أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الوراق - صراع الوهم ، أم صراع الإرادات















المزيد.....

صراع الوهم ، أم صراع الإرادات


ابراهيم الوراق

الحوار المتمدن-العدد: 1388 - 2005 / 11 / 24 - 20:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في عصر نعيش فيه تحت اشباح الفضائيات والنت ، في عصر تفتحت فيه ابواب العلم ، وتحررت فيه الأفكار ، وتقرى العالم فيه مساحة صغيرة ، في عصر انفلتت فيه الإرادة البشرية غيرآبهة بما يعترض طريقها ، ولامبالية بما يحد من فاعليتها ، في عصر المعلومة السريعة ، والفكرة المتبرجة ، والخبر المبهرج ، في هذا العصر تنتشي بعض الذوات المنتفخة بحباط الثأر للدين ، بوعد سماوي تنتظر فيه ان تتغير الحياة ، وتتقدم الإنسانية ، وتسير الأمم المجاورة في مراسينا الوديعة ، في هذا العصر صارت الأفكار الصغيرة عندنا كبيرة ذات قيمة ، والاعمال المخلدة للأمة ثقيلة وعصية ، فلا ندري ما السبب من وراء هذا النكوص ؟؟ اهل الأمة اليوم صارت بالتحولات التي حصلت في ميادين شتى اقرب الى صوابية الموقف ؟؟ ام مازالت تحتاج الى بداية الجهد في طريقه الصحيح ، حتى تبني لها اصولا ثابتة ؟؟ وهل الجهد يحتاج منا الى قدرات وطاقات خاصة ، لابد من توافرها كمادة اولية في عملية النهوض ؟؟ ام بامكان كل واحد منا ان ينشأ له بيتا من الريش فيقول : هذا بيتي ومن دخله كان آمنا
ان الإجابة عن هذه الأسئلة تقتضي منا دراسة معمقة لمفردات كثيرة تتركب منها هذه الظاهرة الدينية ، وأدبيات عديدة تعد ابجدية النسق العقدي عند هذه الأمة ، وتحسب افكارا تتحرك في مداراتها كثير من الظروف والملابسات التي تكتنف وضعنا في أوطاننا الإسلامية
ونحن نريد هنا في هذه المقدمة ان نشير الى وجود ازمة عميقة في وجدان الأمة وتفاصيل حياتها ، وهذا لا ينكره احد الامن رأى نفسه طفيلية تعيش في امثال هذه الأوضاع المتعفنة ، او يرى حقائق الوجود مرتبطة بأشكال وطقوس معينة ولو كانت جوفاء لا صلة لها بقيم الروح والنفس ، ولاعلاقة لها بعمق التجربة الدينية التي تمس الجوهر والمضمون
فالصادقون من هذه الأمة يعيشون على أعصابهم ، وتحترق منهم مهج أرواحهم ، من جراء ماحصل من تناقضات صارخة على جميع المستويات والمشاهد ، خصوصا حالة التدين التي تعيشها الأمة في يومها هذا ، فقد تحول التدين من حالته الفطرية الى تدين شكلاني لايرتبط بعمق التجربة الروحية والوجدانية التي جاءت بها الديانات كقوانين تؤسس لمبدإ المجتمع الإنساني المتكامل الذي تعيش فيه كل القوى في سلم اجتماعي ، وامن روحي
فهذا رمضان قد انصرم ، وهذه موائده قد طويت ، فماذا استفدنا من شهر مليء بالعبادة ؟؟ أهل الأمة صارت أقرب من فهم الحقيقة ؟؟ اما زالت الأمة في غفلتها المعهودة منها ؟؟ام الدين لايستطيع ان ينشئ ذلك الوهم الذي ننتظره ؟؟ أم الدين حالة شخصانية فردية لا تتعلق بقيم المجتمع ، ولا بقوانين التشريعات السماوية والأرضية ؟؟ فبهذا يصير الدين صناعة محلية لادخل فيها لأحد ، أو قيمة فكرية يختارها الإنسان كرؤى ومبادئ تيسر له تكاليف مشقة حياته ، وتهيأ له المناخ النفسي لمزاولة خلوده وابديته ، واننا لن نعدو سقف الحق إذا جزمنا بوجود بقع كبيرة تتلاشى في رمضان ، لكنها تبرزبشكل فظيع ، وتظهر بطريقة سيئة ، وتفتعل في حياتنا بعد رمضان ، فالمحاريب تشكو، ودور العبادة تئن ، واصوات القلب تسكت ، فما هو السبب ؟؟ أهل التجربة لم تترك اثرا ؟؟ أم ماذا من وراء هذا الضمور ؟؟ أم التجربة وهم لا تحقق كبير فائدة وعائدة ؟؟؟
وحين نتحدث عن رمضان لن نتجاوز مظاهر العبادة الظاهرية ، كالصلاة مثلا ، فهذه ايضا قد صارت مع الأيام فارغة من محتواها ، لاتؤثر سلبا ولا ايجابا في حياة الإنسان ، وإن تجاوزنا هذا ، الى الإطار العقدي للأمة فإننا نلحظ وجوم صوت العقيدة بقلوب كثير من المتدينين ، بل صارت العقيدة نظريات فلسفية تتخبط في دياجير التكتم والسرية ، أو تعانق سراب الخيال والنظم التفكيرية الميتافيزيقية ، وإذا فقدت العقيدة تأثيرها على الكيان كنظرية في المعرفة ، تقنن سير الإنسان وسلوكه ، فإنها تتحول الى حبرعلى ورق ، او شقشقة تتشدق بها الأفواه ، ولقلقة ترددها الألسن ، وهنا يجب ان نطرح سؤالين اثنين ، مادور الدين في حياة الإنسان ؟؟ وما آثاره على الإنسان في المجتمع؟؟ هذين السؤالين سيجران بنا الى يم من الأسئلة الممهدة لأفكاركثيرة نحن نبحث عن النبش فيها ، عن تفعيلها حتى لاتكون من الطابويات التي لاتنالها الأيدي ولا تبلغ ساحتها الأرجل
انني اعد نفسي وغيري ، بان انجر بحثا عن السؤالين في ما سيأتي به الزمن ، لكنني وقبل ان اختم هذه المقدمة ، لن اعدوهذا المكان ، الا اذا سلطنا شعاعا من نورعليهما يجعلهما مقربين الى اذهاننا
ان الدين في عمقه التكويني ، يريد أن يؤسس نظرية الحب ، او نظرية اللذة ، لذة العشق الإلهي ، لذة الشعور بالآخر ، لذة المسؤولية المجتمعية ، فالحب بتركيبه الشفاف هو الذي نفقده في مجتمعاتنا الإسلامية ، ونفتقر اليه في حياة المسلمين خاصة ، بل صارت كلمة الحب مبتذلة سارحة في الممارسات الشاذة ، حتى دلت عند الكثير منا على التهتك وخوارم المروءة ، بل لاوجود لها عند المتدينين ، ولا نكاد نلمسها الا في عالم المراهقين والعشاق ، بل الغريب عندي أنها نطرية اسلامية ترتبط بفلسفة معينة عند المتصوفة خصوصا المتفلسفين ، وكأني بقائل يقول : انها مأخوذة عن الديانة المسيحية ، وهي من تأثرات الإسلام بالمسيحية ، لإن المسيحيين هم الذين يغنون بها امام الشعوب ، وهذا ليس من صواب الرأي بمكان ، لأننا لانرى عبادة بدون حب ، ولا حياة بدون حب ، فبالحب نقرب المسافات فيما بيننا والآخر ، وبالحب نستطيع ان نسود العالم ، وبدونه لن نكون الا شاطحين على اوتار الكره والبغضاء ، وبدون اللذة ووجدانها سنكون عبادا يعلوهم سحب الجفاء والغلظة ، لكن ماذا أستطيع قوله : إذا كان بالبيت من يريد تحويلنا الى نبادق لاتحشى إلا بالرصاص ، وحناجر لاتملأ إلابالسموم ، وبيادق على رقعة المصالح والأعراض ، فهذا هو الدين في عمقه النفسي التحليلي ، اما الدين قي غوره المجتمعي التركيبي ، فهو حركة انسانية تنطلق من مبادئ العدل الإنساني ، وقانون الحرية والحقوق الفردية ، فالدين حرية ، وتفكير متنور ، وثقافة متحضرة ، وانسانية ثرة
إن الدين لا يبحث في تجارب البشرإلا عن صياغة مجتمعات نافعة ، يتمظهر فيها الإنسان بالسيادة على خيرات الأرض ، وتتوزع ابناء الأسرة الكبيرة غلاتها ومنافعها ، مع قيامة تقسيمها بعدالة ومسؤولية
ان الدين اخاء وصفاء ومودة وحب ، وحين يخرج الدين عن هذا الإطار يتحول الى بركان



#ابراهيم_الوراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرو خالد بين الأسطورة والحقيقة
- شظايا في افق الكلمات
- اعباء الروح 1
- حوار بين العقل والعاطفة رقم 6
- 1-2-3-4-5-مرابع البؤس -الانسان ، الزمان ، المكان- رقم
- حوار بين العقل والعاطفة رقم 45
- حوار بين العقل والعاطفة -رقم 1-2-3-
- ثورة من أجل الحقوق أم على الظلم...؟
- مجالس سامرة ..محاورة بين التلميذ وشيخه


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الوراق - صراع الوهم ، أم صراع الإرادات