أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هذيان المالكي















المزيد.....

هذيان المالكي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5132 - 2016 / 4 / 13 - 03:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كهروب للأمام ولترسيخ مفاهيم دولة بعيدة عن المدنية والتحضر، إلتقى الفاشل نوري المالكي بمناسبة إستشهاد "السيد محمد باقر الصدر" رؤساء العشائر والقبائل في محافظة بابل، من الذين كانوا حتى الأمس القريب يهتفون للطغاة البعثيين وزعيمهم المجرم "صدام حسين" قبل أن يعلنوا ولائهم للطغاة الجدد وزعيمهم "نوري المالكي"، كما الشيخ "صباح محسن عرمش المالكي" شيخ عشيرة بني مالك صاحب قصيدة "تره عندك زلم" الذي تذلل من خلالها وعشيرته للطاغية المجرم (1) ، قبل أن يؤهله حزب الدعوة ودولة اللاقانون ليكون المرشّح رقم "13" في قائمة دولة اللاقانون رقم "277" في إنتخابات عام 2014 الماضية (2) .

أمام هذا الحشد العشائري والقبلي المتخلف والإنتهازي يراد للعراق أن يتقدم ويقف على قدميه بنظر هذا الفاشل ، الذي يعرف جيدا سوابق هؤلاء وكيف كانوا يبيعون اولاد عشائرهم للطغاة اثناء الحرب العراقية الايرانية عند فرارهم من محارق قادسية العار بإخبار السلطات الامنية عنهم، وهذا ما فعلوه بالضبط وكرروه و"سيكرروه لاحقا" أثناء إنتفاضة شعبنا الآذارية الباسلة . وهؤلاء هم أنفسهم كانوا بلطجية الدعوة الحاكم في ضرب المتظاهرين في ساحة التحرير وسيكونون بلطجيتهم مستقبلا أيضا، وسيكونون بلطجية أي حاكم أرعن قادم ما دام يدفع لهم المال.

لقد تحدث المالكي وهو مصاب بالرعب من الحركة الجماهيرية التي يشهدها الشارع العراقي عن جملة أمور لم تخرج على الرغم من محاولاته الإنشائية وتملقه للعشائر متكئا على آيات قرآنية وشخصيات إسلامية ومرجعيات دينية ، عن تهمة الفساد والفشل التي هي حصيلة تجربة الاسلاميين وبقية المتحاصصين عربا وكوردا "شيعة وسنة"، محاولا تحميل الاحتجاجات الجماهيرية جميع مساويء حكم المحاصصة التي دمّرت البلد وتهدد وحدته ومستقبل أجياله القادمة .

أول ما شدّ إنتباهي بداية خطابه هو قوله عن لسان "الصدر" من "أنّ الجماهير لن تستسلم" ولا أدري لماذا يريد هذا الفاشل الفاسد من الجماهير ان تستسلم لنزواته وحزبه الحرامي وبقية حرامية المنطقة الخضراء وهم ينهبون البلد ليتركوه كعصف مأكول؟ إن كنت تؤمن بعد بعدم إستسلام الجماهير وسكونها وهذه حتمية تاريخية فعليك أيها الفاسد أن تترك وأشباهك من الفاسدين المشهد السياسي بعد أن اوصلتم البلد الى طريق مسدود، أو لست القائل " في الحقيقة المتصدين من السياسيين والشعب يعلم ان هذه الطبقة السياسية وانا منهم ، ينبغي ان لا يكون لها دور في رسم خارطة العملية السياسية في العراق لانهم فشلوا فشلا ذريعا ، ينبغي ان يبرز جيل آخر ، بخلفية الوعي لما حصل وبخلفية الاخطاء التي ارتكبوها" (3) .

عرج الفاشل الفاسد نوري المالكي في خطابه كثيرا على "محمد باقر الصدر" قائلا أن "العراق الجديد الذي اردنا ان نبنيه هو كما فكر به الشهيد الصدر"، هل هذا العراق الممزّق اليوم وشعبه المتخلف بسببكم كان حلم مؤسس حزبكم !!! ؟؟ هل هذا العراق المنهوب من قبلكم والذي هو على شفا حفرة من نار كان حلم مؤسس حزبكم !!؟؟ هل كان في نية "الشهيد الصدر" رهن العراق لدول أجنبية كما انتم وحزبكم. تقول أن "الصدر" شخصية إسلامية أي ليست طائفية وانتم اسلاميون ولستم طائفيون ، فكم عضو سنّي في حزبكم، ولماذا لا تريدون التفريط بمبدأ المحاصصة الطائفية وتصرّون على تقسيم العملية السياسية على اساس شيعي - سني - كوردي؟

يقول المالكي الفاشل في جانب آخر من خطابه "الشارع يغلي ووظيفتنا ان نهدئ الشارع والناس" ، كيف تريد أن تهدئهم ، هل بالأتهامات على أنهم بعثيون كما قلتها مرة في العام 2011 ، أم بتحميلهم نتيجة تظاهراتهم كل ما يجري بالبلد من مساويء؟ أم بقيامكم بتفجيرات وسط صفوف الابرياء لشحن الوضع الطائفي وأعادة الاوضاع الى المربع الاول كلما تماسك الشارع العراقي وخرج مطالبا بحقوقه؟ أن الشارع يغلي بسبب سوء إدارتكم للسلطة وفشلكم كرجال دولة ببناء بلد على أنقاض ما خلفه البعث الساقط، وإذا بكم تزيدون أنقاض البعث بجبال من الأنقاض حتّى جعلتم البسطاء من الناس يترحمون على وضع البعث المجرم للأسف الشديد.

إستمر المالكي في خطبته البائسة ليقول "اسقطوا العراق كاملا في نظر جميع الدول من انه بلد فاشل فاسد .... العراق انتصر وبدأت عملية البناء وحصل الالتفاف عبر بوابة سوريا لاسقاط العراق . حتى ان بعضنا يكرر فساد
فساد فساد حتى لم ينجوا احد في العراق لا جاهل ولا عالم ولا مسؤول ولا شيخ عشيرة ". ليقول بعدها مستعيرا نصا من القرآن "قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين"!! (4) .

كل هذا الدمار بالبلد وكل هذا الفقر والجوع والمرض ونسب البطالة العالية وتخلف القطاعات الانتاجية ، وكل هذا الارهاب وعدم توفر الامان ، وكل ثراء النخب السياسية الحاكمة الفاحش ليست فسادا بنظر الفاسد والفاشل نوري المالكي . أين هي المستشفيات والمدارس والمعاهد والجامعات التي كان العراق يحتل فيها مستويات متقدمة جدا في السابق ؟ أين هي المعامل والمصانع والمزارع ؟ أين هي فرص العمل لجيوش الشباب؟ هل تعرف كم هي نسبة الجهل والتخلف بسبب خطابكم الديني ؟ إنكم لستم بفاسدين وفاشلين فقط ايها المالكي بل مجرمين ومستهترين بحياة الشعب والوطن، لذا فنحن لسنا بحاجة الى من يأتينا ببرهان كي نرى الحقيقة عارية كعريكم من الاخلاق والشهامة الوطنية.

حول التكنوقراط وضرورة تشكيلهم للحكومة لغرض إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خراب القوى الاسلامية والمتحاصصة معها، قال المالكي الخائف من إصلاح الاوضاع خارج سياق تفاهمات الكتل الفاسدة التي تسببت بضياع وطننا وتخلف شعبنا "قالوها ان الحكومة يجب ان تكون من التكنوقراط ، والتكنوقراط يعني المهنيين وذوي الشهادات . من الذين لديهم اختصاص بالزراعة والصناعة وهذا شيء جيد ولا احد ينكر ذلك ، ولكنهم افسدوا ذلك حينما قالوا ان يكون مستقلا". لماذا؟ هل تعرف ما الفرق بين التكنوقراط المستقل والتكنوقراط الحرامي أو الذي يقوده الحرامية؟ الفرق هو اننا يمكننا أيها العلّامة الجهبذ من مساءلة ومحاسبة التكنوقراط المستقل إن دارت عليه شبهة فساد، أما تكنوقراطكم فاننا لا نستطيع مساءلته ناهيك عن محاسبته حتى لو ثبتت عليه تهمة الفساد واستغلال الوظيفة لغرض الإثراء غير المشروع، لاننا حينها سنكون ضمن معادلة "شّيلني وأشّيلك" التي عملتم بها طيلة السنوات الماضية ، فالفاسد الشيعي يترك مقابل فاسد سني ، والفاسد الكردي يترك مقابل فاسد شيعي ، ودخلنا بسببها دوامة الفساد والفشل ودفعنا بسببها مئات مليارات الدولارات ومئات آلاف الضحايا وجيوش من الارامل والايتام.

التكنوقراط المستقل أيها العلامة الجهبذ من السهل محاسبته لعدم وجود حزب أو كتلة خلفه، أمّا تكنوقراطكم فواجب عليه أن يسرق ليعطيكم حصتكم. بالمناسبة ، اين كان تكنوقراطكم قبل اليوم، أم أن الفاشلين وهم يتصدّون لملفّات الأمن ويستوردون جهاز كشف المتفجرات الاكثر فشلا منك ومن حزبك لم يكونوا تكنوقراطا، وماذا عن تكنوقراطكم الذي صدّرنا في عهده الكهرباء لدول الجوار!! وأين هو تكنوقراطكم صاحب فضيحة المدارس الهيكلية والآخر صاحب قطار بغداد المعلق وغيرهم الكثير. اليس من الافضل ان تحترم نفسك وتغادر المشهد السياسي كونك قلت سابقا من انك وكل الطبقة السياسية فاسدين وفاشلين ؟

المالكي في خطابه تباكى على مشروعه الاسلامي الذي يراد هدمه من قبل المتظاهرين "من ورائهم دول مثلما يقول" ولا ندري ما هي ملامح هذا المشروع الاسلامي وماذا جنينا منه خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية؟ ولأنه يقحم الدين في كل حديث سياسي، فاننا لا نريد يوما ونتيجة سوء ادارتكم للدولة بأسم الأسلام، وسرقاتكم بأسم الأسلام، وقتلكم على الهوية بأسم الأسلام، واتساع رقعة الفقر والجوع والمرض باسم الأسلام، واستفحال التخلف والأمية بين قطاعات واسعة من شعبنا بأسم الأسلام، أن يصل شعبنا الى حالة نرى فيها "الناس (بسببكم) يخرجون من دين الله أفواجا".

نعم نحن لسنا بعيدين عن ايام البعث السوداء كما قلت، ولكننا لا نستطيع أن ننسى أيامكم السوداء هذه والتي نعيشها اليوم بحذافيرها وبكامل تجلياتها وجزئياتها وهي لا تقل مرارة عن مرارات البعث.

نعم كانت هناك ديكتاتورية، واليوم تحكمنا الميليشيات التي تسلب الناس وسط الشوارع في رابعة النهار.

نعم نتذكر أيام الجوع وأيام العوز عهد البعث الأسود، فهل انتهى الفقر والعوز بعد ان وصلت ميزانية العراق في عهدكم الى ما يقارب الـ 150 مليار دولار ؟

نعم لسنا بعيدين عن هذا الظلم "البعثي" الذي مر به العراق ، فهل نعيش اليوم جنتكم الأسلامية ؟ نعم سنذكر ابنائنا بالبعث والبعثيين ، وسنذكرهم بفشلكم وعاركم ايضا.

نعم سنذكرابنائنا بالمجرمين، وسنذكرهم بإجرامكم ومساهمتكم بقتل العراقيين على الهوية.

نعم سنذّكر ابنائنا بالطغاة ، على أن نذكّرهم أيضا بالدعاة.

والله أيها الإسلاميون لو حاربتم شعبنا وتطلعه لحياة كريمة بأسم الاسلام والقرآن والسنّة وأحاديث الأئمة الشيعة، لعرفنا من انكم كذّابون دجّالون أكّالون للمال السحت فاسدون فاشلون ولن تكونوا يوما رجال دولة .


(1) https://www.youtube.com/watch?v=SsScLZt5Fds
(2) https://www.youtube.com/watch?v=TaUBzO_crEY
(3) https://www.youtube.com/watch?v=BMLcdhhxN7g
(4) https://www.youtube.com/watch?v=GJOxbMzQojA



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنيتان
- من يراهنني؟
- خبز .. حرية .. دولة مدنية
- لا إصلاح الّا بقبر المحاصصة
- تظاهرات الوعي وتظاهرات اللاوعي
- حتّى أنت يا -نجامينا- !!
- آلا الطالباني توجه قارب الإصلاح نحو مستنقع البرلمان
- 8 شباط 1963 – 2016 .. الجريمة مستمرة
- السيد السيستاني يقرّ بفشل تدخل المرجعية بالشأن السياسي
- الثقافة بين تكريم بالكويت وإهانة في العراق
- عذرا عَلّي لقتلك ثانية
- دراسة التمايز بين الاسلام كمعتقد والإسلام السياسي واحتكار ال ...
- متى تزيدين الكلام إذن أيتها المرجعية الدينية!!؟
- إنتصارنا النهائي ليس بعودة الموصل إلى حضن الوطن
- ستفشل السعودية وحلفائها في جرّ إيران الى حرب إقليمية
- نادية مراد
- معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه
- هل الخمر سبب بلوى العراق !
- نجاح الأربعينية لا تعني أنتصار معركة الإصلاح
- داعش تشرب النفط ولا تبيعه لتركيا!!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هذيان المالكي