أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - سيكون لكم في هذا العالم ضيق














المزيد.....

سيكون لكم في هذا العالم ضيق


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5126 - 2016 / 4 / 7 - 16:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».يوحنا:16

هذا العالم الذي نعيش به عالم غير افتراضي على الإطلاق وهو واضح المعالم, فيه ضيق شديد لأصحاب الأخلاق العالية والرفيعة وفيه ضيق شديد لأصحاب القلوب الطيبة, هذا العالم الحزين والكئيب حزين وكئيب فقط للذي يشعرون بمرارة العيش والحياة, فيه ألم واضح للطيبين وللأخيار الذين يتأثرون بالمشاهد الرومانسية, وبعبارة أكثر دقة هذا العالم فيه ضيق شديد للمسيحي المخلص لمسيحيته, ذلك أن يسوع كان يعلم أنه لا يمكن أن يؤمن به أصحاب جمع الأموال الذين يجمعونها من تعب الفقراء وكدهم, المسيح لا يؤمن به الأشرار بل الطيبون والأخيار من الناس, جماعة الكنيسة أو جماعة المؤمنين لديهم حس إنساني راقي قلما نجده عند أصحاب القلوب القاسية بل عند أصحاب القلوب اللينة هؤلاء فقط يشعرون بالعالم وهو يضيق عليهم الخناق ويحاصرهم من كل الاتجاهات, أنا كتبت ذات مرة وقلت : أنا مسيحي إذن أنا أتألم وأنت مسيحي إذن أنت تتألم, هذا العالم الذي يبلغ منتهاه في قهر الإنسان يساهم في زيادة الحصار نفسيا وجسديا على المؤمنين ب يسوع, هذا العالم يكره الخير ويعشق لغة الشر فعلا وممارسة وقولا, يتوق إلى قطع الأعناق والأرزاق وأنا رجل مخلص جدا ومؤمن جدا واشعر بالضيق الذي يشعر به كل صاحب قلب طيب, المسيحي المخلص والمؤمن لا يعيش من أجل نفسه بل من أجل أن يتجرع مرارة العيش ومرارة الحياة, هذه الحياة مرة وقاسية وتعاند طبيعة المسيح اللاهوتية, طبيعة المسيح المؤمن بحب الخير وفعله, طبيعة المسيح الذي يدعو إلى نبذ الكراهية والعنف, ولكن في الاتجاه الآخر عالم شرير يقف حائلا بين المسيح وبين عمل الخير, هذا العالم يعتمد على النهب والسرقة ومصادرة تعب الفقراء الذين يرفض العالم الشرير أن يعطيهم ثوبا وغذاء.

ما معنى أن تكون مسيحيا؟: معناه أنك ستواجه الظلم والاحتقار من قِبل أناس لا يحترمون إلا شريعة الغاب, الذين ينتقمون ويبطشون ويقتلون ويظلمون, هذا المسيحي الذي يقف أمامي ليس من مدينة أفلاطون المثالية ولكنه من روح الرب الخيرة التي تسكن الأخيار, هؤلاء جميعا وأنا على رأسهم نواجه الظلم والفقر والحصار, حتى الأغنياء والأثرياء المؤمنين بالمسيح لهم ضيق بسبب ما يشعرون به من ظلم الأشرار للأخيار, هذا العالم الكئيب سببه البعد عن شريعة الرب التي تدعو إلى تقاسم لقمة الخبز والكساء والدواء مع الذين لا يملكون أسباب العيش ولا يستطيعون ضربا في الأرض, هؤلاء الضعفاء ليسوا ضعفاء بسبب ضعفهم بل بسبب بطش العالم الشرير به وتجاوزه على حقوقهم التي منحهم إياها الرب, وأنا في نهاية المطاف عندي أمل بأن يسوع وحده هو من سيغلب الشر ومن سيسحب السجادة من تحت أقدام الأشرار الذين يمارسون الشر والقتل والذبح للمؤمنين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا, هؤلاء نفسهم من قال عنهم يسوع: إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون, إنهم فعلا لا يعرفون ما الذي يصنعونه لأنهم بعيدون عن يسوع, يعيشون هم وقلوبهم وعقولهم في كهوف مظلمة بعيدا عن حب الخير والإنسانية.

لا يمكن للأشرار أن يقبلوا بشريعة المسيح, الشريعة الإلهية, لأن أغلبية الناس تفضل الشر على الخير والبخل على الكرم, أغلبية الناس يفضلوا بأن يحرقوا أثوابهم ولا يكسون بها الفقراء, الأشرار يفضلوا أن يلقوا بالغذاء والدواء في البحر وفي أكياس القمامة على أن لا يطعموها للفقراء, هؤلاء الأشرار طبيعتهم طبيعة شيطانية ويحبوا لغة الشيطان وقطع الأطراف والأرزاق وتوقيع أقسى أنواع العقوبات بالناس الأخيار, الناس الطيبون لهم ضيق وكان يعلم الرب من يؤمن به على مبدأ المثل القائل-;-أنا أعرف رجالي) ويسوع يعرف المؤمنون به حق المعرفة, يعلم أن لهم ضيق شديد في هذا العالم التافه وهذه الحياة الرخيصة جدا والفانية جدا, هذا العالم الرخيص والفاني مصيره إلى الزوال ووحدهم الطيبون أصحاب الضيق الشديد من سيفرحون بالنهاية, في نهاية المطاف سنرى نحن النور في آخر النفق, سنرى الملكوت, وسنعيش في سعة شديدة على قدر ما عشنا في ضيق شديد, سنكون معه وبين أحضانه لا نشعر بالضيق ولا بالحزن, سنفرح وسنبتسم في النهاية وسنشرب من ينبوعه حتى نرتوي, الآن نحن نشعر بالضيق والأشرار يعيشون في النعيم, ولكنه النعيم الزائل, فأنت الآن كم تبلغ عزيزي القارئ من العمر؟ أربعون؟ أم خمسون؟ أم ستون, وكم ستعيش أيضا؟ سبعون أم ثمانون, إنها حياة قصيرة وبلمح البصر ولكن الحياة الأبدية أعظم من هذه الحياة



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القديس آندراوس صاحب المروءة
- اعتراف بالخطية
- كل عام والمجتمع المسيحي بخير
- رجال الدين ليسوا نصابين
- يعبدون الله ويكذبوا عليه وعلى المستهلك
- مكافحة الإسلام,ردا على مقالة الزميل: نبيل العدوان, بعنوان:تر ...
- جنون حديث
- عيد الحب 2
- جنّي يعشق امرأة عربية وجنية تتزوج من رجل عربي
- قصيدة إلى الشاعر العربي الكبير: حيدر محمود.
- المسلمون على النت وعلى أرض الواقع
- يسوع ليس له مثيل
- حياتي قبل يسوع وبعد يسوع
- مقارنة بسيطه بين الإنجيل والقرآن
- أسباب انتقاص الإسلام من المرأة
- عام جديد مع يسوع
- كل شيء اصبح مصطنعا
- مراسل القاضي
- اليوم عزمت الحكومه على الغداء
- الرجولة في خطر


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - سيكون لكم في هذا العالم ضيق