئيس الأمريكي في كل الأوساط الدّوليّة داخل وخارج الأمم المتّحدة.
والسّؤال الّذي يطرح نفسه هنا: ما هو سرّ هذه العلاقة ؟
والجواب: إنّ إسرائيل أدركت منذ تأسيسها وحتّى قبل ذلك أنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة لن تتخلّى عنها وأنّها سترمي بثقلها وإمكانيّاتها لتساعد على خلق واستمرار المناخ الملائم لبقاء إسرائيل ونموّها وتفوّقها على العرب. والدّعم الأمريكي تجلّى منذ إعلان دولة اسرائيل وحتّى وقتنا الحاضر بأوقح صورة ضارباً عرض الحائط حقوق العرب وشرعيّة مطالبهم وعدالة قضاياهم.
وهذا يؤكّد القول بأنّ هناك ترابطاً عضويّاً بين الولايات المتّحدة ودولة الكيان الصّهيوني، والّذي عبّرت عنه بعض الأوساط العربيّة القوميّة بأنّ دولة إسرائيل هي إحدى ولايات البيت الأبيض، وأنّ أمريكا هي إسرائيل... وإسرائيل هي أمريكا... ولن نقدّم سوى دليل واحد فقط على مصداقيّة تلك الأقوال وهو بنظرنا كاف ومقنع، وهو استعمال الولايات المتّحدة الأمريكيّة لحقّ النّقض "الفيتو" لكلّ قرار اتّخذته الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة أو مجلس المن الدّولي فيه إدانة لإسرائيل منذ عام 1948 وحتّى الآن... وما أسفر عن ذلك من عدم اكتراث الكيان الصّهيوني المصطنع لكل القرارات الصّادرة عن الشّرعيّة الدّوليّة.




النّشاط الصّهيوني في الولاايات المتّحدة الأمريكيّة

تبدأ قصّة اليهود في أمريكا مع كولومبس الّذي أبحر مصطحباً معه أوّل مجموعة من اليهود إلى أمريكا، بعد أن كانت خطّته الآستكشافيّة قد أثارت تعاطف اليهود الأثرياء لمدّة طويلة خلت. وبعد هذا نشطت الهجرة اليهوديّة إلى القارّة الجديدة على سكل موجات متعاقبة:
الموجة الأولى: استمرّت حتّى عام 1815 وهم اليهود السّفارديين "الشّرقيين" وهم من شمال افريقيا والدّول العربيّة ويهود آسيا والهند.
الموجة الثّانية: بعد عصر ثورات 1848، وبلغ عددهم حوالي مئة ألف يهودي، ووصل عددهم في عهد الرّئيس الأمريكي "غرانت" (250) ألفاً، مما جعلهم يشكّلون العنصر الثّاني بعد الإنكليز في التّركيبة السّكانيّة للمهاجرين.
الموجة الثّالثة: وهم اليهود الإشكنازيين من أوروبا الشّرقيّة وخاصّة روسيا على إثر اغتيال القيصر الرّوسي الكسندر الثّاني عام 1881(1).
الموجة الرّابعة: وتشمل اليهود الألمان الّذين هاجروا إلى الولايات المتّحدة أثناء الحكم النّازي وبعد الحرب العالميّة الثّانية، ومعظمهم من الطّبقة المتوسّطة وأصحاب الحرف، وبلغ عددهم حوالي (350) ألف يهودي.
وتشير بعض الإحصائيّات إلى أنّ عدد اليهود يصل الآن إلى ستّة ملايين يهودي في أمريكا ، ولايعرف عددهم بالضّبط، لأنّمعظم الأرقام لا تشمل في التّعداد الأمريكي الذي يحصل كل عشر سنوات بل عن طريق الكتاب السّنوي الأمريكي اليهودي الّذي يعتمد على المعابد في إحصاءاته عن اليهود المنتسبين إليها(2).
بدايات النّشاط الصّهيوني في الولايات المتّحدة الأمريكيّة:
استطاع اليهود تشكيل بدايات تنظيمهم في الولايات المتّحدة قبل نضوج الحركة الصّهيونيّة في مؤتمر بال في سويسرا عام 1897، ففي عام 1887 تأسّست أوّل جماعة ضغط يهوديّة كان هدفها إقامة دولة يهوديّة في فلسطين وحملت اسم "البعثة العبريّة بالنّيابة عن اسرائيل" بزعامة وليم بلاكستون الّذي دعا لأوّل مؤتمر دولي لمناقشة أوضاع اليهود ومطالبهم في فلسطين كوطن تاريخي لهم. وفي عام 1906 أنشأ زعماء اليهود في نيو يورك "اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة" وهدفها معالجة المشكلات السّياسيّة والاجتماعيّة النّاجمة عن تدفّق اليهود المهاجرين من أوروبا الشّرقيّة إضافةً إلى العناية بهم. ولقد كانت السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة خلال هذه الفترة تحاول إقرار حق اليهود الأمريكيين في فلسطين وإقرار حق الحماية القنصليّة لليهود، وفي نفس الوقت كان الكثير من السّاسة يعارضون مثل هذا التّدخّل لصالح اليهود لأنّه مضرّ بالمصالح الاقتصاديّة والسّياسيّة لأمريكا في المنطقة. وقد بقيت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة مقاومة للضّغوط الصّهيونيّة حتّى انتخاب الرّئيس الأمريكي "ولسن" وتعيين " لويس برانديز" مستشاراً له، فقد لعبت الصّهيونيّة دوراً في انتخابات 1916، إذ وعدهم ولسن بدعمه للأهداف الصّهيونيّة في فلسطين إذا ساعده اليهود في الإنتخابات. وبعد نجاحه أقدم على الاضّغط على الحكومة البريطانيّة من أجل إصدار وعد بلفور. وبعد الحرب العالميّة الثّانية وبروز الولايات المتّحدة كقوّة عظمى عمل اليهود على أن تحل الولايات المتّحدة محل بريطانيا في احتضان أهداف اليهود، مركّزين في إعلامهم أنّ على العالم المتمدّن واجب حماية اليهود وتخفيف آلامهم والتّعويض عنهم(1).
وفي ظل هذه الظّروف عقدت الحركة الصّهيونيّة مؤتمر "بلتيمور" في نيويورك 1942 حدّدت فيه الخطوات الّتي يجب أن يعمل اليهود وحلفاءهم ـ وعلى الأخصّ أمريكا ـ على تحقيقها وهي:
· تأسيس دولة يهوديّة في فلسطين كلّها.
· تأسيس جيش يهودي.
· فتح أبواب الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين برعاية الوكالة اليهوديّة.

ونستطيع القول أنّ الولايات المتّحدة تبنّت سياسة داعمة للصّهيونيّة أكثر فاعليّة من التّبنّي البريطاني منذ مؤتمر بلتيمور، وأسفر ذلك عن مايلي:(2)
1. تركيز الإعلام الصّهيوني جهوده الضّخمة للضّغط على الشّارع والسّياسة في أمريكا لإغراقها بالدّعاية الصّهيونيّة.
2. انحياز السّياسة الأمريكيّة الدّاخليّة والخارجيّة إلى جانب الصّهيونيّة ضدّ العرب، وتجلّى ذلك في اعتذار ترومان الشّهير من المندوبين العرب عندما قال لهم: "آسف أيّها السّادة، لكن عليّ أن أستجيب لمئات الألوف من المتشوّقين لنجاح الصّهيونيّة، وليس إلى مئات من العرب في صفوف ناخبيّ".
3. استمرار العطف العالمي على اليهود بعد الحرب العالميّة الثّانية، وترجمة ذلك العطف لتحقيق المقولة "دع العرب يدفعون من أجل جرائم الأوروبيين".

والواقع إنّ انحياز السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة لصالح الصّهيونيّة بعد الحرب العالميّة الثّانية وخاصّة في عهد الرّئيس "ترومان" لم يأت لاعتبارات أمنيّة فقط، بل بسبب النّشاط الصّهيوني المتزايد والمهيمن على جميع الصّعد من خلال الصّحافة والإعلام والصّداقات مع رجالات السّياسة وعلى جميع المستويات، وبنفس تالوقت فإنّ أمريكا بحاجة إلى حارس يحمي مصالحها في الشّرق الأوسط، وخاصّة في ميدان المواجهة مع المعسكر الآشتراكي السّابق، ولفرض الهيمنة الأمريكيّة على الوطن العربي من خلال وجود إسرائيل، لذلك فإنّ كل ما يهم أمريكا في المنطقة العربيّة هو اسرائيل والمصالح الأمريكيّة فقط سياسيّاً واقتصاديّاً.















اللوبي الصّهيوني في الولايات المتّحدة الأمريكيّة:

تعرّف الموسوعة البريطانيّة كلمة "اللوبي" بأنّها مجموعة من العملاء النّشطين لهم مصالح خاصّة ويمارسون الضّغوط على الموظّفين الرّسميين وخصوصاً المشرّعين من أجل تحقيق تلك المصالح.
واللوبي المؤيّد لإسرائيل مسجّل رسميّاً لدى وزارة العدل الأمريكيّة باسم اللجنة الإسرائيليّة الأمريكيّة للشّؤون العامّة، بعبارة صريحة أنّه لوبي مؤيّد لإسرائيل. وقد تبلور نشاطه بشكل ملحوظ في أعقاب الحرب العالميّة الثّانية، حيث كانت الولايات المتّحدة أوّل دولة اعترفت بالكيان الصّهيوني ومارست ضغطاً دوليّاً لقبوله بشكل شرطي عضواً في هيئة الأمم المتّحدة. وتبدو أهميّة دور اللوبي الصّهيوني في التّأثير على السّياسة الأمريكيّة من ثلاث زوايا:
1. تغلغل اليهود في عصب الاقتصاد الأمريكي.
2. عدم انخراط اليهود في أيّ من الحزبين (الجمهوري والدّيموقراطي) وبقاؤهم على الحياد يرجّحون كفّة الحزب الّذي يلتزم بمصالح الصّهيونيّة العالميّة.
3. وحدة المصالح الأمريكيّة والصّهيونيّة.

ولإنجاح مهمّته يعمل اللوبي الصّهيوني في أمريكا على تنفيذ المهام التّالية:(1)
· تنفيذ تعليمات إسرائيل وقيادة المنظّمة الصّهيونيّة.
· حمل الكونغرس على تخصيص مساعدات ماليّة لإسرائيل وحجب ذلك عن العرب.
· الحيلولة دون حدوث تقارب عربي أمريكي.
· غسل أدمغة أعضاء الكونغرس سياسيّاً ونفسيّاً لتحقيق شعار "قيمة اسرائيل الفائقة لتأمين المصالح الأمريكيّة في الشرق الأوسط.

بنية اللوبي الصّهيوني:
أنشأ الصّهاينة في الولايات المتّحدة شبكة واسعة من المنظّمات تزيد عن (300) منظّمة و(230) اتّحاداً محلّيّاً وصندوقاً للرّعاية وجمعيّة للعلاقات العامّة، وأكثر من (500) محفل ومعبد، وأبرز هذه المنظّمات الّتي تشكّل حاليّاً العمود الفقري للوبي الصّهيوني مايلي:(1)
1. جمعيّة الدّعوة اليهوديّة الموحّدة: أكبر التّجمّعات اليهوديّة في أمريكا، وتهتم بجمع التّبرعات وتنظيم الاحتفالات والمهرجانات وترتيب اللقاءات مع القادة والزّعماء.
2. الرّابطة اليهوديّة الأمريكيّة: وهي جمعيّة ترعاها الحكومة الإسرائيليّة.
3. جمعيّة "بناي بريث": وهي مؤسسة يهوديّة تتمتّع بتنظيم دقيق ومحكم، وتعمل على اتّهام كل من يخالف المصالح الإسرائيليّة بمعاداة السّامية.
4. الجمعيّة اليهوديّة الأمريكيّة: وهي تعنى بشؤون اليهود في العالم، وخاصّة في مجال احكام التّرابط والتّنسيق بينهم.
5. اللجنة الأمريكيّة الإسرائيليّة للشّؤون العامّة "ايباك": وتضم في عضويّتها عدّة منظّمات صهيونيّة مثل بناي بريث، اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة، الكونغرس اليهودي الأمريكي وغيرها... وتعقد اللجنة مؤتمراً سنويّاً يحضره عدد كبير من الشّخصيّات الأمريكيّة السّياسيّة من مجلس الشّيوخ والنّوّاب وغير ذلك، ومن خلال هذه المؤتمرات يتم تدريب وإعداد الكوادر اللازمة لهذه الجمعيّة، وتركّز هذه المؤتمرات على ما يلي:
· التّأييد الأمريكي لإسرائيل باعتبار إسرائيل مصلحة استراتيجيّة للولايات المتّحدة.
· المزيد من الدّعم المالي لإسرائيل، والسّعي لتحويل المساعدات والقروض إلى هبات.
· خلق العداء بين العرب والولايات المتّحدة وتعكير العلاقات العربيّة الأمريكيّة بأي شكل.
· دعم السّياسة الخارجيّة لإسرائيل ومباركة أعمالها العدوانيّة ضد العرب، وحمايتها في المحافل الدّوليّة خصوصاً الأمم المتّحدة ومجلس الأمن.

ويقدّر عدد أعضاء "ايباك" بحوالي 44 ألفاً، ويتألّف جهازها الموظّف من حوالي 80 شخصاً، وتحرص على أن يكون الموظّفون على اتّصال مباشر مع المسؤولين في الإدارة الأمريكيّة(1). وتصدر عن "ايباك" عدّة منشورات من أهمّها:
1. تقرير الشّرق الأدنى: يصدر بصورة أسبوعيّة ويوزّع على أعضاء الكونغرس ومجلس الشّيوخ وكبار موظّفي الإدارة ووسائل الإعلام والسّفارات، ويركّز على إظهار أنّ المقاومة الوطنيّة لإسرائيل هي إرهاباً.
2. ملاحقة الأخبار التّشريعيّة: وهو تقرير نصف سنوي مفصّل حول نشاطات الكونغرس ومجلس الشّيوخ والهيئة التّنفيذيّة لايباك والأمم المتّحدة.
3. أوراق ايباك: وهي نشرات غير دوريّة.

الهيئات الموالية لسياسة الكيان الصّهيوني في أمريكا:
لجان العمل السّياسي: وهي لجان تعمل على جمع التّبرّعات لدعم المرشّحين إلى المجالس الأمريكيّة المختلفة. وتركّز على الوقوف إلى جانب السّياسيين الّذين لهم علاقة بالمساعدات الأمريكيّة للشّرق الأوسط وعلى المسؤولين عن رسم السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة في المنطقة. وقد بلغ عددها عام 1982 بحوالي 3300 لجنة. ومن أبرز هذه اللجان:
1. اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة: وهي تصدر الكتاب السّنوي اليهودي الأمريكي ومجلّة كونتري ومذكّرات دائرة الشّؤون الخارجيّة.
2. عصبة مكافحة التّشهير: وتعد من أنشط المنظّمات الصّهيونيّة في مجال محاربة العرب، حيث تقوم بملاحقة العناصر المؤيّدة للعرب، وتزوّد الموساد ومكتب التّحقيقات الفيدرالي بالمعلومات التي تحصل عليها، كما تراقب كل المؤسسات والبعثات الدّبلوماسيّة وتوزّع الرّسائل المكتوبة والمذكّرات إلى الصّحف ووسائل الإعلام المختلفة في الولايات المتّحدة وأوروبا.
3. مؤتمر رؤساء المنظّمات اليهوديّة الأمريكيّة الكبرى: ويعمل على توفير منبر داخلي لمعالجة القضايا المتعلّقة بإسرائيل، وقد حددت هذه القضايا بما يلي:
· شرعيّة مستوطنات إسرائيل في الأراضي العربيّة المحتلّة.
· منع قيام الدّولة الفلسطينيّة.
· إحداث قطيعة بين العرب والولايات المتّحدة.
· القدس الموحّدة هي العاصمة الأبديّة لإسرائيل.
4. مجلس الاتّحادات اليهوديّة: يعمل لتعزيز إسرائيل ودعمها ، وينظّم اجتماعات مع أعضاء الإدارة الأمريكيّة والكونغرس في واشنطن. وله برنامج إعلامي شامل في إسرائيل تنظّمه قوّة العمل الجاهزة لإسرائيل الآمنة ومقرّها "كليفلاند ـ أوهايو".
5. الاتّحاد الصّهيوني الأمريكي: يوزّع على أعضائه مرشداً لبرنامج صهيوني وتعليمي في الولايات المتّحدة يتضمّن ضرورة إشراك شخصيّات مسيحيّة في النّشاطات لمواجهة الهجمة على اليهود، وذلك للتّمويه على العنصريّة اليهوديّة بعد صدور القرار 3379 الذي وصف الصّهيونيّة بالعنصريّة.
6. المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي: ويقوم بدور صلة الوصل بين الطّائفة اليهوديّة والبنتاغون.
7. اللجنة القوميّة للعمل السّياسي: شعارها "الإيمان بإسرائيل يقوّي أمريكا"، وتعدّ من أضخم وأغنى اللجان المؤيّدة لإسرائيل، وهي أكبر وكالات المواهب المسرحيّة والأدبيّة في أمريكا. وتقوم بنشر إعلانات في الصّحف الأمريكيّة تدعو لدعم إسرائيل وتشوّه صورة العرب بإظهارهم كشعب بدائي متوحّش بعيد عن الحضارة(1).















الضغط الصهيوني على الساحة الأمريكية

في المجال السياسي:
كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة بادرت إلى الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني في عام 1948، ومارست ضغوطاً دولية ليقبل ذلك الكيان في عضوية الأمم المتحدة. وظهرت السياسة الأمريكية بمظهر المدافع عن إسرائيل في المحافل الدولية، أكثر من غيرها من الدول الاستعمارية الأخرى.
وفي هذا دلالة واضحة على قوة تأثير اللوبي الصهيوني في أمريكا على السياسة الأمريكية، ورسخ في ذهنها ضرورة وجود إسرائيل وقوتها للمحافظة على المصالح الأمريكية في المنطقة العربية، ولتشكل الذراع القوية لمجابهة المد الشيوعي الذي كان يرعاه المعسكر الاشتراكي وعلى رأسه الاتحاد السوفياتي.
إن العديد من المسؤولين الأمريكيين في المحافل السياسية الأمريكية المختلفة يؤمنون إيماناً راسخاً بأن اهتزاز موقف إسرائيل يعني بالضرورة اهتزاز الموقف الأمريكي.
لذا كانت مواقفهم المؤيدة لإسرائيل أكثر قوة من مواقف الصهاينة أنفسهم، ويعتمد اللوبي الصهيوني في تأثيره على الأوساط الأمريكية بتقديم صورة مشرقة عن الإسرائيليين وبطولاتهم، ويقدم بالمقابل صورة مشوهة عن الإنسان العربي وتاريخه وتخلفه ووحشيته.. ويبرز في نفس الوقت حاجة الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل كنقطة أمامية لحماية المصالح الأمريكية، من اجل أن تحصل إسرائيل على دعم ودفاع وتبني أمريكي بلا حدود. وقد نجح اللوبي الصهيوني إلى حد كبير في إقناع الأمريكيين بأن المصالح الأمريكية في المنطقة العربية مرتبطة ببقاء دولة إسرائيل وقدرتها على العرب.
ونتيجة لضغط اللوبي الصهيوني وتأثيره على السياسة الأمريكية، انصب اهتمام الرؤساء الأمريكيين على تلبية المطالب الصهيونية بحذافيرها، وقلما استطاع رئيس أمريكي أن يفلت من قبضة الهيمنة الصهيونية عليه، ومن لا يلتزم بما تريده إسرائيل فمصيره الفشل مع حزبه في انتخابات قادمة.(1)





في مجال الإعلام والصحافة والبحث:
جاء في البرتوكول الثاني عشر من بروتوكولات حكماء صهيون عن الإعلام والصحافة ما يلي: ( يجب السيطرة على الصحف ودور النشر ووكالات الأنباء، لأن الصحافة والأدب هما أعظم قوتين تعليميتين )(1).
إن الصهيونية العالمية تركز حيثما تستطيع، على إحكام السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة وتسخيرها لخدمة الأهداف الصهيونية وإزاحة العقبات من طريقها، فبالنسبة للصحافة الأمريكية لا يملك اليهود القسم الأعظم من الصحف، لكنهم يسيطرون على ( موانئ التصدير الإخبارية )، وعلى القسم الأعظم من وسائل الإعلام الجماهيرية، وعلى بعض وسائل الإعلام الضخمة ( نيويورك تايمز – واشنطن بوست – راديو كوربوريشن – أوف أمريكا... الخ )، ولديهم أكثر من 300 صحيفة يومية، وأسبوعية، ودورية، والأهم من ذلك كله أنهم يملكون أهم وسيلة للضغط على هذه الصحف، وهي الإعلانات والتي في معظم الأحيان تكون مصدر التمويل الرئيسي الذي يضمنه بقاء هذه الصحف واستمرارها. ولا تخلو صناعة السينما من تأثيرها بآراء اللوبي الصهيوني وكذلك بعض وكالات الأنباء الضخمة، ويعمل اللوبي الصهيوني على فرض الحجر الصحفي على وسائل الإعلام التي لا تستجيب لمطالبه، من خلال منظمة أطلق عليها ( عصبة مكافحة التشهير باليهود ).
ويحاول اليهود في توجيه الإعلام المرتبط بهم، بحيث يخاطب الناس حسب تركيبتهم الاجتماعية ويدغدغ عواطفهم ويضرب على الأوتار الحساسة، بحيث تثمر جهوده في النهاية ويصل إلى إقناع هذه الجماهير بصحة أفكاره ويدفعهم خلفه ويشكل بهم قوة ضاغطة على السياسة لتبقى أولاً وأخيراً في خدمة إسرائيل، وتخلق في الوقت نفسه تحاملاً بغيضاً على الجانب المعادي لإسرائيل، لأسباب عدة، أولها الضغوط التي تمارسها الجالية اليهودية في أمريكا، وثانيها ميل من قبل الشعب الأمريكي بشكل عام إلى التعاطف مع شعب ذي ثقافة أوروبية مثل الإسرائيليين كما يصور الإعلام الموالي للصهيونية، والنظر بعين الريبة إلى الشعوب غير الأوروبية.
ومن أجل إحكام السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام الأمريكية، فقد ارتفعت نسبة العاملين في هذا القطاع.
ويملك الصهاينة صحفاً خاصة بهم، فوكالة الصحافة اليهودية الأمريكية تصدر ما يقارب 140 صحيفة تركز اهتمامها على تبني الدين التقليدي والتذكير بالوطن القديم، تنفيذاً لخطة الصهيونية وأهدافها.
وفي دراسة نشرت عام 1923 تبين أن صحيفة عبرية واحدة فقط في نيويورك لم تكن صهيونية، وباقي الصحف العبرية كانت موجهة من قبل الحركة الصهيونية، وكانت هذه الصحف تدخل كل بيت لترويج الفكر الصهيوني(1).
وعملت المنظمات الصهيونية نفسها على إصدار 27 نشرة إنكليزية بالإضافة إلى المنشورات العائدة للمنظمات التي كانت تقدم لجهات معينة في فلسطين، وأن النشرات على المستويين الوطني والمحلي كانت توزع على 300000 عائلة عام 1940 وعلى 600000 عائلة عام 1945، كما أضيف أكثر من 250 ألف مشترك في المجلات التي كانت عادة تدافع عن الخطط التي كانت الحركة الصهيونية تقوم بها وتسهم في نشرها في أمريكا.
لقد حافظت دائرة العلاقات العامة للمنظمات الصهيونية على علاقات معينة بالمراسلين المرموقين في واشنطن، وبمكاتب الصحف الخاصة في نيويورك، وكثيراً ما كانت تعقد مؤتمرات صحفية ضخمة في نيويورك وواشنطن.
كما كانت المنظمات الصهيونية معنية بصورة مستمرة بتوزيع النشرات والكتب، فالمنظمة الصهيونية سجلت توزيع أكثر من مليون نشرة وكتيب في 1944 على المكتبات العامة والمراكز الثقافية المحلية والمثقفين والكتَّاب وغيرهم ممن يستطيعون دعم الأهداف الصهيونية بالإضافة إلى ذلك، فقد قامت الأوساط الصهيونية بتمويل الكتب التي كتبها أشخاص غير يهود والتي تخدم الفكر الصهيوني فعلى سبيل المثال:
كتاب كارل ج فريديك ( السياسة الأمريكية إزاء فلسطين )، كتاب فرانك جرفازي ( لمن فلسطين )، وكتاب الدكتور والتر كلاي ( فلسطين أرض الميعاد).
أما في مجال الدراسات والبحث: فتجري كل هذه البحوث والدراسات بكثرة، ويشارك فيها عدد من الباحثين اليهود المعروفين في الولايات المتحدة الأمريكية. والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي الذي تأسس عام 1977، وهو مؤلف من جماعة من المحللين الإستراتيجيين المؤيدين لإسرائيل، ومهمة هذا المعهد تقديم الدراسات والاقتراحات حول سياسة وزارة الدفاع الأمريكية فيما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية الخاصة بالشرق الأوسط. ويعتبر هذا المعهد حلقة الوصل بين اللوبي المؤيد لإسرائيل ووزارة الدفاع وتنظيم زيارات العسكريين الأمريكيين المتقاعدين لإسرائيل.
في مجال انتخابات الرئاسة الأمريكية والكونغرس:
إن النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية يؤثر بشكل فعَّال على نظام الانتخابات الأمريكية المختلفة ومن ضمنها انتخابات الرئاسة للبيت الأبيض، وأسباب ذلك التأثير كثيرة منها:
· فعالية اليهود بالمشاركة في الانتخابات على كافة مستوياتها سواءاً بالمشاركة الجدية وبنسب مرتفعة وملتزمة أكثر من الأمريكيين أنفسهم وأكثر من الجاليات الأخرى.
الجدول (1): النسبة المئوية لليهود في ولايات منتقاة ومجموع ناخبيهم
النسبة المئوية لليهود من مجموع الناخبين النسبة المئوية لليهود من عدد السكان
18.3 9 نيويورك
9.9 5.5 نيوجرسي
8.2 4.7 فلوريدا
8.3 4.5 ماساتشوستس
8.1 4.3 ميريلند
6.2 3 كونكتيكت
5.8 3 كاليفورنيا
4.9 2.7 بنسلفانيا
3.9 2.3 إيلينوي
المصدر: القوة اليهودية داخل المؤسسة اليهودية الأمريكية، تأليف: ج.ج.غولدبرغ، ترجمة: خالد حداد، ص 56

· تغلغل اليهود في إدارة ماكينة الانتخابات بواسطة اللوبي الصهيوني الذي يخطط لضمان فوز العناصر الموالية لإسرائيل وللسياسة الصهيونية والتي سوف تمتلك سلطة اتخاذ القرارات.
· تخصيص الأموال الطائلة لدعم العناصر في الحملات الانتخابية.
· القيام بحملات للتشهير بالمرشحين الذين لا يلتزمون بالمخطط الصهيوني.
· تكتل اليهود في أمريكا وعدم انخراطهم في تنظيم أي حزب ( الجمهوري أو الديمقراطي )، لذلك فإن المتنافسين في المعارك الانتخابية ( المحلية أو مجلس النواب أو الكونغرس أو على البيت الأبيض ) يتسابقون لكسب أصوات اليهود، فيقدمون الوعود ويعبروا سلفاً عن التزامهم بمخطط الصهيونية، ويتعهدون بالتزام السياسة الأمريكية بمصالح إسرائيل عن طريق تقديم الدعم المادي والمعنوي والدفاع عنها في كافة المحافل والهيئات الدولية.
ومن ناحية أخرى فإن تواجد اليهود في مختلف المفاصل الاقتصادية والإعلامية الأمريكية والتزامهم بوحي سياسة اللوبي الصهيوني، يساهم إلى حد كبير في التأثير على مجرى الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويساهم أغنياء اليهود بسخاء في الحملات الانتخابية، لأنهم بذلك سوف يقبضون الثمن أضعافاً مضاعفة على الصعيد الشخصي، أو من خلال ما سوف تحصل عليه إسرائيل من معونات وهبات من الخزينة الأمريكية.
ونذكر على سبيل المثال دليلاً على التزام مرشحي البيت الأبيض بدولة الكيان الصهيوني ما قاله رونالد ريغان، أثناء حملته الانتخابية في عام 1980:
( إن إسرائيل هي البلد الوحيد القادر على مساعدة أمريكا على الصعيد الاستراتيجي، إنه لدى إسرائيل العزيمة والتنامي القومي والمقدرة التكنولوجية والعسكرية للوقوف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية كصديق وحليف يمكن الوثوق به ).
إضافة إلى ذلك فإن اللوبي الصهيوني يستخدم الولائم التي تقام على شرف الرسميين الإسرائيليين الذين يزورون الولايات المتحدة، ويدعو إليها قادة المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، وكبار موظفي الإدارة الأمريكية.
نلاحظ من الجدول التالي أنه من بين 130عضواً في مجلس الشيوخ جرى استجوابهم، كان عشرة قد تلقوا عشرة بالمئة أو أكثر من التمويل الإجمالي لحملتهم من مصادر يهودية، أي من لجان العمل السياسي المؤيدة لإسرائيل. وهؤلاء العشرة صوتوا لصالح إسرائيل، بشكل متوسط، بنسبة 95 بالمئة من الحالات. وبالمقابل، صَّوت الأعضاء الثلاثة والخمسون الذين تلقوا أقل من 2 بالمئة من تمويلهم من مصادر يهودية لصالح لإسرائيل بنسبة 53 بالمئة من الحالات.









الجدول (2): الهيئات اليهودية وأرقام التصويت في مجلس الشيوخ 1970-1982
أرقام التصويت المؤيد لإسرائيل عدد أعضاء مجلس الشيوخ النسبة المئوية للإسهامات اليهودية من الإجمالي
53 53 2%
69 130 الإجمالي
المصدر: القوة اليهودية داخل المؤسسة اليهودية الأمريكية، تأليف: ج.ج.غولدبرغ، ترجمة: خالد حداد، ص 301

جدول (3): الأصوات اليهودية، الانتخابات الرئاسية الأمريكية 1916-1992
% من مجموع الأصوات % من أصوات اليهود السنة % من مجموع الأصوات % من أصوات اليهود السنة
4257 6040 1956ستيفنسون(د)أيزنهاور(ج) 5148 5545 1916ولسون(د)هيوز(ج)
5049 8218 1960كندي(د)نيكسون(ج) 35613.5 194338 1920كوكس(د)هاردنغ(ج)ديبز(اشتراكي)
6138 9010 1964جونسون(د)غولدووتر(ج) 295416 512722 1924ديفيز(د)كولدج(ج)لافوليت(تقدمي)
424313.5 81172 1968همفري(د)نيكسون(ج)والاس(مستقل) 4158 7228 1928سميث(د)هوفر(ج)
3861 6535 1972ماكغوفرن(د)دنيكسون(ج) 5940 8218 1932روزفلت(د)هوفر(ج
5048 6434 1976كارتر(د)فورد(ج) 6237 8515 1936روزفلت(د)لاندن(ج)
41517 453915 1980كارتر(د)ريغان(ج)أندرسن(مستقل) 5445 9010 1940روزفلت(د)ويلكي(ج)
4059 6733 1984مونديل(د)ريغان(ج) 5346 9010 1944روزفلت(د)ديوي(ج)
4553 6435 1988دوكاكيس(د)بوش(ج) 494522 751015- 1948ترومان(د)ديوي(ج)والاس(تقدمي)ثورموند(دجنوبي)
433819 781210 1992كلينتون(د)بوش(ج)بروت(مستقل) 4455 6436 1952ستيفنسون(د)أيزنهاور(ج)
المصدر: القوة اليهودية داخل المؤسسة اليهودية الأمريكية، تأليف: ج.ج.غولدبرغ، ترجمة: خالد حداد، ص 59














في المجال الاقتصادي:
منذ نهاية القرن التاسع عشر امتلكت البرجوازية اليهودية مواقع ثابتة في الحياة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، وهي ليست كتلة معزولة ومنطوية على نفسها، وإنما تؤلف جزءاً لا يتجزأ من البرجوازية الاحتكارية الأمريكية، وبهذا تتداخل مصالح الرأسماليين اليهود الكبار مع مصالح الرأسماليين الأمريكان تداخلاً وثيقاً جداً، وتصبح أهدافهم بالتالي أهدافاً واحدة. والخاصية الأساسية للصهيونية الأمريكية، هي ولاؤها للأيديولوجية الصهيونية وللمصالح الإمبريالية الأمريكية في وقت واحد.
إن أكبر كتلة عددية من الرأسماليين اليهود في العالم، موجودةٌ في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يشكل أصحاب الملايين اليهود حوالي 20% من مجموع أصحاب الملايين الأمريكان، وهم يهيمنون على الكثير من المراكز المالية الهامة، كشركات الضمان والمصارف، وصناعات الذهب والألماس واللحوم ومشتقاتها، كما يسيطرون على إدارات الكثير من الشركات الهامة وعلى أرباحها، فنسبة عدد اليهود بين مديري شركات البترول الأربعة الهامة في أميركا، وما يحصلون عليه من أرباحها هي:
شركة ستاندرد أويل كاليفورنيا 37% مديرون ونسبة الأرباح 60%.
شركة ستاندرد أويل نيوجرسي 30% مديرون ونسبة الأرباح 55%.
شركة تكساس للبترول 40% مديرون ونسبة الأرباح 63%.
شركة موبيل 55% مديرون ونسبة الأرباح 70%.
وهناك إحصائية منذ عام 1950، هذه الإحصائية تعطينا صورة بالأرقام عن مدى تغلغل اليهود في الأعمال المهمة وعزوفهم عن غيرها:
· المحامون- 70% يهود و30% للشعب الأمريكي.
· الأطباء- 69% يهود و31% للشعب الأمريكي.
· التجار- 77% يهود و23% للشعب الأمريكي.
· رجال الصناعة- 43% يهود و57% للشعب الأمريكي.
· موظفو الدولة- 38% يهود و62% للشعب الأمريكي.
· المزارعون- 0.1% يهود و99.9% للشعب الأمريكي.
· العمال الصناعيون- 2% يهود و98% للشعب الأمريكي.
· العمال الكادحون والعاطلون عن العمل 100% للشعب الأمريكي(1).
وهذا أمر مذهل إذا علمنا أن نسبتهم ضئيلة جداً جداً بالنسبة للشعب الأمريكي، حوالي 3.3%.
بالإضافة إلى أنه عند تشكيل أي إدارة أمريكية يكون لليهود حصة كبيرة داخلها، فالرئيس جيمي كارتر عين في حكومته ثلاث وزراء يهود، ورونالد ريغان أربعة يهود وهكذا بالنسبة إلى كل حكومات الولايات المتحدة تقريباً فإنه لا بد أن يكون لليهود حصة في الحكومة..
وكذلك في هيئة السفراء الذين يختارون من قبل رئيس البيت الأبيض يوجد من بين 149 سفيراً أمريكياً في أنحاء العالم 20 سفيراً يهودياً، موزعين على أهم دول العالم.
ونتيجة لهذه القوة التي تتمتع بها الصهيونية داخل الجسم الأمريكي تمارس ضغوطاً على الإدارة الأمريكية لكي تكون سياستها الخارجية في خدمتها وخدمة إسرائيل بالدرجة الأولى.
فأمريكا تدافع عن إسرائل في كل ما تفعل وتمارس حق الفيتو لتبقي إسرائيل خارج المساءلة الدولية.وهذا مارأيناه دائماً ونراه اليوم تحديداً، حيث تقوم الحكومة الإسرائلية بذبح الفلسطينيين ومع ذلك فإنها تتلقى كامل الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تضع اللوم على ما يجري على الفلسطينيين، والرئيس الأمريكي يصف شارون المجرم برجل السلام.
















النتائج والمقترحات

· اللوبي اليهودي لوبي قوي وعميق الجذور في جميع مجالات الحياة الأمريكية، وبالتالي من الصعوبة تشكيل لوبي منافس له داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
· سيطرة اللوبي الصهيوني لا يقتصر على المجالات التي ذكرت إنما على كل شيء يدخل الولايات المتحدة ( الاستثمارات – رؤوس الأموال ). وهذا يعني أنه قادر على امتصاص أية منافسة تواجهه داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
· اللوبي الصهيوني يسيطر على أمريكا ليس عن طريق الشعب بالدرجة الأولى، بل بالسيطرة على القرار السياسي والاقتصادي، ومن خلال ذلك السيطرة على الرأي العام الأمريكي.
بناءً على ذلك يجب على العرب لمواجهة هذا الواقع ما يلي:
· تقوية الوضع الداخلي للدول العربية نحو تحقيق تنمية شاملة في كافة مجالات الحياة.
· تقوية الروابط العربية العربية، بحيث يشكل العرب تكتل اقتصادي وسياسي قادر على مواجهة النفوذ الصهيوني في المجال الاقتصادي العالمي.
· الانتقال بالاقتصادات العربية من اقتصادات ريعية غير منتجة تعود بالفائدة على الاقتصاد الأمريكي إلى اقتصادات منتجة قادرة أولاً على الاعتماد على النفس ومن ثم المنافسة.
· الغريب أنه يوجد 80 شخصاً عربياً يملكون في الولايات المتحدة حوالي 780 مليار دولار يستثمرونها في القطاعات الأمريكية المختلفة، أي يتم التحكم بها من قبل اليهود. وبالتالي على السياسيين والأثرياء العرب الامتناع عن نقل أموالهم إلى الولايات المتحدة لأنها بالنهاية ستوظف ضد بلدانهم، والعمل على استثمار هذه الأموال في خدمة الاقتصادات العربية.
· بما أنه لا يمكن للعرب تشكيل لوبي عربي منافس للوبي الصهيوني، فمن الأجدر التركيز على التكتلات الكبرى التي يحتمل أن تشكل منافساً حقيقياً للولايات المتحدة في زعامة العالم وخاصةً أوروبا والصين. وذلك من خلال تشكيل لوبي عربي داخل هذه التكتلات يعتمد بالدرجة الأولى على السيطرة الاقتصادية الممكنة في هذه التكتلات واستغلال الرأي الشعبي المؤيد نسبياً للقضايا العربية، وبالتالي السيطرة على القرار السياسي لهذه التكتلات.
· يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية 3 مليون عربي و 6 مليون مسلم، هذا العدد يساوي تقريباً عدد اليهود، وبالتالي مسؤولية العرب جميعاً والمسلمين دعم هذه الجالية بكل الوسائل لتكون موطئ قدم في الحياة الاقتصادية الأمريكية، والعمل على تنمية ثقافة هذه الجالية وتوجيهها من أجل تغيير الصورة المشوهة التي اكتسبها الشعب الأمريكي عن العرب والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.
· من خلال عينة مؤلفة من خمس عشر صحيفة عربية صادرة في الولايات المتحدة الأمريكية ( آخر الأخبار – عرب تايمز – الصراط المستقيم – صوت الأسير – العراقي – المنار الجديد – الوطن – بيروت تايمز – رسالة العراق- صوت العروبة – التحدي – عرب ستار – الدبور – عراق برس – فلسطين )
نلاحظ بأن هذه الصحف موجهة نحو خلق الفتن بين العرب بدلاً من أن تكون موجهة لإظهار الإجرام الإسرائيلي، هذه الصحف موجهة للقارئ العربي وليس لها أي نشاط داخل الولايات المتحدة بالرغم من أنها تصدر داخل الولايات المتحدة.
فمثلاً صحف الوطن والدبور وعرب نيوز، بدلاً من التوجه إلى الشارع الأمريكي لإيضاح الإجرام الإسرائيلي تقوم بمهاجمة الأنظمة العربية.
صحيفة آخر الأخبار: لا تهتم إلا بتغطية أخبار الحزب الشيوعي العراقي وتلميع صورته.
جريدتا الإسلام والصراط المستقيم: لا تهتم إلى بنشر الفكر الأصولي الهدام، الذي يزيد في تعميق الصورة المشوهة للعرب والإسلام في أمريكا.



#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيئة والادارة تلازم واتصال
- نحو ايجاد قيادات ادارية عامة ومحلية
- هل تنتصر ارادة الاصلاح على ممانعي الاصلاح؟
- الادارة اهداف ونتائج وليس بطولات شخصية
- الادارة العامة وادارة الاعمال التشابه والاختلاف
- ماهية القيادة الادارية المعاصرة والمعهد الوطني للادارة العام ...
- القواعد الدولية لتفسير المصطلحات التجارية
- اصبحت الحاجة ملحة لترتيب الوظائف العامة
- الاقتصاد المعرفي نمط اقتصادي جديد هل نصل اليه؟
- التجارة الالكترونية واثارها المتوقعة
- التعليم المفتوح مبرراته ودوره الاجتماعي والاقتصادي والوطني
- الفساد والسلطة واثر ذلك على التنمية
- سياسة الا نتقاء والتعيين الا تحتاج الى اصلاح؟
- تجربة النمور الاسيوية والعوامل التي ادت الى ازمتها
- متى يصل الاصلاح والتطوير الى الموازنة العامة للدولة؟
- احترام الرأي الا خر في الادارة المعاصرة
- تجربة الصين في مواجهة العولمة
- الوطن والمواطنة
- التكامل الاقتصادي العربي في مواجهة التحديات
- مصطلحات تربوية والاهداف السلوكية


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن تيشوري - النشاط الصهيوني الداخلي في امريكا