أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - حوار مع أحمد أحمد حرب2















المزيد.....



حوار مع أحمد أحمد حرب2


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 5126 - 2016 / 4 / 7 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سياق الحوار المفتوح بيني وبين الرفيق أحمد أحمد حرب، نشر الرفيق ورقته الثانية والتي ركزت على محور أساسي شديد التعقيد والابهام وهو موضوع البرجوازية الصغرى وذلك على الرغم من محاولة الرفيق تبسيطه. وسأحاول من خلال ما يلي مناقشة قضية البرجوازية الصغرى على ضوء ما تفضل به الرفيق من أفكار في ورقته متوخيا ما أمكن التبسيط والخطاب المباشر، خاصة وأنني قد لمست بعض الاختلاف الكبير في الرؤية بخصوص تشريح قضية البرجوازية الصغرى.

وسأعمل على تناول الموضوع من خلال أربعة محاور

أولا: طبيعة البرجوازية الصغرى:

1 – حول تعريف البرجوازية الصغرى

-;- التعريف الذي قمت بتقديمه حول البرجوازية الصغرى غير واضح، فأنت تقول بانها "فئة اجتماعية تتكون من مراتب متعددة وما يوحد بينها هو موقعها في سلسلة الإنتاج الرأسمالي، أي كيفية حصولها على جزء من الأرباح، ...، فئة اجتماعية لا تستغل ولا تستغل". ان أي قارئ لهذا التعريف، سيتساءل وكيف تتحقق أرباح البرجوازية الصغرى وفي اية مجالات تشتغل إذا لم تكن لها أية علاقات إنتاجية واجتماعية مع فئات اجتماعية أخرى؟

-;- انك تتحدث عن "أرباح" البرجوازية الصغرى ونحن نعلم ان الربح لا يتحقق الا نتيجة استغلال البرجوازية المالكة لوسائل الإنتاج لقوة عمل البروليتاريا التي تضطر لبيع قوة عملها للعيش. فإذن هل نسمي عائدات البرجوازية الصغرى أرباحا متأتية عن استغلال عمل الآخرين أم نكتفي باستعمال كلمة عائدات فقط؟ ثم من أين تتأتى أرباح البرجوازية الصغرى؟ علما كما تقول أنها لا تستغل ولا تستغل؟ الا يشكل ذلك بالنسبة لك لغزا محيرا عليك توضيحه؟.


-;- الجواب الممكن هو أن هذه الأرباح تشكل جزء من الأرباح التي تحققها البرجوازية على كاهل البروليتاريا. وذلك لقاء خدمات ضرورية تقدمها البرجوازية الصغرى للبرجوازية المهيمنة. فما هي أنواع الخدمات الضرورية التي تقدمها البرجوازية الصغرى للبرجوازية المهيمنة؟

-;- هناك خدمات الأمن والجيش والدبلوماسية والإدارة العمومية وخدمات التعليم والتطبيب ومختلف أنواع الإصلاحات التي تقدمها الأوراش الصغيرة وأيضا الطاقم الإداري والتقني للشركات الإنتاجية. على العموم فإن المجال الأساسي الذي تشتغل فيه البرجوازية الصغرى هو قطاع الخدمات، ونظرا لضرورة هذه الخدمات بالنسبة للبرجوازية المهيمنة كمرفقي الشرطة والجيش لحماية مصالح البرجوازية المهيمنة وضمان استمرارها، فانها تقتطع جزءا من الأرباح الرأسمالية كضرائب أو كنفقات تسيير لكي تدفع كأجور أو كمقابل خدمات البرجوازية الصغرى.


-;- إن أهمية تحديد طبيعة عائدات البرجوازية الصغرى مهم جدا لتحديد طبيعتها، ويمكننا أن نلاحظ في هذا المجال ان البرجوازية الصغرى تنقسم الى نوعين، فهناك برجوازية صغرى تبعية بحكم عملها في اطار مؤسسات عمومية أو في اطار شركات إنتاجية، وتتمثل أساسا في البرجوازيتين الصغيرتين البيروقراطية داخل الإدارات العمومية والتقنوقراطية داخل الشركات الإنتاجية أو الخدماتية. ثم هناك البرجوازية الصغرى المستقلة، وهي البرجوازية الصغرى المالكة لأوراشها أو لمكاتب خدماتها كمكاتب المحاماة والأطباء ... وحتى مالكي الأراضي الفلاحية الصغيرة المعيشية تدخل أصحابها في زمة البرجوازية الصغرى المستقلة. فبحكم استقلالية النشاط الخدماتي أو الإنتاجي الصغير، فإن البرجوازية الصغيرة المالكة لها تكون مستقلة أيضا في سلوكها السياسي وقراراتها.

-;- وانطلاقا من هذا الواقع المادي يتحدد السلوك السياسي لكل من البرجوازيتين الصغيرتين، فالبرجوازية الصغرى التبعية تكون أكثر موالاة للنظام الطبقي القائم حيث يشكل ذلك بالنسبة لها وسيلة من وسائل المحافظة على مستواها الاجتماعي وتعظيمه، نظرا لسلوكها المحافظ. ونادرا ما تتمرد هذه الفئة على النظام القائم، الا إذا تعرضت مصالحها للأضرار البليغة. اما البرجوازية الصغرى المستقلة فتكون أكثر استقلالية في اتخاد مواقفها السياسية، الا انها بحكم ارتباط أرباحها بطبيعة النظام القائم، وحاجتها الى قوانين ضريبية وغيرها تعظم أرباحها، فإنها تسعى الى زيادة هذه الأرباح عن طريق دعم النظام القائم، خاصة عبر الانخراط في العمل السياسي والنقابي وخدمة أجندة النظام من ذلك الموقع.

2 – موالاة البرجوازية الصغرى لنظام الحكم القائم:

-;- من خلال ما سبق نستخلص أن البرجوازية الصغرى تساهم بشكل غير مباشر في استغلال الطبقة العاملة من خلال مساندتها للنظام القائم للحفاظ على موقعها المتاح لها من طرف النظام البرجوازي القائم أولا، ثم ثانيا من خلال وعيها بأن عائداتها تشكل جزء من فائض القيمة الذي تغتصبه البرجوازية مالكة وسائل الانتاج من البروليتاريا.

-;- كما أن البرجوازية الصغرى بحكم موالاتها للنظام القائم للمحافظة على مصالحها، فإن البرجوازية المهيمنة والتي تشكل أقلية داخل المجتمع وتفتقد للقاعدة الاجتماعية السياسية لاستمرار هيمنتها، فإنها تعتمد على البرجوازية الصغرى بجعلها بمثابة قاعدتها الاجتماعية السياسية المنغرسة وسط الطبقة العاملة بحكم قربها منها، بحيث تغدق عليها بين الفينة والأخرى بالزيادة في مداخيلها لضمان استمرار ولائها. لكن حينما تتعمق أزمة الربح الرأسمالي فإن البرجوازية تستهدف حتى مداخيل البرجوازية الصغرى فتستولي عليها، وهذا ما يحرك ردود فعل خجولة للبرجوازية الصغرى من اجل استرجاع بعضا من تلك المداخيل المستولى عليها، ويدخل في هذا الإطار تفكيك المرافق العمومية وخوصصة قطاعي التعليم والصحة كما عبرت عن ذلك صراحة حكومة بنكيران وكلها أساليب غير مباشرة للتقليص وضرب مداخيل البرجوازية الصغرى.


-;- يمكننا أن نستخلص هنا بان الحالة الطبيعية للبرجوازية الصغرى هي الموالاة للبرجوازية المهيمنة بينما الاستثناء هو دعم البرجوازية الصغرى لمطالب الطبقة العاملة فقط من أجل المناورة وتحقيق طموحاتها الانتهازية، والذي لا يحدث الا في حالات تشتد فيها الازمة.

3 – الموقف المتذبذب والمساومة الدائمة للبرجوازية الصغرى لقاء تغيير مواقفها:

-;- إن الموقع الموالي للبرجوازية الصغرى للطبقة البرجوازية الحاكمة من جهة وتذبذب مواقفها السياسية خاصة عندما تشتد الازمة ويتبلور الوعي الثوري وسط الطبقة العاملة، فتحاول البرجوازية الصغرى الانخراط في نضالات الطبقة العاملة لا لشيء فقط لمفاوضة البرجوازية حول مصالحها الذاتية فقط مقابل تغيير مواقفها وبالتالي الالتفاف على مصالح الطبقة العاملة.

4 – الأدوار السياسية الخبيثة للبرجوازية الصغرى

-;- تطرقت أيها الرفيق إلى أن "البرجوازية الصغرى لعبت أدوارا خبيثة في العديد من المراحل التاريخية بالمغرب مثلا بعد الاستقلال الشكلي"، لكنك لم تذكر على وجه الضبط كيف كانت تقوم بذلك. فبالفعل أن ما ذكرته صحيح، وهو صحيح حتى في ظل الاستعمار المباشر. فبحكم وضع البرجوازية الصغرى الاجتماعي والاقتصادي المتميز عن وضع الطبقة العاملة وقدرتها على تحصيل العلم وتبوئها مهنا خدماتية كالطب والمحاماة أو قدرتها على فتح أوراش حرفية خدماتية وأيضا استغلالها لقطع أرضية فلاحية صغرى تدر عليها أرباحا لا بأس بها، فانطلاقا من احتلالها لمثل هذه المواقع استطاعت البرجوازية الصغرى ان تمتهن السياسة أيضا في الحدود التي تسمح به لها البرجوازية المهيمنة، سواء كانت تمثل قوى الاستعمار أو قوى الاستقلال الشكلي. فتأسست نتيجة الى ذلك في المغرب أحزاب البرجوازية الصغرى كحزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحزب الوطني للأحرار والحزب الدستوري ... الخ، ومن خلال تحكم البرجوازية الصغرى في قيادة هذه الأحزاب استطاعت أيضا تأسيس المركزيات النقابية كالاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ثم الكونفدرالية الديموقراطية للشغل ... الخ فكانت ممارساتها السياسية تدور حول مساومة الاستعمار وفي ما بعد القصر حول مصالحها البرجوازية الصغرى على حساب الطبقة العاملة وعبر استغلال غضب هذه الأخيرة والعمل على تشويه فكرها الطبقي.

-;- ونظرا لإدراك التحالف الطبقي البرجوازي الحاكم للطبيعة المتذبذبة للبرجوازية الصغرى، فقد ظل يتحكم فيها عبر الترغيب والترهيب ومراقبتها بشكل دائم. وفي المقابل ونظرا لإدراك البرجوازية الصغرى لحدود المساحة السياسية المسموح لها باللعب فيه، فإنها توظف قدراتها وذكائها وموقعها البيني في نفس الوقت من أجل خدمة مصالح التحالف الطبقي الحاكم وترميم ايديولوجيتها المتعفنة عبر الالتفاف على مطالب الطبقة العاملة وتقليص حدة ردود فعلها الغاضبة وبالتالي المحافظة على ما يسمى "بالسلم الاجتماعي" والذي لا يعني شيئا سوى استمرار الظلم الاجتماعي وإعادة بناء الأيديولوجية البرجوازية المهيمنة للمحافظة وضمان استمرار استغلال واضطهاد الطبقة العاملة. ومن جهة أخرى، استغلال دور البرجوازية الصغرى الانتهازي هذا لمفاوضة التحالف الطبقي الحاكم على مواقع سياسية واقتصادية متقدمة في نظام الحكم القائم. وقد شاهدنا الأدوار الخبيثة التي لعبتها البرجوازية الصغرى في فترات حاسمة من تاريخ المغرب، من أجل الالتفاف على الغضب الشعبي وحصول البرجوازية الصغرى على مواقع متقدمة سياسيا واقتصاديا في شبكة النظام القائم. (الإشارة هنا الى تشكل الكتلة التاريخية لسنة 1970 عقب فترة الاستثناء 1965-1979 وتعفن أيديولوجية النظام القائم وحاجته الى إعادة بناء الثقة وأيضا الكتلة التاريخية لسنة 1992 عقب الانتفاضة الشعبية لسنة 1990 وما سبقها من انتفاضتين في يونيو 1981 ويناير 1984) فعبارة الكتلة التاريخية لا علاقة لها بمضمون الكتلة التاريخية عند غرامشي التي كانت ترمي الى توحيد الشمال الغني والجنوب الإيطالي الفقير، بل لا تعني هنا شيئا آخر سوى تحالف قوى البرجوازية الصغرى لمساومة النظام على مصالحها السياسية والاقتصادية المباشرة مقابل المناورة وفرض "السلم الاجتماعي" على الطبقة العاملة وتشويه فكرها الطبقي بمسلسل ديموقراطي برجوازي مزعوم يقوم على إعادة ترميم الأيديولوجية البرجوازية المهيمنة.

ثانيا: علاقة البرجوازية الصغرى بنمط التفكير البروليتاري

1 – ما حقيقة النزوعات البرجوازية الصغرى التي ذكرها الرفيق

-;- حاولت رسم شخصية "المثقف الثوري البرجوازي الصغير" والموزع بين الفكر الرجعي البرجوازي والبرجوازي الصغير والفكر الثوري الناشئ بحكم شروط فكرية وسياسية محددة.

-;- وبينما تحاول أن تغدق على البرجوازي الصغير شرف التسمية "بالرفيق البرجوازي الصغير" ربما لاعتبارك أن هذا النموذج من المثقف البرجوازي الصغير، قد انخرط في الحركة العمالية الماركسية اللينينية، الا أنك تآخذه على الرغم من ذلك حول ما تعتبره نزوعات برجوازية صغرى كالحلم بالسيارة الفاخرة والفلا والعمل المريح والمربح والزوجة المثالية وغيرها من الأحلام.


-;- لكن هذه الاحلام ليست بالضرورة شرطا من شروط النزوعات البرجوازية الصغرى، لأن هذه الاحلام توجد أيضا وربما بقوة لدى الطبقة العاملة. وهناك الكثير من أفراد الطبقات العاملة الذين استطاعوا تحقيق هذه الاحلام نظرا لأن كفاءتهم كعمال مؤهلين مكنتهم من الادخار والتوفر على السيارة والمنزل الذي قد يكون فيلا والزوجة المثالية. فالطبقة العاملة ليست في غالبيتها فقيرة. بل هناك عمالا يتقاضون أجورا أعلى من أجور البرجوازية الصغرى. فعمال القطاع الصناعي كالسيارات مثلا أو النسيج في شركة متعددة الاستيطان يتقاضون مثل هذه الأجور العالية، بينما هناك أعضاء من البرجوازية الصغرى محامون وموظفون واساتدة ومعلمون، برجوازيون صغار بحكم عملهم، لكنهم يتقاضون مداخيل ادنى من أولئك العمال الصناعيين، كما قد نجدهم لا يتوفرون على سيارة ولا على ملكية شقة ولا على زوجة. إذن فتحديدك لشروط البرجوازية الصغرى في هذا المقام غير دقيق.

2 – خصال البرجوازية الصغرى وتقاعسها عن القيام بواجباتها النضالية:

-;- إن توصيفك لعدد من خصائل التقاعس في سلوك "الرفيق البرجوازي الصغير" كالبحث عن "مهام بسيطة وسهلة وحين تزداد حمية الصراع الطبقي في هذا الحقل أو ذاك وينسحب ويترك واجباته التنظيمية على كاهل رفاقه ويبقى مع ذلك مصرا على كونه مناصرا لأهداف الطبقة العاملة ويصل إلى مستوى التظاهر شكلا أنه ينتمي للكادحين"، لا أتفق معك بتاتا حول هذه الخلاصة، لأن "خصائل التقاعس" قد نجدها في كل مكان وليس فقط لدى البرجوازية الصغرى. فحتى الطبقة العاملة المغتربة والتي تبيع قوة عملها تحت ضغط حاجتها الى تأمين استمرارها على قيد الحياة وتعي جيدا أنها واقعة تحت الاستغلال، فإنها لا تؤدي مهامها الا تحت المراقبة والخوف من فقدان مصدر معيشتها، لكنها حالما تجد الفرصة فإنها تدمر حتى آلات الإنتاج. فإذا كان العمل بحد ذاته غريزة إنسانية طبيعية تطورت خلال مرحلة الشيوعية البدائية كحاجة ضرورية للمحافظة على الحياة، وعبر العمل تطورت وامتدت ابداعات الانسان الى مختلف المجالات، وارتقت بذوق الانسان ومكانته الاجتماعية مما جعل العمل بالنسبة للإنسان كمبدأ عام متعة وليس شقاء. لكن انقسام المجتمع الى طبقات، وفرض قسم من المجتمع على القسم الآخر العمل لمصلحته بالقوة والحرمان من أسباب الرزق، حول العمل الإنساني في ظل الانقسام الطبقي الى اغتراب وشقاء ومحاولة التخلص منه في أول فرصة ممكنة.

-;- القضية كما تطرحها أيها الرفيق داخل المنظمة الثورية، لا ترتبط بالانتماء البرجوازي الصغير للرفيق الثوري، بل ترتبط بالثقافة البروليتارية السائدة داخل هذا التنظيم. فبالإضافة الى أن التنظيم الثوري يجب أن ينتقي أعضائه بدقة لا تهاون فيها من بين البروليتاريين الحاملين للفكر الثوري العميق والمؤمنين بالمركزية الديموقراطية وبالنقد والنقد الذاتي، وبالتالي لا مجال لوجود "رفاق برجوازيون صغار"، فإن أي انحراف في سلوك "الرفاق الثوريون" وليس البرجوازيون الصغار، فتكون هناك لجنة منتخبة لمراقبة وتتبع سلوك هؤلاء الرفاق، يحررون بشأنها تقارير، تقدم في جلسة رفاقية مغلقة وتعطى فيها الكلمة للرفاق المعنيين بها للدفاع عن انفسهم أو الاعتراف بخروجهم عن السلوك البروليتاري وبالتالي تقديم نقد ذاتي وأسلوب تخلصهم من أي سلوك برجوازي محتمل.


-;- ان الاحتمال الذي تحدثت عنه أيها الرفيق قد يحدث داخل التنظيمات التحريفية والاصلاحية والتي تدعي الماركسية والثورية لكن البنية التنظيمية داخل التنظيم، لا علاقة له بالتنظيم الثوري الماركسي اللينيني، بل بنية طبقية مشابهة لما هو سائد داخل التنظيمات البرجوازية، حيث الجنيرالات والضباط والجنود الاتباع، فهناك من يخضع للأوامر كالجندي في كل شيء نظرا لخوفه من فقدان مصالحه، بينما يتطلع للارتقاء الى مصاف الضباط والجنرالات لممارسة نفس السلوك على من هم دونه. كما أن هناك من لا يؤمن بهذه التراتبية غير الديموقراطية الا على مضض، فتنمو لديه خصائل التقاعس، ليس لأنه برجوازي صغير وانما لان الانسان بطبيعته يرفض الخضوع للهيمنة الا تحت الضغط أو لان حساباته التاكتيكية تملي عليه ذلك الخضوع مؤقتا.

-;- ان المثال الفج الذي تقدمت به أيها الرفيق بخصوص ما سميته "بالطرائف التي يؤدي اليها هذا الفهم الساذج في الممارسة" ليس هو الآخر معيارا للسلوك البرجوازي الصغير. فمن يقوم بتلك السلوكات هو عبارة عن مراهقة سياسية ومرض طفولي لليسار لم يستوعب أصحابها عمق الفكر الماركسي اللينيني نظرا لضعف تكوينهم النظري ونظرا لخضوعهم لحلقيات سياسية مبتدلة تثور في ما بينها أشكالا من التطاحن التنافسي والغلو في المزايدات السياسية والشخصنة المبالغ فيها، الى درجة الاعتقاد ان الانتماء البروليتاري رديف للفقر والحالة الشكلية للمناضل. ان هذا لعمري لهو أقصى درجات التيه، المرض الطفولي لليسار والاغتراب السياسي وهو ما يقود الى نفي النفي أي الى النفور من الماركسية اللينينية ومناهضة الشيوعية. وتوجد هذه الحالات التي تحدثت عنها أيها الرفيق على الخصوص داخل الجامعة وبين الطلبة الشباب المبتدئين في الاطلاع على الفكر الثوري عبر مجرد حضورهم لحلقيات النقاش. فحتى الصديق الذي اخبرك بانه لا يطمح للسيارة أو المنزل للتعبير عن ثوريته فلا زال يعيش مراهقته السياسية ولم يطلع بشكل كاف عن حقيقة الفكر الماركسي اللينيني البعيد عن هذه الخزعبلات.

3 – هل يحاول البرجوازي الصغير التنصل من انتمائه؟

-;- بالنسبة لموقفك بأن "البرجوازي الصغير، في جوهر الأمر" يخجل كل الخجل من انتمائه للبرجوازية الصغيرة ويحاول التنصل منها ويبعد نفسه عن التهمة" هو بالنسبة لي موقف غير صحيح بالمطلق. قد يصدق ما تتحدث عنه بالنسبة لسلوك بعض الطلبة المراهقين سياسيا، والحديثين بالاطلاع على الفكر الثوري الماركسي اللينيني، حيث يأخذون بالتصنع بالانتماء الى البروليتاريا ورفض اتهامهم بالبرجوازية الصغرى، وذلك نظرا للعنف اللفظي والمادي الذي قد يمارس عليهم داخل الجامعة نتيجة هذه المراهقة السياسية بالضبط. كما أن ذلك يفضح بعد هؤلاء الطلبة عن الفهم الصحيح للفكر الماركسي اللينيني وتحوله الى مجرد تقديس لزعماء ثوريين بعينهم يخفي ولائهم واعجابهم بقيادات طلابية كارزمية محلية تشد اهتمام باقي الطلبة عبر خطاباتها الراديكالية، فتتفشى بينهم المزايدات في التقليد والمنافسة وفي اتهام البعض للبعض الآخر بالتحريفية وبالبرجوازية الصغرى، مما يجعل كل طالب يحاول رفض هذا الاتهام وابعاد صفة البرجوازي الصغير والتحريفي عنه.

-;- فالطالب في الجامعة لا زال بعيدا عن وضع الطبقة العاملة وعن وضع الفلاحين الفقراء، رغم احتمال انهم ينتمون الى اسر يشتغل أوليائها عمالا وفلاحين فقراء. كما أنهم قد يقتربون أكثر من البرجوازية الصغرى بحكم اتكالهم الكلي على اسرهم في معيشتهم ودراستهم وما يحيط بذلك من شعورهم بالاعتلاء على كافة من لم يدخل الى الجامعة بعد، ويدخل في ذلك بطبيعة الحال الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء بما في ذلك أسرهم نفسها. فتجدهم عندما يعودون الى اسرهم يتباهون أمام باقي افراد الاسرة بتفوقهم العلمي، وأن هذه ميزة تجعلهم أكثر مكانة من المفروض أن يكون الآخرون فى خدمتهم، لمجرد هذه المكانة.


-;- ان هذه المراهقة السياسية تبقى حبيسة الجامعة، ذلك أنه حالما ينهي الطلبة الجامعيين دراستهم ويدخلون معترك الحياة العملية حتى يصطدموا بحقائق المجتمع المرة وبطبيعة الانقسام الطبقي الملموس. حينذاك تبدأ الاختيارات السياسية والفكرية تتحدد طبقيا بحسب طبيعة عمل المادي للطالب المتخرج وتطلعاته واختياراته. لكن أغلبية خريجي الجامعات، على الرغم من حملهم للفكر الثوري داخل الجامعة، قد ينقلب سلوكه السياسي رأسا على عقب، حيث قد يتجه نحو توظيف كفاءاته وخبرته السياسية للارتقاء الاجتماعي وحرق المراحل نحو مصاف البرجوازية الحاكمة، عبر مختلف الوسائل، من بينها التزلف للنظام القائم وخدمة أهدافه عبر الالتحاق بالأحزاب والمركزيات النقابية الرجعية وتحوله التدريجي الى بيروقراطية سياسية أو نقابية.

-;- لكن هناك خريجون جامعيون آخرون، قد يشكلون أقلية، يكونون صادقين عند حملهم للفكر الماركسي اللينيني الثوري وتوفرت أمامهم شروطا، بشكل أو بآخر، جعلتهم ينغرسون وسط الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء الذين يشكلون أغلبية الشعب المغربي، وتدوقوا آلامهم ومعاناتهم، كما آمنوا أن لا سبيل لتغيير المجتمع الطبقي القائم المنتج لآلام ومعاناة أغلبية الجماهير الشعبية، سوى بقيادة الثورة على هذا المجتمع ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا. لذلك فإن مثل هؤلاء الطلبة الخريجون ورغم التحاقهم بإحدى مجالات العمل التي تعتبر من مجالات عمل البرجوازية الصغرى الا أنهم يظلون محافظين على انتمائهم الفكري البروليتاري ومستعدون للانتحار الطبقي والعمل مع كافة الماركسيين اللينينيين على بناء الأداة السياسية للطبقة العاملة. وبالتالي العمل على تعبيد الطريق نحو الثورة الاجتماعية المنشودة.


-;- إن البرجوازي الصغير يظل برجوازيا صغيرا ولا يتحول الى بروليتاري ثوري الا إذا انتحر طبقيا وأصبح يحمل نمط التفكير البروليتاري، وهنا يمكنه أن يرفض الاتهام بالبرجوازية الصغرى، حتى وان برزت منه بعض السلوكات البرجوازية الصغرى، لكن التنظيم الثوري يكون له جهاز مراقبة منتخب مهمته الأساسية هي وضع التقارير حول كل عضو من أعضاء التنظيم ومواجهتهم بتلك التقارير ومحاولة ممارسة النقد والنقد الذاتي لمعالجة السلوكات البرجوازية الصغرى الهدامة والتي قد يعبر عنها بعض الرفاق.

4 – أسباب ردة عدد من الثوريين السابقين وتحولهم الى برجوازيين صغار

-;- لدي بعض الملاحظات بخصوص موقفك من "ارتداد وتراجع العديد من القادة البرجوازيين الصغار الثوريين البارزين نتيجة لانعدام الايمان بعلمية قوانين الماركسية حتى النهاية" وقد قدمت ابراهام السرفاتي كمثال على مثل هذا التراجع. حقيقة أن لدينا العديد من الأمثلة على بعض الخيانات التاريخية للحركة العمالية العالمية وللفكر الماركسي اللينيني على الخصوص، ويوجد من بين هؤلاء كل من برنشتاين وكاوتسكي اللذان خانا الفكر الماركسي داخل الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني الذي ساهم كارل ماركس وفردريك انجلز في تأسيسه. كما شاهدنا عناصر من داخل الحزب البولشفي والحركة الشيوعية الروسية تخون أيضا الخط السياسي الماركسي اللينيني بل تعاون بعضهم مع أعداء الثورة البلشفية للقضاء عليها ومن بين هؤلاء بليخانوف وتروتسكي والمناشفة وزينوفييف ... الخ. كما لاحظنا أيضا ما حدث داخل السجن سنة 1979 لبعض لبقايا منظمة الى الأمام واصرارها على المراجعة الأيديولوجية والسياسية للخط الفكري والسياسي لهذه المنظمة وهو ما عبرت عنه بوضوح ورقة السيد عبد الله الحريف الصادرة سنة 2003 تحت عنوان "دفاعا عن الجوهر الحي للماركسية" وهو نفس الجوهر الذي دافع عنه الماركسي السابق روجي غارودي في كتابه "ماركسية القرن العشرين" الصادر سنة 1966. ثم أيضا تهافت العديد من القوى الماركسية سابقا منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين على تغيير مواقفها الأيديولوجية والسياسية السابقة جذريا للالتحاق بزمرة الملتحقين "بالديموقراطية الحسنية" والقبول بالاصطفاف لتقبيل الأيادي طوعا وليس اكراها خلال الالفية الثالثة.

-;- السؤال مطروح إذن حول كيف يمكن تصنيف هذه السلوكات السياسية الخيانية للحركة العمالية وللفكر الماركسي اللينيني؟ ثم هل هذه السلوكات تعتبر سلوكات طبيعية للبرجوازية الصغرى، أملتها حسابات ومصالح هذه الأخيرة وخاصة تأكدها من انتقال مراكز الثقل السياسي العالمي من الحركة العمالية العالمية نحو الامبريالية المهيمنة بدون شريك وسعيهم بالتالي الى موقع جديد في صفوفها؟


-;- حقيقة أن كل عملية خيانية للحركة العمالية العالمية كانت تمليها شروط مادية وسياسية تاريخية. فخلال الثلاثين سنة الأخيرة من القرن التاسع عشر والتي شهدت خيانة كل من برنشتاين وكاوتسكي الذين اعتقدوا بأن لا أمل في التغيير الثوري وأن الانخراط في الديموقراطية البرجوازية قد يكون مفتاحا لتحول المجتمع الرأسمالي تدريجيا نحو الاشتراكية، وكان ذلك منطلق ظهور الفكر الإصلاحي والحركة الاشتراكية الإصلاحية الأممية التي أصبحت اليوم الوجه الآخر للنظام الرأسمالي القائم تتدخل كلما بلغت ازمة النظام حدودها القصوى، لكي تتدخل باسم "الاشتراكية البرجوازية" للتناوب على السلطة وتشويه الفكر، البروليتاري وإعادة الحياة للايديولوجية البرجوازية المتآكلة وقد رأينا ذلك عند تسلم الجبهة الشعبية للسلطة في فرنسا سنة 1936، وأيضا وصول فرانسوا ميتيران الى رئاسة فرنسا سنة 1981 ...

-;- خلال نهاية القرن التاسع عشر كانت قد تحققت داخل البلدان الامبريالية طفرة اقتصادية كبرى نتيجة الخيرات المنهوبة من مختلف شعوب العالم المستعمرة. وقد مكنت هذه الطفرة الاقتصادية البرجوازية المهيمنة من تلبية العديد من مطالب الحركة العمالية العالمية الفتية تخفيفا للصراع الطبقي كتقليص ساعات العمل والزيادة في الأجور وانتشار المرافق العمومية وتطور مرفقي التعليم والصحة. وقد خدعت هذه الظروف الاقتصادية والإجراءات التي لجأت اليها البرجوازية لتلبية المطالب العمالية، الكثير من الشيوعيين، فاعتقدوا ان الاندماج في النظام البرجوازي القائم وتطوير مطالب العمال من داخل البرلمانات كفيل بتحويل المجتمع كليا نحو الاشتراكية.


-;- ولقد أبانت الأحداث اللاحقة على أن وهم تلك الظرفية التاريخية محدود في الزمن وان النظام الرأسمالي كما قال كارل ماركس يحمل بذرة تناقضه من حيث تكرار الأزمات وتحميل الطبقة العاملة الانعكاسات الكارثية لتلك الأزمات، وأن مطالب الإصلاح لا تتحقق الا جزئيا ولفترة وجيزة، سرعان ما تنهار مع تعمق استغلال البرجوازية للبروليتاريا. وذلك ما حدث فعلا مع بداية القرن العشرين حيث احتدمت ازمة النظام الامبريالي العالمي مما جعلها تفجر مجزرة عالمية أولى فيما بينها لكي تعالج كل امبريالية أزمتها على حساب باقي الامبرياليات. ، وهي المجزرة التي راح ضحيتها أزيد من 24 مليون نسمة أغلبها من الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء الذين تم تجنيدهم بدعوى الدفاع عن الوطن البرجوازي.

-;- كما أن مراجعة قدماء الى الأمام للخطين الأيديولوجي والسياسي داخل السجن سنة 1979، وما ترتب عن ذلك من خط تحريفي داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية، بل وتراجع الأرضية الأيديولوجية لهؤلاء التحريفيين الى مجرد الجوهر الحي للماركسية، ترتب أيضا نتيجة شروط مادية تاريخية. فنتيجة الستار الحديدي حول المعسكر الاشتراكي عقب الثورة البلشفية والذي أفضى الى اغتيال ستالين بالسم وتحول النظام الاشتراكي وديكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفياتي تحت قيادة خروتشوف الى مجرد رأس مالية الدولة وسيادة الشعب بدل سيادة الطبقة العاملة والذي لا يعني شيئا سوى سيادة البيروقراطية الحاكمة باسم الشعب بكامله. فقد ظهرت العديد من القوى الماركسية اللينينية المناهضة للتحريفية السوفياتية وحيث كانت منظمة الى الأمام احدى تجلياتها.

-;- لكن تحت الموجات القمعية التي باشرها النظام الامبريالي البرجوازي للتيارات الماركسية اللينينية الثورية سواء في المغرب أو في باقي دول العالم، فقد جعلت الكثير من المناضلين الماركسيين القدماء يفقدون ثقتهم في الفكر الثوري ويراجعون مواقفهم وخطهم السياسي السابق ويحاولون ملائمته مع الواقع المادي الجديد بعدة مبررات من بينها "البراغماتية" و"النضال الديموقراطي البرجوازي" و"خدمة الطبقة العاملة في ظل النظام الرأسمالي القائم" و"الالتحاق بالخط الاشتراكي الاممي" الذي دشنه كل من برنشتاين وكاوتسكي تحت شعار "الحركة كل شيء، والهدف لاشيء". تلك اذن هي خلفيات الردة التي انطلقت منذ أواخر عقد السبعينات في المغرب والتي ستتأكد معالمها انطلاقا من سنة 1990 أي عقب انهيار سور برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991. وكما لاحظنا فإن تحريفيونا أسرعوا الخطى للالتحاق ببنيات النظام البرجوازي القائم والاعتراف به، موظفين كل ما تعلموه في الحركة الماركسية اللينينية لخدمة ومساومة النظام على مواقع سياسية واقتصادية متقدمة.


5 – مخاطر وصول البرجوازية الصغرى الانتهازية إلى الحكم

-;- اتفق تمام الاتفاق مع الخلاصة التي توصلت اليها حول كون البرجوازي الصغير "يظل نضاله حبيس عفويته ورغباته المتغيرة والمتأثرة بالظروف الخارجية (وقد) تجعل منه معارضا يساريا متشددا، في البدء وبطانة للمعارضة اليمينية المنشفية العلنية الانتهازية".

-;- فمن خلال خلاصتك هذه فسرت بشكل دقيق أحد أسباب خيانة العديد من الماركسيين البرجوازيين الصغار السابقين للحركة العمالية العالمية حالما تتغير الشروط المادية للثورة. وهذا يدل أيضا على خطورة وصول هؤلاء البرجوازيين الصغار الى الاستيلاء على جهاز السلطة، حيث يتحولون الى مافيات حقيقية تستغل مواقعها في خدمة مصالحها ومصالح الامبريالية، ولدينا في العالمين المغاربي والعربي الكثير من الشواهد على ما اقترفته البرجوازية الصغرى عندما تصل الى الحكم، امثلة انوار السادات وحسني مبارك وحافظ الأسد وزين العابدين بنعلي ... الخ.

ثالثا: شروط انتقال البرجوازي الصغير نحو البروليتاريا

1 – أي قانون موضوعي يحكم انتقال البرجوازية الصغرى نحو الطبقة البروليتارية؟

-;- يشير الرفيق أحمد أحمد حرب الى أنه في خضم الصراع الطبقي "تجد احدى مراتب البرجوازية الصغيرة أساسا ماديا لانتقالها الموضوعي نحو مناصرة مصالح الطبقة العاملة وتبنيها بالكامل والتضحية بمصالحها الاقتصادية البرجوازية الصغيرة". ويؤكد الرفيق هنا أنه يقصد "المثقفين البرجوازيين والبرجوازيين الصغار الذين تمكنوا من الإحاطة بمجموع الحركة التاريخية وفهمها بصورة نظرية فشكلوا طلائع ثورية حقيقية للطبقة العاملة".

-;- إن ما تفضل به الرفيق يبدوا كأنه قانون موضوعي يحقق هذا الانتقال يقول ما يلي: "عندما تتوفر للبرجوازية والبرجوازية الصغرى الثقافة والاحاطة بمجموع الحركة التاريخية وفهمها بصورة نظرية فإن ذلك ينتج لنا طلائع ثورية حقيقية للطبقة العاملة".


-;- لكن هذه الفكرة التي يطرحها الرفيق كقانون موضوعي تبقى مجرد فكرة خيالية لا علاقة لها بالواقع، فهناك الملايين من البرجوازيين والبرجوازيين الصغار الذين درسوا الفلسفة وعلم التاريخ وكيفية تطور الحركة التاريخية نظريا، وهناك الكثير من الأمثلة عن هؤلاء، لكنهم أبدا لم يتحولوا الى طلائع ثورية حقيقية للطبقة العاملة. لذلك فإن هذا المعيار الذي تقدم به الرفيق هنا لا يكفي لتحديد أسباب تحول بعض البرجوازيين والبرجوازيين الصغار نحو مناصرة البروليتاريا.

2 – هل يتأتى الوعي الطبقي البروليتاري من خارج البروليتاريا أم من داخلها؟

-;- يقرر الرفيق في مكان آخر بأن "المثقفون البرجوازيون الصغار يلعبون دورا بارزا في ظهور الوعي السياسي للطبقة العاملة التي لم تكن لتبلغه من داخل دائرة العلاقات بين العمال وأصحاب الأعمال، كان من الضروري أن يأتي من خارج النضال الاقتصادي وهذا هو دور المثقفين".

-;- إنه تناقض غريب في رأيي، فكيف يتسنى لأشخاص يدخلون في حكم "المثقفون البرجوازيون الصغار" بمعنى أنهم لا يتوفرون على الوعي السياسي والا لما اعتبرناهم برجوازيون صغار، سيلعبون دورا أساسيا في ظهور الوعي السياسي للطبقة العاملة. علما بأن المثل يقول "فاقد الشيء لا يعطيه". فكيف يمكنك تفسير هذه الإشكالية وهذا التناقض؟ لقد سبق للرفيق كارل ماركس أن أعلن أن "البرجوازية تنتج حفار قبورها"، لكن هذه المقولة لا تعني ان البرجوازية هي من تضخ الوعي الطبقي داخل البروليتاريا، بل أن الوعي الطبقي ينشأ داخل البروليتاريا نتيجة الاستغلال والاضطهاد البرجوازي لها، فيتعمق وعي الطبقة العاملة مع تراكم الصراع الطبقي، وهو الوعي الذي تحاول البرجوازية محاربته بكافة الوسائل، ومن بينها الاستعانة بالبرجوازية الصغرى لتشويه نمط التفكير البروليتاري.


-;- لكي يدافع الرفيق أحمد أحمد حرب عن أطروحته الأخيرة حول دور البرجوازيون والبرجوازيون الصغار في ظهور الوعي السياسي للطبقة العاملة، فإنه يورد مثالي كارل ماركس الذي اعتبره برجوازيا صغيرا وفردريك انجلز الذي اعتبره برجوازيا وابن برجوازي، وأنه من خلال احاطتهم بمجموع الحركة التاريخية توصلا الى الاشتراكية العلمية.

-;- السؤال المهم هنا: هل يدخل كل من كارل ماركس وفردريك انجلز في حكم البرجوازية الصغرى والبرجوازية؟ ألا يمكن اعتبارهما انطلاقا من حملهما للفكر البروليتاري الثوري وانحيازهما المطلق للحركة العمالية العالمية حيث كانا مؤسساها سنة 1864، أنهما قطعا تماما صلتهما بالبرجوازية الصغرى وبالبرجوازية؟ ألا نسمي هذه الوضعية بالانتحار الطبقي، أي ان هذا الانتحار يقود فعلا الى موت مطلق للانتماء الى البرجوازية الصغرى والبرجوازية وولادة انتماء طبقي جديد حيوي هو نمط التفكير البروليتاري؟ علينا أن نفرق في هذا المجال بين الانتماء الى البروليتاريا الذي يجسده العمال الذين يبيعون قوة عملهم لقاء أجر يكفي بالكاد تغطية قوت يومهم، وبين تحول برجوازيون وبرجوازيون صغار نحو الانتماء الى البروليتارية، ونسميهم بالبروليتاريين وهم المثقفون الذين كانوا قبل حملهم للفكر البروليتاري برجوازيون صغارا وبرجوازيون، لكنهم قرروا الانتحار الطبقي وحمل نمط التفكير البروليتاري والتحقوا بالتالي إلى جانب البروليتاريا في الصراع الطبقي ضد البرجوازية الصغرى والبرجوازية.


-;- إذن فالماركسية كعلم دقيق يجب أن نحافظ على دقته، لذلك علينا أن نلائم مصطلحاتنا مع الواقع، فماركس وانجلز لم يكونا برجوازي صغير وبرجوازي بل كانا بروليتاريان منذ تبنيهما لنمط التفكير البروليتاري.

-;- ويؤكد الرفيق في الفقرة الموالية على هذه الفكرة الأخيرة عندما أورد على لسان انجلز كيف أحدث الرفيقان (ماركس وانجلز) من خلال قرار واع سنة 1845 القطع النهائي مع الفهم المثالي للتاريخ كما صاغته الفلسفة الهغلية وتبني فهما ماديا للتاريخ كما صاغه ماركس. فهذا التأكيد يدل على ان الرفيقان لم يعودا منذ ذلك الحين برجوازيان صغيران أو برجوازيان. فعلينا أن نتوقف نحن أيضا عن اعتبارهما كذلك. كما علينا ان نقر نتيجة هذه الخلاصة الأخيرة ان التحاق هذين المناضلين الثوريين بصفوف البروليتاريا هو ما ساهم في ظهور الوعي السياسي وسط الطبقة العاملة والحركة العمالية العالمية أي من داخلها.


-;- نفس الشيء بالنسبة للأمثلة التي أوردها الرفيق حول لينين وبليخانوف وكاوتسكي وستالين ومولوتوف وماوتسيتونغ وهوشي منه، فكل هؤلاء المنتحرين طبقيا اصبحوا بروليتاريين، وبتلك الصفة ساهموا في ظهور الوعي السياسي من داخل الطبقة العاملة. كما أن بعض هؤلاء مثل بليخانوف وكاوتسكي تخلوا في مرحلة معينة من الصراع الطبقي عن انتمائهم البروليتاري والتحقوا بالانتماء الطبقي البرجوازي والبرجوازي الصغير، حيث ساهمت أفكارهم الإصلاحية التحريفية من خارج البروليتاريا في تشويه الفكر العمالي ومحاولة ابقائها تحت استغلال البرجوازية.

-;- كما أن نفس الشيء يصدق عند حديث الرفيق عن "دور المثقفين البرجوازيين الصغار الذي ساعد على ظهور فكر الطبقة العاملة في المغرب" منذ الاعلان عن ولادة المنظمات الماركسية اللينينية المغربية الى الأمام و23 مارس ولنخدم الشعب، لكن هؤلاء الثوريون انتحروا طبقيا ولم تعد لديهم صلة بالبرجوازية وبالبرجوازية الصغرى فنحن إذن أمام بروليتاريين وليس أمام برجوازيين صغار، لذلك فقد ساهموا في انبثاق الوعي الطبقي من داخل البروليتاريا المغربية.

رابعا: هل من المقبول منطقيا أن يتظاهر برجوازي صغير بالانتماء للبروليتاريا؟

-;- يقول الرفيق "انها قمة السداجة والغباء، فمناصرة مشروع الطبقة العاملة لا يكون بتظاهر البرجوازي الصغير أنه عامل مأجور أو بتنازله على مصدر رزقه البرجوازي الصغير. إن البرجوازي الصغير الثوري لا يجب أن يتبرأ من انتمائه الطبقي أو يخجل منه كشرط لتحقيق ثوريته " استسمحك رفيقي أن أعتبر منطق هذه الفقرة هو السادج نظرا لنفس التناقض الذي اشرت اليه أعلاه، فلا وجود لبرجوازي صغير ثوري في صفوف البروليتاريا، قد يكون برجوازيا ثوريا ضد نظام الاقطاع، لكنه أبدا لن يكون برجوازيا ثوريا وسط الطبقة العاملة. فمن أصبح يساهم في الصراع الطبقي من وسط البروليتاريا فقد انجز انتحاره الطبقي واصبح بروليتاريا كاملا ولم تعد له علاقة بالبرجوازية الصغرى حتى وان ظل عمله يدخل ضمن المجالات التي تشتغل فيها البرجوازية الصغرى كمهنة الطب والمحاماة والجندية والشرطة والوظيفة العمومية ... الخ، فالعبرة بنمط التفكير الذي يحمله والذي يؤثر على فكره ووجدانه وعمله، وهي إهانة بليغة ان تنعت هذا البروليتاري الثوري المنتحر طبقيا بالبرجوازي وبالبرجوازي الصغير.

-;- وكما هو الشأن بالنسبة للانتحار الطبقي الذي يحول البرجوازي الصغير الى بروليتاري، فكذلك الأمر بالنسبة للبروليتاري الذي قد ينتحر طبقيا لكي ينتمي فكرا للبرجوازية الصغرى والبرجوازية فيشكل قاعدة اجتماعية لهؤلاء على الرغم من استمرار عمله وسط الطبقة العاملة وحيث لا زال يبيع قوة عمله للبرجوازية التي تستغله، والتي قد يحصل منها على بعض الامتيازات لقاء خيانته لطبقته. ومثل هؤلاء كثيرون وسط الطبقة العاملة وغالبا ما نسميهم بالأرستقراطية العمالية حيث يتحولون الى بيروقراطيين لإفشال أي محاولة نضالية ثورية للعمال ضد مضطهديهم.

-;- ان استشهادك بمقولة ستالين حول "كون الطبقة العاملة غير معزولة عن باقي فئات المجتمع الأخرى وعلى رأسها البرجوازية الصغيرة التي تأثر أيما تأثير على الطبقة العاملة وحزبها الثوري"، وما جاء بعدها حول الفئات الأساسية الثلاث للطبقة العاملة، يؤكد ما ذهبت اليه حول الحدود الفاصلة بين الطبقة العاملة ونمط تفكيرها البروليتاري من جهة ونمط التفكير البرجوازي والبرجوازي الصغير اللذان يشكلان أعداء طبقيين للبروليتاريا، وحيث لا يمكن أن يوجد برجوازي صغير ثوري وسط البروليتاريا.


-;- اننا باقرارنا بهذه الحقيقة سنستخلص بأن الوعي الطبقي يأتي من داخل الطبقة العاملة وليس من خارجها، والدليل هو قدرة نمط التفكير البروليتاري أن يجر اليه العديد من البرجوازيين والبرجوازيين الصغار فينتحرون طبقيا ويتحولون الى بروليتاريين يناضلون ضد نمط التفكير البرجوازي والبرجوازي الصغير من داخل الحركة العمالية.

-;- إنك أيها الرفيق أحمد أحمد بحر تقر بشكل واضح أنه "متى نهضت البرجوازية الصغرى للنضال فهي تنهض للحفاظ على مصالحها البرجوازية الصغرى فحسب، فهي في جوهر الأمر محافظة حتى في ظل عضويتها داخل الأحزاب والمنظمات الثورية تظل معبرة عن المواقف البينية والوسطية وتصر على هذه المواقف كلما ازداد صراع الطبقات شراسة". إن أية برجوازية صغرى بهذه المواصفات لن تستطيع نقل الوعي الطبقي للبروليتاريا من خارجها، بل ما تنقل اليها فعلا هو نمط تفكيرها البرجوازي الصغير الانتهازي فتعمل بذلك على تشويه فكرها البروليتاري. لأنه شتان بين نمط التفكير البرجوازي الصغير ونمط التفكير البروليتاري.


-;- وفي فقرة تتحدث فيها عن "الاختلاف في طبيعة التعاطي مع مواقف البرجوازية الصغرى داخل النقابات والأحزاب البرجوازية الصغرى التي يسود فيها الفكر البرجوازي من جهة ومن جهة أخرى التعاطي مع مواقف البرجوازية الصغرى داخل الأحزاب والمنظمات الثورية". إن الالتباس الذي أؤاخذه عليك أيها الرفيق هنا هو حشر مواقف البرجوازية الصغرى داخل الأحزاب والمنظمات الثورية، لأنه من غير المقبول أن تسمح هذه الأخيرة، ان كانت ثورية بالفعل، بعضوية أفراد من البرجوازية الصغرى، ولأن انتقاء العضوية داخلها يجب أن يكون صارما ولا يسمح به سوى للحاملين لنمط التفكير البروليتاري لا غير من بين الطبقة العاملة ومن بين الملتحقين بها كبروليتاريين.


-;- لكن ما قد يحدث داخل المنظمات الثورية هو صراع الخطين وهو ما تحدث عنه لينين وما تسيتونغ بإسهاب، ففي مرحلة من مراحل الصراع الطبقي قد يظهر داخل المنظمة الثورية رأي برجوازي صغير معارض للخط الفكري والسياسي الرسمي للمنظمة، ومع توالي الأيام يلتحق بهذا الرأي البرجوازي الصغير المعارض عددا من المؤيدين له فيصبح تيارا فكريا وسياسيا مناقض للخط الفكري والسياسي الرسمي. فمن شأن تفاقم صراع هذين الخطين، تصبح المنظمة مهددة بالانفجار من الداخل، وهذا ما حاول الرفيقان لينين وماو تسيتونغ الإجابة عليه لمعالجته عبر أذاتين سياسيتين أساسيتين هما المركزية الديموقراطية والنقد والنقد الذاتي، على أن تكون للمنظمة جهاز مراقبة مركزي منتخب دوره هو المتابعة والمحافظة على ثبات الخط الفكري والسياسي للمنظمة الثورية، وكلما ظهر رأي معارض للخط الفكري والسياسي الرسمي وقبل أن يتحول الى تيار برجوازي صغير معارض، فتجب دراسته ومناقشته وسط التنظيم بحضور صاحب الرأي البرجوازي الصغير المعارض، وحيث يعتمد هنا النقد والنقد الذاتي من اجل التوصل الى حل مقبول يصادق عليه الجميع. لكن في حالة عدم التوصل الى حل متفق عليه، يتم الاحتكام للمركزية الديموقراطية وحينذاك يتخذ قرار ابعاد العضو الخارج عن الخط الفكري والسياسي الغالب. وذلك حتى لا تهدد مواقفه البرجوازية الصغرى المنظمة بالانفجار.

-;- الفقرتين الأخيرتين تبدوان تائهتين خارجتين عن السياق نتيجة نفس الخلاصات الخاطئة السابقة، فلا يمكن للبرجوازي الصغير ان يكون ثوريا بهذه الصفة الا اذا انتحر طبقيا واصبح حاملا لنمط التفكير البروليتاري بشكل كلي، وبهذا الفهم نستطيع القول عكس ما قاله الرفيق هو ان وعي الطبقة العاملة يأتي من داخلها أي من البروليتاريين أنفسهم نتيجة طبيعة العمل كبائعي قوة عملهم أو كبروليتاريين بالصفة كمنتحرين طبقيين ولو ظل عملهم مشابها لعمل البرجوازية الصغرى، فالعبرة بنمط التفكير البروليتاري الذي يحملونه.

-;- لقد نقل لينين عن كاوتسكي في كتابه ما العمل لسنة 1902 بأن الوعي الطبقي يتأتى للطبقة العاملة من خارجها، وذلك دون أن يجري الرفيق لينين دراسة كافية لطبيعة هذه المقولة، لكن كتابات لينين اللاحقة وممارساته منذ ثورة 1905 وحتى ثورة 1917، ظلت تؤكد على العكس وهو ان الوعي الطبقي لا ينبثق الا من داخل البروليتاريا، وحيث كان يتم حرمان أي عضو لا يحمل نمط التفكير البروليتاري من الالتحاق بالحزب البولشفي، وعلى أساس ذلك المبدأ صارع لينين خلال انعقاد مؤتمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي سنة 1903 في لندن وبروكسيل باقي التيارات البرجوازية الصغرى داخل الحركة العمالية فتمكن من استبعاد بليخانوف وتروتسكي والمناشفة لطغيان نمط التفكير البرجوازي الصغير في سلوكهم.

بدلا من الخاتمة

نظرا لأن الرفيق أحمد أحمد حرب شرع في مناقشته في ورقته الثانية للبرجوازية الصغرى انطلاقا من مساجلتي مع السيد أحمد شركت، وحيث كان لسياق النقاش مع هذا الأخير دوافعه الخاصة، علما أنني لا أحبذ الحديث عن نفسي، لكن ضرورة الرد على نقد السيد أحمد شركت اضطرتني إلى التعريف بطبيعة انتمائي الطبقي، وأنه لا يكفي الادعاء بالانتماء طبقي معين من دون الانخراط فيه كلية مع حمل نمط التفكير البروليتاري.

وقد تساءلت حول طبيعة خطابك لي في ورقتك الثانية، فإما أنك تشكك في مصداقية روايتي حول أصولي الطبقية البروليتارية، أو أنه دليل على عدم فهمك لسياق حديثي مع السيد أحمد أحمد شركت، فقد جاء نقدك لي كما يلي: "استغربت للتبريرات التي قدمتها وكأن انتمائك إلى البرجوازية الصغيرة أصبح في المغرب تهمة يحكم على صاحبها بحرمانه من الانتصار لمشروع الطبقة العاملة الثوري" ثم أضفت "هكذا لاحظت أنك كنت تحاول على ما أظن أن تنزع عن شخصك صفة البرجوازي الصغير فكريا". فكيف تتهمني بالبرجوازية الصغرى مع اني أخبرت بانتمائي العضوي للبروليتاريا حتى سن 35 سنة ثم انتقلت للعمل كأي برجوازي صغير آخر في الوظيفة العمومية مع استمراري في حملي لنمط التفكير البروليتاري.

ان سياق كلامي عن نفسي كان غرضه تقديم معلومتان رئيسيتان، المعلومة الأولى هي انه طيلة فترة دراستي من سنة 1977 الى 1990 وأنا في حكم البروليتاري، لأنني كنت أبيع قوة عملي كعامل في كثير من أوراش الشغل اليدوية، لكي أعيل نفسي وأتابع دراستي، التي تفوقت فيها وحصلت على أعلى الشهادات. كما كنت طيلة هذه المدة شيوعيا أحمل نمط التفكير والثقافة البروليتاريين. أما المعلومة الثانية فهي انني منذ حصولي على وظيفة عمومية سنة 1990 أصبحت بحكم هذا العمل الذي أؤدي فيه خدمة عمومية، برجوازي صغير من حيث العمل فقط، لكني واصلت اعتناقي للنظرية الماركسية اللينينية كما واصلت حملي لنمط التفكير البروليتاري.

فإذن عندما تقول لي بانني حاولت إخفاء طبيعتي البرجوازية الصغرى، فإما انك تشكك في مصداقية كلامي وبالتالي توجه لي إهانة اخفائي طبيعتي (المتوهمة لديك) البرجوازية الصغرى، وإما أنك لم تفهم سياق كلامي بالكامل، وأن مثقفا شيوعيا مثلي لا يمكن أن يكون سوى برجوازيا صغيرا، ويحاول المزايدة على السيد أحمد شركت فيدعي الانتماء للبروليتاريا.

لكني عندما قرأت كامل مداخلتك، انتبهت الى أن لك وجهة نظر مختلفة تماما عن وجهة نظري حول طبيعة البرجوازية الصغرى وسلوكها وأوجه التحاقها بنضالات البروليتاريا، وهذا ما حاولت مناقشته خلال هذه الورقة الثانية.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع أحمد أحمد حرب1
- تقرير ملخص حول الندوة العالمية الثانية للنساء القاعديات بكات ...
- بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت، الجزء الثالث
- بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت الجزء الثاني
- بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت
- حزب الله حركة ثورية وطنية ضد الصهيونية والامبريالية والرجعية
- تحية للمرأة المغربية المناضلة
- الشبكة المغربية الديموقراطية للتضامن مع الشعوب
- الاستهداف الامبريالي – الرجعي لشعوب دول الشرق الأوسط وشمال ا ...
- نداء السنة الجديدة 2016 الى كافة الرفاق والرفيقات
- سياسة الميزانية لسنة 2016، مؤطرة مسبقا من طرف صندوق النقد ال ...
- هل كردستان العراق ضد كردستان سوريا (رجافا وكوباني)؟
- لا خيار يعلو على صوت المقاومة
- المتصرفات والمتصرفون يضيعون موعدا مع التاريخ خلال مؤتمرهم ال ...
- لا تحرر للمرأة من دون انعتاق المجتمعات من نمط الانتاج الرأسم ...
- كارل ماركس
- التنديد بمسؤولية المملكة العربية السعودية عن عدد من الانتهاك ...
- في ذكرى تأسيس الرابطة الدولية للعمال 28 شتنبر 1864
- 2016 سنة الاحتقان أم سنة تنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي
- رسالة بنكيران التقشفية لميزانية 2016


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - حوار مع أحمد أحمد حرب2