صبا سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 01:15
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مَن منا لايستخدم مَثلاً شعبياً مرة واحدة في اليوم على الاقل ، ليصف موقفاً أو يسخر من آخر .
إن هذه الأمثال والصور التعبيرية المنطوقة التي تختزنها الذاكرة الشعبية التي تشمل الكثير من الحكايات التراثية والخرافات والأمثال والحِكَم وغيرها تُشكّل الثقافة الشعبية الشفوية و الموروث الشعبي .
ان لهذا الموروث الشعبي تأثير سحري، فهو لايكتفي بأن يكون كلاماً يُقال وإنما يكاد يكون قانوناً يُجبر الجميع على الإلتزام به من حيث لايشعر،يساعده في ذلك طبيعته المجازية وسهولة حفظه في الذاكرة وقصر جُملة المَثَل و رشاقته.
وككل ثقافة شرقية، نجد أن للذكر مثل حظ الأُنثَيين، إذ ينال نصيبه الأكبر من المديح والتبجيل بشكل عام.
حال المرأة في العراق كما هو حالها في معظم المجتمعات العربية، تعيش تحت وطأة مجتمع ذي أيديولوجية ذكورية بإمتياز، يكون فيها الرجل هو كاتب النَص للأمثال الشعبية ، باخساً حق المرأة ..
حتى عندما يتكلم عنها وبلسانها،فهو يتحدّث بخطاب رجل لرجل،من رجل خبير بأمور الحياة لرجل مبتديء لايزال سجلّه الذكوري في بداية سطوته.
حتى المرأة لا يمكننا تبرئتها ورفع اللوم عنها في هذا المجال، فهي تُساهم في تجديد العهد بدونيَّتِها عند الرجل والحَط من كرامتها كإنسان لكونها وبدون اي احترام لذاتها تروّج لتلك الأمثال وتستخدمها وتكررها على مسامع الأجيال اللاحقة ، فيصبح إنكار حق المرأة ومعاملتها بإحتقار ماهو إلّا تحصيل حاصل.
فعندما يتحدث الناس عن النساء يقولون " هَمْ البنات للممات "، " صّحّ لها رَجل گالت أعور "،" مَكروهة وجابَت بنت "،" هَمْ عورة وهم خلفَتها بنات " "إعجوله بلايه إرجوله" (أي كأنهن مجموعة عجول ليس لهن أزواج رجال)،وغيرها من الأمثال التي تنتقِص من قيمة المرأة،
اما عندما يتحدثون عن الرجل فلا تجد غير المديح والتقديس والإمتنان لوجوده على وجه الارض، " ظِل رجّال ولا ظِل حايط "،" نار رَجلي ولا جَنّة أهلي "،" بالنهار تحت عَصاته وبالليل تحت عباته "،"الرجّال رجّال, والمرَه مَره"، "الرجّال سِتْر المرَة".
نبقى أمام تساؤل فعلي منطقي :كيف نوقِف تناقل الجانب السلبي من هذا الموروث من جيل لآخر !؟
#صبا_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟