أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الأنظمة الوطنية تفرط فى أراضيها ؟















المزيد.....

هل الأنظمة الوطنية تفرط فى أراضيها ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 20:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ما مغزى تنازل مصر عن تيران وصنافير ؟
وما مغزى إنشاء مؤسسة كهنوتية سعودية على أرض مصر؟
لو كان البيان الذى أعلنته الحكومة المصرية مساء التاسع من إبريل2016 حول ترسيم الحدود البحرية بين السعودية ومصر، يُـمثــّـل موقفــًـا نهائيــًـا من النظام المصرى ، فهذا معناه أنّ شعبنا مُـقبل على مرحلة خطيرة ، من مراحل التفريط فى الأراضى المصرية ، خاصة وأنّ بيان الحكومة (المصرية) ترادفتْ معه الأنباء عن أنّ (تيران وصنافير) تدخلان ضمن ممتلكات السعودية ، رغم أنّ أصغر محلل سياسى (لديه ضمير علمى) وأصغر أستاذ جامعى مُــتخصـّـص فى جغرافيا وتاريخ المنطقة منذ عهد محمد على (1805- 1848) يعلمان أنّ (تيران وصنافير) الواقعتيْن فى سيناء ، مصريتان دون أدنى شك ، خاصة بالرجوع إلى إتفاقية عام1906بين الدولة العثمانية ومصر. فما هى الأسباب التى جعلتْ النظام المصرى يـُـقدم على تلك الخطوة الخطيرة؟ وهل النظام (المصرى) يعمل لصالح ولخدمة (مصر) أم لصالح ولخدمة (السعودية) ؟
وهل التفريط فى تيران وصنافير هو حلقة من حلقات المُـخطط الصهيونى/ الإسرائيلى/ الأمريكى/ الحمساوى بهدف ترحيل الغزاويين من غزة وتوطينهم فى سيناء ، وفق المشروع الصهيونى القديم (الترانسفير) ؟ وما حقيقة الأخبار التى تداولتها وكالات الأنباء العالمية عن وجود اتفاق بين حكومة محمود عباس والنظام المصرى لتوطين الفلسطينيين فى سيناء ؟
وإذا كان توطين الفلسطينيين فى سيناء سيـُـحقـّـق مصلحة المشروع الصهيونى ، وإذا كان التنازل عن تيران وصنافير للسعودية سيُـحقـّـق هدف التغلغل الوهابى الإجرامى ، فهل ستكون مصر مُـحاصرة بين هذيْن المُـخططيْن الهادفيْن للسيطرة على مُـقـدّرات شعبنا من خلال السيطرة على الإرادة السياسية لمن يحكمون مصر؟
وإذا كان التنازل عن تيران وصنافير يدخل ضمن إطار الحدود (وفق معايير المياه الإقليمية المُـعترف بها فى القانون الدولى) وأنّ هذا التنازل لصالح السعودية ، ويـُـشكــّـل احتلالا للمياه المصرية ، فهناك أشكال أخرى من الاحتلال (السعودى) لمصر، هو التوسع فى إنشاء مؤسسات فى مصر تحمل اسم ملك من ملوك السعودية أو أمير من أمرائها ، ألا يـُـشكــّـل هذا الانتشار الوهابى خطورة على بنية الشخصية المصرية ؟ أليستْ الوهابية هى الأحادية والتعصب والعنف والإرهاب الفكرى والإرهاب بالرشاشات ؟ مقابل المُـكوّن الثقافى/ الحضارى للشخصية المصرية ، المؤسّـس على التعددية ونبذ العنف والتعصب ، فرغم مرور أكثرمن14 قرنــًـا على الدعوة الإسلامية ، فإنّ العربى - ونحن فى الألفية الثالثة - تسمح عقليته أنْ يتزوّج من فتاة مصرية ، وفى نفس الوقت لا يقبل أنْ يتزوّج المصرى من فتاة سعودية ، ولهذا شاع المثل العربى الشهير ((ياكلها التمساح ولا ياخدها الفلاح))
وكيف ولماذا وافقتْ الحكومة المصرية على إنشاء مؤسسة سعودية على الأراضى المصرية، تحمل اسم (مدينة البعوث الإسلامية) وكيف غاب عن المسئولين المصريين أنه بعد يوليو1952تـمّ إنشاء العديد من المؤسسات الدينية فى مصر كان من بينها مؤسسة باسم (مدينة البعوث الإسلامية) وكانت ((على مساحة هائلة من أكثر الأراضى فى العاصمة المصرية ، تتضمن عشرات المبانى الفاخرة التى تتسع لآلاف الطلاب ، ويجدون فيها رغد العيش. وفى هذه المدينة استقبل الأزهر آلاف (الطلاب الوافدين المسلمين) للحصول على المنح الدراسية لأبناء العالم الإسلامى)) (بيان المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - يوليو1965- ملحق كتاب "الناصرية والإسلام"- تحرير عبد الحليم قنديل – مركز إعلام الوطن العربى – صاعد - عام 1991- ص370) كما أنشأ النظام الناصرى مدينة ناصر للبعوث الإسلامية لتستوعب ثلاثة آلاف طالب (مسلم) أصبحوا بعد ذلك ستة آلاف من الوافدين من أكثر من65 دولة يقيمون على حساب مصر ليعودوا إلى بلادهم دعاة للإسلام (المصدرالسابق- ص389، 390) أى أنّ النظام الناصرى أرهق شعبنا (ماديًـا ومعيشيًـا) من أجل (نشر الإسلام) واستقبال آلاف الطلاب ليتعلــّـموا ويأكلوا على حساب شعبنا دافع الضرائب والفلاح والعامل ، والمهم أنْ يكون الطالب الوافد (مسلم) حتى لو كان أفغانيـًـا أو أمريكانيـًـا ، فى حين يُحرم على المصرى (المسيحى) دخول تلك المؤسسات الأزهرية ، طبقـًـا لنصوص القانون رقم103لسنة1961. ولذلك كتب الأصولى (محمد أبو الفتوح) فى شهادته ((كان لى أخ شقيق أكبر منى. وكان من طلائع الإخوان المسلمين . وبعد يوليو1952 قال لى : لو أنّ حسن البنا كان موجودًا الآن لبايع عبدالناصر، وسار تحت رايته)) (المصدر السابق - ص373) وأكــّـد ذلك الناصرى الكبير (عبد الحليم قنديل) فى شهادته فكتب ((... والبرلمان الإسلامى الذى حلم به عبد الناصر ليس صيغة مُـتواضعة ، إنها أكثر تقدمًـا من صيغ محدودة طرحها إسلاميون من طراز حسن البنا)) كما أنّ عبد الناصر ((قـدّم أوفر دعم ممكن لحركة الخمينى (الثورية) منذ بدايتها سنة1963)) كما أنّ عبد الناصرفى تبريره لغزو اليمن استخدم اللغة الدينية فقال ((إنّ جبال اليمن تحمل قبسًـا من نفس الشعلة المُـقـدّسة التى يحج إليها المسلمون فى عرفات)) (المصدرالسابق- ص22، 63)
فهل الملك السعوى جاء ليـُـزايد على الناصرية/ الإسلامية؟ وما هدف إنشاء (مدينة البعوث الإسلامية/ السعودية) بجوار (مدينة البعوث الإسلامية/ الناصرية) ؟ وإذا كان شعبنا وشعوب المنطقة طالتهم نيران الأصوليين الإسلاميين القتلة المجرمين ، أمثال الدواعش وغيرهم من التنظيمات الإسلامية المُـعادية للإنسانية وضد (مفهوم الوطن) وإذا كان هؤلاء القتلة من خريجى المعاهد الإسلامية ، فهل معنى ذلك هو تخريج المزيد من القتلة ؟ لقد ابتلتْ مصر بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام1928 التى تطوّرتْ من جماعة (دعوية) إلى تنظيم عالمى إرهابى ، فهل يعنى إنشاء المزيد من المؤسسات المصرية للكهنوت الدينى ، أنّ مصر أصبحت داعمة ومُـنشئة للإرهاب العالمى باسم الدين ؟
وأليس يجب ربط التنازل عن تيران وصنافير لصالح السعودية ، بإنشاء مؤسسة كهنوتية فى مصر تـُـموّلها السعودية ؟ وأليس ذلك معناه احتلال إقليمى حدودى يـُـدعّـمه احتلال فكرى/ إرهابى ؟ وإذا كان شعبنا خرج بالملايين فى يونيو2013 لإزاحة حكم الإخوان المجرمين ، فما الفرق بين نظام السيسى والنظام الدينى الذى ثار عليه شعبنا فى رسالته الواضحة أنه ضد أى شكل من أشكال الحكومات الدينية ؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يتم تدريس التاريخ الحقيقى للإخوان المسلمين ؟
- لماذا يدافع الأزهر عن الدواعش ؟
- المفكر الرافض نموذج النسخة الكربونية : د. على مبروك نموذجًا
- تاريخ العلاقة بين فكرة الآلهة والبشر
- مفتى مصر ومفهوم المواطنة
- لماذا لا تتعلم أوروبا الدرس ؟
- نداء إلى منظمات حقوق الإنسان العالمية
- لماذا الرعب من الاتهام بالسامية ؟
- أوروبا وكيف انتصرت العقلانية
- تاريخ علم المصريات
- ما سر عودة الحمساويين للتمحك فى مصر؟
- ما سر المتاجرة بمصطلح (الوسطية) ؟
- توابع موت عمران الأعسر - قصة قصيرة
- تعصب المسيحيين والمسلمين من خميرة واحدة
- هل تختلف الشعوب العربية عن الحُكام ؟
- لماذا يتنفس أغلب المتعلمين المصريين بالعبرى ؟
- هوّ النظام مع المعتدلين ولاّ مع المتطرفين ؟
- التناقض فى كتاب (موسى والتوحيد) لفرويد
- الرد الثانى على السيد (ملحد)
- لماذا تأخر الاعتراف بجرائم حزب الله ؟


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الأنظمة الوطنية تفرط فى أراضيها ؟