أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال غبريال - كتابة عبر النوعية: حوار لم يتم














المزيد.....

كتابة عبر النوعية: حوار لم يتم


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


إهــداء:
إلى زهرة لها ملمس الندى ورائحة الصبح.

كان الوقت امتداداً موشحاً بالخريف والصفرة الباهرة، وكان المكان لحظة محمومة بالأشواق بعيدة المنال، والخيالات فادحة الروعة . . كان هذا على مرمى حجر من أقدار ملتبسة بحميمية، وسياجات تستحيل على التخطي.

قلت : أريد أن أغادر الزمان والمكان.
قالت : وهل أنا غيبوبتك؟
قلت : أنت الحقيقة الرائعة كغيبوبة!
قالت : أحب حتى طلاسمك، غموضك الموحي!
قلت : أنت الزهرة على سطح أمواجي المتلاطمة.
قالت : حسبتك تحتويني في أعماقك.
لم أقل: أنت داخل كل قطرة من دمي، كل نثار الدموع التي لن يتيسر لي أن أزرفها . . أنت
يا صغيرتي ومضة ضوء تهتك ظلمات الدهور في أعماقي.
قالت : كيف لمفكر مثلك أن ينشد الغياب؟
وقالت : عقلك بحر يغريني بالسباحة في لجج غموضك.
قلت : عقلك جسد أشتهي أن أحتويه . . أغمره!!
قالت : تخيفني كلماتك، وتغريني بالمغامرة.
قلت : أنت اللحظة الرائعة، قبل أن تميل قمم الجبال المسكونة بالسحر والأساطير، لتخلد في
عناق يؤججه حنين غامض ومشبوب.
قالت : ماذا لو ارتميت الآن في حضنك؟!
قلت : عندها قد يتوقف الزمن.
قالت : فليكن.
قلت : أرجوك لا تفعلي، فأنا مازلت أسير الزمان والمكان.
لم أقل : أنت تسكنينني يا طفلتي منذ بدأت أتهجى الأبجدية، تجوسين بين حناياي فأستعذب
الخدر، يسري على سفوح لا تكسوها الأعشاب الطرية، ولم تعتد المرح عليها صغار
الأيائل.
قالت : فقط أريد أن أسمعك.
قلت : أنا أسمعك حين أراك . . أراك حين أسمعك . . وحين تصمتين وتنأين، أراك
وأسمعك معاً.
قالت : أرجوك تكلم!
قلت : أرني عينيك لأقرأ.
قالت : سأغمض عيني عليك وأذهب.
قلت : سأغلق فمي وألهج باسمك!!

كانت الشمس لم تسقط بعد على خط الأفق، والسحاب المشرب بالحمرة يتداعى، أمام أوائل خطوط الليل، فكان أن قامت، ولم أبرح اللحظة، ألملم أوراقي إشفاقاً من ريح المساء.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنانيك يا د. فيصل القاسم
- يا لك من متفائل يا صديقي د. شاكر النابلسي
- الصخرة الأرثوذكسية ورياح التغيير 2
- الكنيسة والوطن. . إعادة ترتيب الأوراق
- عقيدة التوحيد ومسيرة الحضارة
- همسة في أذن الأقباط، وحركة كفاية
- حاولت أن أدق في جلودكم مسمار
- الصخرة الأرثوذكسية ورياح التغيير
- مصر والعرب والعروبة
- قليل من الوقار يا سادة
- إلى ما يسمى تيار الإخوان المعتدل
- الإخوان والحنان الليبرالي اليائس
- خطوة تكتيكية إلى الخلف
- رائحة سرور تلك - كتابة عبر النوعية
- هكذا تكلمت إيزيس
- عصفور الشرق المغرد في لندن - صنديد العروبة الذي لا يخجل
- معضلة المرض العقلي
- السباحة في بحر الظلمات إهداء إلى د. سيد القمني.
- د. سيد القمني لا تحزن من سفالتهم
- العظيم سيد القمني والبيان القنبلة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال غبريال - كتابة عبر النوعية: حوار لم يتم