أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - تيران وصنافير: توقيت خاطئ وممارسات مخجلة















المزيد.....

تيران وصنافير: توقيت خاطئ وممارسات مخجلة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دونما تهويل أو تهوين، إنها لحظة فرز حقيقى، وهى تضعنا جميعاً فى مفترق الطريق حيث يتوجب على كل صاحب رأى وطنى مخلص أن يعلن موقفه بوضوح كاشف يتغيا الإصلاح وبصراحة مسئولة تستهدف التصحيح، لابقصد إدانة أحد أو الدفاع عن أحد، فالأمر تجاوز الأفراد، إنها قضية وطن ومصائر شعوب ومستقبل أجيال قادمة، وعلينا أن نكون على قدر الظرف العام الذى ربما كان سبباً ونيجة لما نحن فيه الآن. لقد قصرنا فى حق أنفسنا فتواكلنا وتقاعدنا عن العمل والإنتاج والفعل والجد والتأثير ولم نأخذ المخاطر بعين التحسب والإهتمام، واستأثر منا فريق بفرض الوصاية على ماعداه من أخرين، ومارسنا الاستبعاد والتهميش لكل الواعين من كفاءاتنا وقدراتنا البشرية الغنية المؤهلة، فنضب بحر السياسة وتصحر مجالنا العام، ووقعت صناعة القرار بين أيدى كثيرين ممن ليسوا مؤهلين لا للتخديم على حسن أدائه وتبعاته ومخاطره، ولا لمقتضيات العمل العام، فتحول جهاز الدولة فى أغلبه الأعم عالة على تجربتنا الوطنية بعد 30 يونيو، يثقل كاهلنا جميعاً ويعيق طموحات الشعب والرئيس الذى صنعناه على أعيننا والذى لو لم يكن موجوداً على رأس جيشنا الوطنى لاخترعناه حفاظاً على وطن هددته فى وجوده ومصيره وأرضه وحدوده وهويته عصابة الشر التى اعتلت قمة الحكم فى غفلة صنعناها بتناحرنا وتكالبنا على تقسيم العطايا والجوائز والغنائم وقصر النظر، ولم نلتفت أو نتحسب لما وصلت إليه أمور إقتصادنا وتردى أحوال معيشة شعبنا وترصد قوى الإرهاب فى الداخل والخارج وعلى حدودنا، غلبنا الخاص على العام ولم نقدر للأمر محاذيره ومخاطره، فصرنا وطناً للفرص الضائعة والوقت المهدر وتدنى الناتج القومى العام الذى لاينهض باحتياجات دولة كبيرة صارت بحكم ممارساتنا: دولة وحكومة وأجهزة ونخب وشعب على شفا حفرة أو تكاد. لقد استنفدنا خمس سنوات من عمر هذا الوطن المنكوب بكثيرين من نخبه وقياداته ونجومه المصطنعة وإعلامه الفقير فى فكره وأدائه وانتهازية توجهاته وضيق أفقه وشخصانيته، لنفيق على صدمة أننا نخرج بتجربتنا من مأزق لكارثة لطامة كبرى، فنهدر كثيراً مما انجزناه بإصرار واقتدار لنتوقف فى منتصف الطريق وليس لدينا غير أمل فى قادم نتشوق إليه لكننا لانعمل من أجله مايكفى لإنجازه، ويظل رهاننا على نظام وطنى لانعرف حقيقة مايكبله فى اختياراته وانحيازاته التى غالباً ما تأتى محبطة للناس وضاغطة على أعصابها.
ولقد كتبنا وتحدثنا وهكذا فعل غيرنا، وفى سبيل ذلك انتقدنا السلطة والدولة والحكومة، وقرعنا عشرات أجراس التحذير من الخطأ والاستنامة، ولا من مجيب. لنصل اليوم إلى مشهد تتناوشه الأقاويل ويحيطه الغموض، وتلوكه الألسنة التى لم تترك عزيزاً لدينا حسبناه محصناً بحب الناس وثقتهم إلا طالته وحاولت الغمز واللمز فى مواقفه وخياراته. آية ذلك ما أصاب رئيس الدولة ذاته من تقولات وتجاوزات فى حقه وشخصه وعميق وطنيته، أنه فرط فى السيادة الوطنية بالتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير للجانب السعودى لقاء حفنة من المشروعات والدولارات والدنانير، وراحوا يقارنون بين مواقف سابقيه من الرؤساء حسنى مبارك ومحمد مرسى الذين ثار المصريون عليهما ومافرطا فى التراب الوطنى، بينما فعلها السيسى بكل جرأة. وبكل مسئولية العالم والمثقف والكاتب وقبلها المواطن لا أوافق على هذا الطرح ولا أقره، فلم نكن أغبياء مغيبين حين وقفنا نختار وندعم رئيساً يمكن أن يفرط ويتهاون، ولا اعتدنا فى بلادنا من أبناء مؤسستنا العسكرية بيت الوطنية المصرية أن يفرطوا فى حبة رمل من ترابنا الوطنى، ولامصر جاعت وراحت تأكل لقمة الذل مغموسة بالكرامة الوطنية بعوائد بيع أراضيها وبالتقسيط المريح على ماقالوا. لكننا أيضاً وبشجاعة الرجال لابد أن نضيف أن ماحدث ولايزال يحدث لايعجبنا ولايرضينا ولايقنعنا، وهو لايناسب دولة كبرى فى إقليمها ومحورية فى عالمها، فلا التاريخ ولا الجغرافيا ولا العمق الحضارى لهذا الوطن يسمح بأن يتصدر حفنة من الهواة المشهد ليقزمزا الوطن ويخصموا من قدر مصر، لتصل الأمور حداً يتحزم فيه البعض ويرقص منتشياً بالزيارة التاريخية للملك سلمان، ويقدم له رئيس مجلس النواب الذى يمثل شعبنا العريق بكل خفة لايحسد عليها مفاتيح الحل والعقد والريادة فى التاريخ والإقليم، ويبدو أمامه كما لو تلميذ مرتبك فى حضرة ولى النعم، ويفقد مجلسنا الموقر إتزانه ورصانته بالتزيد فى الهتاف والتصفيق والمبالغة فى الحفاوة كما لو كان مجلساً من العصور الوسطى، وتتحول فضائياتنا للتطبيل والتهليل بغير مسئولية متحللين من كل حصافة ووعى ومسئولية وتقدير لوطن لاينبغى إراقة ماء وجهه ترحيباً بالضيف الكبير الذى نكن له ولوطنه وسابقيه من الملوك والزعماء ومواقفهم كل التقدير والإحترام. ياسادة إنها مصر وليست واحدة من جمهوريات الموز فى أمريكا اللاتينية، إذ فارق كبير بين كرم الضيافة وحسن الاستقبال وبين الإنبطاح وإراقة ماء الوجه. ليس هكذا يتم التعامل بين الأشقاء والأنداد، الأمر الذى بدت معه مصر أنها تذعن وتنحنى تحت وطأة الحاجة، وبدت معه السعودية أنها تنتهز الفرصة وتملى الشروط.
ثم إذا كانت هناك ضرورة تستوجب ماحدث، فقد كان الأوفق أن تتم على غير هذا النحو المخجل المسئ.
إن ماحدث فى اليومين الماضيين وبالكيفية التى تم بها، إنما هو خصم من السعودية كما هو خصم من مصر، فلا قواعد السياسة والتعاون الدولى تجرى على مثل هذا النحو البدائى العبيط، ولا التعبير عن الإهتمام والترحيب يتم بهذه الخفة المخجلة، وإذا كان بيننا والشقيقة السعودية خلاف على حدود وجزر وتعيين وترسيم خرائط، فليتم التفاوض بشكل معلن كما فعلنا فى مشكلة طابا، ولا كان يصح أن تعقد اللجان والمفاوضات فى الخفاء، فمصر ليست دولة سرية ولا شعبها كمالة عدد. التوقيت خاطئ والتصرف متعجل وغير مدروس ويفتح أبواباً للتشكيك والتلسين، ثم العلاقات الدولية ليست فيها وجبات مجانية، فكما تقدم السعودية ماتحتاجه مصر، فنحن أيضاً نقدم ماتحتاجه السعودية ودول الخليج وكافة أوطاننا العربية. العلاقات الدولية مصالح وتعاون لاهبات وعطايا، ونحن لدينا الكثير الذى نقدمه بالفعل لإقليمنا وعالمنا وأشقائنا.
ثم عيب جداً أن تطلق علينا الدولة فى إعلامها كثيرين من الوجوه المشبوهة ليقوموا بالتمثيل والمناورة علينا والقسم بأغلظ الأيمان أن تيران وصنافير سعودية فى حماس للتنازل عن الحقوق الوطنية غير مسبوق بين الدول وتطوع ليس له ما يبرره. وفى هذا استخفاف بالشعب وخصم من رصيد الدولة والرئيس ويفتح باباً لعدم الثقة والشك والإرتياب. إفعلوا ماتروه فى صالح مصر، لكن بما تقتضيه ضوابط الدستور والقانون واستحقاقات السياسة، استفتوا الشعب واحترموا عقول الناس. وأنا هنا لاأناقش الحق فى ملكية الجزر والسيادة عليها، فهذا أمر يملكه الشعب والمتخصصون وتحكمه قواعد لاينبغى تجاوزها، فبما فعلتم تركتم لألسنة طويلة أن تختصم الرئيس والقيادة وأن تسئ لدولة حسبناها أكبر مما تعلمون. ياسادة هذا وطن نحن نملكه ونحن شركاء فيه، فلاتغتصبوا حقوقنا واعملوا فى إطار مايشرفه لامايسئ إليه وإليكم.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاب الحراسة الجدد
- بشأن قواعد اللعبة: كلام للرئيس
- العم سيد حجاب: إلّاك
- مصر بين مراهقة الداخل وترصد الخارج
- لاهوت القوة وصناعة الفوضى
- مصر وإفريقيا: الصورة والإطار
- مهام الرئيس وتوجهاته لايحددها الفاشيون
- الشباب والدولة: الفيل والعميان
- د. حسين مؤنس وإدارة عموم الزير
- مجلس النواب وبيان الحكومة
- مصر فى حرب وجود فانتبهوا: كلام للشعب ونوابه
- السعودية - إيران: فخ أمريكى
- هؤلاء الإعلاميون الجهلة: أولى بهم أن يكملوا تعليمهم
- شيزوفرينيا الحرب على داعش: لعل السيسى لا يستجيب لعبدالمنعم س ...
- كارثة إختيار الأقل كفاءة
- أزمة حقيقية أم تمثيلية محكمة؟ من يلعب بالنواب والحكومة؟
- مصر والسعودية والمشهد الدولى المرتبك
- من أنشودة مالك بن نبى إلى حملة أولاند : ياجنرال لست فى الميد ...
- باريس: موهبة النور ومحنة الظلام
- هواة فى مواقع السلطة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - تيران وصنافير: توقيت خاطئ وممارسات مخجلة