أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزية رشيد - منتدى المستقبل أم منتدى الهيمنة؟















المزيد.....

منتدى المستقبل أم منتدى الهيمنة؟


فوزية رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كاتبة وصحافية تقدمية من البحرين
وقد حضرت بعض فعاليات (المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل) من باب المراقبة الصحفية لدور المؤسسات المدنية أو الأهلية، في مواجهة منتدى المستقبل الذي يراد له ان يكون سنويا، وكل مرة في بلد عربي مختلف، وحسب رؤيتنا لضمان خلخلة خارطة المجتمعات العربية، بعد اختطاف مطالبها، لتكون تحت رعاية الدول الثماني الكبرى، وهي ذات الدول التي عملت عبر عشرات السنوات لاعاقة أي نهضة عربية حقيقية، فارتأت مؤخرا القيام بما يشبه (الثورة المضادة) باختطاف المطالب الحقوقية والديمقراطية والتنموية للشعوب العربية، لادراجها ضمن مشروع الشرق الأوسط الموسع أو الكبير وشمال افريقيا وادماج اسرائيل في المنطقة، أقول وقد حضرت بعض فعاليات ذلك المؤتمر الموازي وقد يكون لأول وآخر مرة دفعني اليه سماع الكثير من الحجج دفاعا عن (الموازي)، فرأيت أن هذا المؤتمر (ليس مؤتمرا موازيا) بمعنى انه يتبنى مطالب الشعوب العربية ليواجه بها المنتدى الاقتصادي في تلاعبه بتلك المطالب، أو اخراجها حسب صيغ الهيمنة والتدخل، وانما كان مؤتمرا (تابعا) لمنتدى المستقبل، وعلى ضوئه، رغم بيانه الختامي الذي أدرج بعض الوصايا على الورق، وذلك باعتراف أحد أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الموازي بتلك التبعية! مثلما شمل المؤتمر العديد من الأسماء المعروفة بولائها للأجندة الأمريكية في المنطقة، والمؤسسات المدنية الواقعة تحت (إغواء وإغراء) الحصول على التمويل الأجنبي، مما يجعل من تبعية المؤسسات الأهلية والمدنية العربية للوجه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمشروع الشرق الأوسط الموسّع والمتمثل في المنتدى الاقتصادي، أساسا صالحا للدخول الى كل غرف البيت العربي، والتدخل في شئونه، بحجة دعم الاصلاح والديمقراطية، دون أن تتمثل الدول الثماني الكبرى نفسها، مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات واستقلالية الدول وسيادتها، في تعاملها مع دول وشعوب المنطقة، مهما كانت بعدها التصريحات (التطمينية) النابعة من مسئولي الدول العربية المشاركة في منتدى المستقبل الذي عقدت احدى دوراته مؤخرا في البحرين.
ولأنني كتبت موضوعات مطولة (14 حلقة) عن ملابسات مشروع الشرق الأوسط الكبير حين اعلانه في 2004، فانني لن أكرر هنا حيثيات كل ما تطرقت اليه، ولكن الذي يحدث أن مثالا واحدا سنطرحه في هذا المقال، يؤكد ما ذهبنا اليه آنذاك ونذهب اليه دائما من نوايا الهيمنة وإشاعة الفوضى في الدول العربية المشاركة، وهو مثال (الزعل الأمريكي) من عدم صدور (اعلان المنامة) أو البيان الختامي لمنتدى المستقبل الثاني في البحرين، بسبب توقف بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر، أمام مسألة رغبة الدول الثماني أو الولايات المتحدة، (بدعم وتمويل) المؤسسات الأهلية والمدنية والمنظمات غير الحكومية (وغير المسجلة قانونيا) اي تلك الواقعة خارج اطار سيطرة الحكومات، رغم ان ذلك الرفض حق بديهي لكل الدول، وتمارسه أمريكا أو الدول الثماني نفسها في بلدانها، وببساطة شديدة لأن الغاية الحقيقية أنها تريد تمويل ودعم من ترتئيه الولايات المتحدة من المنظمات غير الحكومية وغير المسجلة قانونيا، لتستخدمها كأدوات لإشاعة ما ترتئيه بعد ذلك أيضا من غايات وأغراض، كالفتنة والفوضى وحتى اثارة المشاكل الأمنية، فيما هي تعتبر أن عدم قبول الدول المعترضة بذلك، هو خروج عن الغايات الاصلاحية والديمقراطية التي تريدها وتدعي دعمها!
ولأن البحرين كانت احدى الدول المعترضة، فان ذلك يعني ان الوعي لم يغب تماما عن كل الحكومات، رغم مشاركتها في المنتدى الاقتصادي، وهو أمر يستحق الإشادة رغم تذمر وزعل أمريكا!
قال (سكوت كاربنتر) مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، في تصريح له قبل انعقاد منتدى المستقبل الثاني في المنامة بين ما قاله: (انه لم يتم توجيه الدعوة إلى إسرائيل.. في هذه المرحلة، إذ ان المنتدى يركز على الجانب العربي بالدرجة الأولى حاليا في قضايا تتعلق بدعم الاصلاح السياسي والاقتصادي وموضوعات تمكين المرأة ومكافحة الفساد وتطوير مناهج التعليم).
فالمسألة إذًا هي تمهيد الأرضية العربية، وحسب رؤية الولايات المتحدة أو الدول الثماني الكبار العولمية، لتلك الغايات الاصلاحية، لكي تحين الفرصة في مرحلة قادمة، لدعوة إسرائيل (رسميا) للمشاركة، وادماجها في المنطقة، ضمن مشروع الشرق الأوسط الموسع وشمال افريقيا (حسب التسمية الجديدة). ذلك المشروع الذي قيل فيه الكثير (سلبا) مثلما قال الموالون للأجندة الأمريكية الكثير فيه أيضاً (ايجابا) انما هو الوجه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للامبريالية العولمية، الذي ستكون فيه اسرائيل لاعبا أساسيا وكبيرا للهيمنة، رغم ان الحديث أيضاً يدور حول الاصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان وتطوير مناهج التعليم وتمكين المرأة، ولكن كل ذلك تحت الرعاية والوصاية الكبيرتين للولايات المتحدة أو الدول الثماني الكبار، بعد ان تكون قد ضمنت من جانبها، (عبر التمويل) ولاء الكثير من المؤسسات المدنية والأهلية غير الحكومية، ولن نقول كلها، فلايزال هناك من يرفض التمويل والاندماج في ألاعيب منتدى المستقبل والمشروع الشرق الأوسطي الموسع.
وإذا كان النموذج «العراقي» هو النموذج الذي تتم الاشادة به عادة أمريكيا، لترويجه في كل دول المنطقة، فذلك منطلق من الغريب ألا تلتفت إليه المؤسسات المشاركة في (المؤتمر الموازي) لمنتدى المستقبل، حيث جاءت أغلب الصياغات الحوارية، في إطار نقد ذاتي وسلخ للذات، فيما لم يتعرض الكثيرون في المؤتمر الموازي، للأهداف والغايات المضمرة أو الخفية للولايات المتحدة والدول الثماني من دعم وترويج منتدى المستقبل في المنطقة، بل ان هناك الكثيرين الذين يتعاملون بنظرية (حسن النوايا) تجاه تلك الأهداف باعتبارها أنها مصلحة عربية بحتة!
وذات النموذج العراقي، يوضح المعنى الحقيقي الذي تقصده الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى التي تريد اقتسام كعكة المنطقة العربية، حيث المعنى الحقيقي واضح في النموذج العراقي من معنى الديمقراطية ومحاربة الفساد والاصلاح السياسي والاقتصادي وتمكين المرأة وتطوير مناهج التعليم، فالديمقراطية هناك مرتع لقتل وتهميش كل المخالفين للاحتلال، وفي الدول العربية سيكون لكل المخالفين للهيمنة، مثلما محاربة الفساد يشهد لها هناك اختلاسات (بريمر) وضخ النفط العراقي لحساب الولايات المتحدة من دون حساب، وغيرهما من انتشار كل أشكال الفساد والسرقات والاختلاسات لدى المدعومين أمريكيا من النماذج العراقية ذات النفوذ اليوم، كما ان الاصلاح السياسي مترجم في الدستور العراقي الذي كرس العرقية والطائفية وتقسيم العراق، أما تمكين المرأة، فواضح مما تطرحه القنوات الأمريكية في العراق من فتح باب النقاش حول الحريات الجنسية والاباحية وغيرهما كقضايا أساسية كبرى، فإذا وصلنا إلى غاية تطوير مناهج التعليم، فهي تلك الغاية المقصود بها التدخل في تشكيل العقول والاجيال القادمة لتتوافق مع مبدأ التسامح والمحبة مع ولاسرائيل وأمريكا، وقبول هيمنة الدول الكبرى من دون مقاومة ومن دون رفع الصوت ضدها مادامت تدعم وتمول المؤسسات المعبرة عنها.
لماذا لم يناقش (المؤتمر الموازي) كل تلك الغايات البعيدة وينتقدها في النموذج العراقي، مادام هو (النموذج المثال) لمبادئ منتدى المستقبل التي يراد تعميمها على كل دول المنطقة؟ أم ان هؤلاء يعتقدون أنهم ببعض وصاياهم وببيانهم الختامي قادرون على التأثير الفعّال في الأجندة الشرق الأوسطية، التي وعدتهم الدول الكبرى بدراستها ثم حتماً برمي ما لا يتفق مع أجندتها في أقرب سلة مهملات، فيما هؤلاء فرحون (جدا) بمكسب التمويل الذي تم اقراره لدعمهم!
وبعد ذلك يقال: ان الهدف والغاية هما توصيل صوت الشعوب العربية، إلى منتدى المستقبل الذي يجاريهم اللاعبون الاساسيون في لعبة تبني المطالب الشعبية العربية، ولكن في إطار الوصاية والهيمنة، بعد ان مارست دولها الكبرى كل الضغوط لعقود طويلة لمنع أي نهضة عربية حقيقية؟ فماذا نصدق الوقائع أم المزاعم؟!



#فوزية_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجاعة إعادة النظر
- نحن والأميه
- النساء وقلة الوعي السياسي!
- التجربة البرلمانية بين التوقف والاستمرار
- نشارك أم نقاطع!؟
- المتربصون بالمسيرة الإصلاحية
- الجمعيات والانتخابات
- إعلان وفاة الحضارة الإنسانية
- خصوبة المجتمع البحريني


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزية رشيد - منتدى المستقبل أم منتدى الهيمنة؟