أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - لحظات لن يغغر فيها الوطن الصمت .. حول جزيرتي صنافير وتيران














المزيد.....

لحظات لن يغغر فيها الوطن الصمت .. حول جزيرتي صنافير وتيران


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال أول: سأنحي جانبا قضية هل أن جزيرتي صنافير وتيران أرض مصرية تاريخيا، أم أنها أرض تمتعت مصر بالسيادة عليها لكنها تابعة للسعودية، ففي الحالتين سواء أكانت أرضا مصرية أم لا ، فإن هناك وضعا غريبا لا يمكن إنكاره هو أن المواطن المصري عاش لأكثر من نصف قرن يعتقد –خطأ أم صوابا- أن هذه الأرض تتبع مصر بالتملك أو بالسيادة. ونام المواطن في الليل على حدود يعرفها ليصحو بالنهار على حدود أخرى تم ترسيمها بجرة قلم بعيدا عن طرح القضية على الرأى العام، أو توضيح المسألة وتقديم الخرائط للناس. سؤالي هو: ما الذي تعكسه هذه الطريقة في التعامل مع الشعب فيما يخص قضية خطيرة كحدود الوطن؟ أهي الاستهانة الكاملة بهذا الشعب؟ أم التفريط؟ أم ماذا؟. ألم يكن بوسع الجهات الحكومية التي قالت إنها خاضت مفاوضات طويلة بشأن الجزيرتين أن تقدم للشعب صورة عما يجري وعما تعتزمه قبل اتخاذ القرار؟
سؤال ثاني: يتفق الجميع- القائلون بأن الجزيرتين أرض مصرية والقائلون بأنهما تتبعان السعودية- على أن المملكة السعودية قد تنازلت بعد نكبة 1948عن الجزيرتين إلي مصر عام تجنبا لاشتباك مع إسرائيل بسبب الجزيرتين، ولم تشارك السعودية في الدفاع عن الجزيرتين لا في حرب 1956ولا في حرب 1967، ولا في حرب أكتوبر1973. ووقف الجنود المصريون وحدهم لحماية الجزيرتين بدمائهم إدراكا لأهمية الجزيرتين اللتين تتحكمان في حركة الملاحة الدولية في خليج العقبة، وفي مرور إسرائيل من وإلي ميناء إيلات، بينما يتحكم مضيق تيران في الممر التجاري الوحيد لإسرائيل إلي النصف الشرقي من العالم. فهل كانت الدماء المصرية مأجورة لمملكة لم تهتم ولم تسعى ولم تحاول الدفاع عن جزرها؟ والسؤال هو : ألا يرتب جريان الدماء المصرية لمصر حقوقا على الجزيرتين؟
سؤال ثالث: بفرض أن الجزيرتين تتبعان السعودية وأنها سلمتهما لمصر تفاديا لعجز المملكة عن الدفاع عنهما، فهل أصبحت السعودية الآن – فجأة - قادرة على حماية الجزيرتين؟ أم أن المملكة مازالت فعليا عاجزة عن حماية الجزر كما كان الحال منذ 66 عاما؟ . والسؤال هو: حينما نسلم الجزيرتين لطرف عاجز عسكريا ويتم ذلك في ظل وجود الطرف الإسرائيلي القوي عسكريا، ألا يعني ذلك أننا نسلم الجزيرتين فعليا لإسرائيل؟ نسلمهما لكن تحت واجهة عربية سعودية؟ ما الذي تستطيعه السعودية إزاء القوة العسكرية الاسرائيلية؟! ألا يعني ذلك فعليا أننا نعطي لإسرائيل اليد العليا على خليج العقبة بأكمله مادامت الجزيرتان بهذه الأهمية العسكرية؟ وهل يحق لمصر بعد ذلك عندما تفرض اسرائيل سيطرتها على الخليج أن تدافع عن الجزيرتين أم سيقال لنا دوليا:" هذه أرض سعودية ولا شأن لكم بها!"، وحينذاك سيكونون محقين، مادمنا قد تنازلنا عنها للملكة! يؤكد ذلك وثائق كمب ديفيد والمفاوضات حيث وثيقة تعود الي 19 يناير 1982 علي طلب اسرائيل و الامم المتحدة من مصر ان توافق علي جعل جزيرتي تيران و صنافير كمقر رئيس لقوات حفظ السلام الدولية كونها تسيطر علي الممر المائي المؤدي الي خليج العقبة و بالتالي الموانئ الاسرائيلية. أي أن تحييد الجزيرتين كان ومازال مطلبا إسرائيليا، فهل يكون التنازل عنهما للسعودية شكلا من القبول بالمطلب الاسرائيلي؟ أي وجود إسرائيلي تحت عباءة سعودية؟
سؤال رابع: الجزيرتان دخلتا ضمن اتفاقية " كمب ديفيد " سيئة الصيت، ألا يعني انتقالهما الآن إلي السعودية أنه سيتعين على المملكة أن تدخل في مفاوضات واتفاقيات مع إسرائيل بحيث تصبح طرفا في " كمب ديفيد" ؟ السؤال هو: هل يأتي التنازل عن الجزيرتين في سياق جر المملكة إلي كمب ديفيد مرتبطا بالدعوة التي تبناها السيسي لتوسيع عملية السلام في سبتمبر 2015؟
سؤال خامس وأخير: إن لم يكن التنازل عن الجزيرتين مرتبطا من حيث التوقيت بتوسيع عملية السلام مع الكيان الصهيوني، فما الذي ذكر – الآن - المملكة السعودية التي تغط في النوم العميق بالجزيرتين؟ أم أن ذلك يأتي أيضا في سياق تشكيل تحالف عسكري عربي لمحاربة " الإرهاب" في اليمن ، لكن ليس محاربته في قاعدته الأولى إسرائيل؟
المسألة إذن أبعد من السؤال الشائع : لمن تعود ملكية الجزيرتين؟. المسألة هي أننا نسلم إسرائيل وليس السعودية مفتاح خليج العقبة كاملا. لهذا فإنني كمواطن مصري وحسب اعتقادي أرفض رفضا قاطعا التخلي عن ذرة واحدة من الأراضي المصرية، وأرفض أن تصبح الجزيرتان قاعدة لإسرائيل في مياهنا الاقليمية تحت عباءة سعودية. وأطالب باجراء استفتاء عام شعبي على قضية بالغة الخطورة كتلك، تمس حاضر مصر ومستقبلها وأمنها القومي. هناك لحظات لن يغفر الوطن فيها الصمت. لهذا أكتب.
***
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمثال للأم الشجاعة
- علاء الديب .. شجن الوحدة والاغتراب
- طوب علينا يارب
- حاكموا الوزير أو أفرجوا عن أطفال المسيحيين
- من تنوير العقل إلي تنوير الشعور
- يهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة!
- الشاي والناس
- من الذي يتجرأ على تعديل نجيب محفوظ ؟!
- نوبة عباس الطرابيلي
- آليونا - قصة قصيرة
- معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !
- المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !
- التعريب .. خطوتان إلي الأمام
- الدفتر الكبير .. فن الكراهية
- عيد ميلاد شيماء الصباغ
- وثائق التمويل الأجنبي السري لمنظمات مصرية
- من أجل حريةالصحفيين
- يوم اللغة العربية .. هل أننا نقول ما لانفهمه ؟
- من يربح الستة عشر مليار جنيه ؟
- إدوار الخراط .. يغيب المغني وتبقى الأغنية


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - لحظات لن يغغر فيها الوطن الصمت .. حول جزيرتي صنافير وتيران