أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الإنتخابات الأمريكية : مزيد الإضطهاد والجرائم ضد الإنسانيّة فى الأفق ... و ضرورة ثورة شيوعية حقيقيّة و إمكانيّتها















المزيد.....



الإنتخابات الأمريكية : مزيد الإضطهاد والجرائم ضد الإنسانيّة فى الأفق ... و ضرورة ثورة شيوعية حقيقيّة و إمكانيّتها


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 00:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الإنتخابات الأمريكية : مزيد الإضطهاد والجرائم ضد الإنسانيّة فى الأفق ... و ضرورة ثورة شيوعية حقيقيّة و إمكانيّتها

كلمة للمترجم :
من أعداد من جريدة " الثورة " لسان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكيّة ، إصطفينا و ترجمنا باقة من المقالات للقرّاء باللغة العربيّة قدّرنا أنّها قد تساهم فى توضيح فحوى هذه الإنتخابات ومدارها و فى فضح لعبة الديمقراطية البرجوازية الإمبريالية و جوهر دكتاتوريّة هذه الطبقة و برامج الديمقراطيين و الجمهوريين من ناحية و الحاجة إلى التغيير الشيوعي الثوري الراديكالي ليس للولايات المتّحدة الأمريكية فحسب بل للعالم قاطبة قصد القضاء على كافة أشكال الإستغلال و الإضطهاد وتشييد مجتمع شيوعي عالمي من ناحية ثانية.
و تنطوى هذه الباقة على المقالات الآتى ذكرها :
1- المرشّحون للرئاسة يصرّحون بنيّتهم إقتراف جرائم حرب
2- الولايات المتّحدة الأمريكيّة : حول صعود دونالد ترامب ... و ضرورة ثورة حقيقيّة وإمكانيّتها
3- مقاربة علميّة جدّية لما يقف وراء صعود ترامب
بعض مؤلّفات بوب أفاكيان حول كيف وصلنا إلى هذا الوضع – و إمكانية شيء أفضل بكثير
4- ردّا على ترامب : الإجهاض ليس جريمة !
5- سؤالان إلى لويس فراخان و " أمّة الإسلام "
6- لنتعمّق فى أطروحات برنى سندارس
================================================================
حول الإنتخابات :
" إنّ الإختيار بين الحكّام المضطهِدين لن يوقفهم عن التحكّم فيكم و إضطهادكم و عن إقتراف الجرائم الفظيعة ضد الإنسانيّة .
هذا صحيح بشأن كلّ المرشّحين الكبار للرئاسة ، من كلّ من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي ، و سيكون صحيحا بشأن أي شخص يصبح رئيسا أو يحتلّ أيّة وظيفة سياسيّة سامية ، فى ظلّ هذا النظام . ما يحقّقه دعم هؤلاء الناس هو جعلكم متواطئين مع هذه الجرائم ."
( بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة ؛ من " حول " التسويات المبدئيّة " و الجرائم ما يحقّق دعم هؤلاالأخرى ضد الإنسانية " – على كامل الصفحة الأخيرة من " الثورة " عدد 433 ، 4 أفريل 2016 ) .

1- المرشّحون للرئاسة يصرّحون بنيّتهم إقتراف جرائم حرب
جريدة " الثورة " عدد 433 ، 4 أفريل 2016
Revolution Newspaper | revcom.us

يوم الإثنين 21 مارس 2016 ، قال لكم كافة المرشّحين المتبقّين إنّهم على إستعداد لدعم و تنفيذ جرائم حرب رهيبة و جرائم ضد الإنسانية .
لقد قاموا بذلك أمام اللجنة الأمريكية الإسرائيليّة للشؤون العامة ( آيباك ) بتبنّى إعلان التبرّعات و الإحتفال لدعم دولة إسرائيل . فقد إنتقد دونالد ترامب كلّ محاولات كبح جماح إسرائيل . و صرّح تاد كروز بأنّ فلسطين – موطن ستّة ملايين فلسطيني – غير موجود أصلا . و قال جون كاسيش : " يجب على الولايات المتحدة أن تقدّم لإسرائيل " دعمنا المائة بالمائة " وجاء على لسان هيلارى كلينتون : " يجب على الولايات المتحدة و إسرائيل أن تكونا أقرب من أي وقت مضى " و يجب على الولايات المتحدة أن " تزوّد إسرائيل بأحدث تقنية دفاعيّة " . و صرّح برنى سندارس بأنّ : " إسرائيل أحد أقرب حلفاء أمريكا ."
و هذا تعبير عن مواصلة و تصعيد الدعم الأمريكي لدولة الإستعمار الإستيطاني وما تقوم به من تجاوزات و تعذيب و قتل و تطهير عرقي للشعب الفلسطيني ، على غرار المجزرة الإسرائيليّة طوال خمسين يوما فى غزّة سنة 2014 حيث وقع قتل 2251 فلسطينيّا بمن فيهم 551 طفلا و هم فى منازلهم أو مدارسهم و فى ملاجئ تابعة للأمم المتحدّة .
لذا أنتم الآن على علم . كافة المرشّحين للرئاسة قالوا لكم و للعالم بصراحة إنّهم على إستعداد لإقتراف حجرائم حرب و جرائم ضد الإنسانيّة لأجل الدفاع عن إسرائيل خدمة للإمبراطوريّة الأمريكيّة . و التصويت لأي من هؤلاء المرشّحين يعنى التصويت لإقتراف جرائم هائلة ضد الشعوب ... ما يجعل منكم متواطئين مع هؤلاء المجرمين .
================================================================
2- الولايات المتّحدة الأمريكيّة : حول صعود دونالد ترامب ... و ضرورة ثورة حقيقيّة وإمكانيّتها
جريدة " الثورة " عدد 429 ، 7 مارس 2016
Revolution Newspaper | revcom.us

يمثّل دونالد ترامب أشياء ثلاثة .
أوّلا ، ترامب هو الممثّل المثالي للأجزاء الأكثر بشاعة و عفونة و طفيليّة و فسادا فى الإمبراطوريّة الأمريكية التى هي بعدُ فى منتهى البشاعة و الخبث و الإضطهاد و للقيم الإجتماعية التى تجسّدها هذه الإمبراطوريّة . ليست مواقفه السياسيّة فحسب بل كلّ طريقة تحرّكاته فى الحياة – التسلّط و الفساد و عباد المال و تقديسه و الإفتخار بالجهل و الشوفينيّة الفظّة ل " الولايات المتّحدة الأمريكية رقم واحد " و قبح الشبق تجاه النساء : كلّ هذا هو ما يؤدّى إليه ما يسمّى بالحلم الأمريكي . إنّه يجسّد الإستغلال و النهب الرأسماليين و عقليّة أنا أوّلا التى تفوح منهما . إنّه منتهى التعبير عن ذلك و على الرغم من ذلك هو تعبير .هذا ما يُعتبر أنّ الناس يرغبون فيه و يتبعونه فى هذا المجتمع . و هذا ما يتسبّب فى وتر عميق لدى أتباع النواة الصلبة لهذا النهيق وللأحمرة العنيدة .
ثانيا ، جمع ترامب معا فئة من الحركة الفاشيّة فى أمريكا بالشكل الأجلى و الأكثر عدوانيّة . وهو ينظّم هؤلاء الذين يشعرون بأنّهم مهمّشون و " غير محترمين " ، الذين تعلموا أنّ بشرتهم البيضاء و هويّتهم الأمريكيّة تجعل منهم أناسا من طينة خاصة و لكنّهم لم يعودوا يشعون بأنّهم " من طينة خاصة " ، والذين ينحون باللائمة على الذين تعلّموا إعتبارهم " أدنى منهم " فى المجتمع . هذا المعنى من " العنوان الأبيض الذكوري " المحبط له جذور عميقة فى النخاع الشوكي لأمريكا البيضاء ؛ و بوضوح يتلاعب الجمهوريّون و " يحترمه بلباقة " الديمقراطيّون ( بينما يالاعبون به على طريقتهم الخاصّة ) – و الآن مضى به ترامب إلى مستوى جديد تماما . إنّه يهدف إلى توجيه غضب هؤلاء الناس تحو المهاجرين و السود – بإختصار ضد الناس الأكثر إضطهادا ؛ إنّه يوجّههم ضد " الأجانب " و " المختلفين " لا سيما ضد كافة المسلمين ؛ كما يوجّههم ضد أيّ كان يرفض مسايرة جرائم هذا النظام أو يتجرّأ حتّى على الإختلاف مع ترامب . إنّه يثير " أشياعه " بنظرة أمريكا الهائجة التى تقتل و تعذّب بوضوح عبر العالم قاطبة – كفر عصابات صريح و فظّ و لا يخجل فى تعارض مع عصابات أوباما " الرقيقة " . و ليس حلفاؤه تماما دون بعض التراجع فى الهجمات و توجيه الضرب لكلّ من يتجرّأعلى رفع صوته ضد هذا ، و ضد هتافات الغوغاء التى إستدعاها ترامب . و إن تجرّأ أي إنسان على نقد ترامب على الأنترنت ، لديه ملايين الأتباع الذين كالأسماك المفترسة يخلقون " غوغاءا إفتراضية " تهاجمه .
و بالقيام بذلك ، إجتاح ترامب عديد الناس الذين قد لا يكونون رجعيين محلّفين اكن عدم رضاهم و تطلّعاتهم مرفوقة بسذاجة و حتّى أكثر من ذلك ، الميزة و المكانة التاريخيتين اللتين يتميّزون بها ك " أناس بيض " فى أمريكا ، تجعلهم حسّاسين لنذاء ترامب – وهو ما يجعله أخطر حتّى .
كلّ هذا وما يقوله عن المجتمع الأوسع ، حتّى إن لم يوجد شيء آخر( وهناك الكثير منه ) يكثّف الحاجة إلى ثورة حقيقيّة .
حصول أزمة فى الشرعيّة :
لكن هناك المزيد . ثالثا ، فاقم ترامب بجدّية أزمة الشرعيّة القائمة فى طريقة حكم الإمبراطوريّة الأمريكيّة . و تحيل " الشرعية " على الطريقة التى ينظر بها الناس بشكل واسع جدّا ، فى الوقات العاديّة للقوانين التى حسبها يسير النظام – و القوّة المسلّحة المستعملة لدعم هذه القوانين – على أنّها " شرعيّة " . يمكن أن يعترضوا و يحتجّوا عندما يبدو أنّه جرى تجاوز هذه القوانين أو دوسها من قبل الذين يوجدون فى السلطة ، لكن فى الأوقات العاديّة يقبلون فى الأساس هذه القوانين. و مع ذلك ، عندما يشرع الذين فى السلطة فى وضع القوانين موضع السؤال و دوسها و عندما يختلفون حول ما يجب أن تكون القوانين ، و عندما يبدو أنّ القوانين لا تعمل ، و عندما يصبح سير القواينين بغيض للغاية إلى درجة دفع الناس إلى المقاومة ، أو عندما تضع التحرّكات المقاومة القوانين موضع السؤال ... يمكن أن يشرع الناس ، على نطاق جماهيري ، فى وضع القوانين ذاها موضع السؤال . من أيت تأتى هذه القوانين فى المقام الأوّل و مَن و ماذا تخدم ؟ عندما يتساءل ملايين الناس عن هذا ، تصبح هذه المسائل بالفعل خطيرة جدّا بالنسبة للسلطة الحاكمة .
لفترة من الزمن الآن ، وُجد نزاع شرس بين المجموعتين صلب الطبقة الحاكمة ، مركّز تقريبا فى الحزبين الديمقراطي و الجمهوري ، على وجه الضبط حول صياغة قواينين و" ضوابط شرعيّة " جديدة . وقد إمتدّ هذا النزاع طوال عقدين الآن و قد إتّخذ أشكالا متنوّعة عديدة – و الآن هناك صراع فى منتهى الحدّة و غير مسبوق بشأن ما إذا كان سيسمح لأوباما بأن يمارس تكليفه الدستوري بتعيين أعضاء محكمة عليا آخرين مثال على ذلك . لكن فى الأساس هو نزاع يخصّ ما ستكونه هذه " الضوابط الشرعيّة " – التوافق الموحدّ بشأن " قوانين " المجتمع – فى زمن تغيّر و غليان كبيرين .
يواجه النظام ككلّ عدّة أزمات على جبهات متباينة – العولمة و" الشحن التربيني " للإقتصاد العالمي ، التى أفضت إلى إنهيار القاعدة الصناعيّة المحلّية و تراجع مستوى حياة عشرات الملايين ، مترافقين مع لامساواة بارزة و خارقة للعادة فى الدخل ... إنكسارات فىالوضع العالمي ، مع تحدّى مباشر للولايات المتّحدة ( و أوروبا الغربيّة ) تقف وراءه القوى الجهاديّة الأصوليّة الإسلاميّة و المتأتّى و كذلك منافسين آخرين ... التغيّرات العاصفة فى دور النساء إقتصاديّا و ثقافيّا ، لا سيما فى علاقة بالعائلة ...و التغيّرات فى " جنسيّات " المكوّنين لأمريكا – وتفاقم الحاجة إلى التعويل على عمل المهاجرين المتزامن مع إبعاد ملايين الأفروأمريكيين عمليّا من قوّة العمل ، و مأسسة نظام الإبادة الجماعيّة للسجن الجماعي ... و إشتداد الأزمة البيئيّة . هناك إغتراب على نطاق واسع و شعور فى صفوف عديد الفئات المختلفة بأ،ّ النظام متعطّل و القوانين لا تطبّق بإنصاف .
المركز – هل بإمكانه التماسك ؟
هنا مفيدة للغاية هي الملاحظات و التحاليل فى مقال " المركز – هل بإمكانه التماسك ؟ الهرم كسلالم " ضمن كرّاس " الحرب الأهليّة القادمة و إعادة الإستقطاب من أجل الثورة فى العصر الحالى " لبوب أفاكيان . فقد كتب : " عندما تحدث أزمة شرعيّة ، عندما يبدأ " الصمغ " الذى يجعل المجتمع متماسكا فى التحلّل وتكون هناك محاولة صياغة توافق حكمجديد ، عندها يُطرح بشدّة إن كانت تلك المحاولة لصياغة توافق ححكم جديد ( " صمغ إجتماعي " جديد إن أمكن القول ) ستنجح أم ستفشل ".
فى مواجهة هذا ، مضى الديمقراطيّون أساسا نحو مقاربة أكثر " تعدّد ثقافات " .إنّهم يدفعون ضريبة كلاميّة ويسعون إلى إعادة صياغة و توجيه نضالات مختلف القوميّات المضطهَدة التى تعرّضت تاريخيّا إلى التمييز العنصري الشديد لفسح مجال لتقدّم بعض الفئات القليلة ب ينما يتمّ أسرُ الغالبيّة فى ظروف أكثر يأسا حتّى ( مثلا ، إقتطاعات إصلاح دولة الرفاه و السجن الجماعي المطبّقين فى ظلّ نظام كلينتون الأوّل ). و عموما ، يفضّلون تغليف عدوانهم العسكري فى " قوة ليّنة " و تحالفات ما وراء البحار فيما يواصلون إقتراف جرائم حرب خبيثة بالطائرات دون طيّار و خوض حروب وحشيّة حقّا بواسطة وكلاء مثل العربيّة السعوديّة . إنّهم يقومون ببعض الإصلاحات فى " شبكة الأمان الإجتماعية " ب " مجاملات صداقة " حتّى وهم يترأّسون إقتطاعات شديدة القسوة عامة .
لقد إختار الملتفّون أساسا حول الجمهوريين الإستعمال العدواني الصريح للقوّة العسكريّة و بناء قاعدة فاشيّة داخل الولايات المتحدة حول فرض العقائد و القيم الأصوليّة المسيحيّة المتضمّنة لمزيد سحب البساط من تحت أقدام النقابات . و فى خضمّ هذه الديناميكيّة ، كان الجمهوريّون لعقود أكثر عدوانيّة بكثير و إرتأى الديمقراطيّون المرّة تلو المرّة التفاهم معهم – بينما أنكر الجمهوريّون شرعيّة الرئيسين الديمقراطيين الأخيرين ذاتهما .
والآن بالذات ، كلّ مجموعة من الجموعتين تواجه مشاكلا فى الحملة الإنتخابيّة الجارية . و وجد هذا تعبيره فى صفوف الديمقراطيين فى ترشّح برنى سندارس متقدّما عللا أرضيّة " ثورة شعبيّة " و على أنّه "ديمقراطي- إشتراكي" هدفه المعلن هو جلب الناس إلى السيرورة الإنتخابيّة فى شكل الحزب الديمقراطي. لا يهمّ أنّ ترشّحه ليس ثورة شعبيّة و لا أنّه ليس إشتراكيّا ، و أنّ جعل الناس يتجلببون بجلباب الحزب الديمقراطي ( وحتى ثوب تكتيف من المفترض أنّها ضيّقة ) سيجعل من غير الممكن عمليّا مواجهة المشاكل التى تعترض الإنسانيّة و معالجتها .
لكن هذه المشاكل أحدّ بكثير فى صفوف الحزب الجمهوري القوى الأساسيّة فى هذا الحزب تجدنفسها ضد الشخص القائد صراع تحديد من سيتقدّم بإسم الحزب ، على نحو لم يسبق له مثيل على حدّ ذاكرتنا .
لنكن واضحين : منذ البداية ، كان ترامب مدعوما بقوى أكبر ، ليس مجرّد " فاعل مستقلّ " كما يقدّم نفسه . فالتغطية التى تلقّاها الجدار إلى الجدار منذ الصيف الأخير- والتى كانت إلى المدّة الأخيرة محترمة تماما لا تفسّر ببساطة ب" تصنيفات" والآن بالذات تجمّعت القوى الأساسيّة للحزب الجمهوري فعلا ضد ترامب بصفة لم يسبق لها مثيل .
لسنوات ، وظّف الجمهوريّون نفس المواضيع مع نفس الأشخاص الذين يدقّ معهم ترامب ناقوس النجاح . و فعلا ، المنافس الأساسي لترامب ، تاد كروز ، هو ذاته فاشي متطرّف ، والعديد من مواقفه أكثر رجعيّة حتّى من مواقف ترامب. و يصارع كروز كذلك ترامب من أجل المسيحيين الفاشيين – و لدي ترامب تأثير كبير له دلالته على هؤلاء لكنّه قد وسّع أيضا هذه القاعدة إلى فئات أخرى و كان يصهر كلّ هذا معا تحت إمرته ، و هذا جزء من التهديد الخاص الذى يمثّله بصورة شاملة وجزء من التهديد للجمهوريين – و أيضا جزء من لماذا أشخاص مثل المحافظ الجمهوري و المرشّح السابق كريس كريستى يميلان إلى ترامب.
و يعزى واقع أنّ كلّ هؤلاء الجمهوريين و الحزب ككلّ قد ركّزوا أنفسهم على هذه المواضيع إلى أنّه لمّأ إعتبروه تهديدا ممكنا لم تكن لديهم طريقة حقيقيّة لمواجهته ( على الأقلّ فى البداية ) . وحينما يهاجمونه على أنّه مدّاح عنصري ، للكلو كلاكس كلان ...حينما يهاجمونه على أنّه معادي للنساء ... يبدو الأمر خاويا لأنّ هذا هو ما قام عليه حزبهم وكان هذا هو بالذات لبّ ندائهم . وبقدر ما يستمرّ هذا ، بقدر ما تظهر الديناميكيّة الكامنة إلى الضوء ، و بقدر ما يتساءل أناس أكثر لماذا قد تمّ النظر إلى هذا الحزب العنصري و الشوفيني و الفاشي على أنّه شرعي أصلا . قد يتساءلون لماذا لم يرتئى الديمقراطيّون التعاون مع الجمهوريين علنا بل نزعوا إلى الخلفيّة إلى عقد تسويات معهم . من و ماذا يخدم هذا ؟ أيّة طبقة و أيّة مصالح طبقيّة ؟
و بالعكس ، إن أطاحت مؤسسة الجمهوريين بترامب ، كيف سيكون ردّ قاعدته على ذلك ؟ بعدُ حركة المليشيا و مجموعات مشابهة تشارك فى تحرّكات ترامب – ولا تعتبر الحكومة الحاليّة حكومة شرعيّة . ماذا لو أنّ الناس المتحمّلين موقع المسؤوليّة يتجاوزوا قوانينهم الخاصة ليرفضوا تعيين ترامب مرشّحا للجمهوريين ؟ كي يكونوا متأكّدين ، يمكن أن يقوموا بذلك على نحو يُفقد ترامب المصداقيّة صلب الذين دفعهم إلى الآن إلى الأمام ،و أن يقوموا بذلك دون إلحاق ضرر حقيقي بأنفسهم . و كذلك يمكن أن لا يقوموا بذلك . و مثلما قال بوب أفاكيان فى تلك السلسلة من المقالات أيضا ( " خطر المسيحيين الفاشيين و التحدّيات التى يطرحها " ) :
" لا يمكنكم أن تستمرّوا فى إطلاق الوعود لهذه القوى كما يفعل الحزب الجمهوري – لا يمكنكم الإستمرار فى إطلاق الوعود ، ثم لا تنجزوا ما وعدتم بإنجازه " . لقد فضح ترامب و إستفاد من واقع أنّ فئة من الطبقة الحاكمة ملتفّة حول الجمهوريّين لعقود لم " تنقل " إلى هذه القاعدة . و قد مُني الجيش الأمريكي الممدوح بالهزيمة أو هو غائص فى مستنقعات عبر العالم قاطبة بفعل خصوم له أضعف منه بكثير عسكريّا . و السود لم " يوضعوا فى أماكنهم " فحسب بل فى السنوات القليلة الماضية قادوا مساءلة كبرى للعنصريّة الأمريكيّة و مُلئت الشوارع ، فى أوقات مختلفة ، بكافة أنواع الناس المتّحِدين و المتحَدّين لجرائم الشرطة العنصريّة .
و بالرغم من أنّ أوباما ليس فى الواقع سوى أداة – فى الواقع ، القائد الأعلى – لذات هذه الإمبراطوريّة ، فإنّه بالنسبة للناس فى قاعدة النواة الصلبة من الجمهوريّين ، ذات فكرة رجل أسود فى السلطة – فما بالك برئيس – غير مقبولة و غير شرعيّة كلّيا . و هناك أكثر من ذلك : لقد لقي المثليّون قبولا أكبر بدلا من النبذ و التهميش و قد منحتهم المحكمة العليا حتّى حقّ الزواج المتساوى . و نعم ، فيما ظلّوا يطرقون النساء و نزعوا حقّ الإجهاض من الملايين منهنّ ، فإ،ّ هذا لا يُرضى أتباع البطرياركيّة / النظام الأبوي هؤلاء ؛ و علاوة على ذلك ، إنأصدرت المحكمة العليا حكما ضد التقييدات الجديدة للإجهاض المعادية للنساء فى التكساس و ولايات أخرى ، وهي تقييدات تقع مراجعتها الآن ، ستشتعل نار هؤلاء إلى درجة كبيرة . وفى الختام ، هناك الإقتطاعات الجدّية الجارية فى مستوى معيشة عشرات الملايين و التى أشرنا إليها أعلاه ؛ وهي تشكلّ قاعدة و أساس كلّ هذا .
صعود ما يمكن أن يكون هتلرا أمريكيّا :
و يأتى ألان ترمب و يدّعى أنّه وفيّ لهذه الوعود التى أُحبطت . و يهدف من وراء ذلك إلى توحيد قطاع من المسيحيين الفاشيين لوقت طويل ، و أشخاص جدد يشاركونهم المشاعر نفسها من الغضب و النقمة ،فى آخر المطاف إعتمادا على عنوان الأمريكي الأبيض .
و يبدو نول التبعات واسع النطاق حتّى و الأمور لا تزال تشهدمدّا و جزرا كبيرين . لئن كسب ترامب التعيين كمرشّح للجمهوريين ، سيتمّ إطلاق العنان أكثر لهذه الحركة ، بإنعكاسات فظيعة للغاية على كافةنواحى المجتمع . وإنبات ترامب رئيسا ، سيبلغ الأمر مدى جديدا تماما بتحرّكه عندئذ نحوتطبيق البرنامج الذى خاض الإنتخابات على أساسه .
وماذا لو أنّ الذين ضمن الطبقة الحاكمة ينظرون إلى ترمب كتهديد و هم الآن – بعد تركهم له يبنى ذاته لأشهر ، و بعد تشجيعه طوال الأشهر عينها – يهاجمونه ...ماذا لونجحوا فى إستبعاد طلبه للترشّح بإسم الجمهوريين . حسنا ، سيوجد مشكل : ماذا سيفعلون بهذه الحركة التى توحّدت الآن حوله ؟ ليس واضحا فى هذه الحال ما الذى سيفعله ترامب أو الناس الذين جمعهم حوله .
زيادة على ذلك ، سيطرح هذا الوضع بصورة متصاعدة أمام الديمقراطيين أيضا . فمثلا ، ماذا لو أنّ قطاعا من الناس الذى أثاره ترامب يقع إحباطه من قبله هو لرفض ترشّحه بإسم الجمهوريّين أو بدلا من ذلك بكسبه لذلك ، و ترتفع وتيرة عنفهم ضد الذين يعتبرهم الديمقراطيون " قاعدتهم " ؟ بإستمرار ، يتوافق الديمقراطيون مع الفاشيين – ماذا لو فعلوا ذلك مجدّدا ورفضوا قيادة الناس فى مواجهة ذلك ... عندما يكون هناك أناس فى مزاج للقيام بذلك ؟
هذه هي أنواع الأشياء التى يمكن للذين يتخذون القرارات فى الإمبراطوريّة الأمريكية أنيواجهوها : ما الذى سيحدث عدم إستقرار أكبر و يضرّ بمصالحهم كما يرونها ؟
ما العمل و كيف التعاطي مع هذا التهديد الفاشي ؟
مهما حصل فى الوضع الحاضر ، تزداد الأمور ثقلا . سيوجد قمع . والإستقطاب الراهن – الذى يبحث فيه عشرات الملايين عن مخرج بيد أنّهم يرون خياراتهم بين فاشيّن مثل ترامب أو كروز من جهة والديمقراطيين ( بمن فيهم المفترض " بديلا راديكاليّا " لسندارس ) – ليس جيّدا و إن تُرك لوحده سيسفر عن كارثة . يجب أن تتمّ إعادة الإستقطاب من أجل الثورة – و يجب إنتزاع هذا من الوضع الراهن . و لن يوجد سبيل أيسر للقيام بشيء أفضل .
توجد و ينبغى أن توجد أكثر مقاومة لهذا ، ليس فى شكل التصويت لديمقراطي من الديمقراطيين بل بالبناء على نوع الأشياء التى ترونها بعدُ فى توجّه الناس إلى مسيرات ترامب و فضحه . لكن أهمّ شيء يجب علينا فهمه هو التالى : إنّ الإضطراب فى قمّة المجتمع فى الوقت الحالي ... و ظهور الوجوه السياسيّة التى تهدف إلى تغيير كيفيّة التحكّم بالشعب ، بطرق من الممكن أن تكون دراماتيكيّة ومدمّرة إلى أقصى الحدود ...و القتال فى صفوف الحكّام بشأن ما الذى ينبغى القيامبه بهذا المضمار ... يفتح إمكانيّات جديدة و ضرورة جديدة لفضح النظام الذى ولّد هذا و بناء قطب جبّار حول قوّة منظّمة تمثّل بديلا حقيقيّا : أمل ثوري حقيقي على أساس علمي راسخ . و كلّ هذا مأخوذا معا جزء من السيرورة التى يمكن أن تخلق إنفتاحا تكون فيه القوّة المتّجهة نحو الثورة وتنوى وهي قادرة على قيادة الشعب القيام بذلك يمكن لهذه القوّة أن تحقّق مكاسبا عظيمة ويمكن حتّى أن تفتح فرصة للهجوم الشامل ، أي قيادة الجماهير للقيام بالثورة الشاملة ، بفرصة حقيقيّة للظفر .
وليس هذا هو النتيجة الممكنة الوحيدة و ليس شيئا بالضرورة سينمو نموّا خطّيا واحد – إثنان – ثلاثة من الوضع الراهن. لكن الثورة لن تصنع فى وضع جاهز ، فى متناول اليد ، بل ستعنى ضرورة الإضطراب والإنفجارات الإجتماعية و التقدّم فى وجه القمع الشديد . المسألة مسألة تحليل هذه الإمكانيّات الآن و إستيعابها و الإشتغال عليها .
و تعقيدات ذلك ...كلّ التحدّيات التى ستُطرح ...كلّ هذا يتجاوز ما يتناوله هذا المقال أو هذا العدد من الجريدة بالبحث . لكن لدينا مقال يقودكم إلى أعمال بوب أفاكيان الذى طوّر طريقة كاملة للفهم العلمي لهذا الصنف من الجيشان الإجتماعي و كيف يمكن إغتنام أوضاع فى منتهى الخطورة ، بنوع القيادة الصحيحة لتحقيق مكاسب كبرى . و ستكون كيفيّة تطبيق هذه المبادئ متوفّرة على موقعنا على ألنترنت و فى صفحات جريدتنا فى الأشهر القادمة ، مع تطوّر هذا الجيشان . وأنتم، قرّاءنا ، لكم دور محدّد تنهضون به بالتعمّق فى هذه الأعمال و كتابة الأفكار التى تحدثها فيكم .
و فى الوقت الحاضر ، مع ذلك ، ما يمكن و يجب أن يقال عن ما يعنيه صعود ترامب ،حتّى الآن ، بالنسبة للذين يعملونمن أجل الثورة :
قبل كلّ شيء يعنى إيصال رسالة إلى الجماهير بأنّ هناك بديل حقيقي وضروري لكلّ هذا : الثورة . ومفاد هذا فى الوقت الحاضر و فى الأشهر القادمة هو إغتنام الجوّ العام المشحون للغاية لإيصال صوت بوب أفاكيان و طريقة فهمه للعالم و النظرة التى طوّرها للمجتمع الجديد ( و المجسّدة فى " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة لشمال أمريكا " ) وإستراتيجيا تحقيق هذا ، إلى الملايين. و ينطوى هذا فى جزء منه على الإتصال بالذين جذيهمالرسالة التى يقترحها سندارس – وهي كما قلنا مؤخّرا ، وهم ..." حزمة تقدّم بلا ألم ".
إنّه يعنى إعداد أنفسنا ، الحركة منأجل الثورة ، وإعداد الجماهير للتعاطى مع الجوّ الأكثر قمعا بكثير ممّا هو موجود بعدُ ، و للإجراءات و الحركات القمعيّة الشديدة التى تلوح الآنفى الأفق مع صعود ترامب (و مهما كان مصير ترامب ، فإنّ ترشّحه يخلق رأي عاما وتنظيما له ) . و يعنى هذا إلى حدّ كبير بناء جدار من الدعم لبوب أفاكيان – إعتمادا على فهم الناس لقيمة ما يقومبه و توصّلهم إلى إحترامه وحبّه على ذلك الأساس .
هذا فى منتهى الأهمّية . دون خيار حقيقي ، ستظلّ الجماهير أسرى ذات الطاحون المميت الذي يطحنهم الآن .
إنّه يعنى أن نخرج إلى الجماهير و أن نبيّن بشكل حيويّ كيف أنّ ترامب يجسّد ما تقف أمريكا من أجله و كيف أنّه لا يذهب بأيّة طريقة جوهريّة ضد ذلك ، و أنّ الحلّ ليس العودة إلى وهم " التقاليد الديمقراطية الأمريكيّة " ، و لا هو الإصطفاف وراء إنتخاب ديمقراطي من الحزب الديمقراطي كنوع من الدفاع بل القتال عمليّا للتخلّص من نظام لا يضع نهاية لأشخاص مثل ترامب و ريغان ونعن ، كلينتون ، مرّة و إلى الأبد . إنّه يعنى أننخرج إلى الذين يعارضون ترامب و الذين هم منجذبون حاليّا إليه إلاّ أنّ مصالحهم و تطلّعاتهم الجوهريّة لا يمكن أن تلبّيها إلاّ ثورة شيوعيّة و الذين عبر الصراع يمكن كسبهم إلى رؤية ذلك . و أساس القيام بهذا و النجاح فيه يكمن فى تناقضات هذا النظام الإجتماعي و ما يولّده بطرق مختلفة و متعدّدة – و أنّ ترامب ليس شيئا شاذا أو إستثناءا غريبا بل هو تكثيف لهذا النظام الإجتماعي فى زمن أزمة .
إنّه يعنى إيصال موقع الأنترنت و جريدة " الثورة " إلى المجتمع . وفى زمن كهذا ، و الجماهير تتعطّش على غير العادة إلى ما يحدث و ما الذى يجب القيام به ، يجب أن يكون موقع الأنترنت هذا وهذه الجريدة ، كما دعا إلى ذلك بوب أفاكيان: " الأداة المرشدة المحوريّة و الحيويّة فى دفع و توجيه و تدريب وتنظيم الآلاف و التأثير فى الملايين – مقاومة السلطة ، و تغيير الناس ، من أجل الثورة – التعجيل و الإعداد لزمن يمكننا فيه أن نقوم بالهجوم الشامل ، بفرصة حقيقيّة للظفر " . و يعنى ذلك بلوغ مستوى آخر تماما .
و إضافة إلى ذلك ، يجب على الحركة من أجل الثورة أن تتخذ شكلا أقوى بكثير . و يعنى هذا أنّه يجب على نوادى الثورة أن تصبح قوى أكثر حيويّة بكثير فى الأحياء و الجامعات ، تنتدب الناس على أساس الشعارين : الإنسانيّة تحتاج إلى الثورة و الشيوعية ؛ و مقاومة السلطة ، و تغيير الناس ، من أجل الثورة . و يعنى هذا أنّ مراكز الثورة – المكتبات – ينبغى ان تغدو أماكنا حيويّة حيث يتمّ نقاش الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان و يتمّ صراع تيّارات مفاتيح فى المجتمع و يتمّ توحيد التيّار الشيوعي الثوري . و فى الأخير ، يحتاج الحزب نفسه ، الطليعة ، أن ينمو و يتطوّر أكثر –كمّيا ، و نعم ، نوعيّا ، فى صرامته العلميّة و توجّهه الثوري .
إنّه يعنى مواصلة إستنهاض الجماهير لقتال السلطة ، و كلّ من يضغط على الغضب و التحدّى الشرعيين الذين يشعر بهما الناس تجاه ترامب و بلوغ و الإلتحاق بالذين يعطّلون مسيراته و ، فى نفس الوقت و أعمّ حتّى ، مواصلة النضال – و جلب مزيد الناس إلى النضال – ضد إرهاب الشرطة و أشكال أخرى من إضطهاد السود و السمر ...ضد إضطهاد النساء و فى الوقت الحاضر ، المحاولات الخبيثة للتنكّر لحقّ إجهاض ملايين النساء ...ضد شيطنة المهاجرين ...و ضد الحروب ... و ضد نهب البيئة .
بإختصار ، إنّه زمن خطير ... و زمن فرصة كبرى . فلنستعدّ لرفع التحدّى .
3- مقاربة علميّة جدّية لما يقف وراء صعود ترامب
بعض مؤلّفات بوب أفاكيان حول كيف وصلنا إلى هذا الوضع – و إمكانية شيء أفضل بكثير
جريدة " الثورة " عدد 429 ، 7 مارس 2016
Revolution Newspaper | revcom.us

إذا أردتم أن تفهموا فهما جدّيا العوامل التى تقف وراء صعود دونالد ترامب ، فإنّ مكانا مفتاحا كنقطة بداية هو مؤلّفات بوب أفاكيان طوال عقود عن الأزمة فى صفوف الطبقة الحاكمة للولايات المتحدة والإنعكاسات الممكنة لذلك على الثورة . بوب أفاكيان قائد الحزبالشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكيّة و صائغ الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تمثّل تقدّما نوعيّا فى المقاربة العلمية للقيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة . و يمكن إكتشاف المزيد من خطبه و كتاباته على هذا الرابط :
http://revcom.us/avakian/index.html
و إلى جانب التعمّق فى ما يكشفه عن هذه الأزمة الخاصة ، أهمّ شيء هو التعلّم من المنهج و المقاربة الذين يطبّقهما . إنّ التعمّق فى دراسة هذا و فى دراسة أعمال بوب أفاكيان طريق التقدّم.
من أين نبدأ :
• BA Speaks: REVOLUTION—NOTHING LESS! Bob Avakian Live (film of a talk given in 2012)
• “The Pyramid of Power And the Struggle to Turn This Whole Thing Upside Down” [“Another war for election purposes? (pyramid)” on the DVD film Revolution: Why It’s Necessary, Why It’s Possible, What It’s All About.] Also available in the pamphlet The Coming Civil War and Repolarization for Revolution in the Present Era
• The Coming Civil War and Repolarization for Revolution in the Present Era (a collection of excerpts drawn from conversations and discussions, as well as more formal talks, by Bob Avakian)
• Unresolved Contradictions, Driving Forces for Revolution (edited tran-script- of a talk by Bob Avakian, fall 2009)
• Birds Cannot Give Birth to Crocodiles, But Humanity Can Soar Beyond the Horizon, Part 2: BUILDING THE MOVEMENT FOR REVOLUTION,” March 8, 2011

• “Why We’re in the Situation We’re in Today... And What to Do About It: A Thoroughly Rotten System and the Need for Revolution,” the first of the “7 Talks”—available online in audio
و هذه الأعمال و غيرها كثير متوفّر على الرابط التالي على الأنترنت :
http://revcom.us/avakian/index.html

4- ردّا على ترامب : الإجهاض ليس جريمة !
جريدة " الثورة " عدد 433 ، 4 أفريل 2016
Revolution Newspaper | revcom.us
فى 30 مارس ، قال دونالد ترامب إنّه يجب منع الإجهاض وإنّ المرأة التى تقوم بالإجهاض يجب أن " تعاقب بشكل ما ". و سرعان ما إضطرّ ترامب إلى الإجابة المباشرة على الجلبة التى أحدثها تعليقه بقول إنّه ما إذا كانت المرأة تعاقب أم لا ينبغى أن " يُترك للولايات " و إنّ المرأّة التى تقوم بإجهاض " ضحيّة " و الطبيب فقط هو الذى يجب أن يُعاقب . و قال : " صدرت الآن قوانين بشأن الإجهاض و هكذا ستظلّ إلى أن يقع تبديلها " . ثمّ فى حوار صحفي على قناة السى بى أس ( وقع بثّه يوم الأحد 3 أفريل ) سأل جون ديكرسون ترامب : " هل تعتقد أنّه جريم ة ، الإجهاض ؟ " و ضغط ديكرسون على ترامب سائلا مجدّدا : " لكن ليس لديك إختلاف مع هذا الإقتراح ، إقتراح أنّه جريمة " فأجاب : " لا ، ليس لديّ إختلاف معه " .
يعلن ترامب صراحة ما يحاجج من أجله تاد كروز و جون كاسيش و آخرون فى الحزب الجمهوري – انّ الجنين طقل له حقوق أهمّ من حقوق النساء ؛ بكلمات أخرى ، أنّ النساء حاضنات و مربّيات .
و ينهض موقف ترامب وكامل الحركة المناهضة للإجهاض على كذبة أنّ هذا جريمة لكن الإجهاض ليس جريمة . و مقال هام جدّا " ما هو الإجهاض و لماذا يجب النساء التمتّع بحقّ الإختيار – الحياة لا يمكن ولا يجب الحفاظ عليها دائما " ل أ. أس . ك و فيه يُقال :
" أصحيح أنّ الجنين شكل من أشكال الحياة ؟ طبعا هو كذلك . إنّه متكوّن من خلايا حيّة ، ينمو وتنمو طاقته ، له قدرة على النضج و التكاثر ، له نظام جيني و ما إلى ذلك . هل سيحطّم الإجهاض هذا الشكل من الحياة ؟ أجل ، مطلقا . حسنا إذن ، أليس الإجهاض قتل إنسان آخر ؟ لا ، مطلقا ليس كذلك . إنّه " على قيد الحياة " لكن هذا صحيح كذلك بالنسبة لجميع الخلايا الأخرى فى جسم المرأة . لا يملك حياة خاصّة به بعدُ . ليس بعدُ حياة منفصلة عن حياة المرأة التى يوجد فى رحمها ..."
حياة إمرأة مضطرّة إلى مواصلة حمل غير مرغوب فيه حياة معرّضة للخطر. يمكن أنتلجأ إلى إجهاض خطير بطرق ملتوية . و إذا أجبرت على مواصلة الحمل ، تضعف حياتها و تنحطّ. سيُسرق منها الفخر و إحترام الذات لأنّ المجتمع قال لها إنّها بالأساس لا قيمة لها – حتّى جملة خلايا غير متطورة ليست بعدُ طفلا مكتملا تحظى بعدُ بأكثر إحتراما و لها قيمة أكبر من هذه المرأة ! لأنّه ليس يُسمح لها بالتحكّم فى جسدها ، فى تناسلها الخاص ، و ليس يُسمح لها بتقرير إن كانت ترغب أم لا أو مت تصبح أمّا ، لا تملك حرّية أكثر من حرّية العبد .
الجنين ليس طفلا .
الإجهاض ليس جريمة .
النساء لسن حاضنات .

5- سؤالان إلى لويس فراخان و " أمّة الإسلام "
كارل ديكس ، جريدة " الثورة " عدد 433 ، 4 أفريل 2016
السؤال الأوّل : ما الذى يعجبكم فى دونالد ترامب ؟
متحدّثا يوم الإنقاذ السنوي لأمّة الإسلام ، قال الوزير لويس فراخان : ترامب هو العضو الوحيد الذى وقف فى وجه المجموعة اليهوديّة و قال : " لا أرغب فى مالكم " .
" فى كلّ مرّة يمكن فيها لرجل أن يقول للذين يتحكّمون فى سياسة أمريكا : " لا أرغب فى مالكم " ، هذا يعنى ليس بوسعكم التحكّم فى . وهم لا يستطيعون السماح بالتخلّى عن التحكّم فى رؤساء الولايات المتحدة .
هذا يعنى أنّى إلى جانب ترامب ، قال فراخان ، لكن يعجبنى ما أشاهده " .
ماذا ؟ ما الذى تشاهدونه و يعجبكم فى دونالد ترامب ؟ نعته المهاجرين المكسيكيين بالمغتصِبين و المجرمين ؟ أم قوله إنّه يجب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة ؟ هل يُعجبكم نداؤه ببناء جدار عازم بين الولايات المتحدة و المكسيك و جعل المكسيك تدفع تكاليف إنجازه ؟ هل يعجبكم قوله إنّه تجب معاقبة النساء اللاتى تقمن بالإجهاض ، أم نعته النساء ب" الخنازير و " متسكّعات " ؟ هل تعجبكم دعوته إلى التعذيب المفتوح للذين يكونون محلّ شكّ فى أنهم مشاركون فى ما يسمّه هجمات " إرهبيّة " على الولايات المتحدة ؟ هل تعجبكم طريقته فى بعث الحماس فى مناصريه ليهاجموا جسديّا المحتجّين فى مسيراته ؟ هل تعجبكم دعوته إلى تعذيب المتّهمين بعلاقات مع " الإرهابيّين " و إلى خطف أفراد عائلاتهم وقتلهم ؟ هل تعجبكم طريقة كونه على رأس تجمّع فاشيّ صاعد فى هذه البلاد ؟ أم تعجبكم طريقة متاجرته بالهراء المعادي للسامية حول اليهود و " المال اليهودي " الذى يتحكّم فى سياسة الولايات المتحدة ، وهو بذلك لا يفعل سوى التغطية على الطبقة الحاكمة الحقيقيّة فى هذه البلاد ، الرأسماليّون – الإمبرياليّون.
ومجدّدا ، ببساطة ما الذى تجدونه مقبولا لدى دونالد ترامب ؟ ما الذى تقوله عن مصالحكم و تطلّعاتكم جملة " يعجبنى ما أشاهده " عندما تشاهدون هذه الرياح الفاشيّة ؟
السؤال الثاني : أين " و إلاّ " فى " العدالة و إلاّ " ؟
أقصد ، كان مئات آلاف الناس فى شوارع نيويورك فى أكتوبر 2015 وذلك من أجل مسيرة جماهيريّة دعت إليها " أمّة الإسلام " تحت ذلك الشعار " العدالة و إلاّ " . لقد دفع الزخم النضالي لذلك التجمّع أناسا كانوا يرغبون فى رؤية وضع حدّ لهجوم الإبادة الجماعيّة الذى يشنّه النظام ضد السود .
حسنا ، الهجمات لم تتوقّف . لا تزال الشرطة تنفذ بجلدها من الجرائم فى حقّ السود . و لا يزال السود نزلاء السجون بأعداد غير متناسبة . و قد وقع إيقاف موظّفى دولة و هم يضخّون ماءا ملوّثا فى قنوات تؤدّى إلى قنوات إستهلاك مياه السكان ذوى الغالبيّة من السود فى فلينت و ميشيغان . وفى حين كان موظّفو الدولة والموظّفين المحلّيين يتراشقون بالتهم ، تواصل ضخّ المياه المسمومة . بالتأكيد ما منعدالة هنا ، فأين " وإلاّ " ؟
هل هذا هو النداء الذى وُجّه إلى الناس ليستثمروا فى المزارع المملوكة من قبل السود فى مسيرة أكتوبر التى مرّ بنا ذكرها ؟ أم هل يشمل المخطّط القومي للأحمر و الأسود و الأخضر و جهود النظافة فى 16 أفريل التى نسّقتها عدالة شيكاغو أو لجنة تنظيم محلّية أخرى ؟
جرى وصف 16 أفريل كالتالى :
- جمع الأوراق والزبالة فى أكوام .
- تنظيف الشوارع والمسالك .
- تنظيم حاويات شاغرة .
- تنظيف الرسوم على الجدران .
- تطهير أرواح أطفالنا .
- زراعة الورود و الشجيرات و الأشجار و الأعشاب .
- الإعلام عن منازل خطرة أو منازل مهجورة تماما .
- الإعلام عن السيّارات أو الجرّارات المتروكة .
فى الماضي حينما كنت أقطن ببلتيمور ، موّلت سلسلة جريدة الأفروأمريكي ما أطلقوا عليه إسم منافسة الكتلة النظيفة حيث يتجمّع الناس ليقوموا تقريبا بالشيء نفسه كلّ لكتلة المساكن الخاصة بهم . لكن جريدة الأفروأمريكي لم تدّعى قط أنّ الشوارع الأنظف ستؤثّر فى إيقاف هجمات النظام ضد السود .
لذا أجد نفسى مضطرّا لسؤال " أمّة الإسلام " ، هل تقولون إنّ هذا هو " و إلاّ " التى ستجعل الحكّام الرأسماليين لهذه البلاد يوقفون إطلاق خنازيرهم لتعنيف السود و قتلهم ؟ أو يردعهم عن الزجّ بالسود فى سجونهم أو عن أيّة هجمات أخرى كجزء من هجوم الإبادة الجماعيّة الذى يشنّه هذا النظام ضد السود ؟
================================================================


6- لنتعمّق فى أطروحات برنى سندارس
ليني وولف ، جريدة " الثورة " عدد 433 ، 4 أفريل 2016
" إن حاولتم أن تجعلوا من الديمقراطيين ما ليسوا عليه و لن يكونوه ، ستنتهون إلى أن تكونوا أشبه بما عليه الديمقراطيون فعلا . " ( " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ،3:12 )

... ليس من الصعب رؤية لماذا .
لقد إستمعتم إلى سندارس و شاطرتموه الرأي عندما وصف اللامساواة الرهيبة و الطاحنة التى تميّز مجتمع الولايات المتحدة . والشيء نفسه قمتم به عندما نقد الطريقة المتعجرفة التى يمنع بواسطتها عشرات الملايين من الضرورات الأساسيّة مثل السكن و الرعاية الصحّية و الشغل اللائق و التعليم . أو عندما تحدّث عن عشرات الملايين الآخرين الذين جرت تربيتهم على إنتظار حياة أفضل - و يجدون الآن أنفسهم فى دائرة من الديون الضخمة و الشكّ الكبير فى المستقبل .
لقد أومأ سندارس لمّا وصف السجن الجماعي لشباب السود و اللآتينيين بأنّه غير مقبول و دعا إلى وضع حدّ للحرب ضد المخدّرات . و تعلمون أنّ هيلاري كلينتون و البقيّة كانوا غارقين إلى العنق فى تلك الفظائع إلى أن أخذ الناس يحتجّون . يتحدّث ساندارس عن الحاجة إلى تخطّى إضطهاد النساء و المثليّين و المهاجرين و تشعرون أنتم أيضا بهذه الحاجة . و حينما يهاجم المترشّحين الآخرين لأنّهم قد ساندوا الحروب المدمّرة ضد البلدان و الشعوب الأخرى ، و يدعو إلى علاقة مختلفة مع البيئة و يحمل على صناعة الوقود الإحاثي – فإنّ ذلك يهمّكم أيضا .
و أكثر من ذلك . يقول " النظام متلاعب به " لصالح كبار الأغنياء و يشير بإصبعه إلى " طبقة أصحاب البليارات بوول ستريت " و يقول " لا يمكن أن يستحوذوا على كلّ شيء " . و ينقد " ال1 بالمائة " و يعتبر علامة شرف له أن أصحاب البنوك لم يطلبوا منه قط أن يلقي خطبا فما بالك بردمه بالمال مثلما يفعلون مع كلينتون أو تاد كروز . و يقول إنّنا نحتاج إلى ثورة و إنّ كلّ تغيّر حقيقي يأتى من الناس العاديين المتّحدين و الذين يعلنون " كفاية ". و أحيانا يتحدّث حتّى عن " الإشتراكية " . لمّا يقول " المستقبل الذى نؤمن به " – حسنا يعجبكم ذلك أيضا – ليس من المبالغة قول إ،ّ غالبيّة أصدقائكم يفزعون عندما يفكّرون حتّى فى الوضع المزري القائم و ما يمكن أن يكون المستقبل . يقول سندارس ذلك على نحو يبدو مباشرا و نزيها و يبدو أنّه يعمل من أجل توحيد الناس و ليس تقسيمهم .
ثمّ هناك الإجابة : صوّتوا لسندارس . تبرّعوا ببعض المال ، ثمّ صوّتوا و أدعوا آخرين للتصويت . قد يبدو الأمر يسيرا : ثورة بلا تمرّد حقيقي ، بلا معركة حقيقيّة ، بلا تضحية حقيقيّة . وحتّى الذين يقولون إ،ّحملة سندارس طريقة للبناء بإتّجاه حركة ستكون تزخر بالتمرّدو الصراع – وسنعود بعد قليل إلى صنف الحركة التى ستكونه – ما فتئوا يجدون أنفسهم منجذبين بسهولة إلى الإنتخابات و " أقفز – إنطلق " .
و الآن إنّ فكّرتم فى ذلك للحظة ، يمكن أن تقولوا "مجرّد إضافة ماء " لمقاربة مختصرةللثورة متناقضة نوعا ما . وستكونون على حقّ . إن كنتم من المنجذبين إلى حملة سندارس لأنّكم تشعرون بعمق بأنّ الطرق القديمة تعمل ضد الجماهير ونحن فى حاجة ملحّة إلى شيء جديد ، عندئذ تقع على عاتقكم مسؤوليّة التساؤل هل أنّ هذا هوحقّا ما تحتاجون إليه .
لنكن واضحين : لسنا بصدد دعوتكم إلى التخفيض من رؤيتكم أو أن " تكونوا واقيّين " بطريقة قول لا بل التى تعنى ببساطة مسايرة الوضع السائد و القيام بما تقدرون على القيام به على الهوامش . على الأرجح نلتم كفاية من ذلك من أتباع كلينتون و والديكم . ولن نقول لكم أنّ تتخلّوا عن مبائكم – سنقول لكم كونوا صادقين إلى أقصى حدّ مع قناعاتكم و بأن تتعمّقوا بجدّية فى ما سيتطلّبه أمر إنشاء عالم يمكن فيه لسبعة مليارات منالبشر أن يزدهروا ؛ سنقول لكم إرفعوا أنظاركم إلى مستوى ذلك .
لكن بادئ ذى بدء علينا التحدّث عن برنى .
كيف يحدّد بارنى ساندارس المشكل ؟
لننطلق مع كيف يحدّد بارنى سندارس مصدر الوضع الفظيع الذى نواجهه . يرى سندارس ذلك على أنّه رئيسيّا مشكل أغنى الأغنياء " يتلاعبون بالنظام " و ليس المشكل النظام عينه . وهو يهاجم بمرارة بورصة وول ستريت و يقول " لا يمكن أن يستحوذوا على كلّ شيء " – لكنّه لا يشير قط إلى كلمة " الرأسمالية " . فوول ستريت مجرّد مظهر منال مظاهر النظام الإقتصادي و السياسي للرأسماليّة – الإمبرياليّة . إنّها عرض من أعراض المرض و ليست المرض .
لذا ما هي الرأسمالية ؟ قبل كلّ شيء هي " نمط إنتاج " بأكمله – أي جملة كاملة من الطرق التى وفقها على الناس أن يدخلوا فى علاقات لأجل إنتاج ضرورات الحياة . و مثل أي نظام آخر ، لها قوانينها . الرأسماليّة تعنى أنّ حفنة صغيرة من الرساميل الخاصة أو المتل الرأسماليّة تمتلك و تسيطر و تهيمن على الثروة المنتجة إجتماعيا على يد بلايينالناس حول العالم . و تعنى الرأسماليّة نظاما حيث تستخدم تلك الطبقة الصغيرة ملكيّتها لوسائل الإنتاج لتنتج ثروة فتضطرّ الآخرين للعمل لديها . و هذه العلاقة – هذا الإستغلال – هي المصدر الأساسي للكمّيات الهائلة من الثروة المراكمة بين أيدى الأفراد . و تعنى الرأسماليّة أ،ّالرأسماليين يتنافسون مع بعضهم البعض للحصول على أقصى الأرباح فى لعبة قاتلة من " التوسّع أو الموت " . فإذا لم تستغلّ إلى أقصى درجة ، إذا لم تبحث بإستمرار عن كيفيّة الحصول على المزيد آجلا أم عاجلا – و عادة آجلا – ستتدحرج إلى أسفل . و تؤدّى الرأسماليّة إلى ثروة طائلة فى قطب و بؤس هائل فى القطب الآخر – بمعزل عن نوايا الرأسماليين الأفراد أو الجماعات . و ينعكس هذا – و يجب أن ينعكس – فى علاقات السلطة فى كلّ مجال من مجالات المجتمع .
المشكل ليس التلاعب بالنظام و إنّما هو النظام نفسه . فى تحديد المشكل كما يفعل ، يلمح سندارس إلى أعراض المرض و يرفض الإشارة إلى المرض نفسه .
برنى سندارس و الإمبراطوريّة :
يحبّ سندارس الحديث عن زمن كان فيه المهاجرون مثل والديه قادرين على الحصول على حياةلائقة . صحيح ، وُجد زمن فيه ، على أساس الهيمنة على العالم بأسره و نهبه ، كانت الولايات المتحدة قادرة على توفير مستوى حياة آمن لقسم واسع نسبيّا من الناس . و ذلك الزمن – الذى كان مرّة أخرى معتمدا على السيطرة على العالم بالإرهاب ، الممتدّ من إيران إلى الفتنام إلى جنوب أفريقيا إلى الشرق الأوسط و أمريكا اللاتينيّة و كان ثمنه حياة ملايين الناس – قد ولّى ، فى آن معا ، لأنّ الناس تصدّوا إلى ذلك لكن حتّى أكثر لأنّ القوى الرأسمالية – الإمبريالية الأخرى صارت تتحدّى الولايات المتحدة و أيضا لأسباب متّصلة بالعولمة إلخ . و لا يجب على أيّ كان أن يذرف الدموع حول نهاية ذلك الزمن . و كي نكون واضحين ، لا تزال الولايات المتحدة تسعى إلى فرض سيطرتها بالقوّة على العالم ، و لا تزال تنهب الشعوب والبيئة على طول أفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينيّة . إلاّ أنّه ليس بوسعها أن توفّر نفس الفتات " للسكّان على أرضها " .
و ينجرّ عن هذا مشكل كبير ثاني و متّصل بذلك لدى سندارس . فهو فى أفضل الأحوال أعمى حيال الظلم السافر جدّا الذى يجعل الأطروحة التى يتقدّم بها فاضحة و الحلم بإعادة توزيع ذلك النهب ممكن حتّى . و يقارن سندارس الولايات المتحدة على نحو غير مناسب لها مع " البلدان الكبرى " الأخرى فى ما يتّصل بقياس مستوى حياة المواطنين . غير أنّه لا ينبس ببنت شفة عن كيف أنّ " البلدان الكبرى " صارت " كبرى " . لا يستطيع قطع المسافة للوصول إلى كلمة الإمبريالية . إنّه يقرّ بالإنقسام الأعمق فى عالم اليوم – الإنقسام بين بلدان إمبرياليّة و بلدان مضطهَدة . و المرّة الوحيدة التى يُشير فيها سندارس إلى هذه البلدان المضطهَدة التى تضمّ الغالبيّة العظمى من السبعة مليارات إنسان على هذا الكوكب، على أنّها أماكن مقصودة لما يسمّيه " مهنا أمريكيّة " . حسنا ، لا وجود ل " مهن أمريكيّة " – هناك نظام عالمي للإستغلال فيه يتدفّق رأس المال و يجب أن يتدفّق إل حيث يمكن له تحقيق أعلى الأرباح وهو يستغلّ الناس فى تلك المناطق .
و لنكن واضحين هنا : كلّ سنة ، يموت ملايين الأطفال – الملايين – جراء أمراض يمكن الوقاية منها و جراء سوء التغذية فى أفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينيّة . و يفرّ اليوم الملايين من الغزوات العسكرية الأمريكية والتدمير و النهب الإقتصاديين و الكوارث البيئيّة . و هذه الفظائع لا هي عرضيّة و لا هي ضروريّة – إنّها إنتاج لطرق بها تنهب البلدان الإمبريالية أو بكلمات برنى سندارس " البلدان الكبرى " ، و تقاتل للهيمنة على الغالبيّة العظمى من العالم . و لا يقول شندارس حقّا أي شيء بهذا الشأن . و زيادة على ذلك : كما هو ، برنامجه برمّته لفرض أداءات على أغنى الأغنياء يرتهن بأن يظلّ أغنى الأغنياء هؤلاء من أغنى الأغنياء ... وهذا غير ممكن إلاّ على أساس هذا النهب و هذا التفقير . ( و بالمناسبة ، هذه البلدان المعتبرة نموذجا ، بلدان شمال أوروبا – أمثلة الإشتراكية المدعاة التى يتحدّث عنها سندارس – لا تشارك فحسب فى هذا النهب بل تتميّز بموقفها القاسي تجاه المهاجرين الذين شاركوا فى التتسبّب فى هجرتهم ) .
أجل ، مقارنة بمرشّحين آخرين ، ليس سندارس من الدعاة المحلّفين للحرب و قد صوّت ضد غزو العراق . لكن إضغطوا عليه و سترون أنّ من الواضح جدّا أنّه سيعمل على الحفاظ على " جيش قويّ " – جيش وظيفته الأساسيّة هي ضمان تواصل مكانة أمريكا فى علاقة بالقوى الأخرى . عندما يجدّ الجدّ – كما حصل مع غزو إسرائيل لغزّة – يساند سندارس العدوان الإمبريالي.
بإختصار ، سيُبقى البرنامج الذى يتقدّم به سندارس اللامساواة الهائلة الأكثر أساسية فى العالم كما هي . و حقيقة ، لنقل ذلك هنا : حملة بارنى سندارس تجرّ الاس إلى رؤية كلّ شيء من وجهة نظر "ما هو جيّد للأمريكيين " و ليس ما هو جيّد للإنسانية . فى موقع القلب من حملته ثمّة شوفينيّة رهيبة للغاية و إن لم يقع التصريح بها . الزخارف متباينة لدى ترامب و كروز وحتى كلينتون لكن فى نهاية المطاف التأثير نفسه .
ثالثا ، يشير سندارس إلى العنصريّة و إضطهاد النساء و الإضطهاد و القمع المريرين للمهاجرين و إلى تدمير البيئة . و يقول إنّه سيُغيّر كلّ هذا . لكنّه لا يتوغّل عمليّا فى الطرق التى تحبك هذه الفظائع القاصمة لظهر الناس و هيكلتها فى نمط الإنتاج الرأسمالي – الإمبريالي .
سيتطلّب التخلّص من كلّ هذه الأنظمة الإضطهاديّة المترابطة ليس بسهولة إدخال بعض الإصلاحات – سيتطلّب تقطيع جذور هذه المؤسّسات عبر ثورة للتخلّص من الرأسماليّة و كافة المؤسّسات و الأفكار التى تدعمها . كيف يمكن لأي شخص و لماذا يجب أن يُعتبر جدّيا أصلا فى هذا ؟
برنى سندارس و أسطورة التغيير السلمي :
نظرا لكون بارنى سندارس يرتكب خطأ مريعا فى تحديد المشكل ، ليس حلّه حلاّ حقيقيّا . إنّه خدعة . ولنفترض مجرّد إفتراض للحظة أنّ سندارس قد تمّ إنتخابه و لنفترض نوعا ما أنّه إستطاع أن يطبّق برنامجه . بسرعة كبيرة سيشعر أصحاب الإستثمارات الرأسماليّة بأن " الجوّ غير مواتي " ، بأنّ الرأسمال الأمريكي يوضع فى موضع معيق له . و ستتدفّق أموال الإستثمارات إلى خارج الولايات المتحدة بنسق أسرع حتّى ، باحثة عن أرباح أعلى . و لا يعود ذلك بالأساس إلى كون الرأسماليين يتلاعبون بالنظام و لا إلى كونهم جشعون . لا . السبب الأساسي لإضطرارهم إلى القيام بذلك هوضرورة التوسّع أو الموت القائمة فى مركز هذا النظام . و سرعان ما سيضربون أجلا أخيرا لسندارس – إمّا تغيير السياسة و إلاّ .
لكن إفترضوا أنّ سندارس تحدّاهم . أوّلا ، سيغادر رأس المال فعلا الولايات المتحدة و سيدمّلر الإقتصاد . لكن من المرجّح أكثر أنّ السلطة الحقيقيّة للدولة الرأسمالية – مركّزة فى المحاكم و قوات الجيش والشرطة ، بقوّة قمعها العنيف – ستتحرّك ضدّه ، بشتّى الطرق . و يمكن أن لا يكون ساندارس ذاته " تابع " لهذه الكتلة أو تلك من الرأسماليين تحديدا بالطريقة السافرة لكلينتون . لكن حتّى مع " ساندارس رئيس " سيظلّ الرأسماليّون كطبقة يسيطرون على كلّ منمستويات الإنتاج و جهاز الدولة للقمع العنيف ، و على ذلك الأساس ستقدّم لسندارس " مقترحا لا يمكنه رفضه " .
إن كنتم " الرئيس ساندارس " عند هذه النقطة ، إمّا أن تستجيب و إمّا ستقود الناس فى معركة لم تعدّهم إليها . هذا ما حدث فى عديد البلدان أين حاول الناس هذا الطريق الذى يبدو " تقدّما بلا ألم " . فقد حاول الناس فى الشيلي سلوك هذا الطريق فى بداية سبعينات القرن العشرين ، منتخبين رئيسا إشتراكيّا معترف به ، سلفادور ألندى . و سعى ألندى إلى تطبيق برنامج معتدل من الإصلاحات و تبنّى سياسة مختلفة تجاه الإتحاد السوفياتي ( الذى كان المنافس الأساسي للولايات المتحدة حينها ) . وفى 1973 طبخت الولايات المتحدة إنقلابا عسكريّا تسبّب فى قتل الآلاف و منهم ألندى ذاته . وحاول الناس فى اليونان فى السنة الماضية الشيء نفسه حيث إنتهت حكومة سيريزا " المعادية للتقشّف " و التى يشبه برنامجها برنامج سندارس ، إنتهت إلى الرضوخ إلى كافة مطالب القوى الإمبريالية الأوروبيّة المهيمنة .
إعتبار أنّ صحّة هذا ترتهن فقط بجهد إدخال بعض الإصلاحات يوضّح بصورة مضاعفة أنّه طالما لم تقع هزيمة أدوات القمع العنيف التابعة للطبقة الرأسماليّة و لم يقع تفكيكها ، لن يتحقّق أي تحرّر . و بالعكس ، طالما ظلّت هذه الأدوات قائمة ، ستكون الجماهير تحت رحمة الطبقة الرأسمالية الحاكمة . المسألة المركزيّة لكلّ ثورة حقيقيّة هي الإطاحة بسلطة القمع العنيف .
إذن ما العمل ؟
فى الوقت الحاضر ، بوسعكم قول :" حسنا ، يمكن أن لا يكون سندارس الإجابة التامة لكن ما الذى يفترض أن أفعله ؟ ".
أوّلا ، ليس سندارس مجرّد " إجابة تامة " وإنّما هو عمليّا جزء من المشكل. فهو يتقدّم بحلّ خاطئ، طريق" لقمة سائغة " للتحرير ليس سوى وهم . و يتسبّب فى ضرر حقيقي . يمكن أن " يُشعر " بأنّه تحرّري ، يمكن أنيجعل الناس نشيطين حول هذا – لكن عليكم أن تسألوا ما يفعله فعلا البرنامج . إن لم يعالج المشكل ، إن شجّع فعليّا الأوهام بصدد طبيعة المشكل و مصدر المشكل و حلّه ... حالئذ ، نعم ، هو ضار .
و لنكن مباشرين . هذه " الحزمة للتقدّم بلا ألم " التى يروّج لها سندارس ... هذه الفكرة القائلة بأنّ التصويت و إرسال 27 دولارا سيغيّر أي شيء حقيقةَ ... ليس إلاّ خدغة . كلّ ثورة حقيقيّة – بالفعل ،كلّ عمل جدّي للوقوف ضد مظالم النظام – ستعنى قدرا كبيرا من التضحية . و الذين منكم يدّعون بأنّ هذه الحملة سوف تحدث قفزة – بداية حركة نضال جماهيري – نفس زعم أناس قبل ثماني سنوات – فكّروا فى هذا : تتمونّون بناء حركة تعتمد على كذبة . كذبة أنّه من الممكن تحويل هذا الغول ليعمل فى مصلحة ذات الناس الذين يفترسهم ... كذبة أنّه بالإمكان أن تغيّروا جوهريّا طريقة تعاطى هذا النظام مع السبعة مليارات إنسان على الكوكب دون قطيعة تامة مع علاقاته و هياكله الإقتصادية و السياسيّة ، دون ثورة جذريّة حقيقيّة . حيث يمكن لمثل هذه الحركة أن تنشأ على جذر و فرع مثل هذه الكذبة ، لن يقود الأمر إلاّ إلى العودة إلى العناق القاتل لنفس النظام الذى تزعمون معارضته ! و إن كان لكم شكّ بصحّة كلامنا هذا ، أنظروا إلى تاريخ الحركات التى لقيت حتفها فى " العناق " القاتل للحزب الديمقراطي فهو يعود إلى عقود فى هذه البلاد .
للذين بكلّ صراحة رغم إستيقاظهم خلال حملة سندارس : أنظروا ، أنتم على حقّ فى التفكير بأنّ الوضع إستعجالي جدّا . أنتم على حقّ فى التفكير بأنّه يجب القيام بشيء دراماتيكي . أنتم على حقّ فى التفكير فى الثورة . لكن فكّروا – وتثبّتوا – فى التعمّق فى ثورة حقيقيّة . تعمّقوا و إتبعوا قيادة حقيقيّة نمتلكها من أجل تلك الثورة .
الثورة التى نحتاج :
الثورة التى نحتاج ثورة شيوعية . و الهدف النهائي لهذه الثورة كما جاء فى موقعنا على الأنترنت هو :
" عالم حيث يعمل الناس و يناضلون معا من أجل الصالح العام ... حيث يساهم كلّ فرد بكلّ ما يستطيع المساهمة به و يحصل على ما يحتاجه للعيش حياة يستحقّها البشر ... حيث لن توجد بعدُ إنقسامات فى صفوف الناس فيها البعض يحكم و البعض مضطهَدون ، حارمينهم ليس من وسائل حياة لائقة فحسب بل أيضا من المعرفة و وسيلة الفهم الحقيقي للعالم و العمل على تغييره " .
هذه الثورة ضروريّة و ممكنة فى آن معا .
ضروريّة لأنّ كلّ شيء قد لمناه هنا حول كيفية سير هذا النظام – و غير ذلك كثير و كثير جدّا . و ممكنة لأنّه مع ظهور الرأسمالية ، صار الإنتاج عالميّا و إجتماعيّا بصفة عالية بشكل يتخطّى أي شيء سابق . و قد توفّرت الآن وسيلة تجاوز ذلك النظام و زرع الرغبة فى حياة بشريّة مزدهرة تماما و جعل الناس يعيشونها . النظام الرأسمالي هوالذى يقف عائقا فى طريق ذلك وهو بالمقابل يخلّف فى أعقابه البؤس و الإرهاب و الحرمان و حياة و مستقبل محجوزين ، عبر الكوكب بأسره . و هذا التناقض – كلّ من الأزمات التى يولّدها بشكل متكرّر و الطرق التى بها تصمد الجمايهر و تبحث عن أجوبة للردّ على هذا – هو الذى يجعل الثورة ممكنة .
و قد جدّت أوّل محاولات حقيقيّة للقيام بهذه الثورة فى روسيا ثمّ فى الصين فى القرن العشرين . و على عكس ما نتعلّمه فى المدارس و من وسائل الإعلام ، قد بلغت هذه الثورات عمليّا قمما عظيمة و غير مسبوقة ، فى مواجهة المقاومة و العدوان الشديدين . لكن فى آخر المطاف تمّ إلحاق الهزيمة بالمحاولتين . و اليوم لا توجد بلدان شيوعية فى العالم بالرغم من اليافطات التى قد ترفعها أنظمة متنوّعة .
... القيادة التى لدينا :
لكن هناك قيادة لتدفع كلّ هذا إلى الأمام ، للبناء على المكاسب الإيجابيّة و تجاوز النقائص و الأخطاء – الجدّية أحيانا – لهذه المحاولات الأولى . و هذه القيادة تتجسّد فى بوب أفاكيان .
لقد رفع بوب أفاكيان إلى مستوى جديد المنهج العلمي لفهم العالم و تغييره الذى طوّره أوّل ما طوّره ماركس . و بفضل بوب أفاكيان و العمل الذى أنجزه طوال عدّة عقود ، ملخّصا التجربة الإيجابيّة و السلبيّة للثورة الشيوعية إلى حدّ الآن و مستفيدا من مروحة عريضة من التجارب الإنسانيّة ، هناك خلاصة جديدة للشيوعية – هناك حقّا رؤية و إستراتيجيا قابلتين للتحقّق من أجل مجتمع و عالم جديدين راديكاليّا و أفضل بكثير ، و هناك القيادة الحيويّة التى نحتاج إليها للتقدّم بالنضال صوب هذا الهدف .
يمكن العثور على " بصدد إستراتيجيا الثورة " بموقع الأنترنت
www.revcom .us
أو بكتاب " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " . و فوق ذلك ، ثمّة الإطار الأساسي لعقيدة ، حينما و مع تغيّر الظروف ، مع نظام فى أزمة أعمق حتّى و الملايين على إستعداد للقتال ، قد تمكّن الشعب عمليّا من إلحاق الهزيمة بالقمع العنيف للدولة . ( أنظروا " حول إمكانية الثورة " ، على الأنترنت بالموقع الذى أنف ذكره و فى نسخة ورقيّة ضمن كرّاس " الثورة و الشيوعية : أساس و توجّه إستراتيجي " . هناك خطّة مكثّفة فى " دستور الجمهورية الإشتراكية لشمال أمريكا " الذى ألّفه بوب أفاكيان و تبنّاه الحزب الشيوعي الثوري ، ويفه يقدّم معنى ملموسا و حيويّا لكيفيّة التعاطى مع تناقضات المجتمع الثوري الجديد و يتمّ الصراع حولها و تتمّ معالجتها ، كجزء من المضيّ نحو المجتمع الشيوعي الموصوف أعلاه .
و إذا أردتم سماع إنسان يقول لكم حقّا الحقيقة ... " الشيء الحقيقي " حقّا ... يقول لكم لمذا نوجد فى هذا الوضع الرهيب و ما الذى يجب القيام به ، عليكم بمشاهدة خطاب " بوب أفاكيان يتكلّم : الثورة – لا شيء أقلّ من ذلك ! " أو " الثورة و الدين : النضال من أجل التحرّر و دو الدين – جوار بين كورنال واست و بوب أفاكيان " ( شاهدوا هذه الأشرطة على الأنترنت أو أحصلوا على الدي في دى من http://www.revcom.us/film).
ما العمل فى الوقت الراهن ؟
و إذن ، ما العمل الآن ، ما العمل فى الوقت الراهن ؟ الإلتحاق بالحركة من أجل الثورة – ثورة حقيقيّة . إلتحقوا و أنشروا كلمة بوب أفاكيان ، أدرسوا أعماله و ساعدوا فى نشرها فى صفوف الآخرين . و أنتم تقومون بهذا ، قاوموا التجاوزات التى جذبتكم إلى سندارس ، ليس عبر الطرق المسدودة القاتلة لصناديق الإقتراع و إنّما عبر المقاومة الجماهيريّة . إنضمّوا إلى نادى الثورة فى القيام بذلك أو راسلونا لتكتشفوا كيف تبتدئون . و إن وُجدت مكتبة " كتب الثورة " بقربكم سكنهكم إلتحقوا بها . إستفسروا عن و إرتبطوا بطليعة الثورة ، الحزب الشيوعي الثوري .
شاركوا فى حملات التبرّع ، فى الوقت الراهن و الناس يتساءلون عن المستقبل و ما العمل بشأنه ، لإيصال أعمال بوب أفاكيان و قيادته إلى كلّ مكان .
هذا أمر مثير للخلاف و الجدل . إن فكّرتم فى المسألة للحظة ، ثورة حقيقيّة ينبغى أن تكون مثيرة للخلاف و الجدل . و هذا صحيح بقدر ما هي ثورة فى فكر الإنسان أيضا . و مثلما قالت آرديا سكايبراك :
" فى كلّ مجال من المجالات العلميّة ، كلّما وُجد أناس يتقدّمون حقيقة بتفكير جديد و تحاليل و خلاصات ثاقبة النظر حقّا و ينقدون طرق التفكير القديمة و المناهج القديمة و الطرق القديمة فى مقاربة الأشياء ، لسوء الحظّ غالبا ما يكون الحال أنّ عملهم ، لفترة على الأقلّ ، لا يفهم و يجرى الإستهزاء به و يُشيطن أو ببساطة يجرى تجاهله . إنّ تاريخ العلم – كافة العلم – يزخر بأمثلة عن هذا القبيل . و من العار حقّا ... إنّه يمثّل خسارة للإنسانيّة . برايى ، كلّ لحظة تمضى و لا يتمّ فيها التفاعل الجدّي مع الخلاصة الجديدة للشيوعيّة لبوب أفاكيان هي لحظة خسرناها فى النضال فى سبيل تحرير الإنسانيّة من فظائع هذا العالم الرأسمالي – الإمبريالي . "
" لحظة خسرناها " . ليس بوسع الشعب مزيد التفويت فى مثل هذه اللحظات . ومثلما قلنا فى البداية ، إن تعمّقتم فى برنى ندارس ، لن يكون من الصعب رؤية لماذا . نناديكم ليس لأن تقبلوا بشيء أقلّ بل لأن ترفعوا أنظاركم إلى أعظم شيء يستحقّ الحياة و القتال و الموت من أجله – تحرير الإنسانيّة جمعاء و التصرّف على ذلك الأساس .
كُفّوا عن التفكير كأمريكيين و إشرعوا فى التفكير فى الإنسانيّة !
( بحروف كبرى على غلاف جريدة " الثورة " عدد 433 ، 4 أفريل 2016 )
================================================================




#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الصينية بقيادة ماو تسى تونغ : ربع الإنسانيّة يتسلّق م ...
- ثورة أكتوبر 1917 : المكاسب و الأخطاء - الفصل الثالث من كتاب ...
- بناء النضال من أجل تحريرالنساء - بيان لمجموعة الشيوعيين الثو ...
- 8 مارس اليوم العالمي للمرأة : تنظيم النساء ضد الإضطهاد و الإ ...
- 8 مارس 2016 : - هل يمكن لهذا النظام أن يتخلّص من أو يسير دون ...
- لا غرابة فى كونهم يشوّهون الشيوعية + تلخيص مكاسب كمونة باريس ...
- مقدّمة الكتاب 23 : لا تعرفون ما تعتقدون أنّكم - تعرفون - ... ...
- الثورة فى البلدان الإمبريالية تتطلّب فكر ماو تسى تونغ [ الما ...
- تطوير ماوتسى تونغ للإشتراكية : مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوري ...
- تطوير ماو تسى تونغ للفلسفة الماركسية(1)الفصل الرابع من كتاب ...
- تطوير ماو تسى تونغ للفلسفة الماركسية(2)الفصل الرابع من كتاب ...
- تطوير ماو تسى تونغ للإقتصاد السياسي و السياسة الإقتصادية و ا ...
- مقدّمة - المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ - - كتاب لبوب أفاكي ...
- هجوم إرهابي فى باريس ، عالم من الفظائع و الحاجة إلى طريق آخر
- إلى الشيوعيّين الثوريّين فى العالم و أفغانستان : قطيعتنا مع ...
- تصاعد النضالات من أجل إيقاف إرهاب الشرطة و جرائمها فى الولاي ...
- قفزة فى النضال ضد جرائم الشرطة فى الولايات المتّحدة : الإعدا ...
- مقدّمة كتاب - مقدّمات عشرين كتابا عن - الماويّة : نظريّة و م ...
- إنهيار سوق الأوراق المالية فى الصين : هكذا هي الرأسمالية
- أزمة المهاجرين العالمية : ليس مرتكبو جرائم الحرق العمد للأمل ...


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الإنتخابات الأمريكية : مزيد الإضطهاد والجرائم ضد الإنسانيّة فى الأفق ... و ضرورة ثورة شيوعية حقيقيّة و إمكانيّتها