أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن زهري - ملكة جمال المحجبات: دنيا ودين














المزيد.....

ملكة جمال المحجبات: دنيا ودين


أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة


الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 18:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعاني العالم الإسلامي حاليا من الشيزوفرينيا Schizophrenia الحادة المتمثلة في حالة من الفصام أو إنفصام الشخصية. مثلهم مثل كافة المرضى النفسيين يرفض المجتمع القبول بالمرض، بل يكابرون ويعتبرونه نوعا من الجمع بين الأصالة والمعاصرة من خلال الإنغماس في ملذات الحياة المادية وتطويعها لكي تبدو متوافقة ”من حيث الشكل“ مع الموروث الديني والثقافي الذي يبدو أنه قد أثقل كاهلهم ومنعهم من التمتع بالحياة العصرية التي يعيشها أمثالهم في بلاد الغرب الذي ينعتونه بالكفر والضلال والإنحلال.

الصيغة التوفيقية التي إبتكرها أبناء جيلنا لا تعدو عن كونها مسخا أو وقوفا في المنطقة الوسطى بين الجنة والنار كما يقول شاعر الفيحاء العظيم الأستاذ نزار قباني الذي نعتوه بالزندقة والفجور. فلا هم حافظوا على تراثهم ولا هم تبنوا مستحدثات العصر كما طورها العقل البشري في بلاد الضلال. إلا أنهم في سعيهم للمواءمة بين الموروث القديم الذي تجاوزه العصر والمبتكر الجديد القادم من بلاد الكفر مالوا ميلاً كبيراً.

الأمثلة على تلك المسوخ كثيرة من مسابقة ملكة جمال المحجبات الى طلاء الأضافر الإسلامي، مرورا بالبيرة غير الكحولية والخمر غير الكحولي وسراويل الجينز المقطّعة التي تم حشوها بخلفية رقيقة من القماش الأبيض أو أحيانا بلون الجسد حتى لا يظهر الجسد ذاته من خلال فتحات البنطال، البنطال بذاته لا ينطبق عليه شرط هام من شروط اللباس الشرعي للمرأة وهو ألا يكون صافّا، أي لا يصف الجسد. البنطال الجينز يكاد يكون كطلاء إمرأة عارية باللون الأزرق الفاتح! يمكننا هنا الحديث أيضا عن مصفف الشعر للمحجبات وظاهرة الحجاب فاشون وربطات الطرحة وأسعار تلك الخدمات.

بالنسبة للماكياج وتحديد الحواجب وطلاءات الوجه والوصف والشف فحدث ولا حرج. ناهيك عن الظهور العام في المقاهي والرقص في الأفراح - أما العامة والخاصة - والخلوات الخاصة والخروج مع ”الأجانب“ بغير محرم وصولا الى أن أصبح الزي المدعو بالزي الإسلامي لباسا كأي لباس حتى أن إحداهن - كما سمعت - تذهب للملهى الليلي الذي تعمل به وهي محجبة، تدخل لتؤدي فقرة رقص شرقي بالزي الرسمي ثم تخرج لترتدي حجابها وتعود لبيتها. لا أدري إن كانت هذه السيدة تفعل ذلك مضطرة أم واعية للإزدواجية التي تحياها، أو ربما تستغفر ربها كل ليلة على ما تفعل ... لا أستطيع أن أجزم بشئ.

يريدون أن يتخلوا عن الزي الإسلامي - الرجالي - بينما يحبسون النساء فيه. من المظاهر الغريبة أن تجد شابا حاسر الرأس يرتدي قميصا رياضيا (بولو شيرت) وسروالا يغطي ركبته، بينما قرينته تتشح السواد من أم رأسها إلى إخمص قدميها. هو حر عصري طليق وهي في تلك الخيمة. أما عن الرغبة المحمومة في عدم التنازل عن مُتَع ومباهج الدنيا فتجدهم يقاتلون من أجلها ويحاربون مَن يقفون ضد الخلط بين القيم والعادات الغربية والقيم والعادات الدينية. على سبيل المثال، إستغرق الحديث حول المايوه الإسلامي وقتا طويلا في صيف عام 2014. طبعا المايوه الإسلامي ليس إسلاميا، ”الإسلام لا يعرف شيئا بها الإسم.“ هذا المايوه الإسلامي (لباس البحر) للنساء عبارة عن شيء يشبه لباس الغوص ولونه في العادة أسود، إلا أن ألوانا أخرى قد ظهرت ليفقده كل مواصفات اللباس الإسلامي - لا يصف ولا يشف ولا يكون فتنة في ذاته - فهو يصف على أدق ما يكون الوصف وأحيانا يشف ومن المؤكد أنه فتنة في ذاته.

لا أجد غضاضة في إستخدام تكنولوجيا الغرب التي أنتجتها العقول ”الكافرة“ المجتهدة التي تأخذ بالأسباب بأموال النفط أو بغيره التي منحها الله أناسا كانت وبالا عليهم لحكمة لا يعلمها إلاه، لا غضاضة عندي في ذلك، فما تقرأه الآن وصل إليك بسبب إعمال هؤلاء ”الكفار“ قريحتهم في خلق الله فإبتكروا وأبدعوا وعمّروا الكون. الغضاضة عندي في هؤلاء الذين يريدون أسلمة المجال العام من خلال الإفتئات على منتجات الغربي ”الكافر“ ”القذر“ ومحاولة إستنساخ ما يقابلها بعد صبغه بصبغة دينية ليخدّروا ضمائرهم ويفوزوا بمتاع الدنيا والآخرة والتي وصلت ذروتها بالإعلان عن مسابقات ملكات جمال الحجاب في البلدان الإسلامية ... أخشى أن تتم دعوتي قريبا لإفتتاح أول ملهى ليلي شرعي في شارع الهرم. في النهاية لا يسعني إلا أن أقول ”اللي إختشوا ماتوا.“




#أيمن_زهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة وخلجنة المجتمع المصري
- مكتبتي الخاصة
- أهم عشر قضايا حول الهجرة والمصريين بالخارج خلال عام 2015
- تحولات الشخصية المصرية والنزوع للعنف
- مايوه شرعي
- كيف تنصر رسولك ... يا مغفل؟
- أهم عشر قضايا حول الهجرة والمصريين بالخارج خلال عام 2014
- اليوم الدولي للمهاجرين
- تراب الوطن ... أجساد الحور
- صعيدي حول العالم: في بلاد تركب الدراجات
- صعيدي حول العالم: في بلاد غاندي ونهرو
- المصريون المحدثون بين صافينار وفيفي عبده
- أهم عشر قضايا حول الهجرة والمصريين بالخارج خلال عام 2013


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن زهري - ملكة جمال المحجبات: دنيا ودين