أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ظهورات 1














المزيد.....

ظهورات 1


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


ظهر الملك حيزوان ابن بيزوان ..استيقظوا ايها الخلق ظهر الملك من جديد ظهر الملك ...
هبت العاصفة التى انتظرها البحر على امواجه فجعلتها غاضبة ..غضبها لم يدفعها دفعا لازعاج من يحيون بداخلها فقط بل من يعيشون على سطحها ومن حولها ..وجدت الامواج نفسها تضرب بيوتا خشبية ضعيفة فتتغلل وسط ثغرات خشبها التى تاكل بعضه بفعل السوس الذى نفذ الى عظام خشبه مثلما فعل مع ساكنيه ..لم يدرى الناس هل عليهم الخوف من صوت الامواج العاتية وضرباتها المتلاحقة ام من ذلك الصوت الذى نفذ الى عقولها هل عاد الملك حيزوان من جديد؟بعضهم سقط رعبا ؟...هل عاد حقا ؟..حاول البعض الصراخ بينما خرج اخرون خلف الصوت يريدون رؤية مليكهم !.....
فزع بيزوان الصغير على الصوت ..لم ينم تلك الليلة جفاه النوم ترك المشاعل موقدة .هل تحققت كلمات هذا العجوز؟ليتنى لم امر على هذا الطريق اليوم؟..لو ابتعدت او حتى امرت ذلك الحارس ان يساعد العجوز ربما لما نطق بنبوئته تلك وترك لى المدينة وشانها ....زاد الصراخ هل والده بالخارج ؟..تطلع نحو النافذة المظلمة من بعيد لم يود الاقتراب ..خاف ان يتطلع فيها الى السماء وينظر امامه ولده امامه من جديد...
هل سيكون مثلما امر نحاتيه من قبل ان يرسموه على الصخر امام المدينة باسرها حتى يظل بها الى الابد ؟...كان يحب الشمس فوضع قرص مثيلا لها من فوق راسه وبسط عليها صورة موج مثلما هو البحر شريان تلك المدينة التى اقامها عليها ..كان والده الملك هو مؤسس تلك المدينة وهو من حارب حتى تصبح صاحبة الاطلاله على ذلك البحر الواسع المطل من جميع الجهات ....
انه صوته..صوته ذلك يعرفه كان ينادى يا ابنى ..يا ابنى بيزوان ..اخرج يا ابنى لترى ..كان بيزوان يرتعد سيعاقبه ؟..لانه لم ينفذ مشيئته لم يخرج جلس على الارض مكانه حاول جنده الدخول لكنه صرخ بهم الا يقتربوا ..كان الحرس يشعرون بالارتباك عاد لهم الملك هل سيعاقبهم لانهم انضموا الى ابنه ضده ام لانهم قاموا بطرده من المدينة وتركه على الحافة حتى مات ..مات من قال انه مات كان قائد الحرس من دس السم ومن امر؟...
كيف عاد وهو ما ضمه بيده الى ذلك العامود ووضع من حوله التراب كان المكان صامتا لم يكن هنا اخر ليخرجه ..اضرم النيران فى ذلك العمود حتى تاكل من امامه عن اخره لقد كره العامة تلك العمدان ولم يعووا يشيدوها كما الماضى لكن الابن اراد ان يضمن عدم عودة ابيه الى الحياه مرة اخرى ....
شاهد الناس ذلك الرجل الذى خرج من وسطهم فى الساحات لا يعلمون من اين اتى ؟!او كيف حل وسطهم ؟..لكن بدا يرقص!..كان يدور حول نفسه فى حلقاته الدائرية فاردا ذراعيه نحو الشمس تغمره ضوئها لم يتبين احدا منهم تلك الكلمات التى خرجت من فمه حينها لكنهم خافوا وتراجعوا عنه ..لم يكن مرحب بمجهول فى وسطهم كان الملك يحرم دخول الاجانب الى وسط الصفوف ....لم يفرغ من رقصته فقد تحلق من خلفه كثيرون وفى نهاية الحلقات كانت الفتيات معه بالدفوف...بينما هناك عيون تراقب من بعيد ..زفر الاربعين فى غيظ وهو يتابع تلك الرقصات التى ظهرت مع المجهول يقولون انه ليس ابنا لتلك المدينة فكيف جاء للرقص من اجل ظهور الملك حيزوان لابنه من جديد ؟...تململ عبد سيده فى كرسيه الذى صنع لاجله خصيصا ...هو ايضا ابن مجهول هكذا اخبروه عندما كبر واخذ يسأل من حوله من مكان لاخر لم تتغير اجابتهم يوما ..لم ينظر احدا لوجهه لانه لم يعرف له ابا ولا ام قال من يبالى لست بحاجة اليهم لكن الصغار ابتعدوا وحتى الكبار ..لم يجد سوى فلاح عجوز حمل له الحطب على حماره عجوز مثله !..او هكذا ظن لكنه فى النهاية اضطر لحمل الحطب على اكتافه ثم ما طلب منه الفلاح ..كان يستيقظ فجرا ويبدا رحلة الحمل والعودة الى حطام غرفة صغيرة كانت هى مسكن العجوز الوحيد بينما افترش هو الارض الى جوار الغرفة التى طرده منها الفلاح من هو المجهول ليقطن غرفة ...تعود على صوت الحمار الى جواره ثم بدا مع الوقت فى الغيرة منه !..لم يرفع صوته ويسأل لما احمل انا كل هذا بينما الحمار يرحل خاويا ! بل احيانا ينظر اليه فيجده يضحك ..اقترب منه فى احدى المرات غاضبا ممن تضحك ايها الحمار ؟...لكن حظه التعس لم يسعفه فى تلك المرة ..كان هناك الفلاح يصرخ جوار اذنه بينما يتحمل ان لا يخرج انات من جراء العصا التى راحت تنهال على ظهره من يد الفلاح !....كيف يصرخ فى وجه حماره هكذا ؟..كان يراقب الفلاح مساءا وهو يخرج من غرفته الضيقة الى الحمار ليطعمه ويغسله بينما هو نائما الى جواره لا ياتيه بكل هذا !....يستيقظ على الاتربه التى تلقى على وجهه او بعض الحصى الذى يلقيه الصغار ويركضون بينما ينفضها عنه فى غضب فقط لكنه ابدا لم يفكر فى يوم ان يلحق بهم وربما ان يلقى عليهم بالحصى والتراب ...كانوا ياتون اليه دائما وهو ينفضها دائما ثم يحمل حمولته الجديدة ومن امامه الحمار يرشده الى الطريق !....
فى يوما قرر ان لا ينصاع خرج من لدى الفلاح وحماره ولم يعد !..هرب من المدينة الى مدينة اخرى ..
فى المساء جلس وحيدا على الطريق كانت هناك اصوات تاتى اليه من بعيد تزيده خوفا جلس يرتعد لم يكن له مكان ولا يوجد احدا بانتظاره حتى اسم الفلاح تركه من خلف ظهره وقرر ان يكون له اسما جديدا..غرق فى السبات من كثره التعب فلم يشعر بالعصى التى تضربه بقوة كى يستيقظ ..فزع وجدهم يحيطون به من كل جانب ...نظر الى وجوههم الغاضبة حاول ان يتكلم لكنه لم يفلح !...كان يحث لسانه على الخروج لكنه رفض تلك المره الخروج والانصياع له الان فقط تذكرت الصمت يالسانى اللعين !ربطوا يديه من خلف ظهره وسار فى موخره حبل طويل امسكه احدهم بيديه يبدو انه زعيمهم هكذا اخبر نفسه بينما يساق من خلفهم الى داخل الاسوار ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان اكون مخطئة
- دموع فى عيون قبيحة
- مقبرة الوالى
- واحد اتنين ثلاثة
- الملجأ
- انت عمرى
- جدى الاصفر
- دفتر عاملة الجزء الثانى 5
- دفتر عاملة الجزء الثانى 4
- دفتر عاملة الجزء الثانى 3
- لازلت اغادر مارجريت
- دفتر عاملة الجزء الثانى 2
- بدوية الاخيرة
- دفتر عاملة الجزء الثانى
- دفتر عاملة الجزء الاول الاخيرة
- اطباء مصر الفرعونية
- الكتاب المقدس لدى الطبيب المصرى القديم
- بدوية 27
- النظريات الطبية حول الطب الفرعونى
- دفتر عاملة 23


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ظهورات 1