أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - حفيد علي بن أبي طالب














المزيد.....

حفيد علي بن أبي طالب


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 15:53
المحور: الادب والفن
    


حفيد علي بن أبي طالب

يا أبا الحكمة..
يا مصباح حلكتي
هذا غيضٌ من فيض كوابيس نومي اليومية..
ما هذه الحياة..
فزعٌ في فزعٍ، حزنٌ في حزنٍ، رعبٌ في رعبٍ. و.. و.. وهمتُ في بريةِ الله الواسعةِ، الممتدةِ أمامي، مذعوراً، غريباً، شريداً.
الأب – المعلم – الشرطي، سلسلة جعلتني أوغلُ في هولي وأسراري. فارتكبت الكبائر في أحلامي أيضاً حينما يحاصرني الليل برغائبه، وبإرث الكبت والحرمان أجد نفسي أضاجع النسوة المحرمات كلهنَّ، لأتحمل في الصباح تقريع الذات المرير.
وتفرزني الأحلام إلى الصباحات مرتبكاً متلبداً، شاعراً بالخزي، فأكون منبوذاً، شريداً، فزعاً، غير واثقٍ من شيء.
أية عذابات عانيتها يا شيخي الجليل إذن، في صحوي الذي أخبرتك عن بعضه، وفي أحلامي.
فلمَ ألقيتني في فجوة هذه الرؤيا المدَمِرة؟!.
وتقول ليَّ أصبرْ!.
عانيت يا شيخ الغافرين مثل ما عانيت.
لم أتلوث بشؤون الحكم مثل ما تلوثت.
لم أرتكب ذنب قتل النفس مثلما ارتكبت.
فمن أجل عدالةٍ موهومةٍ تسكن الرأس منذُ فجر الحضارات خضت غمار معارك أفنيتَ فيها الكثير من نفوس أعدائك وأصحابك.
بكفك الجبار وسيفك ذي الفقار قتلت أعزّ أصحابك في معركة الجمل وبكيت علية
أحرقتَ من عبدك بالنار، وحاربت من كان صاحبكَ بالأمسِ.
بالغتَ في عدالتكَ، وغفرتَ كل الذنوب، حتى الشذوذ، حينما أتاك عمر مرعوبا صارخاً؛ لقد هلكت، لقد أدبرتْ. فهدأت باله.
قسّمتَ بيت المال بالحق، وتواضعتَ شديد التواضع في ملبسك ومأكلك.
ماذا حصدتَ من كل هذا ؟.. ماذا؟!.
الكلُّ لفظك.. الكل هجركَ.. الكلُ حاربك، حتى اضطررت إلى الإيغال بوهم الحق وقدرتك فصرخت بخطبتك في جامع الكوفة:
( أنا آيةُ الجَّبار. أنا الأول. أنا الآخر. أنا الظاهر. أنا الباطن. أنا وجه الله. أنا يد الله. أنا جنب الله. أنا من سُمَّي في الإنجيل إيليا. أنا وارث علم المختار)*.
أسرفت في الوهم وأسرفت، حتى قُتلتَ اغتيالاً بيد أعزّ أعزائك؛ ربيبك في ذلك الغبش الحزين وأنت تصلي الفجر في جامع الكوفة.
أما عن طقسك السري، فلم تكشف عنه بكلمة واحدة.
ألا توجد لديك أسرار؟!.
يجوز ذلك.. كنتَ مشغولاً بشؤون الحكم والعدل وتبرير القتل.
أنت الحاكم المطلق
وأنا عبدك الضائع
أنت الأول والآخر
وأنا الذرة المهجورة!.
أنت وجه الله ويده وجنبه
وأنا حفنة تراب منسية!.
أنتَ آيةُ الجبار
وأنا ذات الجندي الذي قاتل في جيشك وجيش أعدائك
نسياً منسيا
ذات العذاب
ذات المحنة.
عذابٌ مستعرٌ لا يبرد.
لم أقتل أعزّ أصحابي.
لم أحرق أحداً بالنار.
لم ألسع كف أخي الضرير السائل.
كنتُ جندياً في جيش السلطة ومعارضيها، لا حول لي ولا قوة.. ولا يقين.. وهذا عذابي!.
حاولت أن أموت قتيلا لأتحول إلى معنى ولم أستطع!.
يا شيخ الراحمين
أغفر لي ما قلته لك عنك، فقد أهلكتني الرؤيا وجعلتني أهذي بما لا أدريه!.
أنت المتحول لاحقاً إلى قدس الأقداس
وأنا واحدٌ من ذريتك المهجورة في خضم عذابات البشر المطحونين بالخراب والتوله المستحيل بالعدالة!.
جاهرتك..
جاهرتكَ.. فأفصح لي عن نفسي الشديدة التناقض، الفاقدة يقينها!.
المعنى.. المعنى.. المعنى يا شيخي الجليل المعنى.. المعنى فروحي خلصتْ.. ونفسي نفدتْ،
وأنتظاراتي إنهدمت!.
موسكو 8-12-1991
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عن الإسلام في إيران ص144 هنري كوربا – دار النهار بيروت



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الوسط الأدبي العراقي عن الصراحة والرأي الآخر -1-
- حارس الموتى من روايات قائمة البوكر القصيرة 2016
- إلإنسان هش
- نوميديا من روايات القائمة القصيرة بوكر 2016
- عن موت خضير ميري
- يكون موجودا لا أخنه لكن حينما يسافر
- نقاد العراق الجدد -1-
- لوعة وفراش بارد
- في وداع الروائي -جمال الغيطاني-
- شهوة الرجل
- الشخصية الروائية والواقع
- الجنس في الرواية
- أصدقائي الكتاب 4- القاص والروائي إبراهيم أحمد
- أصدقائي الأدباء 3- الروائي والشاعر حميد العقابي
- ليس هنالك مبرر لقتل الإنسان بالمطلق
- يومي الدنمركي -3- عناق حصان في البرية
- يومي الدنمركي2 مقتدى الصدر في الدنمرك
- أصدقائي الكتاب 2- الروائي جنان جاسم حلاوي
- نماذج زمن سلطة الطوائف الثقافية في عراق الخراب
- يومي الدنمركي


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - حفيد علي بن أبي طالب