أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (59) * النهود الجامحات العابثات الدانيات !














المزيد.....

أديب في الجنة (59) * النهود الجامحات العابثات الدانيات !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 07:56
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (59)
* النهود الجامحات العابثات الدانيات !
كوّع الليل على الليل ، وعانق ليل كوكب الملك ليل السماوات ، وهامت في الكون أفلاك واضطربت أمواج المحيطات صاعدة لتشق عنان السماء برقص حوريات وجنيات ، وصدحت أنغام على أوتار لونية أبرقت متلألئة مضفية على الدجى سحر الآيات ! واحتضنت كواكبٌ كواكبَ، وتراقصت مجرات مع مجرات ، وتألقت في الرقص على مسارح كوكب الملك لقمان نهود كاعبات "حانيات كقطوف دانيات، ناهدات دافقات جامحات عابثات " في فضاء خالق لم يضع للخلق حدّاًّ دون أن يكتمل كمال الخلق وإبداع الخالق والمخلوقات !
بدا الإمبراطوروقد هام في عوالم إله الملك لقمان، ولم يعد يعرف إن كان في عالم متخيل أوعالم من صنع سحرة خارقين ،أو من صنع آلهة ، ولم يجد إلا أن يضم رأس الإمبراطورة إلى حضنه وهو يرنو إلى نهود الحوريات والإنسيات وقد تمردت على أستار الحياء وراحت تهتز بحركات عبثية تحاكي الوجود وجمال الآلهة !
تنبه الملك لقمان إلى الإمبراطور وقد هام في سحر العوالم فبدا كالمخدَّر. خاطر الملكة نور السماء التي كانت تلقي رأسها على صدره فيما هو يمسد على شعرها براحة يده اليمنى " هل تتوقعين أن الإمبراطور ثمل أم أنه هائم في ما يراه ويحيط به ؟"
قالت : لا يبدو عليه أنه ثمل ،يبدو أنه مسحور بالعوالم التي وجد نفسه فيها وخاصة كل ما هو خارق للطبيعة ، من عدم انتهاء لليل ،وعدم الإحساس بالشبع ، وعدم الإحساس بالحاجة إلى التبول والتبرز ، وعدم الإحساس بالتعب والنعاس والحاجة إلى الراحة والنوم .
- إنها فرصة لي لأريح عقلي من التفكير في الإجابة على أسئلته الرهيبة !
-لا أظن أنه سيطيل الإستراحة وربما يفكر الآن في كل الإجابات التي سمعها منك ليعرف ماذا سيسأل .
- آمل أن أجد إجابات مقبولة تدعم رغبتي في أن لا أغادر هذه الدولة إلا وجميع سكانها يؤمنون بمذهبي !
- أتمنى لك التوفيق يا حبيبي رغم أنني أشك في صعوبة مهمتك !
- لا تحبطيني يا نور !
تنبهت الملكة إلى أنه خاطبها بشطر من اسمها متجاهلا مخاطبتها كحبيبة وحتى متجاهلا لكامل اسمها . همست :
- ألم أعد حبيبتك ؟
أدرك الملك غيرتها ..
- بلى يا حبيبتي لا تذهبي بعيدا في خيالك !
- لا أستطيع تصور المخاطبة بيننا إلا بالحب !
وقاطع الإمبراطور تخاطرهما حين استند في جلسته مبعدا رأس الإمبراطورة عن صدره برفق ، متسائلا :
- هل في الإمكان متابعة حوارنا جلالتكم ؟
- تفضل جلالتك ! لكن لا تعقد الأسئلة !
- لا لن أعقدها . أريد رأيكم في المبدأ الكلي الذي يستمد الخلق طاقته منه في مفهومنا الفلسفي ؟
شعر الملك أن الإمبراطور بدأ يشك في معتقده . أجاب :
- المبدأ الكلي ؟ المحرك الأول ؟ اسمان متشابهان . المشكلة ليست هنا . المشكلة تكمن في الجوهر والماهية . فهل هما مادة أم طاقة . وإذا كانا طاقة فهل هي طاقة فوق الطاقة؟ أي طاقة خارقة للطاقة لم تعرف بعد للعقل البشري ؟! وهل هما ثابتان أم متحركان وينبثق عنهما كل شيء في الوجود ؟ لو أردنا العودة إلى الفكر الفلسفي بشقيه المثالي (الديني) والمادي ( العلماني المنطقي ) لوجدنا أنه توقف عند هذين المفهومين ولم يبحث عن ثالث لهما . إذاعدنا إلى المفهوم الأول ( المثالي ) سنجد أن مفهوم المبدأ الكلي لا يختلف عن مفهوم الألوهة التي كانت اولا وكان وجودها خارج المادة والطاقة كون المادة خلق ولا يمكن أن يكون الله كائنا ماديا . وإذا ما عدنا إلى المفهوم الثاني أن المادة كانت موجودة منذ الأزل ولم توجدها ألوهة وبالتالي ليس هناك إله . السؤال الذي لم تطرحه الفلسفة : أليس في الإمكان أن تنتج المادة ألوهة ما ؟ أو ألم يكن في الإمكان التفكيرفي أن المادة ومنذ وجودها كانت تحمل بذورألوهتها فيها وراحت توجد نفسها بنفسها وتطورها ،وما زالت تطورها حتى اليوم دون أن تصل إلى مبتغاها أو ما تطمح إليه ، كفنان يمضي عمره في تطوير فنه ويموت دون أن يبلغ كمالا يرضى عنه . لقد تطرقنا إلى هذا الأمر من قبل جلالتكم وآمل أن أكون قد أضفت جديدا إلى هذا الفهم . علما أنني أستعمل تعبير( ألوهة) كتعبير مجازي عن الخالق .
أطرق الإمبراطور للحظات . تساءل :
- مسألة أن يكون هناك خالق وغير كامل مسألة لا يتقبلها عقلي ، فهذا يعني أن وجود المبدأ الكلي الذي نؤمن به غير مكتمل حتى اليوم . كيف ترى أن الخلق غير مكتمل حتى اليوم ؟
- هناك الكثير مما يشير إلى أن الخلق غير مكتمل وبما أن ألخالق في مفهومي لا ينفصل عن الخلق فهو غير مكتمل أيضا . تصور أن الإنسان يحتاج إلى ثماني عشرة سنة ليكتمل نموه ،ويحتاج إلى زمن طويل ليثقف نفسه ويتعلم مهنة أو أكثر في حياته . ولو تطرقنا إلى سنين الحمل وولادة مولود جاهل يحتاح إلى سنين ليتعلم لغة أبويه ويحتاج إلى سنين ليتعلم لغة أخرى، وقد يموت دون أن يعرف الغاية من وجوده ،
فإننا سنجد أن الخلق غير مكتمل . الإنسان يولد جاهلا وبمعنى آخر ناقصا ، ويموت وهو ناقص أيضا . ليست هذه إلا أمثلة بسيطة لنقص الخلق تتمثل في خلق الإنسان، الغاية المثلى التي وصلت إليها عملية الخلق ولم تكتمل بعد . لقد مارست الأدب والفن في حياتي ولم أشعر يوما أنني بلغت الكمال لا في فني ولا في أدبي ولا في فكري الحالي ، فما بالك بالخالق العظيم هل يشعر أنه أكمل عملية الخلق وهو الآن في راحة أبدية ؟ أبدا . لن يكتمل الخلق أو يبلغ حدا مقبولا دون أن يولد الإنسان المتكلم العارف للغة ابوية من المهد ،والعارف الغاية من وجوده ،وهي المساهمة في عملية الخلق بتحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال . ودون أن تتحقق هذه القيم على وجهها الأكمل سيظل الخلق ناقصا والخالق ناقصا( رغم عظمته ) لأنه لم يقدر على تحقيق هذه القيم ، فكمال الخلق من كمال الخالق .
******
يتبع .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة 58 * تجليات إعجازية للخالق والخلق !
- أديب في الجنة . الجزء الأول.
- أديب في الجنة (57) * في الخلق والخالق والبعث والنشور !
- أديب في الجنة 56 * في الحقيقة والغاية !
- أديب في الجنة (55) * في العقل ونشأة الكون!
- أديب في الجنة (54) * الرقص في الزمن المتوقف في المكان الكوني ...
- أديب في الجنة 53 * الدخول في الأسئلة الصعبة !
- أديب في الجنة 52 في رحاب الخالق العظيم !!
- أديب في الجنة 51 * ألخالق العظيم !
- أحلام مادية طاقوية ! (1) شاهينيات 1178
- مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177 ...
- في الألوهة وشرط وجودها ! شاهينيات (1176)
- لماذا لم يبن الله مدينة واحدة على الأرض ؟ شاهينيات 1175
- في العقل الكوني. شاهينيات 1174
- ( القصيدة الكاملة المعدلة انطلاقا من مذهب وحدة الوجود حسب فه ...
- إلى المرأة الحبيببة والأم والأخت في عيدها
- أديب في الجنة (50) * الملك لقمان في ضيافة الإمبراطور الإله !
- أديب في الجنة (49) * الالوهة مادة وطاقة !!!
- في الوعي الديني ! شاهينيات ( 1170)
- أديب في الجنة (48) * آلهة بلا حدود !


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (59) * النهود الجامحات العابثات الدانيات !