أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - مقتدى الصدر .. والروح البروسية














المزيد.....

مقتدى الصدر .. والروح البروسية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 20:28
المحور: المجتمع المدني
    


ان دعوة السيد مقتدى الصدر للتظاهر والاعتصام وخروج الالاف المؤلفة من اتباعه ثم اعتصامه الذي لم يدم طويلا ، والذي سرعان ما انفض من دون سبب مبرر . . قد دفعني للتفكير مليا في المجتمع والفرد العراقي . ، حيث ان الصدريين لم يخرجوا بدافع الثورة على الاوضاع المعيشية المزرية التي يعيشونها ، ولا بدافع الفقر وانما بدافع واحد وهو نداء السيد مقتدى الصدر لهم بالخروج فقط ، ثم ندائه لهم بالعودة . وبذلك فأنهم قد ناقضوا كل المعطيات والنظريات الاجتماعية والثورية في العالم قديما وحديثا ، كما ناقضوا مبادئ الصراع الطبقي والدياليكتيكية التاريخية ايضا . وقبل هذا لاحظنا خروج الطلاب للتظاهر ضد وزير التعليم العالي. . ولم تتطور هذه المظاهرات الى مطالب شعبية او جماهيرية ، وسرعان ما خبت بعد دفع مستحقاتهم المالية ، وتلبية بعض المطالب المهنية البسيطة ثم عادوا من حيث بدأوا . وهذا يدل على مسلك اناني لا يليق بالانسان المتحضر والمعاصر. . ومن كل ذلك يبدو لنا جليا بأن الشعب العراقي يعيش بعشوائية فكرية وتنظيمية. ، وهذه ليست وليدة اللحظة او المرحلة الحالية ، ولكنها تظهر تارة بشكل سافر وتارة بشكل مستتر . . اننا شعب لا يؤمن بالقواعد والانظمة التي تحدد نمط وسلوك المعيشة الفردية او الاجتماعية . وقد ادى ذلك الى ان نضع لانفسنا قواعد وانظمة تتناسب مع رغباتنا وطموحاتنا الفردية ، واصبح كل واحد يضع لنفسه النظام الذي يوائمه ، ويرفض الانظمة العامة المتعارف عليها. . كما اننا انانيون ، لا يهمنا مصالح الغير . انانيون فرديون اولا ثم انانيون للكتلة التي ننتمي اليها ثانيا وبعد ذلك للطائفة او المذهب . حيث لم تتبلور لدينا قواعد وانظمة عامة اجتماعية او اقتصادية نسير عليها . وكذلك القيادات السياسية التي لا تحترم النظام ، فكل قيادة تريد نظاما يوائمها. ، وحتى البرامج التي تضعها الاحزاب والكتل لا يجري العمل بها ، وتضربها بعرض الحائط ، وهي مجرد وسيلة للوصول وليست منهاج عمل او خارطة طريق . وهذه العشوائية للفرد والمجتمع العراقي قد جاءت من قيم البداوة والعيش في الصحراء ، حيث مجال الحياة واسعا وليس فيه حدود او قواعد للعيش اللهم الا القواعد التي يضعها شيخ العشيرة لتنظيم مجتمعه القبلي ، والقليل من الاعراف المتبعة . وقد انتقلت الينا هذه القيم من آبائنا واجدادنا الاولين ، جيل بعد جيل ولا زلنا نحمل نفس قيم البداوة المستندة على سعة الصحراء المعدومة تقريبا من الضوابط. . وعندما جاء الانكليز بعد الحرب العالمية الاولى الى العراق ، لم يجدوا ذلك المجتمع العراقي المتجانس . وبدلا من تطبيق مبادئ الدولة المدنية الحديثة على العراق شجعوا التكتل العشائري ظنا منهم انهم يستطيعون السيطرة عليهم بهذا الشكل . وقد اتبع الامريكان نفس الاسلوب عند احتلالهم للعراق ، ولكنهم هذه المرة قسموا المجتمع الى طوائف دينية . وبقي الفرد العراقي والمجتمع العراقي اسير العشوائية وعدم الاعتراف بالتنظيم والقواعد المدنية في ادارة الدولة . . وعلى مدى الزمان آمن الحكام في العراق بأسلوب القوة. وظلت النظرية السائدة بأن العراق لا يقاد الا بالقوة ، لأن شعبه متمردا على الدوام . ولكن القوة كما هو معروف تخيف الفرد وتردعه ولكنها لا تحقق النتائج المرجوة في ارساء قواعد ونظم للمجتمع . ومن منطلق القوة هذا قمعت بريطانيا كل الانتفاضات . كما جاءت امريكا لتحكم العراق بالدبابات ايضا . ونهج الحكام الجدد نفس النهج الدكتاتوري لصدام بحكم الناس . بل ازدادوا قمعا للشعب وعلى وفق الانتماء الفكري او القومي او الديني للمواطن . وظل هذا النهج سائدا الى يومنا هذا ، وهو نفس منهج داعش الارهابي الذي نحاربه باستمرار .
ان الوضع العراقي هذا قد دعاني الى تشبيهه بالوضع الذي كان سائدا ايام الامبراطورية البروسية ، التي وجدت نفسها متخلفة عن مواكبة التطور الطبيعي للدول الاوروبية الاخرى ، مما دعى امبراطور بروسيا لاصدار مرسوم يحدد فيه مسيرة الشعب . وفرض هذا المرسوم على المدارس اولا ثم على العائلة والمجتمع في وقت لاحق . وقد سمي هذا النهج فيما بعد ب( الروح البروسية. ) . . وهذا الاسلوب الاجتماعي مغاير للنهج النازي الذي يعتمد على العسكرية والتسلط والعدوانية .
ان مبادئ الروح البروسية هذه تستند على الاتي :
اولا التنظيم المثالي . ثانيا الانضباط . ثالثا . التضخية. رابعا. الدور الفعال للقانون. خامسا الخضوع للسلطات الشرعية . سادسا . الصدق. سابعا . المثابرة والاجتهاد . ثامنا التدبير والانتظام . تاسعا. التواضع . عاشرا. التسامح .
وقد بقيت هذه المبادئ سارية الى يومنا هذا في النمسا والمانيا .
اننا الان بحاجة الى بناء الانسان والدولة في آن واحد ، لنبتعد عن العشوائية وانتهاك القوانين ، والانانية الفردية والحزبية ، واحلال الولاءات الفردية بدلا من الولاءات الاجتماعية . وبذلك فأنني ادعو كل الخيرين والمثقفين الى وضع ضوابط جديدة للتعليم في المدارس والجامعات على غرار ما شرحناه آنفا من مبادئ الروح البروسية . وادخال نفس هذه المبادئ في مناهجنا الدراسية ، وفي الحلقات الثقافية والفكرية ، وفي الاعلام المرئي والمقروء ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي . وبذلك نحافظ على مستقبل اجيالنا من الضياع ، كما ضاع حاضرنا ومستقبلنا. ان الامر يدعونا الى النظر بجدية لهذا الموضوع الحيوي ، واعطائه نفس الاهمية التي ننظر بها لاصلاح حال الدولة. حيث ان الدولة الرصينة بحاجة الى مجتمع وفرد رصين .
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم الشيعة
- السياسات الدافعة للفرقة والتقسيم
- مافيش فايدة . . . دي شعب زلط
- اين هو الاسلام . . . ومن هو المسلم
- من الموصل 1959 الى الموصل 2016 . . .محنة شعب .
- حول الميليشيات السنية
- تداعيات فشل الحل السياسي في سوريا
- اوهام الاصلاح . . . وحتمية الثورة
- من دبش ... . الى هوشيار
- توظيف الدين لتغييب الوطن والمواطن
- هادي العامري وداعش. . . ازمة وطن
- دورة الصراع والانتقام في العراق
- مظاهر مدانة من اسباب تخلفنا
- من هو الطائفي في المشهد العراقي . . . واحتمالات المستقبل
- انهيار القيم الانسانية
- التحالف الاسلامي الجديد .. . هل سيحقق اهدافه
- الخارطة الجيوبوليتيكية لسوريا والعراق .. . والسيناريوهات الم ...
- تقسيم العراق ... ...من جديد
- من يريد التخلص من داعش حقا
- قوى الظلام .. . مرة اخرى


المزيد.....




- مجلس أوروبا: ألمانيا لا تفعل ما يكفي من أجل حقوق الإنسان
- واشنطن بوست: المجاعة تضرب غزة والكارثة أكبر إن لم تتوقف الحر ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - مقتدى الصدر .. والروح البروسية