أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - وعادت حليمه














المزيد.....

وعادت حليمه


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 20:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وعادت حليمه
الموروث العربي والعراقي يزخر بأمثله شعبيه تعبر عن خزين معرفي ممزوج بالحكمه العاليه والذكاء الحاد , ومن هذه الأمثله ما أسعفتني به الذاكره مشكوره , بمثل قديم هو خير من يعبر عن واقع حال جمهور سوف يرجع فاضي اليدين من أنتفاضه عارمه خرجت الجماهير بقضها وقضيضها , و عادت بخفي حنين من وعود ساسه أقسموا على أن لا يغيروا عاده أدمنوا عليها , ولعبه ألفوها , الا وهي لعبة القط والفار.
هذه اللعبه التي تذكرنا بهذا المثل الذي ضرب على حليمه زوجة حاتم طي المشهوره بالبخل ,وبالعكس من زوجها المشهور بالكرم , حيث بذل هذا الرجل الجهد الجهيد لكي يغير طبعها بالبخل , الا وهو قلة ما تضيفه من سمنه الى الطعام لكي يكون شهيآ , ولكن طبعها لم يسعفها وسرعان ما عادت اليه , فضرب المثل عليها (عادت حليمه لعادته القديمه).
الأحتجاجات الجماهيريه الأخيره , وما آلت اليه الأمور, تؤشر بأن ليس هناك ما يلوح بالأفق من أمل بالتغير, هو السبب لهذه المقدمه لما تحمله من شبه في المقصد وما توحيه من تماثل بالمعنى. حيث بلغ السيل الزبى , وتفجر الأحتقان الجماهيري بمظاهرات صاخبه , مندده بالفساد وأهله , ومهدده بقلب الطاوله عليهم , لولا حكمة القائدين لها, وصبر القائمين بها , وهذه ميزه تحسب للمتظاهرين , ودليل وعي , وطول نظر, ولكن بالمقابل أيضآ تكشف عن حقيقه مؤلمه لطبقه سياسيه أزكمة عفونتها أنوف الجميع , حيث ركضة الى الأمام متجنبه الأصدام بالجمهور الغاضب والمزمجر , والشاجب لكل أنحراف العمليه السياسيه بما تخللته من عملية سرقات كبرى جعلتها تتبؤا المراكز الأولى في حلبة الفساد العالمي.
ولكي نضع النقاط على الحروف , وما دام هم أنفسهم لا يخشوا العار ولا يهتموا بالشنار , نشير الى كبيرهم في التآمر الا وهو التحالف الكردستاني , والذي أول من تبرع برفع ورقة التوت من سوأته معلنآ معارضته للتغير , متحديآ ملايين المتظاهرين , بل صرح بما هو أدهى من ذلك , متجردآ من كل قيم الحياء والوطنيه عندما صرح القاده الكرد وعلى لسان أكثر من واحد أن هذه الجماهير لا تعنينا ولا هي محل أهتمامنا وأن ما يعنينا هو من يسكن كردستان أي الكرد بالتحديد وهم محل أهتمامنا , وهذا ما يدعوه . طبعآ هذا الموقف يجب أن يكون النقطه الفاصله بين العراقيون وبين هؤلاء, لكي يرحلوا عنا مودعين الشراكه معهم الى غير رجعه , لأن الأستمرار معهم مضيعه للمال والوقت , وأنفصالهم ليس آخر الدنيا ,فهم كما يقول الشاعر ( لا زاد حنون بالأسلام خردله ولا النصارى لهم شغل بحنوني), الحقيقه التي لا يمكن أخفاءها بغربال أن السا سه الكرد هم العقبه الكأداء أمام عملية التغير السياسي المطلوب جماهيريآ , ولكن هذا ليس هو أخر المطاف , ولا يلهينا من التأشير على فئه أخرى ليس أقل خطر , ولا أقل خبثآ الا وهم أتحاد القوى العراقيه والتي لم تألوا جهدآ بوضع العصي بعجلة التغير السياسي متغذيه بأجنده أقليميه أحد أهم أهدافها تحطيم العمليه السياسيه لصالح تقسيم البلد كما ترى هذه البلدان , وعرابي هذه العمليه معروفون للقاصي والداني وهم من يتبرع بالأعلان عن أنفسهم لتسجل لهم في دفتر جهادهم كما يزعمون , ولكي ينالوا بما وعدوا فيه . هذه هي الحقيقه المؤلمه لما يعيشه هذا الوطن الجريح , وما يتعرض له شعبه من معاناة ,. هؤلاء الأثنين أبطال المؤامره , وسبب المأساة الكبرى لهذا البلد , ولكن هذا لا يلغي البعض ممن يكون محسوب على التحالف الوطني, ممن يتحجج بالدستور والحرص على اللحمه الوطنيه وياليته جاد فيه ,له النصيب في هذه المعاناة الشعبيه من حيث يعلم أو لآ يعلم .
أن ما يحدث من تطورات , وصخب أعلامي لا تعدوا من أنها جعجعه بلا طحين كما يقال, خلاصة القول لا يبدوا أن هناك بصيص من الأمل في نهاية النفق , الا أللهم بصيص أمل القوات الأمنيه وما تحققه من نجاحات على داعش في جبهات القتال , هو وحده ما يبلسم جراحات العراقيين وينسيهم همومهم , ويرخص عليم تضحياتهم , راجين الخلاص من داعش , لكي يتفرغوا لمن سرقهم وأعتدى على كرامتهم , وهم يعرفوا الشعب العراقي كيف ينتقم وبأي طريقه, ولا أعتقد أن من يرسم له حدودآ جديده تحت أسم دولة كردستان في قادم الأيام بمأمن من هذا الشعب .
هذا هو الواقع, أحزاب تتقاسم الكعكه , وما زاد من الفتات هو نصيب الشعب المغلوب على أمره , وهم يذكرونا بقسمة (أفنيخ) وهي قصة قسمة القوي للضعيف والتي يمكن أختزالها بمقولة( تريد الغزال هذا الأرنب, تريد الأرنب هذا الأرنب ) , وياريت الأرنب عن التسليم يكون حيآ , فعلى الأرجح يكون ميتآ. بالعافيه عليك يامسعود وعلى من تآمر مع من أقطاب العمليه السياسيه على هذه البوفيه المفتوحه في فندق كل النجوم , وعلى شعب ينتظر ذهابكم الى مضاجعكم الوارفه , بلياليها الحمراء لكي يلقى عليه فتات طعامكم , ورحم الله الجواهري حين أنشد قصيدته:
نامي جياع الشعب نامي حرستكي ألهة الطعامي
نامي على زبد الوعود يداف في عسل الكلامي

أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات
- الجسور الثقافه والأقتصاد
- الساسه الكرد ومزاد التنازلات
- العراق بين الأنكشاريه والوهابيه
- مجرد رأي فقط
- أعادة تأسيس دوله
- بين المواطن والوطن
- دول العبور


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - وعادت حليمه