أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - خطايا حميد عثمان - الثانية 13/4














المزيد.....

خطايا حميد عثمان - الثانية 13/4


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطايا حميد عثمان - الثانية/ 4-13

زارنا بعد ظهر أحد أيام عام 1969 في بيتنا بالأعظمية- قرب ساحة عنتر رجل كبير السن وقور المطلع ثاقب النظرة نحيف الجسم متوسط القامة ذو هندام مرتب، بصحبة مرافق، يعتمر سدارة سوداء وفي يدة عكاز من الخشب جوزي اللون وسألني، بعد أن تأكد من العنوان، فيما اذا كان حميد عثمان موجوداً، إلا أنه، بعد أن تأكد من عدم تواجد صاحب الدار، إعتذر عن الدخول وخصوصاً بعد أن تبينت له بأنني لا استطيع تحديد الوقت الذي يعودالمقصود من زيارته الى البيت. ترك الزائر رسالة شفهية قصيرة جداً لأبلغه الى حميد عثمان عند عودته مفادها بأن الزائر كان شيخ حسن.
لم اطلب منه المزيد من المعلومات لأن تصرفه أوحى لى بأنه شخصية معروفة لدى والدي على الأقل.
نظراً للظروف التي مرت بها عائلتنا، منذ نعومة أظفاري، بسبب غياب والدي الطويل عن البيت إما لكسب لقمة العيش أو إختفاءً أو سجيناً او في دورات مكوكية بين ناوپردان وبغداد، لم يكن له فيها ناقة أو جمل، بهدف إصلاح ذات البين واحلال السلام لإنهاء نزاع مرير تَحوّل الى منجم للذهب للذين عرفوا، من الاطراف المتنازعة، كيف يتاجرون باحلام البسطاء لإشباع غرائزهم بالإستقواء على الاخرين والتوسع في الهيمنة والنفوذ، كنت اشعر، بصدق، باننا لا نملك ذاكرة مشتركة حول الكثير من الأمور الحياتية المعتادة، لهذا اعتبرت عدم معرفتي للزائر مسألة إعتيادية ومن مفرزات هذا الواقع الخارج عن الإرادة.
عند عودة حميد عثمان في وقت متأخر الى البيت بَلغْتُه رسالة الشيخ حسن وبينت له أوصافه وانطباعي عنه، وقال لي:
كان عليك أن تسأله عن عنوانه حيث من الواجب أن أزوره بدلاً من أن يأتي بنفسه الى البيت، وهو في هذا العمر!
وأضاف: (كان شيخ حسن البرزنجي هو الذي قاد المتظاهرين الغاضبين لاحتلال بناية متصرفية اربيل وحُرقت سيارة المتصرف في نفس اليوم، من قبل أخرين، كرد فعل لقصف الطائرات الإنكليزية لمعسكر أربيل أثناء إنقلاب رشيد عالي الكيلاني، وبعدها أُلقي القبض على عدد منا، و طلبتِ الشرطة من الموقوفين، الذين كانوا خليطاً من الشرائح المختلفة من المجتمع، الوقوف صفا واحداً حسب الطول، بعدها جاء مدير الشرطة بنفسه واستعرض الموقوفين واحداً واحداٍ وعندما وصل دوري، حيث كنتُ واقفا في أخر الصف لانني كنت أقصرهم طولاً، قال لي بصوت مرتفع وعصبية : ولك انت بهالطول تقف ضد الحكومة، إذا غاط شرطي سيكون غائطه أطول مِنّك.
وكان جوابي له دون تأخير : وإذا غاط بَعير سيكون غائطه أكبر منك.
وعلى أثر هذا الجواب صفعني مدير الشرطة بقوة وأمر بالقائي في السجن ....).
لم يكن لي وقتئذ دراية كافية بالأحداث التى رافقت ما حدث في مايس 1941 لهذا خطر ببالي سؤال كان فيه نوع من السذاجه وتبسيط للأمور وسألته فيما اذا كان قد شارك تحت قيادة الشيخ حسن البرزنجي بنشاط كان يصب في صالح التوجهات النازية في العراق؟
ضحك كثيراً، وقال بأن الشيخ لم يكن نازياً وانما كان كوردي الهوى يكره الإنگليز كثيراً، ثم أخذ يروي بعض الأحداث والمفارقات التي كان للشيخ دوراً فيها ومنها:
عندما كان الشيخ حسن تصله معلومات بأن اليهود مهددون في بيوتهم أو من يقوم في الليل بوضع علامات مريبة على ابواب بعض المساكن في محلة اليهود في اربيل بهدف تخويفهم كان يستنفر جماعته وكنت واحداً منهم لحراسة المنطقة ليلاً وكنا مسلحين بالعصي والصفارات، يوزع علينا الواجبات ويزودونا بكلمة "سر الليل" حيث كنا نؤدي ادورانا في حراسة المنطقة المستهدفة مثل ما كان يفعله الجنود عند حراسة ثكناتهم ليلاً......وفي إحدى المناسبات عندما كان الشيخ حسن يخطب أمام حشد من المتظاهرين كانوا مجتمعين أمام بناية متصرفية اربيل مرت في سماء المنطقة طائرات انگليزية وسبب ذلك في انفعال الشيخ وقذف سدارته السوداء الى السماء وهو يصرخ ويلوح بيده ووجه الى السماء: ايها الجبان تشرشل لا ترسل لنا الطائرات ان كنت غيوراً تعالى الى هنا لتتصارع معي لنبرهن من منا على حق و يغلب.
صعد هذا التحدي من حماس الحاضرين وتعالت الهتافات والتصفيق مما زاد من انفعال الشيخ وأخذ يصرخ: علينا جميعاً ان نصبحَ شيوعيين ....
وبعد ان أعلمه احد الحاضرين همساً في أذنه، بأن رسول ناجي موجود من بين الحاضرين.
أضاف بصوت أعلى:
بموافقة الإنگليز....














#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطايا حميد عثمان - الثانية /4-12
- حطايا حميد عثمان -الثانية/4-11
- خطايا حميد عثمان -الثانية/4 - 10
- بحثوا.... وماذاكانت النتيجة؟
- على هامش المقال المعنون - ملاحظات مختصرة على مقال ...-
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-9
- ملاحظات مختصرة على مقال فاضل عباس البدراوي المطوَلْ
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-8
- خطايا حميد عثمان - الثانية /4-7
- خطايا حميد عثمان- الثانية/4-6
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-5
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-4
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-3
- خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية -4
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3
- - خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /2


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - خطايا حميد عثمان - الثانية 13/4