أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين














المزيد.....

قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5124 - 2016 / 4 / 5 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


قتامة النص في ديوان
"كأني أدحرج المجرات"
عثمان حسين
واقعنا الكئيب يهيم على ما نكتبه، إن كان شعرا أم نثرا، وهذا أمر طبيعي، فالكاتب لا يستطيع أن ينسلخ عن واقعه، مهما كان متماسك الأعصاب، فمشاهد الخراب وحجم الدمار وقوة الضغط، كل هذا يجعل الكاتب عرض لحالات التأثر بما هو حاصل، بالمحيط الخارجي الذي لا يستطيع الانفلات منه.
الشاعر "عثمان حسين" ينطبق عليه هذا الأمر، فهو يعكس في ديوانه واقعه، الذي يعيشه، فنجده يبدى لنا تشكيل لغوي مضربا، قاتم، يمزج فيه بين الألفاظ المتناقضة، كتعبير عما يجول في نفسه من قرف وكآبة ويأس واحباط، فنجده يحدثنا بهذا المنطلق المتناقض:
"وأمضي نبيا تجاهلته السماء
ومن أعلى شاهق
أنثر الحكمة والعتمة
أسرج النهايات
وأخرج إليك نافضا غبار النبوة
متبوعا بأربعين مارق يملكونني
مانحا فكرتي نداها
ويخرج الليل حاملا فضاءه
صاعدا إلى رحلة دافقة" ص17، نجد فيما سبق العديد من الشواهد على حالة الاضطراب التي يمر بها الشاعر، "نبيا تجاهلته السماء، أنثر الحكمة والعتمة، ويخرج الليل حاملا فضاءه" كل هذا المقاطع ترتبط بالحالة التي يعيشها الشاعر، فممن خلالها يمكننا أن معرفة حجم الضغط الواقع عليه، وهذا ما جعله يستخدم لغة يزاوج فيها بين النقائض.
ما يمر به الشاعر من خراب سببه الاحتلال، من هنا يحدثنا عنه قائلا:
"أعدت قهوتي
لكن الموت أسرع من قهوة نوار
ومن هلوسات الجنود
وهم يبحثون عن نفق في السماء الثانية
...
في جثة حكمت عليها حكمة العدو مؤبدا واحدا في ثلاجة
الموتى
" ص34 و35، فنجد الموت مقترن بالحديث عن الجنود، فهم من يفرضونه على الفلسطيني، وهم من جعل الألفاظ تتداخل في معانيها، وتعكس حالة التوتر والاضطراب التي يمر بها ليس الأنسان العادي وحسب، بل حتى الشاعر، الذي من المفترض أن يكون أكثر اتزانا وحكمة من لآخرين، لكن واقع الحال، وما يقوم به العدو من قتل وتخريب ودمار جعل الكل يعاني من هذا الواقع.
أهم ما في الديوان أنه يستخدم الفكر الديني بشكل معكوس، بمعنى يجعل من الأفكار الدينية تأخذ منحى/فكرة مغايرة لما هو متعارف عليه عن الآخرين، وهذه الاستخدامات منتشرة في غالبية الديوان:
" وأخرج إليك نافضا غبار النبوة" ص17
"أكرر دوائري حول كعبة رجاجة" ص19
"وأعطي مساحة للمعصية
وقبلة الحياة" ص21
"علميني كيف أعبر الطرقات والمساجد
وأثغو بالفاتحة" ص25
"كنت تابعا مخلصا لأنبيائك القساة" ص43
كل هذا يشير إلى حالة الغضب الكامنة في الشاعر، بحيث قدم لنا ما هو مقدس، بشكل مهزوز، مختلف عما عرفناه، وكأنه بهذا يردنا أن نتقدم من جديد مما نحمله من قناعات وبديهيات، فحجم المأساة جعلته يقدم لنا هذا المفاهيم الجديدة.
هناك تأثر في الديوان بالنص القرآني، فنجد بعض المقاطع التي جاءت تستخدم اللفظ القرآني مثل:
"ـ في الطرقات إلى سدرة المنتهى" ص35
"ستكتشف أسرار القطوف الدانيات" ص41، وهذا يشير إلى أن هناك تأثرا القرآن الكريم، فنجد الشاعر يستحضر ثقافته القرآنية في نصه الشعري، كتأكيد على أهمية وجمالية النص القرآني، ليس على دافع ديني وحسب بل على وأساس الجمالية اللغوية والفنية الأدبية التي جاءت فيه.
كما هو حال بقية الكتاب يتقدمون من المرأة وقت الشدة وعند الضغط، فنجد "عثمان حسين" ينتهج هذا النهج/ ويتقدم من المرأة كعامل مهدئ ومسكن لما يمر به من ضغط، فنجده يستحضرها في أكثر من موضع:
"وأمضي مسائي محدقا
مستنشقا ربيع الأنوثة" ص19
"في عينيك الصافيتين أرى:
حيرتي
وعجزي البارد" ص51
تطلين برأسك البهي" ص54. فالمرأة كانت هي المرفأ الذي يستريح فيه الشاعر بعد العاصفة، وهي الملجأ الذي يمده بالأمل وقت الصراع، فهي تأخذ مكانتها كعامل قوة، يمكنه من خلالها أن يستمر في خوض غمار المعارك حتى تنتهي.
الديوان من منشورات بيت الشعر، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، الطبعة الأولى 2011.




#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-
- اليهودي والفلسطيني في رواية -دارة متالون- نهاد توفيق عباسي ا ...
- هيفاء وخليلي وأنا
- -بنية الخطاب في الرواية النسائية الفلسطينية- حفيظة أحمد
- مطاردة شاعر
- القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة
- النص الأسود في-حديث النهر- شوقي عبد الأمير
- من مظاهر الفساد
- الواقع والرمز والفانتازيا في رواية -الأبلة ومنسية وياسمين- ا ...
- اللغة بين الشكل والمضمون في كتاب -كأنها نصف الحقيقة- فراس حج ...
- كتاب -في ذكرى محمود درويش- فراس حج محمد
- البطل والمرأة في رواية -الشراع والعاصفة- حنا مينة
- الانذهال بالغرب
- الكآبة في ديوان -فهرس الأخطاء- عبود الجابري
- العرض الجيد في سلسلة -أعلام الشعر العربي الحديث- ريتا عوض
- حصار الشاعر في ديوان -حالة حصار- محمود درويش
- الرواية البائسة -آه يا حضن أمي- سامي محريز
- الإيحاءات الجنسية في ديوان -منكِ أسقي منديل الغيم- ليلى مقدس ...
- شركات الفساد
- السواد المميت في رواية -البوكس- قاسم توفيق


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين