أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - اللاجئون السوريون وهواجس التوطين














المزيد.....

اللاجئون السوريون وهواجس التوطين


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 17:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تركت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وتصريحاته الغامضة أو التي تم تفسيرها على نحو إغراضي وقصدي، موجة من القلق حيال مخاوف توطين اللاجئين السوريين في لبنان، لاسيّما حين تتم الإشارة إلى مشروعات التشغيل التي ستعني بقاءً طويلاً نسبياً، ناهيك عن تأثيراتها المستقبلية بشأن تغيير التركيبة السكانية.
لبنان يعاني أساساً، تدهوراً في الخدمات التعليمية والصحية والبلدية، على نحو لم يسبق له مثيل، الأمر الذي زاد الطين بلة بخصوص مشكلات لبنان التي تكاد تكون مستعصية، والتي تبدأ من غياب رئيس للجمهورية منذ حوالي السنتين، إلى مشكلة النفايات المستمرة منذ ما يزيد على ثمانية أشهر، إلى الانقسامات الحادة بين تياري 14 و8 آذار، لدرجة تعطيل بعض مرافق الدولة الحيوية، إضافة إلى ملف مديرية أمن الدولة المعقّد ومتعلقاته بخصوص بعض الجماعات الإرهابية وأعمال العنف والتجسّس، وملف شركات الإنترنت غير الشرعية والمحميّة من بعض أصحاب النفوذ والاستثمارات، ولولا وجود مجتمع مدني قوي ومجتمع أهلي نشيط، لكنّا أمام انهيار شامل للدولة والمجتمع.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قد تغيّب عن استقبال الأمين العام للأمم المتحدة، رافعاً بعض التلميحات بشأن توطين اللاجئين السوريين، إلاّ بالتنسيق مع الحكومة السورية، الأمر الذي أثار ردود فعل ضدّه. وقال البطريرك بشارة الراعي في قداس عيد الفصح، إن لبنان ليست «أرضاً سائبة لتوطين اللاجئين السوريين»، وإن عدم حل قضيتهم، وبقاءهم في حالات بؤس وحرمان، يجعلهم عرضة للاستغلال السياسي والمذهبي، وخصوصاً من جانب المنظمات الإرهابية.
لكن موضوع التوطين ليس لبنانياً أو سورياً أو فلسطينياً معتقاً فحسب، بل هو موضوع عالمي بفعل حركة اللجوء العابرة للحدود والبلدان، ولاسيّما من بلدان الجنوب الفقير إلى الشمال الغني. لقد رفض اللبنانيون والفلسطينيون التوطين منذ الموفد الأمريكي دين براون عام 1967 وإلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، أما اليوم فإن تبعاته وتداعياته تصبح فزاعة من وجهة نظر البعض، ومن وجهة نظر أخرى كابوساً يقضّ مضاجع اللبنانيين والسوريين على السواء، بسبب ارتفاع عدد اللاجئين السوريين، لاسيّما بعد إغلاق أوروبا لحدودها بوجههم.
رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، رفض البحث في موضوع توطين اللاجئين السوريين في لبنان، مع بان كي مون خلال زيارته من حقوق سيادة الدولة، حيث استبق الأمر بحديثه عن رفض لبنان مبدأ التوطين، وتأكيده عودة اللاجئين إلى بلدهم.
وكان بان كي مون قد أكّد الطابع الطوعي للعودة وفقاً لاتفاقيات حقوق اللاجئين، وخصوصاً الاتفاقية الدولية لعام 1951 وملحقها لعام 1967، وأكّد مسألة الحماية الدولية للاجئين ما دام لا يمكنهم أن يحظوا بحماية بلدهم، لذلك فإن عودتهم منوطة بتغيير الأوضاع في بلدهم.
ولبنانياً فقد فسّرت بعض الأوساط رسالة بان كي مون، بأنها تأكيد للمخاوف عن نوايا إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، لاسيّما أن المجتمع الدولي حريص على تأمين برامج عمل تثبت وجودهم، وهو الذي ترفضه العديد من الجهات اللبنانية؛ لأنه سيؤدي إلى إحداث اختلالات مستقبلية في التركيبة اللبنانية الحسّاسة.
جدير بالذكر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة رسمت خطة بشأن توطين الآلاف من اللاجئين السوريين بشكل جذري، بنقلهم من بعض دول أوروبا الجنوبية، إلى دول أوروبا الأغنى، وعملت بالضغط على الاتحاد الأوروبي للقبول ببرنامج تجريبي يستمر عاماً إضافياً، لكن ذلك لن يحلّ المشكلة، وخصوصاً للاجئين الموجودين لدى دول الجوار السوري.
لقد أسهم الصراع في سوريا، وهو يدخل عامه السادس، في تفاقم أزمة اللاجئين في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مثلما زادت من مشكلات لبنان وتركيا والأردن، ارتباطاً مع المخاوف من الصراع المسلح والعنف، وارتفاع معدلات الجريمة وانتشار المخدرات والاتجار بالبشر وتهريب العملة وغيرها.
وقد سعت الأمم المتحدة لتسهيل مهمة قبول اللاجئين، بالانتقال من أوروبا الجنوبية إلى أوروبا الشمالية، حيث تقضي قوانين اللجوء على اللاجئ تقديم طلبه في الحصول على اللجوء في أول بلد من بلدان اللجوء يصل إليه (من بلدان الاتحاد الأوروبي مثلاً الذي توقّع جميع دوله على اتفاقية حقوق اللاجئين الدولية).
وتعاظمت محنة اللجوء واللاجئين السوريين، الذين يختلف وضعهم القانوني عن النازحين، مثلما يختلف اللجوء عن الهجرة، الأمر الذي نحن معه بحاجة إلى التعاطي مع هذه المصطلحات بحذر ودقة، وتعرّف الاتفاقية الدولية لعام 1951 اللاجئ على أنه شخص موجود خارج بلد جنسيته، بسبب خوف له ما يبرره من التعرّض للاضطهاد، وبسبب العنصر أو الدين أو القومية أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة أو رأي سياسي، ولا يستطيع بسبب ذلك الخوف أو لا يريد أن يستظل بحماية ذلك البلد.
وستزداد معاناة اللاجئين في بلدان الجوار؛ لأن هذه البلدان في أغلبيتها الساحقة، لاسيّما لبنان والأردن ومصر والعراق وغيرها، غير موقعة على اتفاقية حقوق اللاجئين، وإن وقّعت فهي لم تصدّق، لاسيّما حين تتغلب الاعتبارات السياسية والدينية والمذهبية والإثنية، الأمر الذي يحرم هؤلاء من الحقوق التي تترتب على اللجوء القانوني، ولهذا ستتفاقم مشكلة اللاجئين في هذه البلدان إنْ لم تجد حلولاً ناجعة.
[email protected]



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العراقية معطّلة ومشلولة بسبب الطائفية السياسية وألغام ...
- تمنيت على الحزب الشيوعي إدانة المحتل أو مقاومته أو الدعوة لس ...
- مشروع التفكيك الجديد
- جورج جبّور : بين كتابين !
- إسرائيل عنصرية مقننة
- تحيّة وداع إلى زها حديد من جامعة أونور
- تمنيت أن يتّبع الحزب الشيوعي المقاومة المدنية السلمية اللاّع ...
- عن تفجيرات بروكسل
- حوار الحضارات أم صدامها؟
- .. وماذا عن سد الموصل؟
- الجامعة ومستقبل العمل العربي المشترك
- الحق في الأمل
- العراق.. الأزمة تعيد إنتاج نفسها
- كيف نقرأ لوحة الانتخابات الإيرانية؟
- اللاجئون واتفاقية شينغن
- العقد العربي للمجتمع المدني
- كيف ستدور عجلة التغيير في العراق؟
- عن الهوية والعولمة
- كيسنجر والتاريخ والفلسفة
- سوّر مدينتك بالعدل


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - اللاجئون السوريون وهواجس التوطين