أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - أمريكا وآل سعود















المزيد.....

أمريكا وآل سعود


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الدارس لأنماط السلوك السياسي الخارجي للولايات المتحدة خلال الثمانين سنة الأخيرة، يرى بأن أهم نمط وأكثرها تكرارا هو الاهتمام الأساسي والدائم بالشؤون الجيو سياسية النفطية وتورطها فيها.
فالحرب على العراق واحتلالها لم يكن سوى مؤامرة أمريكية امبريالية صهيونية عالمية من اجل الهيمنة والسيطرة على العراق، ونهب وسرقة نفط العراق.
لقد كان النفط الى جانب دعم مصالح اسرائيل الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط العامل الأهم في تفسير غزو واحتلال العراق.
ولكن أيضا هناك أسباب اضافية منها ارغام الفلسطينيين، بعد الاستعراض الضخم للقوة والهيمنة العسكرية الاسرائيلية، وخاصة بعد تعاون غالبية الدول العربية وخاصة دول الخليج والسعودية مع الولايات المتحدة- الدخول في نوع من الاستسلام الفلسطيني خدمة لحلفاء الادارات الامريكية المتتالية من ديمقراطيين وجمهوريين وخاصة في فترة رئاسة بوش الإبن، وأقصد اليمين الاسرائيلي. ففي تلك الفترة وصف بوش شارون بـ "رجل السلام". وتم حصار عرفات في المقاطعة حتى وفاته والأصح قتله.
لا شك ان تشكيلة معقدة من القوى التحتية ذات الصلة بالنفط وخاصة شركات النفط الامريكية الكبرى ورأس مال صناعة السلاح كانت قد بدأت بشد صانعي القرار الامريكي صوب الغزو العسكري لافغانستان وبعد ذلك العراق، والآن التآمر على سوريا بهدف تمزيق سوريا الوطن والشعب الى دويلات تهدف القضاء على أي نظام في الشرق الاوسط يرفض الاملاءات والاستسلام لأمريكا واسرائيل.
فعملية اعادة ترتيب الشرق الاوسط من منظار ايديولوجية المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، هذهالايديولوجية اليمينية التي مارست اسلوب الحروب الاستباقية والأفضل تسميتها بالارهاب الرسمي الامريكي- الاسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط لم تجلب سوى الدمار وتحطيم البنية التحتية للعديد من دول المنطقة وخاصة العراق وليبيا وسوريا واليمن، وكانت السبب في قتل مئات الآلاف الأبرياء، وهجرة الملايين وخاصة هجرة ملايين السوريين الى اوروبا أو موتهم غرقا في مياه البحر المتوسط.
فالتهديد المزعوم الذي مثله نظام صدام حسين بحجة امتلاكه الكاذب لأسلحة الدمار الشامل لم يكن سوى ذريعة ملائمة للادارات الامريكية ليقوموا بخوض المعركة الأخيرة في الصراع الطويل على مدى عقود لسد الطلبات التي لا ترحم لمجتمعهم الرأسمالي الامبريالي العدواني المموطر الى حد بعيد. ففي عام 2000 على سبيل المثال عندما قام المحافظون الجدد بول وولفوويتز ووليام كريستول ودوف زاكاليم وغيرهم من المشاركين في وضع تقرير "إعادة بناء الدفاعات الامريكية" بمناقشة دور القوات الأمريكية في الخليج، أقروا بصراحة انه: "بالرغم من ان الصراع غير المحسوم مع العراق يوفر المبرر المباشر، فان الحاجة الى وجود عسكري امريكي كبير في الخليج يتخطى مسألة نظام صدام حسين".
هذا الاعتراف بان صدام حسين كان المبرر وحسب- الذريعة- لاقامة امبراطورية امريكية جديدة فيما وصفه وصفا مناسبا واضعو التقرير بانه "منطقة ذات اهمية حيوية" يشير بوضوح الى ان ثمة سببا آخر اكثر أهمية للتدخل العسكري في الخليج: ألا وهو النفط.
والآن أصبح الوجود العسكري الأمريكي في الخليج، وفي السعودية، حقيقة موضوعية تفرض نفسها على سياسات واستراتيجيات دول المنطقة، لدرجة جعلت بعض الدول العربية وخاصة دول الخليج لا ترى باسرائيل دولة معادية، كما صرح نتنياهو، ويُرفع علم اسرائيل في قطر، والملك عبد الله يفتخر امام بعض اعضاء الكونغرس الامريكي باهمية التنسيق العسكري بين الاردن واسرائيل.
وهكذا تحول العديد من الدول العربية الى دول مستعمرة بشكل مباشر او غير مباشر. وهكذا اصبحت القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الاسرائيلي واستمرار الاستيطان أخر مسلم أولويات هذه الدول.
وصف أحد المؤرخين الأمريكيين المعاصرين لقاء الرئيس روزفلت في فبراير عام 1945، بُعيد مؤتمر يالطا، بالملك عبد العزيز بن سعود على ظهر سفينة حربية امريكية في قناة السويس بانه "أحد اهم الأحداث التاريخية إثارة في تاريخ أمريكا المعاصر".
وعلى الرغم من ان التفاصيل الكاملة لما دار بين الرجلين من نقاش لم تكشف قط، يعتقد عموما بان روزفلت عرض على ابن سعود دعما عسكريا لاخماد أي تهديد خارجي او داخلي لحكمه مقابل حصول الولايات المتحدة على حقوق امتيازية في الوصول الى الموارد النفطية الضخمة للسعودية، وهذا الاتفاق الاستراتيجي بين امريكا وآل سعود مستمر الى الآن، واليوم بشكل أخطر وأعمق وأوسع حيث أصبحت السعودية اليوم تحتضن قوات امريكية على اراضيها وكذلك دول الخليج واصبح التنسيق الأمني بشكل مباشر او غير مباشر مع اسرائيل أمر مقبول وأصبحت هذه الدول ترى في ايران وسوريا وحزب الله العدو، في حيث اصبحت اسرائيل دولة "غير عدوة" مع انها مستمرة في الاحتلال والاستيطان وبناء الجدار العازل ومستمرة في التنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني العادلة من خلال اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وبلغ الاستهتار بالعالم العربي لدرجة سمحت لاوباما ان يجيب أحد رجال اليسار الاسرائيلي على رسالته بانه أي اوباما سيستمر في البحث عن حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وكأن الحل غير معروف، ولا يذكر في رسالته أي قرار من قرارات هيئة الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية بدءًا من حقوق اللاجئين في العودة الى وطنهم وحق الشعب العربي الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة ولم يذكر رئيس أكبر دولة "ديمقراطية" أي انتقاد لسياسات اسرائيل العدوانية من احتلال واستيطان وبناء الجدار العازل العنصري الذي يمزق الوطن الفلسطيني والانسان الفلسطيني والذي يدفع الانسان الفلسطيني نحو اليأس المطلق بسبب المعاناة اليومية والاضهاد وسياسات نفي الآخر وممارسات سياسات الارهاب الرسمي ضد الانسان الفلسطيني.
الولايات المتحدة الامريكية تتصرف بهذا الشكل فقط لانها استطاعت ان تفرض السيطرة الامريكية على مصادر النفط في السعودية والخليج من خلال وجودها العسكري في المنطقة ومن خلال العمليات الكبرى والخاصة لشركات النفط الكبرى وشركات صناعة السلاح. فاليوم السعودية ثالث دولة في العالم تستورد السلاح وخاصة من صنع شركات صناعة السلاح الكبرى الأمريكية.
سئل الرئيس الامريكي الأسبق هاري ترومان وهو الرئيس الامريكي الذي اعلن اعترافه باسرائيل فور ولادتها، هل انت نادم لاعترافك بدولة اسرائيل بعدما رأيت ملايين الضحايا والمشردين والمقهورين الذين تسبب اعترافك بتلك الدولة؟ وكان السائل هو الصحفية المصرية أمينة السعيد، فاجابها هاري ترومان، بالعكس، انا في منتهى السعادة ولو سنحت لي الظروف ان اعترف بها دولة على كل الشرق الاوسط لفعلت!
وبرأي كاتب هذه السطور، استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة تهدف الى الهيمنة والسيطرة على النفط وفرض هيمنتها على المنطقة دعما لسياسات اسرائيل العدوانية من اجل خلق ما يسمى شرق أوسط جديد تُهيمن عليه القاعدة الامامية للامبريالية العالمية اسرائيل لكي تكون دولة على كل الشرق الأوسط.
ولكن هذه الاستراتيجية ستفشك كما فشلت سياسات امريكا في العراق، والآن في سوريا وخاصة بعد التدخل من قبل روسيا، ولذلك نرى الآن الادارة الامريكية توجه انتقادات لسياسات آل سعود في المنطقة.
فأمريكا وحكام اسرائيل وآل سعود وأمراء وملوك الخليج وتركيا اردوغان هم ابناء الظلام في عصرنا وكل من يناضل ويقاوم ضد هؤلاء هم ابناء النور، أبناء الحرية، وصانعي المستقبل الأرقى والأفضل والانساني لشعوب المنطقة.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاومة محور الشر ضرورة موضوعية وتاريخية
- مدخل إلى المادية الجدلية 5
- مدخل إلى المادية الجدلية (4)
- مدخل إلى المادية الجدلية (3)
- مدخل إلى المادية الجدلية (2)
- مدخل إلى المادية الجدلية (1)
- دور روسيا في إفشال خريطة طريق أمريكا لإعادة هيكلة الشرق الأو ...
- الصهيونية حركة كولونيالية
- قراصنة العصر
- المفهوم المادي عن التاريخ وعلم المجتمع (2-2)
- المفهوم المادي عن التاريخ وعلم المجتمع (1-2)
- حول المفهوم المادي عن التاريخ
- القوى المناهضة للامبريالية والصهيونية لا يمكن قهرها
- الواقع المأساوي للعالم العربي وإمكانيات تغييره
- الذكرى ال 70 للنصر على النازية
- من يحمل الفكر الماركسي يمتلك الرؤيا التعددية الأممية الإنسان ...
- الفقر وسياسات الامبريالية العالمية
- عن العنصرية وواجب الساعة
- حول أهمية دراسة الفلسفة المادية وربط النظرية بالممارسة
- التنظيم والمعرفة عناصر نجاح النضال الثوري للطبقة العاملة (2- ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - أمريكا وآل سعود