أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميثم مرتضى الكناني - العرب بين ديمقراطية الدراما واستبداد في الواقع














المزيد.....

العرب بين ديمقراطية الدراما واستبداد في الواقع


ميثم مرتضى الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 15:54
المحور: الادب والفن
    


انتهجت النظم العربية وسائل مبتكرة للتنصل من الاستحقاقات الديمقراطية وحق المواطنين بالممارسة الحقيقية للحكم الرشيد وذلك باتباع اسلوب المحاكاة الدرامية للواقع واستدراج اللاوعي الشعبي الى منطقة يسهل فيها التعامل مع المشكلات والازمات المزمنة التي يقاسيها رجل الشارع العربي من دون ادنى تكلفة للحكومات وذلك من خلال السماح للدراما والصحافة والقنوات المسيطر على فضائها بنقل مشاكل المواطنين على شكل اعمال فنية او مقالات صحفية تحكي وتجسم الازمات وتقترح حلولا لاترى الضوء في الحياة الفعلية ,
في مصر انتجت افلام مثل البرئ وضد الحكومة او طباخ الريس ...الخ لتلقي الضوء على مواقع حساسة من الحياة اليومية فضلا عن مسحها على خارطة الوجع اليومي للانسان العادي بسبب السلطة او اصحاب النفوذ المتحالفين معها , اما في سوريا فقد اشتهرت بعض الاعمال الدرامية مثل مسلسل مرايا اوالولادة من الخاصرة بتعاملها بهامش من الحرية النسبية مع مشكلات الفساد وسوء استغلال النفوذ والابتزاز الاجتماعي ..الخ ,ولقد مثل سماح النظام بانتاج اعمال درامية على درجة عالية من الجراة تنتقد السلطة ورموزها من الخط الثاني(الوزراء ومادونهم) دون الوصول الى راس النظام جزءا من استراتيجية الخفض المقصود لمعدلات الرفض والكراهية الشعبية لفساد الحكم ,كانت تلك محاولات من اجهزة السلطة للتنفيس عن المواطن ومنحه فرصة لاخراج كبته اليومي ونفث فوراته المعيشية على شكل كوميدي تارة او بمنحه املا افتراضيا بتحقق العدالة او منح السلطة تبريرا بعدم وصول الحقائق كاملة لها او تبرئتها باتهام من هم ضمن جسمها العام من الاحجام الوسطى والصغيرة ,اذ تحاول بعض الحكومات ان تصنع جوا افتراضيا لمناخ حر يفتقده المواطن في حياته الحقيقية يمارس فيه النقد للظواهر السلبية التي يعاني منها , في عراق صدام حسين كان المشهد اكثر تعقيدا اذ ان النظام وصل الى مرحلة تاليه صدام مع رفض اي اساءة للنظام او التشكيك بعدالته وصوابيته ولكن في سنوات الحصار الاقتصادي الدولي بعد حرب الكويت 1991 دخلت السلطة في ازمة تاكيد الشرعية واعادة بعث السلطة بصورة ابناء الرئيس عدي وقصي اللذان مارسا صلاحيات استثنائية فوق دستورية بعلم القائد ومباركته , والتزم الابن الاكبر عدي خطا مراوغا مباركا من قبل راس النظام في محاولة نقد بعض الوزراء او كشف تلاعباتهم من خلال قناته الخاصة (تلفزيون الشباب )او صحيفته (بابل) وبنفس النسق الذي اتبعته النظم العربية الاخرى لتوجيه الشارع نحو الامل الافتراضي بالتغيير من داخل السلطة وهو الامل الذي لم يتحقق لانه يتعارض مع ثوابت النظام التي تحرم النقد والمكاشفة
اما عراق مابعد 2003 فقد شهد نمطا اخر من الملهاة الاعلامية الموجهة ضد المواطن المسحوق بين فساد الاحزاب وتغول قوى الارهاب ,اذ مارست قنوات الاعلام ذات الدور واغلبها صحافة واعلام حزبي اذ شغلت المواطن بحرب الفضائح والتهم والتهم المضادة والكل يتبرا عن ازمة المواطن اليومية التي يشترك فيها الجميع , ويبقى المواطن العربي نهبا لهذا التزوير الفكري مادام لم يتحرر في اعماقه من وثنية الاتباع الاعمى للرموز التي يرى من عيونها ولايجرؤ على ابصار عاهاتها .



#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افغانستان تسبق الصين ببرامج الفضاء
- اساليب مقاومة الاصلاح ..كما وثقها القران
- التمويل الذاتي ..سيف على الفقراء فقط
- بهذه السذاجة قرانا تاريخنا
- من ينصف الطبيب ...من زميله الطبيب
- ثقافتنا العنيفة ..من اشارات بداوتنا الكامنة
- الحاد ام ..تمرد الشباب في العراق
- العقلية العربية والعقلية الغربية ...فوارق الصراع والحل
- تفجيرات الكويت ...واسلوب زعران العشيرة
- ضياع الهوية العراقية
- لماذا اختلفت تونس ..وشذ الاخرون
- محاكمة جمال عبد الناصر ..دراميا
- معضلة السجينين ...في التحالفات السياسية العراقية
- الجيش العراقي ...بدون مستشفيات
- الدكتور زامل شياع ..نموذجا
- نزاع عراقي روسي على عائدية صواريخ اسكندر
- مرض عراقي اسمه مراة الميدوزا
- عاجل.. دمشق تقصف الرياض..باستخدام القنبلة الفنية
- العراق ..و تجربة المتناقضات
- عندما نجبر الفنان ان يكون سياسيا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميثم مرتضى الكناني - العرب بين ديمقراطية الدراما واستبداد في الواقع