أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منير ابراهيم تايه - العلم الحديث بين التعريب والعبرنة














المزيد.....

العلم الحديث بين التعريب والعبرنة


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 09:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللغة من مقومات الشخصية؛ فهي الإطار الذي يحفظ كيان أصحابها ويحدد هويتهم، وهي مرآة العقل ووعاء الأفكار، وأداة التفكير، كما أنها وسيلة النضج الذهني، وأهم مظهر يتجلى فيه إبداع أبناء الأمة.
وبقاء الأمم وتقدمها مرتبط بتشبثها بأصولها المتمثلة في لغتها ودينها، وتمر الأمة الان بمرحلة حضارية خطيرة في حياتنا المعاصرة، وإذا لم تتفهم هذه المرحلة وتهضم ما فيها من جديد، وتلحق بالتيارات الحديثة ضاعت شخصيتها بين تيارات الحضارة الجديدة، ونسيت تراثها وأصالتها؛ لأن الأمم القوية ستفرض عليها علمها وثقافتها وآدابها عن طريق التطور الحضاري المتقدم.. ومنح القران الكريم اللغة العربية التقديس لتكون لغة إعجازية مقدسة، وكانت وعائا للفكر الإسلامي الوليد وكذلك لغة النهضة العلمية الوليدة.
دخل العرب القرن العشرين عراة لا يملكون من مقومات الحضارة شيئا حتى لغة الشعر إبداعهم الوحيد كانت قد ماتت قبل الدخول، و بعد محاولات التململ العربي للنهوض اكتشف العرب وجود العلم و التكنولوجيا الحديثة فاكتشفوا بذلك عجز لغتهم عن استيعاب ما وجدوه بعد هذا السبات..
اللغة العبرية بقيت منسية 15 قرنا من الزمان.. وأحياها اليعازر بن يهودا في 40 عاما، ابن يهودا آمن بألا وطن بلا لغة ولا لغة بلا وطن.. ومع أن استخدام العبرية في الحياة اليومية لم يكن سهلا منذ البداية؛ فاللغة التي نسيت لمدة 15 قرنا كانت تفتقر إلى كلمات كثيرة مرتبطة بالحياة اليومية..
أما اللغة العبرية التي كانت منسية يوما، وحلم بن يهودا بإحيائها، وتحمل التحدث بها وحده منذ زمن، هي الآن إحدى اللغتين الرسميتين لـ "دولة إسرائيل"، ويتحدث بها ما يقرب من 9 مليون شخص حول العالم، معظمهم على الأرض التي تصورها ابن يهودا يوما أرض الوطن لليهود
ولم تحقق ما حققته من مكانة لتصبح اللغة الوطنية لما يعرف باسرائيل إلا نتيجة لتنامي الشعور الوطني والإرادة الجماعية لليهود. وما يلفت النظر في التجربة اليهودية السرعة المذهلة في تنفيذها وفاعليتها، وشمولها كل مناحي الحياة داخل الدولة، سواء كانت اجتماعية أو تقنية أو تعليمية، كما لا ننسى أن الوعي بالهوية والقومية دفع فرنسا إلى تنقية لغتها من التلوث اللغوي الذي أصابها من مفردات الانجليزية: فهناك قانون حماية اللغة الفرنسية أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1994م نص على "حظر انعقاد المؤتمرات العلمية التي تتخذ الإنجليزية لغة للتداول". كما تدخل البرلمان الفرنسي لحماية اللغة حين وضع قائمة سوداء من الكلمات التي يحظر استخدامها في الإعلانات والمدارس والحكومة والمؤسسات، كما رسمت فرنسا سياسة لغوية لجأت فيها إلى سن القوانين بما يحفظ للأمة مظهر حياتها العقلية؛ فاستطاعت الحفاظ على اللغة الفرنسية. ونلحظ أن الانجليزية البريطانية تحرص على تنقية نفسها مما يصيبها من تلوث من الانجليزية الأمريكية...
ان قابلية اللغة على استيعاب وصف آلة أو البحث عن أسماء لمخترعات يعطيها القابلية والقدرة لتكون لغة للعلم هو تبرير ساذج. وما يذهب اليه العرب لاشتقاق مصطلحات عربية مقابلة لمصطلحات العلوم المعاصرة ووضعوا القواميس لها، هو ركض وراء سراب، لأن العرب الآن ليسوا منتجي علم بل متقبلين لبعض مما ينتج وما على اللغويين إلا متابعة ما يستجد للبحث عما يرادفه و بصورة مستمرة و دائمة. إن لغة العلم ليست مجرد وعاء استيعاب لنقل ما هو موجود. ان للغة العلم مميزات خاصة بها:
- أنها لغة حية علميا و هذا يعني البحوث العلمية الجديدة أول ما تكتب تكتب بلغة العلم المقبولة عالميا. إنها اللغة التي تنتج مصطلحات جديدة يتم الترجمة عنها باستمرار، فلغة العلم لغة منتجة للمصطلح إضافة لكونها قابلة للترجمة.
- أنها لغة واسعة الانتشار علميا وليس المقصود هو عدد المتكلمين بها بل عدد مراكز البحوث التي تعتمدها، وعدد الدوريات التي تصدر بها وعدد الكتب التي تكتب بها والمؤتمرات التي تعتمدها كلغة مقبولة.
أنها اللغة التي تجمع ما بين القدرة على التوضيح مع استخدام الرموز من (حروف وعلامات) لكتابة العلاقات العلمية والرياضية
- أنها اللغة التي تتعامل بها دور النشر العالمية
لقد بدء النشر العلمي الأكاديمي في حدود القرن السابع عشر وما زال متواصلا و خلال هذه الفترة استطاعت اللغة الانكليزية من التوائم مع الكتابة و الطباعة العلمية، كما أن تقاليد النشر العلمي تأسست خلال هذه المدة التي كان العرب فيها منقطعين عن الحضارة العالمية. كما أخذت بالتشكل طريقة الصياغة اللغوية للحقائق العلمية و طريقة كتابتها. و توجد الكثير من الدراسات حول قدرة اللغة في استيعاب العلوم
وتتصدر اليوم اللغة الانكليزية اللغات العلمية العالمية بسبب سعة انتشارها كما انها أخذت بالتوسع وقبول مصطلحات ورموز من لغات أخرى
كما كان الروس ضمن فترة ما يعرف بالااتحاد السوفيتي ينشرون بحوثهم بلغتهم، وهذا يعني أن المنظومة العلمية الروسية كانت كاملة وتحوي مؤسسات نشر علمي من كتب ومجلات بحثية. وبغية الاستفادة من البحوث السوفياتية اهتم الغرب في تأسيس مؤسسات متخصصة في ترجمة المنشورات العلمية الروسية كي يكون الغرب على قدم المساواة مع ما يكتشفه السوفيات
مما تقدم نجد أن لغة العلم ليست مجرد وعائا يمكن تبديله بالترجمة بل مؤسسات توفر لقرائها البحوث السابقة والحالية إضافة إلى توفيرها الكتاب العلمي (الأكاديمي) بمستوياته المختلفة
ان اللغة العربية الآن ليست لغة علم وهذا ليس لقصور ذاتي تعاني منه بل لقصور الإمكانات العربية الاجتماعية والاقتصادية والفكرية. الترجمة العلمية يجب أن تشمل الدوريات القديمة والحديثة والكتب الأكاديمية وبمختلف الاختصاصات. المشكلة الأساسية وراء ذلك كانت يوم تخلى العرب عن العلم منذ قرون فخنقوا لغتهم وحنطوها. فهل سيتمكن العرب المعاصرون من إعادة اللغة العربية إلى العلم..؟



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابيون او الفراشة لهنري شاريير والصراع من اجل الحرية
- -عساكر قوس قزح- لأندريا هيراتا.. قصة المنسيين
- الحلاج.. مأساة عاشق؟!!
- ابن باجة الاندلسي والمدن غير الفاضلة
- ساق البامبو .. والبحث عن الوطن .. في غربة الانسان
- -طوق الحمامة- لابن حزم ... الحب بمبضع الأدب
- الخط العربي .. فن يتحدى الزمن
- الناس كما هم / قصص قصيرة
- قصص قصيرة بجدم راحة اليد 5
- 1984 لجورج اورويل.. مقاومة الديكتاتورية بالادب
- حجي جابر في رواية -سمراويت-.. وازمة البحث عن هوية
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 4
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 3
- للخيال جماله ولذته وسحره -رسالة التوابع والزوابع- لابن شهيد
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد (2)
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد
- فرنسا تنعى انسانيتها
- انا وظلي
- انا وظلي/ اقاصيص صغيرة
- ماسح الاحذية/ وقصص اخرى قصيرة


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منير ابراهيم تايه - العلم الحديث بين التعريب والعبرنة