رياض التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 08:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما لم يكن لهوية النازحين العراقيين القومية أو الدينية أو المذهبية أي دور ايجابي يشفع لهم أو يحميهم من إجرام و بطش و إرهاب و إذلال تنظيم داعش الإرهابي التكفيري من جهة و مليشيات الحشد الطائفي من جهة أخرى أو حتى لدى الحكومة التي تسببت سياساتها الطائفية و فسادها المالي و الإداري في التأسيس للوضع الذي أنتج التنظيمات الإرهابية كداعش و المليشيات الطائفية التي كانت من أخطر الأسباب في تهجير النازحين و ما يعانونه و بمباركة و إمضاء و صمت من السيستاني مما جعلهم إلى اليوم يعيشون أصعب حالات الإذلال و الهوان , ومن جانب أخر مغاير و مختلف و بنفس المنظار لم يكن لتلك الإنتماءات القومية أو الدينية أو المذهبية للنازحين أي تأثير سلبي على طريقة تعامل المرجع العراقي الصرخي الحسني و أنصاره معهم على مستوى الخطاب أو التعامل الميداني ,بل كانت حالتهم الإنسانية والمأساة التي عاشوها مع هويتهم العراقية هي المنطلق في التعامل معهم و هو ما عبر عنه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي في المحاضرة التاريخية العقائدية الثامنة و العشرون بتاريخ (7/11/2014) التي أعقبت الاعتداء الحكومي المليشياوي على برانيه وتصفية أنصاره قتلاً وتمثيلاً بالجثث وإعتقال المئات منهم في تموز من نفس العام بقوله ((... مئات الآلاف و ملايين الناس في الصحارى و في البراري و أماكن النفايات و القاذورات و عليهم ينزل المطر و يضربهم البرد كما يمر عليهم لهيب الحر و السموم و الشمس و حرارة الشمس و معاناة الصيف ,مر عليهم الصيف و مر عليهم الشتاء و تمر عليهم الايام و الأسابيع و الأشهر و الفصول و السنين ولا يوجد من يهتم لهؤلاء المساكين لهؤلاء الأبرياء .. لا يوجد الحد الأدنى من الإنسانية ... الحد الأدنى من الأخلاق ....)). و بالرغم مما يعانيه المرجع العراقي الصرخي الحسني و أنصاره من مضايقات وصلت حد إغلاق مكاتبه الشرعية وإعتقال مقلديه وإقصائهم من وظائفهم الحكومية و بتوجيه إيراني بسبب مواقفه الوطنية و الإنسانية و مع عدم وجود أي موارد للتمويل و الدعم الداخلي أو الخارجي إلا أن ذلك لم يمنع أن يقف أنصاره و بإمكانياتهم الذاتية الفردية الشخصية موقف المواطنة الحقة والأخوة الصادقة من خلال الدعم المادي و المعنوي لإخوانهم النازحين في عموم المحافظات التي يتواجدون فيها دون النظر لهويتهم القومية أو الدينية أو المذهبية و هذا ما شهدته ولفترة طويلة حملة الدعم التي انطلقت قبل عدة أشهر ولازالت مستمرة , كما لم ينفك خطباء و أئمة الجمعة و المصلين ممن لهم انتماء لمرجعية الصرخي الحسني من التذكير بمعاناة النازحين من خلال خطب الجمعة وإطلاق الهتافات الرافضة لظلم النازحين والمهجرين التي تعقب الصلاة . كما أن البحث عن حل جذري لمعاناتهم التي هي جزء من معاناة العراق ككل هو الأخر كان حاضرا في وجدان و خطاب المرجع العراقي الصرخي الحسني و أنصاره و كما جاء في النقطة الثانية من مشروع الخلاص الذي طرحه بتاريخ (8/6/2015) كحل لمشكلة العراق الأمنية و السياسية و الاقتصادية بفقراته الأحد عشر ((...2ـ إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى .))
#رياض_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟