أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان صابور - حالة... حالات نفسية... تجربة باتولوجية...














المزيد.....

حالة... حالات نفسية... تجربة باتولوجية...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 15:49
المحور: كتابات ساخرة
    


حــــالــة... حالات نــفــســيــة...
تــجــربــة بــاتــولــوجــيــة...

القلق من الغد.. القلق من المرض.. القلق من الأحداث.. القلق من الضيق المعيشي.. وفي المجتمع الغربي والأوروبي والفرنسي.. القلق من البطالة.. هذا المرض الحديث الرهيب الذي يهدد غالب طبقات الشعب العاملة.. وأهاليهم ومن حولهم.. من مدراء الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغير.. حتى العمال من الطبقات التي تحصل آخر شهر من عملها, الحد الأدنى للأجور... لذلك نسبة عالية ممن ذكرتهم مصابون بتوتر عصبي وأمراض عصبية, على درجات مختلفة, حسب مسؤولياتهم, وحسب حاجة المؤسسات التي تستخدمهم لهم... وخاصة أن قوانين ضمان حمايتهم داخل مؤسساتهم.. تتضاءل يوما عن يــوم... حسب انتفاخ أو تضائل حصص أسهم أصحاب الشركات.. والطبقة العاملة المأجورة أصبحت تغير وتسرح وترمى, كمحارم "الكلينكس"...
ولهذا السبب نرى اليوم الاحتجاجات التي احتلت شوارع فرنسا من أسبوعين.. من جميع الأعمار.. من طلاب المدارس حتى المتقاعدين.. مرورا بالآلاف من العاطلين عن العمل,.. الآتين من الأربعة ملايين العاطلين عن العمل المسجلين الرسميين.. والنقابات تعلن عن مليون عاطل عن العمل إضافي.. غير مسجل رسميا.. لأنه استنزف كل حقوقه...
أمراض عصبية.. انتشرت بين جميع طبقات الشعب الفرنسي.. وفرنسا تحتاج إلى أطباء نفسيين وأطباء عقليين... لأن أعداد المرضى تـزداد يوما عن يوم.. مع ازدياد الفقر والخوف والبطالة...
أما أنا المتقاعد البسيط, المحدود الحاجات, والقانع بدخلي.. قلق أكثر من كل هؤلاء... لأنني أهتم يوميا بهم كلهم.. كل ما يعبر أمامي من مآســي. كل ما يحدث بأسيا وأوروبا وأفريقيا, وغيرها من القارات.. وفي بلدي ليون, وفي فرنسا...يهزني ويحزنني ويقلقني ويتعبني.. وخاصة بالبلد الذي ولدت فيه.. ســوريـا.. وكل ما جرى فيها خلال الخمسين سنة الأخيرة.. وخاصة من سنة 2011 حتى هذه الساعة.. وما سميته سنين العتمة والخراب.. وأنا ـ شخصيا ـ بهذا العمر المتأخر, لست بحاجة إلى أي شيء.. صحتي؟.. صحتي تشبه سيارتي العيقة.. ولكنها تمشي.. وتنقلني.. ولكنها عتيقة.. عتيقة.. أحمل هموم البشرية جمعاء.. وخاصة تفاقم الغباء العام وتكاثره.. بكل مكان.. واعتقد أنني بحاجة إلى طبيب نفسي.. أكثر من أي إنسان آخر.. وكلما التقيت بواحد منهم. وحسب عملي ونشاطاتي السابقة.. أعرف الكثير منهم.. وكلهم ينصحوني, وحتى بعض المقربين منهم يأمرني بالابتعاد عن هموم البشرية.. وإغلاق الراديو والتلفزيون, وعدم قراءة الكتب, وإغلاق الفيسبوك ــ خـــاصــة ــ وما يتراكم فيه من يوميات وتصريحات وقصص وأحداث.. تتحول عندما أقرأها.. أو جزء منها, إلى متفجرات غباء.. يمكنها أن تزيد قلق أي إنسان حساس عاقل.....حتى بدأت أفكر بإغلاق النت.. الكف عن الكتابة.. عدم قراءة الصحف العربية والفرنسية وغيرها من الصحف العالمية.. وحتى الصحف المحلية ونكباتها وأحداثها وجرائمها اليومية... وخاصة ما يسمى النخبة أو الأنتليجنسيا التي تمارس اليوم أكثر من أي يوم آخر.. تــجــارة الــســيــاســة, بجميع فروعها.. هذا اليوم منذ الصباح اخترت محطة تذيع موسيقى وسمفونيات طوال النهار والليل.. ولكنها كانت تتوقف كل ساعة, لنقل ما يسمى موجز الأخبار العالمية.. لتنقل لأذني أن الحرب في سوريا واليمن وليبيا ما زالت تتابع.. متابعة القتل والاغتصاب والخطف والتدمير.. ملاحقة الإرهابيين الإسلاميين بفرنسا وبلجيكا, والتحقيقات الجارية مع الذين اعتقلوا منهم.. وفي باكستان مجانين يحرقون كنائس ومعابد طوائف أخرى, والمصلون الأبرياء بداخلها.. فأغلقت الراديو حتى لا أصبح مثل الحراقين.. لأطالب بمداواة جنونهم وغبائهم بحرقهم.. لا.. لا.. لست مثلهم.. لا أريد سماع النهاية.. خرجت أمشي بشارعنا.. بهدوء وبطء.. ومرت سيارة يقودها شـاب, وراديو سيارته " يلعلع " أغان مغربيةRAP بصوت عال رهيب جدا, يسمعه كل المارة وسكان شارعنا بالكيلومترين من طوله.. غير مهتم بأنه يزعج آذان البشر, وهمومهم اليومية..
فعدت إلى بيتي.. وانتظرت أكثر من ساعة.. محاولا ألا أكتب.. ولا أصف ما يحدث... لكنني شعرت أن ضيق صدري يتزايد.. ويتزايد... فجلست أمام كومبيوتري.. وكتبت هذه الكلمات.. وأنا بانتظار عودة الهدوء لأعصابي وفكري.. ولكن القلق وشعوري أن الكتابة ووصف ما أرى, تريحني.. تريح قناعتي وضميري وفكري.. بعضا مـا.. كدواء مسكن آني... ولكنها لا تــزيــل المرض... وغالبا تجلب غضب من أسميهم عادة أنصاف الأصدقاء.. ولكنني سأكرر المحاولات... بالاحتماء بهدوء وسكينة وانقطاع كامل, عن تسلل الغباء وأخبار الغباء.. والأجواء الضبابية... تــجــربــة... من يـــدري؟؟؟... من يـــدري؟...
هل أضطر بالنهاية للكف عن الكتابة... أو الأفضل التخلي والابتعاد كليا عن حلقات أنصاف الأصدقاء؟؟؟!!!...
تــجــربــة بــاتــولــوجــيــة..................
حتى نلتقي...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة... هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بهذا العالم المتعب الحزين.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية إنسانية طيبة مهذبة.
غـسـان صـــابـــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعن الديمقراطية التركية الأردوغانية.
- كارشر.. للتاريخ المغلوط... رسالة مفتوحة لأنصاف الأصدقاء...
- حوار الطرشان.. بباحة حضانة أطفال... أو كلمات بأروقات جنيف 3. ...
- تحية وتأييد للزميلة رشا ممتاز...وزيارة جديدة لسوريا...
- اللاجئون...إضبارة بغيوم النسيان...
- رد للسيد مانويل فالس
- بوصلة أوباما الجديدة؟؟؟!!!... ورسالة إلى صديق عتيق...
- سادس سنة؟؟؟!!!...
- عودة.. ورد.. وتحليل...
- كلمة لأخواتي النساء.. بيوم المرأة العالمي... ولنعلن الحقائق ...
- ندوت.. ندوات.. جمعية.. جمعيات!!!...
- وعن الصداقة.. وصحة تفسيراتها...
- آخر عودة إلى - جمع الشمل -... ومفارقاته...
- جون كيري؟... ماذا يخبئ جون كيري؟؟؟...
- التحكيم والعقل -بالحوار المتمدن-... آخر محاولة لترميم البيت. ...
- كلمات ضائعة...
- الباطن والظاهر.. بالسياسات الغربية... والحرب ما زالت مستمرة. ...
- قوات درع الجزيرة... وبعض الحقائق والهوامش الصريحة...
- قلق بوسائل الإعلام
- هيجان الإعلام الغربي...وتذكروا Giulio Regeni


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان صابور - حالة... حالات نفسية... تجربة باتولوجية...