أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الشخصية العربية - تحليل سيكوبولتك للفكر والسلوك (القسم الأول)














المزيد.....

الشخصية العربية - تحليل سيكوبولتك للفكر والسلوك (القسم الأول)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الشخصية العربية
تحليل سيكوبوتك للفكر والسلوك

أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

القسم الأول

نرى ، نحن السيكولوجيين ، أن شخصية الإنسان ( تفكيره وسلوكه) يسهم في تكوينها ثلاث "مؤسسات " هي : الأسرة والمدرسة والسلطة . وفيما يلي توصيف موجـز لـدور هـذه المصادر في تشكيل شخصية المواطن العربي،لتكشف لنا عن أحد أهم أسباب الصراع السياسي والتخلف الثقافي الذي تعيشه المجتمعات العربية..ونحن عنه غافلون.

اولا:الأسرة
يولد الطفل العربي في حضن وبيت يشكّلان لديه توجها نحو التفكير الخرافي وشخصية فيها اختلالات سلوكية .إذ يخلص من يستعرض الدراسات النفسية والاجتماعية الى نتائج " مخيفة " في مقدمها أن الأسرة العربية متهمة في أن أساليب تنشئتها للطفل العربي تقوم على : العقاب الجسدي والترهيب والتهديد والقمع السلطوي ، وأنها تركّز على مبدأ الحماية والطاعة والخوف من الأخطار ،على وفق رأي الباحث بركات. فيما يرى الباحث مصطفى حجازي أن الطفل العربي يعيش في عالم من العنف المفروض في داخل الأسرة ، الذي يجسّد اعتباطية السلطة الأبوية . ويدعم رأيهما باحثان بقولهما :إن الأسرة العربية تعاني من السلطة الأبوية الصارمة ،تتمثل في قهر الأبناء ووأد حرية الرأي .
وترى باحثتان من قطر عربي آخر أن الهدف الرئيس للتنشئة الاجتماعية في المجتمعات العربية يتمثل في : خلق الذات التواصلية التي يؤدي تحقيقها الى تعزيز علاقات السلطة الأبوية .
ويخلص الباحث (وطفة ) الى أن الآباء في إطار الأسر العربية المتسلطة يستخدمون القمع النفسي بالازدراء والاحتقار والسخرية والتهكم وتوجيه الألفاظ النابية ، وكذلك القمع الجسدي بالضرب والحرمان والسجن والمنع . وفي المعنى نفسه توصل الباحث (شرابي ) الى أن التنشئة العربية تنمّي أساليب التخجيل والتهكم والتبخيس وخلق الإحساس بالدونية والنقص . فيما يرى الباحث (علي زيعور) أن الأم العربية تلجأ الى التخويف بالأب والحيوانات والجن والعفاريت كي ينام الطفل أو يطيع أو يهدأ . ومن ثم ينتقل التخويف الى التهديد بالضرب ...وأن العصا والحيوان والشيطان أدوات قمع للطفل ومثيرات للرعب تؤدي في النهاية الى قتل روح النقد والإبداع واغتيال روح الحرية في نفوس الناشئة .
وفي بحث عن تأثير وسائل تربية الطفل في العائلة البرجوازية الحضرية ، يرى الباحث (شرابي) أن الأب يضطهد الصبي فيما تسحق الأم شخصيته عن طريق الإفراط في حمايته . أما البنت فتدفعها العائلة منذ طفولتها المبكرة الى الشعور بأنها عبء وغير مرغوب فيها . وان هذا الإفراط في الحماية وهذه السلطوية في العقاب يؤديان الى شعور الأبناء بالعجز والاتكالية والتهرّب من المسؤولية . وأن نظام العائلة عندنا – على ما فيه من حسنات كاحترام الكبار وحماية أفراد العائلة بعضهم بعضا في الملمات – يقوم على التنابذ والخلاف أكثر مما يقوم على التعاون والوئام ،وأن الغيرة والحسد يسودان علاقات أفراد العائلة أكثر مما تسودها المحبّة والتسامح ،وأن أولادنا يتعلمون منذ الصغر كيف يجري اغتياب الأصدقاء والأقرباء ، ومن أين تؤكل الكتف ، وأنهم في تنافسهم على محبة الأم وعطفها يتعلمون بشكل تلقائي كراهية الأشقاء وعدّهم منافسين يجب التحسّب لهم .
وأفادت دراسة (الدمرداش )التي أجراها في مصر بأن الأمهات المصريات يعتمدن الأسلوب التقليدي القديم في تربية الأطفال المتمثل بأسلوب الشدّة ..وأن الأم المصرية تنظر الى حرية الطفل في التعبير والمناقشة بوصفها جرأة شديدة لا يسمحن بها . وأفادت دراسة أجرتها جامعة الإسكندرية بأن أحد الأركان الأساسية للتنشئة الاجتماعية يتمحور في مبدأ تطبيع الطفل العربي مع الأوضاع والخضوع للكبار ، سواء أكان ذلك عن طريق التسلط أم طريق الرعاية الزائدة .
وهنالك من يذهب ابعد فيعزو ليس فقط اخفاقات الفرد العربي في أمور شخصية من قبيل الاعتقاد بالخرافة والتفكير السلفي ،بل حتى النكسات الكبيرة التي أصابت الأمة العربية، وتحديدا نكسة الخامس من حزيران عام 67 ، يعزوها الى أساليب تنشئة ورعاية الأسرة العربية لأطفالها ، على ما يرى الباحث (شرابي ).
ويخلص الباحثون محمد عماد إسماعيل ورشدي فام منصور ونجيب اسكندر في مصر ، وقاسم عزّاق وحسناء الحمزاوي في تونس الى أن أساليب التنشئة الأسرية العربية تسعى الى أن تخلق الطاعة والأدب عند الطفل عن طريق العقاب البدني ، ثم خلق المخاوف لديه عن طريق كائنات خرافية . فيما توصل كاتب هذا الموضوع في دراسته لأساليب تنشئة الأمهات في بغداد وقرية عراقية قريبة من مدينة الفلوجة الى شيوع معتقدات خاطئة وخرافية عندهن ، من بينها مثلا :
• ذبح خروف أو عجل فّجران دم يؤدي الى طرد الشر .
• وضع السكين التي يقطع بها الحبل السّري تحت فراش الطفل لمدة أربعين يوما ، تحمي الطفل وأمه من الشر والحسد
• تعليق خضرمة أو شذرة ، أو قطعة من الذهب على شكل هلال بشعر رأس الطفل ، تقيه من عين الحسود وتساقط الشعر .
• رمي الحبل السّري في حوش الحلال يجعل الطفل مستقبلا ميسور الحال ، ورميه في ساحة المدرسة يجعله يتولع بالدراسة .

تعـليـق
إن الأسرة العربية بوصفها الحاضنة الأولى للعقل العربي ، تعيش اختزالات واستلابات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية ونفسية ، تضطرها اللجوء الى العرّافين والسحرة والدجالين والمسيئين لاستخدام الدين ، للتخفيف من حالتها المأزقية .
ومع أن الأم العربية تغذّي أطفالها حليبا طيبا من صدرها ..مدفئّا بحنانها ، إلا أنها تغذّي عقولهم بأفكار خرافية يصعب عليهم التخلص منها حتى لو صاروا راشدين.والمشكلة أن من يتولى السلطة منهم،او يوصلوه اليها،يعمد الى توظيف تلك الخرافات والمعتقدات المتخلفة بما يخدمه سياسيا ويستغلهم ماديا وهم عنه راضون!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانيون والدينييون هل يلتقون؟! (الصدريون والشيوعيون أنموذ ...
- كذبة نيسان..ان انتهت المحاصصة في العراق بأمان!
- حواء..لو يعرفها آدم..سيكولوجيا!
- جائزة التنوير الثقافي لعام 2016
- ثقافة نفسية(187) سيكولوجيا الشك
- الضمير العراقي..حذار من مرحلته الرابعة!
- محنة حيدر العبادي..أين تكمن؟
- فالنتاين عراقي
- الطائفيون..لماذا تناءوا عن عبد الكريم قاسم؟!
- يوم قالت المرجعية..لقد بحت أصواتنا!
- كنز المال
- سيكولوجيا الغالب والمعلوب
- حيدر العبادي تحليل شخصية في دراسة علمية
- ثقافة نفسية(183) النساء..واكتئاب الشتاء
- التطرّف المذهبي..عنوان حروب 2016!
- العراقيون بين عام مضى وعام أتى
- سياسيو شيعة العراق..أخجلوا الشيعة
- فوضى الاعلام وسيكولجيا الجمهور
- ثقافة نفسية (182) ...الشره العصبي
- لمناسبة مناهضة العنف ضد المرأة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الشخصية العربية - تحليل سيكوبولتك للفكر والسلوك (القسم الأول)