أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - فاقرة الفياغرا.. (3/3)














المزيد.....

فاقرة الفياغرا.. (3/3)


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 15:52
المحور: الادب والفن
    


تستقبل حليمة رسالته الشبقية بسخرية كعادتها بالرغم مما تحمله رسالته هذه المرة من تصعيد في اللهجة..
- انشالله ربي يفرج عليك يا حسونة .. الباين كبر بيك الخَرَفْ..
- قلت لك نتفي الفروج يا حلُّومتي.. اسمعي الكلام.. الفرج جاء من روما ..
- فكني بالله من هالخراف ..تعشى عشاك خليني انضم المطبخ الليل راح..
ملوحا بقنينة البلسم السحري في الهواء ليلتقطها بين يديه ..
- اسمعي الكلام يا ولية.. انكلم فيك بجد.. شفتي هالحبات الليلة تردني ابن عشرين، وليالينا من اليوم الى آخر العمر إذا توفرت هذه الحبيبات ستكون ليالي عسل ، وكان ما تسمعيش الكلام انجيبلك من يعينك.. ويلحق كلامه بضحكة تحدي مجلجلة..
- غير بالشوي الأولاد مستيقظين في الدار يسمعوا فيك يا خارف..
بعد حوار بلغة حميمية وهو يتناول وجبة عشائه بنهم استعدادا لجولات ساحرة مع حليمة طالما حلم بها.. وبعد ان تكمل حليمة ترتيب المطبخ ، وبعد أن تنفذ له طلبه "تنتيف الفروج "، وبعد أن تطمئن الى أن الأولاد قد هجعوا للنوم، وبعد أن تضع بعض اللمسات على ما تبقى من آثار جمال على محياها لتعين حسين في غزوته الموعودة.. تدخل الفراش بعد ان تطفيء نور الغرفة مبقية على ضوء سهارة السرير، مهيئة نفسها لتعيش لحظات ذلك الحلم الذي نسيته من سنين رغم مشاكسات هذا الخًرِفْ، الذي يتمدد الآن الى جانبها ساكنا على غير عادته، خاصة أن هذه الليلة كما وعدها قبل قليل ليست كسائر الليالي.. تركز منتظرة مبادرته الموعودة، بلمسات حميمية او حتى قرصة لذيذة تمهد الطريق للتلاحم الساحر، فلم يبادر بأي منها، فترصد تنفسه السريع، تلتفت ناحيته:
- حسين .. شنو ما صارلكش ؟ الفروج جاهز.. وريني شن عندك..
لم يرد عليها لا بالإيجاب ولا بالنفي.. التفتت إليه متطلعة الى وجهه الذي بدا غارقا في بحر من العرق ، وسمعت انين متقطع ينبئ بانه يعاني من وعكة مفاجئة..
- حسين.. خيرك ؟ بعيد الشر شن تحس؟
- انا في حالة.. كلمي الأولاد يأخذوني للمستشفى..
تفجع حليمة للموقف المباغت الذي سرق منها لحظات الفرح الموعودة، وحوّل تلك الليلة في لحظات، من ليلة للفرح والحب، الى ليلة من القلق والفجع.. ينقل الأولاد أبيهم وهو في حالة إعياء كامل الى المشفى، يتصلون بشقيقه عمر ليحضر هو الآخر مسرعا للوقوف على حالة أخيه .. يتم الكشف وتجرى التحليلات اللازمة، وبعد ساعة يتم خلالها إجراء عملية غسيل لمعدته وحقنه بحقنة تغذية وأدوية تخفف من فعل حبة الفياغرا التي تناولها حسين بعد العشاء لتعيد له شبابه ويقيم بفعلها عرسه الموعود، فإذا به تستدرجه الى ظلمات القبر لولا تدخل الطبيب.. يخرج الطبيب من غرفة العناية .. ويسأله شقيقه بقلق عن حالة حسين، فيرد الطبيب بأن حالته مستقرة ومطمئنة وانه سيبقى الليلة تحت المراقبة ويمكنه أن يغادر صباحا المستشفى.. ثم يسأله عن صلة قرابته بالمريض فيقول بأنه شقيقه.. يبلغه الطبيب بان شقيقه يبدو انه حاول أن يتشيطن.. وأوصاه بأن ينصحه بعدم تعاطي الفياغرا لأن صحته لم تعد تسمح بتعاطيها ، وانه اذا ما عاود استخدامها قد تؤدي الى وفاته!!
وبعد أن فهم عمر قصة الفياغرا وعرف حسناتها ومخاطرها من الطبيب، و بعد ان اخبره بما قام به شقيقه الحالم باستعادة شبابه في تلك الليلة، غادر عمر رفقة أبناء أخيه المستشفى تداعب خياله فكرة تجربة هذا البلسم المثير، فقط من باب حب الاطلاع، رغم انه لا يشتكي من أزمة فحولة .. عشية اليوم الثاني غادر حسين المستشفى وعاد الى بيته، زاره عمر وكان برفقته صديقه عمار الذي فوجئ بالقصة، ودخلا عليه الغرفة وهو لا زال طريح الفراش مطلقين ضحكات سخرية مجلجلة من مغامرة حسين الخطيرة، وبعد مغادرة الأبناء الغرفة و انفرادهما به خاضا معه في قصة الفياغرا.. سحرها وفضائعها، متشفين فيه لنزقه وتهوره وعدم رضاه بالواقع.. رد حسين بالقول:
- هذه مش فياغرا.. هذه فاقرة .. يا ريت الدنيا ما فيهاش كبر.. وأطلق كعادته ضحكة، لكنها هذه المرة كانت ضحكة حزينة..
وعاد الى ممارسة حياته السابقه في اجترار الماضي لتزجية الوقت .. لكنه كفَّ عن مشاكسة حليمة ، وأصبح يخشاها بالفعل ..
انتهت القصة ليبدا بعضنا التفكير!!!



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاقرة الفياغرا.. (2/3)
- فاقرة الفياغرا.. (1/3) ( قصة )
- أمريكا .. سذاجة إدارة التضليل
- الأقليات ومبدأ التوافق قنابل تفتيت ليبيا
- اليها في عيدها
- الاختلاف لوأد الخلاف
- ساعات بطول الدهر!!
- قراءة في كتاب -الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ-..
- ليبيا.. أسباب الفشل ومسار التصحيح..
- الفردوس الدامي.. صورة مقربة لعشرية الجزائر الدامية
- هجمات باريس .. الشريك المُغيَّب
- اسرار -منتقاة- تحت قبة المؤتمر الوطني الليبي.. قراءة في كتاب
- مهلا سادة ليبيا الأغبياء الجدد!!
- هل يتحول ضحايا الأزمة الليبية إلى وقود يزيد من أوارها؟
- متى تغادر النخبة الليبية أبراجها وتخوض معركتها الواجبة ؟
- ترى.. من الضحية القادمة لحسين البنغالي ؟
- (34808) ماذا يعني هذا الرقم؟؟
- دون كيخوتا نائبا في البرلمان الليبي!!
- سطوة السرد في إصدار عوض الشاعري الأخير
- -اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - فاقرة الفياغرا.. (3/3)