أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الاتحاد الديمقراطي وسياسة الإلهاء مجدداً















المزيد.....

الاتحاد الديمقراطي وسياسة الإلهاء مجدداً


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باعتبار أن الشيء بالشيء يُذكر لذلك فإن الخبر المنقول عن وزارة الخارجية الأمريكية والقول: بأن روسيا لعبت دوراً مهماً في الإفراج عن مواطنٍ أمريكي يُدعى كيفن دوز، الذي كان يعمل مصوراً حراً في سوريا ومحتجزاً لدى أفرع السُلطان القابع في قاسيون، فقد جعلني الخبر مشدوهاً ليس إلى كنه الخبر نفسه، إنما لِما يجلبه الخبر من الغصات لكل من يعمل بحقول المقارنات بين مجمل الأوادم على وجه هذه البسيطة، فحرية كيفن دوز من جهة، والضجة التي أحدثتها الحكومة الايطالية اثر مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في مصر من جهةٍ أخرى، مقارنة بما يحدث في ربوعنا هو ما يُشغل بال كل مَن يبحث عن التفضيلات والتمايزات الواضحة بين بني البشر.
فمن فرط أهمية المواطن الامريكي لدى حكومة بلاده وحرصها على سلامته، تذكرت على الفور مصير مئات المعتقلين السوريين بوجهٍ عام والكرد على وجه الخصوص الذين يقبعون في سجون طاغية دمشق، وفوقها القرابين اليومية التي يقدمها حزب الاتحاد الديمقراطي على طول تخوم المناطق الكردية في سوريا وكذلك في مدينة حلب دون مقابل أو فلنقل دون معرفة الأهداف التي سيحققها الحزب المذكور من وراء التضحية بأنصاره والمدنيين معهم في أكثر من بقعة جغرافية من مساحة سوريا.
إذ وحسب النشطاء أن هنالك العشرات من الشباب الكرد يقبعون في معتقلات النظام السوري، من دون أن يتحرى الحزب المذكور عن مصيرهم، أو يسعى لتحريرهم من قبضة أجهزة أمن النظام السوري النتن على غرار المواطن الأمريكي كيفن دوز، وذلك باعتبار أن الحزب المذكور لم يقطع حبل سرته مع حاخامات طاغية دمشق الى هذه الساعة.
ومن جهة أخرى فمعلوم أنه بالرغم من كل الضحايا التي قدمها ويقدمها ذلك التنظيم المحسوب على الكرد السوريين، وشوقه المحراق للافتداء بالمئات من مريديه على مذبح علاقته الشائكة مع المحاور الدولية بما فيها النظام السوري الذي تخلى عن عبدالله أوجلان يوماً بجرة تهديد مِن النظام التركي للأسد الأب عام1999، ومع ذلك يبدو أن قادة الحزب يحلو لهم اللدغ من نفس الجحر البعثي عشرات المرات، باعتبار أنه لا وجود لأية ضمانات دولية ولا وثائق موقعة من قِبل حاكم دمشق و نظامه تقر بأن دماءهم لن تذهب أدراج الرياح، وذلك باعتبار أن النظام الاسدي إلى هذه الساعىة لم يوقع على أية وثيقة تقر أو تعترف من خلالها بسيادة الاتحاد الديمقراطي على المناطق التي يُقتل أنصاره بسببها، سواءً في حروبهم مع داعش أو مع باقي الفصائل المتطرفة من المعارضة المسلحة وقبلها في بعض المواقع مع بعض زبانية النظام نفسه.
والأنكى من ذلك كله أن قادة هذا الحزب وبدلاً من تقديم الأسباب التي تقنع الرعية بجدوى التضحيات التي يقدمونها هنا وهناك منذ خمس سنوات، تراهم يختلقون بين الفينة والأخرى مشاكل وهمية مع المجلس الوطني الكردي للتهرب من التساؤلات الجوهرية للناس وضحاياهم، وهو ما يذكرنا بكتاب نعوم تشومسكي (أسلحة صامتة للحروب الهادئة) وتحديداً استراتيجيّة الإلهاء والتي "تتمثل في تحوير انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة وتحويلها الى أماكن أخرى لا أهمية لها، حيث يتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة، وذلك لمنع العامة من الاهتمام بالمعارف الضروريّة وتشتيت اهتماماتهم، بعيداً عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، وجعل الشعب منشغلاً دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة البهائم"، وهو ربما ما يسعى لمحاكاته حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يختلق مشاكل سطحية مع المجلس الوطني الكردي للتغطية حيناً على خسائره الدبلوماسية، وحيناً للتغطية على أعداد أنصاره الذين يتم الافتداء بهم في أكثر من مكان ودون مقابل يُذكر وكمثال: الحملة السخيفة لأنصار الحزب على كل من إبراهيم برو رئيس المجلس الوطني السوري وفؤاد عليكو عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني وكذلك التشهير بنائب رئيس الائتلاف الوطني السوري عبدالحكيم بشار في ندواتهم ومختلف وسائل إعلامهم وخاصة عبر القناة الحزبوية روناهي، تلك الفضائية الفالحة في إثارة كل أشكال التحريض واتهام الخصوم السياسيين بالخيانة والعمالة، وقد وصلت تلك التهديدات ذروتها قبل بضعة أيام حين قامت المنظمة الشبابية التابعة للاتحاد الديمقراطي والتي تعرف اختصارا بـ: YCR بكتابة شعارات وعبارات تحريضية على جدران المئات من المنازل في مدينة القامشلي، تقول فيها الموت للخائن عبدالحكيم بشار، ثم تلتها بعد يومين قيام تلك المنظمة بمظاهرة في شوارع مدينة عامودا مسقط رأس عبدالحكيم رافعين لافتات مكتوب عليها الموت للخائن عبدالحكيم بشار، واللجوء كل فترة للانتقام من المجلس الوطني الكردي، وآخرها قيام عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي ليلة 10 / 4 / 2016 بمهاجمة مكتب المجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي في الدرباسية بعبوات مولوتوف حارقة، والاعتداء على العلم الكردستاني من خلال إنزاله وكتابة شعارات عدائية استفزازية تخوينية على الجدران.
وهي على العموم ليست المرة الاولى التي يلجأ فيها أنصار هذا الحزب للاعتداء أو التهجم على المقربين من المجلس الوطني الكردي، كما أنها ليست المرة الاولى التي يقتدي فيها أسايش هذا الحزب بممارسات أفرع المخابرات الأسدية بكل نذالتها في المناطق الكردية، والاعتداء كالعادة على العلم الكردي الذي على ما يبدو يظل مصدر إزعاجٍ دائم للأسايش ومَن معهم ومن يشد على أياديهم مِن حزب صالح مسلم وكذلك مَن وراءهم من النظام البعثي النتن.
عموماً فكل هذه الالهاءات والاستراتيجيات الاستباقية لا تجدي نفعاً مع كل من يملك البصر والبصيرة، وعلى هذا الحزب الذي ينقل حروبه الى جبهة المجلس الوطني الكردي لأسبابٍ تافهة، أن يثبت للناس ما الذي حققه بعد كل خسائره للمئات من خيرة الشباب والصبايا في صفوفه، بسبب علاقته المشبوهة مع النظام البعثي المجرم؟ وماهي الوثائق التي استطاع أن ينتزعها الحزب المذكور من ذلك النظام السوري مقابل تقديم كل تلك القرابين كرمى طاغيته ؟ والسؤال الآخر والأكثر إلحاحاً بعد الذي جرى ويجري في الشيخ مقصود، فأين هم حلفاء الحزب التكتيكيين من الأمريكان والروس وغيرهم للمساهمة في تخليص المدنيين من براثن الموت المحدّق بهم جراء ما تمطره الكتائب المتطرفة على الحي مِن صواريخ الغراد وجرات الغاز بذريعتهم منذ اسبوع، حيث راح ضحية تلك الهجمات ما يقارب المئة شخصٍ ما بين قتيلٍ وجريح؟



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف عندما لا يقرأ
- المُعارضة وتشبهها بالسلطة
- عبدالحكيم بشار: القضايا المصيرية للبلاد ليس من الجائز تداوله ...
- قرابين الاتفاق التركي الاوروبي
- (حوبو) و(مونشهاوزن) وأنصار أوجلان
- عندما يكون القذافي أنموذجاً للاحتذاء به
- الأسد ونظامه البعثي لا يعترفان أصلاً بوجود شعب وقضية كردية ف ...
- جناية حامل الأوزار
- تركيا وأبوابها المفتوحة/ المغلقة أمام النازحين
- صالح مسلم يُقايض الدواءَ بالداء
- الجعفري و ماخوس و البانادول
- كومان حسين: الظروف الموضوعية تحتاج النضوج حتى تنجح العملية ا ...
- الفضائل المخبوءة
- جنيف
- افتحوا الأبواب
- التلاشي بين الإكراه والطواعية
- صلاح عمر: اللاجئين الجُدَدْ مشغولين بالإقامة ولم الشمل والقُ ...
- الطعنة
- بوادر تفكيك الأسَر
- الحدث الانساني ما بين التغاضي والاحتفاء


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الاتحاد الديمقراطي وسياسة الإلهاء مجدداً