أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب عباس العسكري - الحفلات التنكرية بين الماسونية والشريعة الأسلامية















المزيد.....


الحفلات التنكرية بين الماسونية والشريعة الأسلامية


طالب عباس العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


[الحفلات التنكرية بين الماسونية والشريعة الأسلامية ]



المقدمة

في نهاية كل مرحلة جامعية وما تسمى ( بسنة التخرج ) ينظم الطلبة والطالبات حفلة تخرج في الجامعات العراقية كنهاية سعيدة الى افتراقهم الابدي ولا ضير في ذلك اذا كان التنظيم من اجل الفرحه مع الالتزام بحدود الشريعة الاسلامية من خلال الأستماع الى بعض من الابتهالات ذات الطابع الاسلامي ، والامر الذي لايختلف فيه اثنان هو ان السعادة لاتكمن في ماديات ارتكاب الفعل المحرم ذاته وانما تكمن في معنويات الشخص الا وهو لذة وطعم النجاح او عن طريق توجيه الكلمة الطيبة ، لكن سرعان ما تطورت الامور كثيرآ وانعكس ضوء الشمس واستشف الضل وبداء الشباب والشابات ينظمون حفلات كبيرة على مستوى واسع تسمى ( الحفلات التنكرية !) مقتبسة من الدول الغربية وهي اعياد السنة الميلادية ، فترى الشاب اما ان يرتدي بما يسمى ( حفاظة الاطفال ! ، او ملابس نساء! او يرتدي زي نبي من انبياء الله عليهم السلام وهو يرقص اما الملاء بهذا الزي ! الذي اليه قدسية خاصة في نظر ونفوس عامة الناس او ان الشابة قد ترتدي ملابس فاضحة بحجة انها تتنكر بشخصية غربية مشهورة ! )، وقس على ذلك ايضآ جميع الحفلات الراقصة التي من نوع اخر وهي ما تسمى بحفلة ( مهرجان الالوان ! ) الذي يتم فيه طش الالوان في اجواء صاخبة مملوئة بالطرب واختلاط الاجناس الذي قد يؤدي الى ارتكاب المحرمات بكل سهولة ؛ لأن من حام حول الحوم وقع فيه ، والغريب في الامر من يشارك في هكذا حفلات بعض الاشخاص الذين يدعون الأيمان ويتشدقون بأقوال اهل البيت عليهم السلام !!، وغيرها من الامور التي لم يرسل بها الله لا نبي مرسل ولم ينزل بها ملك مقرب ،أذ ان مثل هذه الامور هي مخالفة للشريعة الاسلامية من جهة ، ومنافية للعادات والتقاليد من جهة اخرى .

كما ان المفهوم الخاطئ للمفاهيم من قبل الشباب اوالشابات قد يكون سببآ في تفشي هذه الظاهرة ، فمثلآ عندما تقول الى زيد من الناس ان هذا الفعل مخالف للشريعة الاسلامية ومنافي للعادات والتقاليد الجيدة التي تحكمنا ؟_ يجيبك ان هذه ديمقراطية ! دون ان يفهم معنى الأخيرة حتى، او يقول لك ان هذا الفعل شخصي وان الله يحاسبني ولا يحاسبك لان فهمه للمفاهيم كان خاطئ ، متناسي ان الله قد أمرنا ان نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر ، والمنكر : هو كل ماخالف شريعة الله تعالى الا وهو الرقص من قبل الشاب او ارتداء الملابس الفاضحة من قبل الشابة .. والسؤال الذي يثار ايضآ : وهل نصبك الله ان تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر ؟_ نعم امرني الله بذلك ونصبني رسول الله صل الله عليه واله عندما قال ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ).

وبالتالي ان شيوع مثل هذه المفاهيم الخاطئة لاتقتصر على ذات الشخص بل تتوسع لتشمل الجميع لتهدم الروابط الرصينة التي اتت بها الشريعة الاسلامية الغراء ، واستقرت عليها العادات والتقاليد الجيدة ومن هنا على المراجع ان يتصدو الى ظاهرة الحفلات التنكرية ذات التحرر الكبير في القيم وارتفاعها بشكل كبير في الاونة الاخيرة ؛ (لأن خطوة المية ميل تبدأ بخطوة واحدة ) ، او نكون مصداق الى المقولة العراقية العامية ( لمن يطيح الفاس بالراس! ).

اولآ : الاشكالية :
ان الاعتياد على اباحة مثل هكذا امور يؤدي الى هدم كل القيم الفطرية التي يتمتع بها الشعب العراقي دون غيرة بحكم بيئته العشائرية الموافقة للشريعة الاسلامية وغير المنافية للعادات والتقاليد ، يضاف الى ذلك توسع دائرة ارتكاب الزنا المحرم بدافع التحرر .

ثانيآ : اسباب تناول الموضوع :
هناك مجموعة من الاسباب كانت وراء اختيار هذا الموضوع نذكرها فيما يلي :

١-;-_ ازدياد ظاهرة الحفلات التنكرية في الجامعات العراقية في الاونة الاخيرة .

٢-;-_ انتشار تداولها عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يتطلب منا ان نبحث هذه الظاهرة بحثآ علميآ .

٣-;-_ حدثة وجدة الموضوع نسبيآ ، اذ لم يتطرق اليه من منظور متكامل .

ثالثآ : أهمية البحث :
تبرز اهمية البحث فيما يلي :

١-;-_ الاختلاف الكبير بشأن حرمة او حلة الحفلات التنكرية بين المراجع الذين لهم الحق في اصدار الفتاوى .

٢-;-_ معالجة مثل هذه الظاهرة من اجل الحفاظ على الروابط الرصينة التي تحكم المجتمع العراقي المحافظ بحكم بيئته الاسلامية .

رابعآ : مشكلة البحث :

تكمن مشكلة البحث في ان الكثير من الفتاوى او المقالات التي وضعت بهذا الصدد لم تعالج هذه الظاهرة كون ان وزارة التعليم العالي راضية بهكذا حفلات وجعلتها مباحة لهم بحجة ان بيئة من يفعلونها تسمح لهم بفعل هذا الامر حتى وان خالفت الشريعة الاسلامية ونافت العادات والتقاليد .

خطة البحث :
قمنا بتقسيم بحثنا هذا الى اربع مباحث حيث ضم :
المبحث الأول : التأصيل التاريخي للحفلات التنكرية
المبحث الثاني : مفهوم التنكر لغة واصطلاحآ
المبحث الثالث : أسباب ازديادها في الجامعات العراقية
المبحث الرابع : الحكم الشرعي للحفلات التنكرية


المبحث الاول : التأصيل التاريخي للحفلات التنكريه .

مسألة الحفلات التنكرية ليس لها جذور تاريخ محدد او مارسها شعب معين ولكن كل الأدلة تُشير إلى أن محافل الماسونية الأولى التي كانت على درجة عالية من السرية هي اول من استخدم الاقنعة لستر وجوه اعضائها . لأن الاعضاء في بداية الامر كانوا خليط من رجال الدين اليهود الطبقة العليا (السنهدريم) ورجال السياسية والبلاط . ثم تحولت الممارسات التنكرية إلى تقليد شعبي عن طريق لبس وجوه وازياء الآباء القديسين وكذلك لبس اقنعة تمثل الشيطان وأخرى تمثل الملائكة والقديسين وعرضه ذلك على مسارح ثم انتقلت الظاهرة إلى الشارع حيث يتخذها الناس للتحلل من اي قيم وضوابط وممارسة ما يحلو لهم تحت ستر الاقنعة وهي مثل (كذبة نيسان !) حيث يُحلل التقليد الشعبي الكذب في يوم معين .وهناك رواية تقول ان يوسف الصديق اول من وضع قناعا فرعونيا مذهبا على وجهه (وتنكر) لاخوته لكي يختبرهم وقد جرت العادة منذ ذلك التاريخ ان من يُريد ان يقول شيئا يتنكر لكي يمتلك الجرأة على قول ما لم يستطع قوله . وهذا ما نراه جليا واضحا في نص توراتي يقول في
سفر التكوين (( ولما نظر يوسف إخوته عرفهم، فتنكر لهم وقال لهم : من أين جئتم)). وهذا ما أيده القرآن تقريبا حينما قال ((وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون)).
وكان اليهود كما اشرت كثيروا التنكر لخداع الناس او لسرقة المعلومات منهم كما نرى في سفر صموئيل الأول (( فتنكر شاول ولبس ثيابا أخرى)).
ولكن في المسيحية فقد كانت الحفلات التنكرية الأولى تجري في أعياد القديسين حيث يرتدون ملابس القديسين ويقومون بتمثيل ذلك على المسارح ، ثم انتقلت إلى القصور الفارهة للدوقات والبارونات في القرن الوسيط حتى ان الملوك مثل شارل الأول والاميرة كاترين وغيرهم كانوا على رأس المتنكرين وكان جواسيس الملك يختفون خلف الاقنعة لمراقبة الحضور والاستراق لهم وهم يتحدثون .
ثم حل القرن الثامن عشر فاستعار الكاتب وعالم الرياضيات الانجليزي (لويس كارول) استعار مسألة التنكر والبس ابطال قصته كلهم اقنعة الحيوانات والطيور وغيرها وهي قصة (أليس في بلاد العجائب) 1895 علما ان كاتب الرواية نفسا تنكر تحت إسم آخر حيث ان اسمه الحقيقي هو (تشارلز دودجسون) ولكنه اطلق على نفسه لويس كارول حيث كان الكاتب لا يرغب ان يعرفه احد لانه كان متدينا جدا، ولا يريد ان يشتهر عنه انه يكتب روايات للاطفال ثم تحولت قصته إلى اكبر الحفلات التنكرية التي تجري إلى هذا اليوم.

لكن ثبت أيضا أن استخدام الاقنعة في الاحتفالات التنكرية كان في افريقيا من قبل مجموعات (الطواطم)حيث يرتدون اقنعة لطرد الشياطين او جلب المطر ولا تزال عملية التنكر في بعض احتفالات افريقيا جارية إلى هذا اليوم .
ولكن التقليد القديمة في التنظيمات الماسونية والتجمعات السرية الأخرى لا يزال ساريا حيث يرتدي الاقنعة الجميع حتى لا يعرف الاعضاء بعضهم البعض. وهم يستمدون شرعية ذلك من التوراة حيث تقول ان يعقوب تنكر وخدع ابيه وسرق النبوة من أخيه اسماعيل وهو الذي جاء في سفر التكوين  (١-;-)


المبحث الثاني : مفهوم التنكر لغة واصطلاحآ

١-;-_مفهوم التنكر لغة :
ا:-تنكر ( فعل ): 
تنكر - تنكر  يتنكر تنكرآ ، فهو مُتنكِّر ، والمفعول مُتنكَّر له 
تَنَكَّرَ لِمَنْ أحْسَنَ إلَيْهِ : أسَاءَ إلَيْهِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ إحْسَانِهِ 
تَنَكَّرَ لأَفْكَارِهِ وَلَمْ يَعُدْ يُؤْمِنُ بِهَا : أنْكَرَهَا وَتَخلَّى عَنْهَا 
تَنَكَّرَ الضَّيْفُ : تَغَيَّرَ عَنْ هَيْئَتِهِ حَتَّى لاَ يُعْرَفَ 
تَنَكَّرَ فِي لِبَاسِ امْرَأةٍ : تَخَفَّى ، تَقَنَّعَ
تَنَكَّرَ الرَّجُلُ : سَاءتْ أخْلاقُهُ

ب:- تَنَكُّر ( اسم ): 

ج :- مصدر  (تَنَكَّرَ )
التَّنَكُّرُ لِلْأفْكَارِ : إنْكَارُهَا وَالتَّخَلِّي عَنْهَا 
اِخْتِفاوُهُ وَراءَ لِباسٍ يَتَّخِذُهُ قِناعاً ثَوْبُ التَّنَكُّرِ قِنَاعُ التَّنَكُّرِ 
حَفْلةٌ تنكّريَّة : حفلة راقصة يظهر فيها الأشخاصُ بوجوه مستعارة وثياب متغيِّرة حتّى لا يُعرفوا (٢-;-)



٢-;-_ الحفلة التنكرية اصطلاحآ :

نوع من الحفلات الراقصة التي يرتدي فيها الحاضرين أزياء تنكرية تخفي
شخوصهم الحقيقية .
ان مثل هذه الحفلات هي دخيلة على مجتمعاتنا العربية كما يقول :طه حسين (( لابد أن نسير سير الأوربيين، ونسلك طريقهم ونقتبس من حضارتهم، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب وما يكره، وما يحمد وما يعاب)) (٣-;-)


المبحث الثالث : أسباب ازديادها في الجامعات العراقية :

لكل ظاهرة لابد من وجود اسباب تقف وراء استفحالها او تفشيها ، وكما يقال ان لكل نتيجة سبب ، فأن ظاهرة ازديات الحفلات التنكرية في الجامعات العراقية تعود الى عدة اسباب وهي :


١-;-_ ضعف الوازع الديني لدى بعض الشباب او الشابات اي الابتعاد عن طاعة الله سبحانه وتعالى قد يشجع على القيام بهكذا امور مخالفة للشريعة الاسلامية من جهة ، ومنافية للعادات والتقاليد من جهة اخرى .

٢-;-_ الوضع الامني الذي يمر فيه البلاد من القتل والذبح فيضن الشباب من كلا الجنسين ان بفعل هكذا امور مخالفة للقرأن الكريم اوالسنة النبوية الشريفة يمكن ان تخفف من ضنكهم ويأسهم حتى وان كان هذا على حساب الله تعالى ونبيه المرسل !

٣-;-_ التأثر بالفكر الغربي كثيرآ واستنساخ مفاهيمهم الماسونية المحرمه وادخالها الى مجتمعاتنا الاسلامية مع ان العكس صحيح .

٤-;-_ عدم الرقابة الصارمة والمعاقبة من قبل عمادة الجامعات على منع مثل هكذا امور يمكن ان تتطور لتصل الى حد ارتكاب الفواحش في الحرم الجامعي ، ولاسيما في ضل شباب حديث على التطور الذي يتأثر كثيرآ بما يراى محاولآ عكسه على واقعه المحافظ ، لهذا يجب ان تكون هناك عقوبات صارمة لمن يقدم على فعل هكذا امور ليست مشوهة للشخص ذاته بل الى المجتمع بأسره .

٥-;-_ عدم التصدي الكبير لمثل هذه الامور من قبل المرجعية، وجعل الامور تتجور دون اعطاء فتوة تحرم مثل قيام هكذا حفلات قائمة على فعل المحرم ، خشية من ان نصل الى باب مسدود ، وكما يقال ان الوقاية خيرآ من العلاج .

٦-;-_ حداثة الامور ودخول الفكر الماسوني في فكر الشباب والشابات في الجامعات العراقية من خلال وسائل الاعلام الغربية عدت بشكل خاص لتحطيم فكر الشاب العربي وجعله تائه في مغبات هكذا امور اي يدور في حلقة مفرغة .

المبحث الرابع : الحكم الشرعي للحفلات التنكرية:

الحكم متروك الى المراجع الاعلام لبيان حكمه ؛ لأن المراجع مختلفين بعض جزئيات الحفلات التنكرية وما يرتدون او ما يترتب عليها فهناك من المراجع قد اباحها وهناك من لم يعطي رأي فيها وهناك من ميز بين الامور فحرم بعض الجزئيات واباح بعض الجزئيات .

لكن في رأينا ان كل ظاهرة نعرضها على القرأن والسنة والعقل فأن وافقت احد الثلاثة فبها وان لم توافق فنضرب بها عرض الجدار ، فأن الرقص بملابس نبي من انبياء الله هذا مخالف للقرأن والسنة والعقل ، كما ان حداثة الامور لا تغير الحكم الشرعي فأن حلال الله حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة .

لكن بعد ان كثر المنتقدون لهذه الحفلات من رجال دين وتربويين ومثقفين لما اعتبروه من ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا الاسلامية ومخالفة صريحة للتقاليد والقيم التربوية التي تربى عليها ابناء هذا الشعب، وخصوصا من اولياء امور الطلبة بسبب ضغط ابنائهم وبناتهم لحضور هكذا حفلات اسوة بزملائهم وزميلاتهم

وبسبب كثرة المعارضين لهذه الظاهرة صرح وكيل السيستاني في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي باباحة هذه الظاهرة المنحرفة وقال لا اشكال شرعي في الحفلات التنكرية حسب رأي السيستاني، حيث اكد الكربلائي انه استفتى المرجع السيستاني بسبب كثرة الاسئلة حول هذا الموضوع واجابه شفاهة انه لا يرى حرمة في هذا الموضوع والاصل فيه الاباحة.

رد السيستاني هذا على لسان وكيله المعتمد عبد المهدي الكربلائي اثار حفيضة وغضب اولياء امور الطلبة واعتبروه تشجيع على الانحراف والانحلال والفساد الاخلاق.

واعتبره البعض الاخر من رجال الدين ومفكرين وكتاب ومثقفين انحرافا خطيرا في النهج الذي سارت عليه المرجعية الدينية طيلة هذه العقود من الزمن. حيث من المعروف عن المرجعيات الدينية الرسالية هو تصديها لتصحيح جميع الظواهر الاجتماعية المنحرفة على العكس من المرجعيات التقليدية الممثلة حاليا بمرجعية السيستاني والثلاثة الاخرون والتي عرف عنها انزوائها وعزلتها عن المجتمع وعدم تدخلها بغالبية ما يحدث في المجتمع الاسلامي العراقي والعالمي الا بما يخص مصالحها الشخصية بالحكم والاموال.

انتقد رجال دين موقف السيستاني الاخير هذا، وقال احدهم، كان يكفي ان يلتزم السيستاني الصمت حول هذا الامر وعدم التدخل به بمثل هكذا رأي مساند لمثل هكذا ظواهر اجتماعية منحرفة ، كما تعودنا صمته حول العديد من القضايا التي تهم الامة الاسلامية, مستغربا في الوقت نفسه من " نطقه" بهذه السلبية في امور كان يجب ان ينتقدها ويدعوا الى تصحيحها او على الاقل ان يبقى "صامتا " كما تعودنا ذلك منه.

كتب رجل الدين المعروف السيد حازم الميالي على صفحته الشخصية على الفيسبوك منتقدا هذه الحالة ومن يدعون لها قائلا: "من المؤلم أن نشاهد هذه الحفلات والتحلل والتحرر والمعاصي في بلد المقدسات والحضارات ولا نأمر بمعروف ولا نسعى للتثقيف والتنوير والتوعية".

عبر الميالي عن خشيته من أن تنتشر ظاهرة الحفلات التنكرية سيئة الصيت في أروقة العلم ومعاهد المعرفة فتصبح هي الأصل والأساس، ويتحول الطلاب والطالبات أبناء العوائل المحترمة الذين يحتفلون بتخرجهم مستقبلا بشكل علمي رصين إلى هجين معقد ومتخلف.
 من الرقص المختلط بهذه الطريقة الفاضحة (٤-;-).

هناك سؤال منشور على شبكة النت الى احد المشايخ السنه (عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ).

س: ما حكم عمل الحفلات التنكرية للكبار والصغار، وهي أن يقوم كل مشترك بارتداء ملابس معينة تخفي شكله الأساسي، بحيث يتنكر كحيوان أو طير أو شخص معروف من الممثلين أو المطربين، أو أحد شخصيات أفلام الكرتون... إلخ، وسيتم وضع أصباغ ملونة من الوجه والجسم، وأحيانًا لبس الباروكة. فما حكم الاشتراك بهذه الحفلات؟

هذه الحفلات التنكرية منكرة وبدعة ودعاية إلى اللهو والفساد، وفعل ما لا يجوز للصغار وللكبار من ارتداء الملابس الخاصة بهذه الحفلات التنكرية؛ فإن التشبه بالمطربين والممثلين حرام. فمن تشبه بقوم فهو منهم، ولا يجوز أيضًا التشبه بالحيوان والطير لمجرد اللهو واللعب والضحك وإضاعة الوقت. وتغيير الوجه والجسم بالأصباغ الملونة، فإنه من تغيير خلق الله تعالى. فالاشتراك في هذه الحفلات حرام. وحضورها إضاعة للوقت. والله أعلم. (٥-;-)

https://www.youtube.com/watch?v=512rwlvOgrk

https://www.youtube.com/watch?v=Fg-aYwsByYc

https://www.youtube.com/watch?v=xNig_FmIQy8


الهوامش

(١-;-) ازابيل بنيامين ماما اشوري : الحفلات التنكرية وارتداء الاقنعة ، مقالة ، موقع ابحاث لاهوتية ، izapilla.blogspot.com، ١-;-٠-;--٤-;-- ٢-;-٠-;-١-;-٦-;-.

(٢-;-) http://www.almaany.com>dict>ar-ar

(٣-;-) د. توفيق الواعي :اوهام العلمانية حول الرسالة والمنهج ، ص ٨-;-٠-;-.

(٤-;-) د. فوزي العلي : وكيل السيد السيستاني في كربلاء لا اشكال شرعي في اقامة الحفلات التنكرية حسب رأي السيد السيستاني ، مقالة ، العراق تايمز ، http://www.aliradtimes.com، ١-;-٠-;--٤-;--٢-;-٠-;-١-;-٦-;-.

(٥-;-) عبدالله بن عبد الرحمن : فتوى ، النهي عن الحفلات التنكرية، رقم الفتوى ٦-;-٣-;-٠-;-٩-;-، http://www.ibn-jebreen.com>rmasal-، ١-;-٠-;--٤-;--٢-;-٠-;-١-;-٦-;-


الخاتمة :

اولآ : النتائج :

١-;-_ ان ظاهرة الحفلات هي ظاهرة قد افرزها الواقع الاجتماعي والتي استفحلت في مجتمعنا العراقي التي تعود في اغلب الاحيان اسبابها الى التأثر بشكل كبير في معتقدات الغرب .

٢-;-_ عدم وجود الرقابة الصارمة او العقوبة من قبل وزارة التعليم العالي وبعض عمادة الجامعات على مثل هكذا امور مخالفة للشريعة الاسلامية ومنافية للعادات والتقاليد .

٣-;-_ عدم توحد كلمة المراجع في حرمة مثل هكذا امور ، فمنهم من اباحه ومنهم من فرق وهذا كان سببآ في اعطاء بعض الشباب مبرر على مايفعلونه .

٤-;-_ حداثة بعض الشباب او الشابات على التغير الحالي يجعله اكثر تعرض على التحلل والانفتاح والتحرر بشكل يخالف شرع الله وسنة نبيه .

ثانيآ : المقترحات :

١-;-_ منع مثل هكذا حفلات راقصة تسيئ الى شخصية مقدسة في نظر المسلمين او فعل مايخالف الشريعة عن طريق وزير التعليم العالي واعمدة الجامعات .

٢-;-_ ان يتصدى المراجع لمثل هذه الامور وبشكل سريع ،خشية من ان تتطور الامور اكثر ونصبح امام ظاهرة غير مسيطر عليها وكما يقال (حتى وقع الفأس بالرأس! ).

٣-;-_ التوعية والارشاد من قبل خطباء المنابر على خطورة ظاهرة الحفلات التنكرية على السلوك الفردي والسلوك الاجتماعي من حيث مفهومها واصلها والنتائج المترتبة عليها .

٤-;-_ الرقابة العائلية من قبل الاهل على الشابات ومنعهن من حضور مثل هكذا حفلات راقصة خطورة الوقع في الزنا فيها بنسبة ٩-;-٩-;-.-.

المصادر

بعد القرأن الكريم :
اولآ :الكتب .

(١-;-) د. توفيق الواعي :اوهام العلمانية حول الرسالة والمنهج .

ثانيآ : المقالات :

(١-;-) ازابيل بنيامين ماما اشوري : الحفلات التنكرية وارتداء الاقنعة ، مقالة ، موقع ابحاث لاهوتية ، izapilla.blogspot.com، ١-;-٠-;--٤-;-- ٢-;-٠-;-١-;-٦-;-.


(٢-;-) عبدالله بن عبد الرحمن : فتوى ، النهي عن الحفلات التنكرية، رقم الفتوى ٦-;-٣-;-٠-;-٩-;-، http://www.ibn-jebreen.com>rmasal-، ١-;-٠-;--٤-;--٢-;-٠-;-١-;-٦-;-


(٣-;-) د. فوزي العلي : وكيل االشريعة ستاني في كربلاء لا اشكال شرعي في اقامة الحفلات التنكرية حسب رأي السيد السيستاني ، مقالة ، العراق تايمز ، http://www.aliradtimes.com، ١-;-٠-;--٤-;--٢-;-٠-;-١-;-٦-;-.


ثالثآ : المواقع الالكترونية :

(١-;-) http://www.almaany.com>dict>ar-ar



#طالب_عباس_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخص التكنوقراط بين : المسؤولية وتهديد الكتل السياسية
- التغيير بين التكنوقراط ونظام الحكم
- شلع قلع .. مايعبرن علينه
- دور لجنة المحامين الشباب البديهي في كيفية التعاطي مع المحامي ...
- السبت رصاصة الرحمة مابين الاصلاحين
- التسول ظاهرة ام مهنة
- الحكومة التكنوقراطية بين المؤيد والمعارض
- غلاق مقام الحسين نهاية الى بداية اقامة الدولة الفاطمية من جد ...
- نظرة موضوعية وقراءة تحليلة في الانتخابات المبكرة التي دعا ال ...
- قصة عامل النظافة زيد والطفلة
- معركة الرمادي : هاربون يابغداد
- جيش السفياني اكتمل واقترب الوعيد
- الشعب بين ساحة التحرير والمنطقة الغبراء
- الأمور المستحدثه بين : القرأن و السنة
- التجنيد الالزامي بين الحقيقية والوهم
- المرءة بين الاسلام وعلي الوردي
- محمد رحمة الوجود
- ال سعود : اعدام الرأي الاخر
- العيادات الطبية الخاصة : بين الاموال وفقدان الضمير
- حيدر العبادي : كدر ماكدر وشله ماعبر


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب عباس العسكري - الحفلات التنكرية بين الماسونية والشريعة الأسلامية